كان الجو ماطرا و السماء ملبدة بالغيوم.
ساد الهدوء أنحاء البيت الصغير المبني بالطوب التقليدي. الصبية نائمة في حضن أمها. تعودت النوم هكذا مند أن رحل أبوها مكرها.
تتأمل الأم وجهها، وتتحسس الهواء الساخن الذي ينبعث من ثغرها المورد.
مازالت تستيقظ مرعوبة خائفة من صوت القذائف التي تتساقط على المخيم. و دائما تتذكر بيت صديقتها مريم الصبية المسيحية التي كانت تسكن في الجوار. كانت تلعب معها ومع صديقاتها لعبة الحجلة، اللعبة الجميلة الوحيدة التي كان الأطفال يلعبونها، و كن يصنعن العرائس من قصب،... ماتت أمام عينيها بعد أن ودعتها بابتسامتها الملائكية الجميلة، واحتضنتها وشرعتا في البكاء، وهي تقول لها "لا تتركيني وحيدة. إن مُت فإنني سأغضب، و معي ستغضب السماء" ثم فجأة انقطع الزفير وساد الصمت المكان وبدأت زخات من المطر الغزير تتهاطل..
كانت السماء لحظتها تبكي حزنا على فراق مريم .
التعليقات (0)