لم يكتفي القذافي بتدمير الوطن الليبي و الشعب الليبي فقط وانما قاد نفسه واهله بشكل جنوني الى التهلكة والدمار ، لقد شرد شعبا بأكمله وفي النهاية شرد عائلته وسلم اولاده ونفسه الى الموت كل ذلك مقابل كرسي الحكم ، أمر غريب ! مثير للدهشة والتعجب ! هل يصل جنون العظمة بألانسان الى هذه الدرجة المؤسفة ؟ هل هو قصور في التفكير ؟ أم هي غشاوة على البصيرة ؟ أنه امر غريب جدا ولا اجد له تفسيرا مقنعا ، فمنذ اليوم الاول لثورة 17 فبراير قدم مصطفي عبد الجليل عرضا فريدا للقذافي وهو ان يمكث في ليبيا معززا مكرما هو وزوجته واولاده دون ان يحاكمه احد او يقلقه احد وبشرط واحد فقط وهو ان يعتزل العمل السياسي ، وهو شرط سهل لكن القذافي قابل ذلك العرض بالسخرية وقدم مكافأة لكل من يقبض على عبد الجليل او حتى يقتله وارسل كتائبه ومرتزقته لتنتقم من كل المدن الثائرة في الشرق وكادت تحدث مذبحة رهيبة في بنغازي لولا تدخل الناتو ، ثم جاء بعد ذلك اللواء عبد الفتاح يونس وقدم له ذات العرض وقال له لن يؤذيك احد ولن يؤذي ابناءك احد وابناءك هم ابناءنا ولن يتعرض لهم احدا بسوء وليس مطلوب منك غير التنحي ، لكن القذافي اخذته العزة بالاثم وقابل الكلام الرائع لعبد الفتاح يونس بالسخرية ايضا ، ثم قدم له الغرب عروضا متنوعة مرة بالاقامة في ليبيا ومرة بالاقامة في زيمبابوي ومرة بالاقامة في فنزويلا ومرة بأن يختار هو مكانا للاقامة دون ان يتعرض له احد ، لكنه مع الاسف اعماه جنون العظمة وحب الحكم والملك وفوت كل تلك الفرص والعروض التي لو وافق على عرضا واحدا منها لتغير الامر تماما ولعاش سالما هو وأولاده ، مع الاسف الشديد لقد فشل القذافي في قيادة اسرته الى بر الامان ، فكيف لأنسان لم يستطع قيادة عائلته أن يقود شعبا بأكمله ؟ أن يفشل الانسان في قيادة أمة فتلك مصيبة وان يفشل في قيادة أسرته فالمصيبة أكبر ، لذلك فالمسئول الاول والوحيد عما جرى للقذافي وأسرته هو القذافي نفسه ، لقد شرد عائلته فهرب منهم من هرب وقتل منهم من قتل وهذا يدل دلالة كاملة على رعونة هذا الشخص غريب الاطوار ، فهل سيتعظ بقية الحكام من هذا الامر ؟ أم أن تلك الغشاوة التي دمرت القذافي وعائلته ليست حصرا على القذافي ؟
ابورفاد العليي
التعليقات (0)