مواضيع اليوم

حين لا تكون قلقاً كفاية!

رؤى صبري

2011-03-28 17:22:01

0

حين لا تكون قلقاً كفاية!
القلق طبيعة في النفس البشرية يمكننا تجزئته إلى جزأين هما ، القلق الحميد الذي يدفع الإنسان للإنجازات والسعي نحو الأفضل أما النوع الآخر وهو القلق المقلق "إذا جاز التعبير" حين يؤرق حياة الإنسان ويجعلها جحيما ، وينتهي إلى بقائه دافعاً دائماً للتوتر والتنغيص إلى درجة تعيق التطور وتكبته.
وهناك من يخلق القلق لنفسه طيلة الوقت خاصة مع كثرة التساؤلات التي لا يمكن التكهن بالإجابة عنها ، فمن المفترض أن يعمل الإنسان بكل ما أوتى من طاقة وجهد وغالبا ما تكون النتائج مثمرة في هذا الجانب ، لكنه قد يتحول لمرض حين لا يثق المرء بقدراته في العمل والعطاء ويظل يشكك فيها غير عالم أن لكل طاقة حدود ولكل قصة نهاية .
وإذا ما تفحصنا حياة مجتمعاتنا مع القلق سنجد أن أكثر الفئات المجتمعية قلقاً هن الأمهات ، حيث أنهن يقلقن لاعتقادهن بأنهن لم يقلقن بما فيه الكفاية!وبذلك يحولن حياة أولادهن إلى جحيم ، بكثرة تساؤلاتهن وترصدهن لكل فعل صغر أم كبر حيث يلازمهن القلق على طول الخط !
وعلى صعيد آخر نجد هناك أناس لا يقلقون أبدا ,تكاد بيوتهم تنهار فوق رؤوسهم ومع ذلك هم لا يقلقون ولا يهتمون إلى درجة أن برودهم هذا لا نستطيع أن ننعته إلا بالإهمال ، وان كانت الأضرار لا تطالهم وحدهم ، بل يمتد الضرر للآخرين من حولهم .
وهنا يتضح لنا أن القلق سلاح ذو حدين يمكن أن يكون فتاكاً في حالتي الزيادة والنقصان ، إذ من المفترض أن هناك أمور يجب أن يعي لها الإنسان كالامتحانات أو الوظائف أو غيرها ممن لها أثر على مسار الحياة العلمية والعملية وهناك أمور سطحية لا يجب أن نبالي بها أو نكترث لها.
فمن الجيد أن تكون قلقا كفاية حتى تستطيع أن تعين نفسك على التحكم بزمام الأمور وعلى العيش بطريقة أفضل لكن زيادة القلق وسيلة انتحارية حقيقة تسحب منا لذة الحياة ببطء خاصة مع كل التطور السريع في الحياة والذي يعني المزيد من الضغوطات والتي تشكل لنا مصدراً أساسياً للقلق لكن قدرة الإنسان في التفريق بين ما يقلق ومالا يقلق هي الأساسية في السيطرة على المواقف ولا تتمثل الحكمة في خلق القلق أو اصطناعه.
كاتبة سعودية


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !