عامر لطيف مدرس
ثمة علاقة عكسية بين الحاجة الى السلاح وبين التطور المدني ،فالإنسان يحتاج اليه عندما يهدد وجوده ومصالحه ،ويفقد ثقته بالقانون وبحماية الدولة ،فكلما ضعفت سلطة القانون وواجهت المدنية زحفا همجيا ،احتاج الانسان الى الحماية الذاتية متمثلة بالاعتماد على تجمعات خاصة مثل القبيلة والاقرباء وما شابه ومن الطبيعي ان يمتلكوا السلاح الى جانب عناصر دعم اخرى منها النفوذ في الدولة او السلطة ،وعلى العكس كلما اشتدت ذراع القانون واصبحت تطول الخارجين عنه في اي مكان دون استثناء يدعم ذلك التطور المدني وتنظيم الحقوق والواجبات بشكل واقعي وعقلاني ،تنتفي الحاجة الى التشرذم والقبلية ويصبح السلاح بيد الاختصاصيين الذين لن يلجأوا اليه الا في الحالات الخاصة بعد ان يعم الامن والسلام ونحن نعرف ان رجال الشرطة في بعض الدول يتركون السلاح في مركبتهم عند الترجل منها ،في بلادنا السلاح مشكلة كبيرة ،ووجوده في البيوت مرعب والغريب ان هناك جهات باتت تصنع كواتم محلية للأسلحة لاستخدامه للجريمة المنظمة. ولا يمر يوم الا وتتمكن وزارة الداخلية من ضبط أكداس من العتاد والاسلحة والقبض على المجرمين ..ولا ادري متى ينتهي ذلك الى الابد ،لابد من اجراءات واحكام مشددة .
عمار سعيد صاحب كراج لمبيت السيارات يقول: ان تملك السلاح هو مشكلة ،وان لا تمتلكه مشكلة اكبر لان الظروف غير مأمونة الجانب وعملنا يتطلب وجود السلاح ،لان السارق يتردد قبل ان يقرر سرقة المركبة او اي جزء منها عندما يعرف ان هناك من يواجهه اذا ما جازف ،ولكننا لا نريد ان نضطر لاستخدام السلاح لان القتل ليس سهلا ،ربما يحصل بطريق الخطأ او الاشتباه مما يكلفك كثيرا ،وحتى المجرم المعتدي له قبيلة تطالب بدمه او بدية مقابل قتله او حتى جرح يصيبه ، مهنتنا تتطلب وجود السلاح والتمييز والسيطرة على النفس وان تتخذ قرارا حكيما قبل التنفيذ ،عليك ان تستخدم السلاح عند الضرورة فقد تهاجمك عصابة مسلحة ،هدفها سرقة احدى السيارات ،عليك ان تحافظ على الامانة وتواجههم بشجاعة ،الامر حتمي ،ولكن تبقى الدولة هي الذراع الاقوى اذا ما تمكنت من ضبط الامن ، تمضي الامور بدون متاعب ويتقلص حجم المجرمين ولن نكون بحاجة الى استخدام السلاح .
وداد عواد :معلمة ابتدائية
تبدي رايها من خلال سؤال : من اين تعلم الناس استخدام
التعليقات (0)