منذ أكثر من عشر سنوات قرأت فى بريد "الأهرام" قصة حقيقية ـ ولم أنساها ـ لشخص من محافظة الإسكندرية وتم إعادة تلك القصة فى نهاية العام ضمن أغرب المشاركات ومفادها على ما أتذكر (( أنه كان يُصلى فى أحد المساجد الشهيرة بالإسكندرية وكان هناك بالصدفة عدة جنازات وقبل أن تبدأ صلاة الجنازة وإذا بأحد الحاضرين يصرخ ويُشير هذا المتوفى مدين لى بعشرة آلاف من الجُنيهات فلا تُصلوا عليه حتى أحصل على حقى ، فصمت جميع من بالمسجد وذهب إبن المُتوفى للدائن يترجاه باكياً بأنه سوف يسدد ما على والده حين ميسرة ، فصمم الدائن على موقفه وبكى الإبن فخرج شخص من أقصى المسجد وقال لا فُض فوه "خلاص يا جماعة كله لله واللى يقدر يتبرع يتبرع بأى مبلغ وبعدين إبن المُتوفى يبقى يكمل المبلغ لو لم يكفى" فوافق الجميع على ذلك وجمعوا ما فيه النصيب وأعطوه للدائن وتبقى مبلغ بسيط ووافق الدائن بشهامة على تأجيل باقى المبلغ لحين "نصبه" قصدى ميسرة أُخرى ، وتمت الصلاة على المُتوفين وكل أسرة أخذت الجنازة الخاصة بها وبدأوا يخرجون من المسجد ، وإذ بإمام المسجد يجد جنازة مُتبقية تركها أهلها داخل المسجد ، فأسرع ينادى على أبواب المسجد يا جماعة فيه أسرة نسيت المتوفى بتاعها !! ، فلم يلتفت أحد له وعاد الشيخ بعد أن ساورته الشكوك ورفع الكفن عن وجه المتوفى فإذا به يجد مخدة ملفوفة فى كفن ! )) .
ومن المؤكد أننا لن نحصل على أموالنا التى نهبها لصوص وقراصنة النظام السابق والتى وضعوها فى الدول الأوروبية وهى ـ كما قال الأستاذ هيكل ـ قراصنة أذكى وأكبر ويُمكن أن نستنسخ تلك القصة الطريفه فى إجراء آخر محاولة حتى نسترد أموالنا قبل أن ندفن المخلوع بحيث نقوم بدعوة كافة قادة دول العالم وبخاصة الدول العربية الخليجية لحضور جنازة المخلوع وأن يكون هناك ثلاثة من المصريين الشرفاء موجودون فى الجنازة وقبل أن يبدأ إمام المسجد المُتقى لله ببدء صلاة الجنازة يصرخ أحد المصريين الشرفاء (( لا تصلوا على ذلك الرجل لأنه أخذ منا 70 مليار )) ويؤكد الآخران ذلك ، وفى تلك اللحظة سوف يقع القادة العرب فى مشكلة كبيرة ويسألون ما العمل ؟! فيرد أحد المصريين عليهم نحن فى مسجد الله عز وجل ولا نُريد أكثر من أموالنا المنهوبة والتى هربها هذا المخلوع وأبناءه وأصدقاءه وأنتم جميعاً تعرفون تمام المعرفه ما دخل بلادكم من أموال شعب حكمه المخلوع وعصابته دون معرفة قيمة ذلك الشعب ولا طيبته ، فلو لم تردوا تلك الأموال فأنتم أيها القادة ـ وبخاصة العرب ـ تتسترون على جريمة سرقه شعب مصر ، لأن حسنى مبارك لم يقف بجانب الكويت فى حرب تحريرها ولا العراق فى حربها مع إيران وليس هو الداعم للسعودية وسنداً لها أمس واليوم وغداً ولكن ما فعل ذلك كُله هو شعب مصر المسروق ، وشعب مصر لا يريد أن يشحت من أحد كما ذكر ـ الهارب ـ مُعمر القذافى لأن المخلوع وسياساته الفاشلة وسياسات سابقه هى التى أدت لذلك ، إذاً نحن لا نُريد أن نشحت ونساوم على جثة رئيس مصرى مُنحرف ولكن نُريد فقط أن تعترفوا بأموال المخلوع وأولاده وصبيانه التى هربوها لأشخاص ولبنوك فى بلادكم ، فالشعب المصرى هو الباقى وهذا الشعب لا ينسى من يقف معه ومن يقف ضده ومن يكون مُحايداُ سلبياً وكأنه "مش واخد باله" .
فأنا على يقين بأن أموال المخلوع وصبيانه التى هربوها للدول الخليجبة ستعود ولا خوف عليها ، إذا ما عرفها قادة تلك الدول لأنهم لن يقبلوا الحرام ، ولكن أموالنا فى أوروبا وأمريكا فليُعوِِض علينا الله لأننا لن نسترد منها إلا الفُتات .
التعليقات (0)