حينما يأتي الربيع الثالث ..هل سيزور دمشق؟

حينما يأتي الربيع الثالث ..هل سيزور دمشق؟

بقلم صديق الحكيم

هل كان الربيع العربي عربيا خالصاً؟ هل أزهر وأينع من تلقاء نفسه؟ هل بدأ واستمر بفعل ثواره ؟ هذه الأسئلة وغيرها تطرح نفسها الآن مع تأخر أوإن شئت الدقة مع تأخير إسقاط نظام بشار الأسد كل يوم يمر وبشار قابع علي كرسيه يقتل ويذبح الشعب السوري واللبناني تزداد قناعتي بأن بشار مستمر في موقعه بفعل فاعل خارجي ليست روسيا والصين وحدهما وإنما ربما تكون واشنطن ذاتها ومعها تل أبيب التي تخشي أن تقع بين فكي كماشة لحكم إسلامي في الجنوب حيث مصر وفي الشمال حيث سوريا مع أن احتمالات وصول الإخوان في سوريا إلي سدة الحكم قليلة لكنهم علي أي حال سيكونون رقما صعبا في معادلة السياسة السورية بعد رحيل بشار وعصابته وحسب قناعتي فإن تأخير سقوط بشار ربما كان بتخطيط غربي لإعداد بديل أليف يمكن الاتفاق معه علي بنود كثيرة أهمها علي الاطلاق أمن اسرائيل وهو الأمر الذي تعهد به صراحة دون لبس كل من رومني وأوباما مرشحا الرئاسة الأمريكية وهو دافع آخر لتأخير سقوط بشار وعصابته لمابعد الانتخابات الأمريكية حينما يأتي الربيع الثالث وساعتها ربما يتدخل طرف آخر لمصلحته لتأخير سقوط بشار وعصابته ويستمر ذبح الشعب السوري والعربي واقف مكتوف الأيدي لم تنفعه لاجيوشه بكل مافيها من طائرات ودبابات وجنود وعتاد ولم تنفعه دولارات النفط حينما يأتي الربيع الثالث يكون عدد الشهدات قد اقترب من مائة ألف شهيد والمصابين بلاحصر واللاجئين بالملايين والسبايا بالآلاف حينها يطمئن قلبي أن الربيع العربي كان السيناريو المعدل لما قالته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس (خارطة الشرق الأوسط الجديد)
حينما يأتي الربيع الثالث علي بلاد العرب وهي مقسمة جغرافيا أو مذهبيا أو سياسيا لاتقل لي أن الربيع كان عربيا خالصاً ولم ترعه يد الغرب وأمريكا وإلا لماذا تأخر سقوط بشار وعصابته واستمر ذبح السوريين واللبنانيين لماذا يتدخل الناتو في ليبيا بدون قرار من مجلس الأمن وتتدخل فرنسا في مالي وتتدخل أمريكا في العراق وأفغانستان وباكستان
حينما يأتي الربيع الثالث علي بلاد العرب هل سأجد إجابة لسؤالي الأول : هل كان الربيع العربي عربيا خالصاً؟ أم سيطمئن قلبي أنه الشرق الأوسط الجديد
حينما يأتي الربيع الثالث علي بلاد العرب في 2013 وإن كان البعض يتشأم من الرقم ولست منهم أحلم بزيارة المسجد الأموي بدمشق -بعد هلاك بشاروعصابته- ونتجول في شوارع المدينة القديمة ونمر علي أسواقها العتيقة ونملأ أنوفنا من رائحة زهورها الذي يحمله النسيم ...يارب حقق أحلامنا قبل أن يأتي الربيع الثالث