مواضيع اليوم

حياة الشهداء

أحمد الشرعبي

2012-11-17 18:34:56

0

 حياة الشهداء . للمفكر/ إبراهيم أبو عواد .

 

إن الشهداء الذين ضَحوا بحياتهم لإعلاء كلمة الله تعالى لم يضع جهدُهم عند خالقهم تعالى . فقد منحهم الحياةَ الأبدية في النعيم والاستمتاع مكافأةً لهم على صبرهم، وحُسن فِعالهم ، وتقديمهم أرواحهم رخيصةً في سبيل الله تعالى .
قال الله تعالى : (( ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يُرزَقون )) [ آل عمران : 169] .
قال ابن كثير في تفسيره ( 1/ 565 ) : (( يخبر _تعالى _عن الشهداء بأنهم وإن قُتلوا في هذه الدار فإن أرواحَهم حيةٌ مرزوقة في دار القرار )) اهـ .
فالقرآنُ يُثبِت للشهداء الحياةَ ، ويُزيل الصورةَ المتخيّلة في أذهان الناس بأن الشهداء قد ماتوا. وهذا يشير إلى وضعية مميّزة للشهداء تختلف عن وضعية الأموات ، فهم أحياء عند ربهم يُرزَقون .
وقال القرطبي في تفسيره ( 4/ 260 ) : (( لَما بَيّن اللهُ تعالى أن ما جرى يوم أُحد كان امتحاناً يميز المنافق من الصادق ، بَيّن أن مَن لم ينهزم فقُتل ، له الكرامة والحياة عنده . والآية في شهداء أُحد ، وقيل : نَزلت في شهداء بئر معونة ، وقيل : بل هي عامة في جميع الشهداء )) اهـ .
وعن ابن عباس _ رضي الله عنهما _ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لَما أُصيب إخوانكم بأُحد جعل اللهُ أرواحَهم في جوف طير خُضر ترد أنهارَ الجنة ، تأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب مُعلقة في ظل العرش، فلما وَجدوا طِيبَ مأكلهم ومشربهم ومقيلهم، قالوا: من يُبلغ إخواننا أنا أحياء في الجنة نُرزَق لئلا يَزهدوا في الجهاد ، ولا ينكلوا _ يمتنعوا _ عن الحرب ، فقال الله _تبارك وتعالى_: أنا أُبلغهم عنكم )) . وأنزل اللهُ : [ ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً ] .
{ رواه الحاكم في المستدرك ( 2/ 97 ) برقم ( 2444) وصححه ، ووافقه الذهبي .}.
وقال الله تعالى : (( فَرِحين بما آتاهم اللهُ مِن فضله ويَستبشِرون بالذين لم يَلحقوا بهم مِن خَلْفهم ألا خوفٌ عَلَيْهم ولا هُم يَحزنون )) [ آل عمران : 170] .
فهم فرحون بفضل الله تعالى وشرفِ الشهادة والنعيم الأبدي، ويستبشرون بإخوانهم المجاهِدين الذين ما زالوا في الدنيا على منهاج الإيمان والجهاد لعلمهم أنهم إذا استشهدوا فسيحصلون على النعيم السرمدي والكرامةِ الخالدة والسعادة الدائمة .
وقال الطبري في تفسيره ( 3/ 516 ) : (( لا خوف عليهم لأنهم قد أَمِنوا عقابَ الله، وأَيقنوا برضاه عنهم ، فقد أَمِنوا الخوفَ الذي كانوا يخافونه من ذلك في الدنيا ، ولا هم يحزنون على ما خَلفوا وراءهم من أسباب الدنيا ونكد عيشها )) اهـ .
وعن أنس بن مالك _ رضي الله عنه _ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ما من عبد يموت له عند الله خير يَسُره أن يرجع إلى الدنيا وأن له الدنيا وما فيها ، إلا الشهيد لما يرى من فضل الشهادة ، فإنه يَسُره أن يرجع إلى الدنيا فيُقتَل مرة أخرى )) .
{متفق عليه.البخاري( 3/ 1029 )برقم( 2642)،ومسلم ( 3/ 1498) برقم ( 1877) . }.
وهذا يشير إلى فضل الشهادة ، ودرجة الشهيد السامية ، والشرفِ المجيد الذي حصل عليه ، فهو يريد العودةَ إلى الدنيا ليُقتَل مرة أخرى لما رأى من النعيم الخالد والمرتبةِ الشريفة ، حيث المتعة الأبدية التي لا تزول .
(( وأما سبب تسميته شهيداً، فقال النضر بن شميل : لأنه حي فإن أرواحهم شَهدت وحَضرت دارَ الإسلام ، وأرواح غيرهم إنما تشهدها يوم القيامة . وقال ابن الأنباري : إن الله تعالى وملائكته _ عليهم الصلاة والسلام _ يشهدون له بالجنة . وقيل : لأنه شهد عند خروج روحه ما أعده اللهُ تعالى له من الثواب والكرامة . وقيل : لأن ملائكة الرحمة يشهدونه فيأخذون روحه . وقيل : لأنه شُهد له بالإيمان وخاتمة الخير بظاهر حاله. وقيل : لأن عليه شاهداً بكونه شهيداً وهو الدم. وقيل : لأنه ممن يشهد على الأمم يوم القيامة بإبلاغ الرسل الرسالة إليهم )).
{ شرح النووي على صحيح مسلم ( 13/ 24 ) . }.

http://www.facebook.com/abuawwad1982




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات