هذا العنوان لا يعبر بالضرورة عن إيماني بمصطلح بني ليبرال (الإسلاموي)
بل مجرد عنوان "انترنتي" لا أكثر......
حقيقة أصاب بالحيرة والذهول من طرح الليبراليين هذه الأيام وفيه من التناقض
ما يقض مضاجع الحليم !
دأب اللبراليون على نقد "الحكومة " من خلال أداء مؤسساتها الرسمية
القضاء و هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحقوق الإنسان
والأداء الاقتصادي والإعلامي والأمني والخدماتي ....
وقد يكون كل أدائها (داخلياً) يقع تحت مرمى نقدهم وتبرمهم!!
وهذا النقد لم ينتج عن قصور في أداء الحكومة "طارئ"
بل إن هذا القصور كان في اعتقادي أكبر بكثير من قبل عنه في هذه السنين
السبع الماضي !!
ما حداني لهذا الاعتقاد أن التيار الليبرالي وفيما يطرحه الأن من دفاع مستميت
عن سياسة الحكومة الخارجية الواضحة القصور والإعتوار على الصعيد الإقليمي
والدولي ...مما أفقدها دورها الريادي في المحيط العربي والإسلامي
وفقدت معه الكثير من التأثير .. واحتلت دولاً أخرى مكانتها وان كان بعضها
لا تقارن بحجم وسكان أصغر منطقة في المملكة!
وهناك مثلان قريبان لبنان في حرب تموز وغزة اليوم!
كم فقدنا بسبب كلمة (مغامرة) أطلقها أحدهم ولو انه ملىء فيه بلحمة
بحجم أنفه! لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه في لبنان وأصبحنا هناك كالثوم
المأكول المذموم ...لتتولى إيران تسيير دفته السياسية والدبلوماسية ...
كم دفعت إيران في لبنان ؟
وكم دفعنا؟
وكيف هو وجودهم هناك وفاعلية أزلامهم ؟
وكيف هو وجودنا وفاعلية أزلامنا عدا آخر موضات قص الشعر وموديلات البدلات!!
وهاهي غزة ؟؟؟
ماذا فعل حزب الله وسوريا وإيران غير (التأييد) الإعلامي و(السياسي) ؟
أما سياستنا الخارجية فموقفها من غزة موقف يخالف الموقف الجماهير العربية والإسلامية
والإنسانية ويتماشى مع الرؤية الإسرائيلية و الغربية القائلة بتحميل حماس مسؤولية الحرب ومن ثم قتل الأطفال والنساء!!
وتتوافق مع (رؤيتها) مع الرؤية القائلة بإنهاء فكرة المقاومة مقابل "وعود" سلام ومبادرات
سلام وكلها "تقترحها" السعودية منذ عام 82م !!
وهاهي الأقلام الليبرالية تتبنى وجهة نظر الحكومة في الهجوم على حماس "المقاومة"
وأحياناً بغير أخلاق وكثيراً بدون منطق!!
هل تذكرون حصار "عرفات" ومن ثم قتله بالسم....؟!
وهاهي حماس وفصائل المقاومة كلها تحاصر لمدة سنتين حصاراً غير أخلاقي وغير إنساني
دون أن نطالب أو نعمل على رفع الحصار على أكثر من مليون ونصف !
وحجتنا أن حماس انقلبت على السلطة"الشرعية" التي عينت بسبب إلغاء فكرة المقاومة
منذ أوسلو ولأكثر من خمسة عشرة سنة ليحصلوا بعدها على قطعة أرض مقطعة الأوصال
كرجال امن للإسرائيليين ...
والحرب على غزة ليست بسبب هذه الصواريخ أو بسبب عدم تجديد الهدنة التي لم تلتزم
بها إسرائيل ولم توقع عليها أصلاً...
الحرب على غزة بداء بالحصار وعندما لم يفلح الحصار في إنهاء حماس وإعادة عباس
ولا ضغط "الدول المعتدلة" قاموا بالاجتياح لإنهاء المقاومة(وحماس الإخوانية) والذي
دعى حسني مبارك للطلب لإسرائيل بسرعة إنهائها من غزة_ كما ذكر الرئيس الفرنسي لأحد
الصحف الإسرائيلية ولم يرد نفياً من أي من أطراف الحوار_!!
وتوقعوا أن ذلك لن يأخذ منهم أكثر من أيام قليلة واقنعوا دول الاعتدال بأنها حرب
لأيام قليله سترفع حماس الراية البيضاء ويسلموا لها غزة أو يذعنوا لشروطهم
وهو إلغاء المقاومة والعيش بسلام (إسرائيلي)...
وكما حصل في لبنان أتوقع أن يحصل في غزة وربما أفضل لان إسرائيل لم تنتصر على حزب الله عسكريا ولكنها حققت "بعض" أهدافها في وضع قوة دولية بينها وبين حزب الله!!
وما أتوقعه أن حماس لن تهزم وستخرج منتصرة (المقال كتب قبل إطلاق النار)
وهذا ما جعل دول الاعتدال تدفع نحو عدم عقد قمة عل الوقت يسعف العدو الإسرائيلي بإنهاء حماس والذي لا يبدو من مجريات الأحداث!!
وعندها ستفقد المملكة موقعها القيادي العربي والإسلامي وستتسلم سوريا وإيران هذا الموقع
كونه ثاني انتصار لهما ...
وستكون الضربة القاضية للسياسة السعودية في المنطقة التي تعمل بدون بوصلة ذاتية!!
فهل يتدارك مايسترو السياسة الخارجية السعودي العجوز أم تراه مازال يحلم أن أمريكا
مازالت كما هي نهاية الألفية الثانية وعنفوانها !!
[وهل هناك تنسيق بينه وبين أعلى سلطة في المملكة ؟؟
ا وأن السياسة الخارجية مثلها مثل السياسة الداخلية ليست تماماً في قبضة العاهل السعودي
حيث أن الجلسة الختامية التي تركت لسعود الفيصل أن يأتي كل ما بناه الملك المفدى في خطابه الذي عبر حقيقة عن نهج وتوجه الملك(عبد الله) العروبي الإسلامي وأحرق أوراق إيران
أمام العالم العربي وليعيد سعود الفيصل وأبو الغيط حماس والمقاومة إلى أحضان إيران مرة أخرى وهي القوة الفاعلة على الساحة الفلسطينية ويراهنوا على عباس الذي احترق فلسطينياً وعربياً وحتى عالمياً]
في حاجة غلط
................
عبد الرحمن العضيب
من منتدى محاور
التعليقات (0)