مع بزوغ الفجر غادرت آخر قوة أمريكية قتالية العراق لتعلن من البصرة أنطلاق الفجر الجديد بعد أنتهاء عملية حرية العراق قبل بضعة أيام من الموعد المحدد لأنتهائها..
غادرت تلك القوات ولم نسمع بالخبر إلا من خلال وسائل الإعلام بعد الأنسحاب..
غادرت تلك القوة بعد أن أنجزت جزءا كبيرا من مهمتها على أرض الرافدين..
غادرت بعد أن قدمت تضحيات مؤلمة لبلد لايجمعها به عرق أو دين أو لغة..
غادرت بعد أن ساهمت بالدم والعرق والرصاص بعتق شعب من نير جلاديه وتخليصه من السفاحين والقتلة..
غادرت والغريب أنها غادرت بصمت..
غادرت من دون أن يقام لها توديع عسكري يليق بما مضى وما سيكون..
غادرت من دون أن يدلي أحد ساسة العراق ببيان شكر أو تقدير لما قام به أفراد هذه القوة وزملائهم من الوحدات الأخرى طيلة السنوات الماضية..
ترى هل كان السبب خجل الساسة من هذه القوات التي قدمت أرواح جنودها فيما لازال ساسة البلد يتصارعون على المناصب؟؟
أم أن السبب هو خجل الساسة من رعاة أحزابهم من دول الجوار التي تعادي المشروع الأمريكي في العراق برمته؟؟
الم يكن من اللائق أجراء مراسم توديع عسكرية لهذه الفرقة قبل انسحابها كتقدير لما قدمته خلال عملها في العراق وليس الأكتفاء بألقاء كلمة وأنزال العلم الأمريكي؟؟
الم يكن من اللائق حضور قيادات عراقية رفيعة المستوى (حكوميا وسياسيا) في هذه المراسم؟؟
هل نسي الساسة دور هذه القوات في أيصالهم الى ما هم فيه اليوم؟؟
وما الغريب في ذلك الم ينسوا فضل الشعب عليهم حينما خرج متحديا الموت والإرهاب من أجل أنتخابهم لينسوه وينشغلوا عن همومه وعن الأخطار التي تتهدده؟؟
ترى هل أنتم بحاجة لدروس في الأخلاق؟؟
الم تسمعوا برد الجميل يوما؟؟
ألا يستحق من سحق طغيان البعث وخلصكم من المنافي التي كنتم مشردين فيها وخاض الحرب ضد الأرهاب معكم ألا يستحق كلمة شكر أو توديع رسمي لائق يناسب حجم التضحيات التي قدمها؟؟
ثم اليست تلك مناسبة يجب أن تحتفلوا فيها؟؟
الا يعني ذلك أن بلدكم أصبح الآن مؤهلا (وأن نسبيا) لتولي مهام أمنه؟؟
ألا يعد هذا الأمر أمرا مفرحا تحتفلون فيه؟؟
أم أن الكراسي أطارت عقولكم فأنستكم وطنكم وشعبكم وأصدقاءكم ذوو الفضل الحقيقي عليكم..
أن كنتم نسيتم ذلك فتذكروا أن الشعب والتاريخ لاينسيان...
تذكروا يا ساسة العراق أن ملايين أيران وسوريا والسعودية لاتساوي حياة جندي واحد من جنود التحالف الشجعان الذين روت دمائهم ودماء أصدقائهم العراقيين أرض العراق..
وتذكروا أن شمس الفجر الجديد التي ستسطع ستكشف الوجوه ومن لم يستطع الرؤية سابقا فحتما سيرى الآن..
التعليقات (0)