الاختلاف في النظرة والرأي حياة ممتدة للدين بل لكل العلوم والحضارات ولولا هذه الخلافات والاختلافات لماتت العقول وانتهت القصص وتجمد الدين وصار قصة ترفض النفس تذكرها كل حين وأصبحت كالماء الآسن لا يشربه أحد ولا يغتسل فيه أحد وكل هذه الخلافات من صنع الله وحده إذ أنه هو القادر علي أن يبقي الدين حيا متجددا لا يصل الناس في متشابهات آياته إلي فهم موحد أبدا وإلا فقد القرآن حيويته وتجدده وقدرته علي مواكبة أي عصر..... وخذ مثلا ولله المثل الأعلي..... لو سألت أي إنسان: واحد زائد واحد يساوي كم ؟ يقول لك إثنين ...كررعليه نفس السؤال أكثر من مرة ....في المرة الرابعة.... أو العاشرة إن كان هذا الشخص مثالا في الصبر سيقذفك بحجر......أما القرآن فإنك تقرأه ألف مرة وفي كل مرة يزيد في نفسك حلاوة وكلما علق في ذهنك منه آية رقصت روحك من السرور ..لماذا ؟ ...لأنه متجدد ولأنه روح حية وكلما نظرت فيه صفحاته ارتاحت عينك وهدأ قلبك وشعرت بالسكينة وخرجت من همومك وغادرتك مشاعر القلق والضيق...ولله المثل الأعلي هل تمل من كثرة النظر إلي وجه أبيك أو أمك أو ابنك أو ابنتك أو زوجك أو أي شخص تحبه؟.. طبعا لا.... لأن الشخص حي ولو مات هذا الشخص لما استطعت أن تنظر إليه كثيرا..... وحياة القرآن مثبتة صراحة في الآية......{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الشورى52 ولما كانت مسائل الاختلاف متعددة لا حصر لها ( موسيقى ...حجاب....فائدة بنك....تصوير الرسل....تقدير الصحابة .....الشيعة والسنة.....الاختلافات في الفسير...إلخ) فإن النقاش لا يهدأ ....ولو حسم الأمر لنسي الناس القرآن والآيات والدين لأن النقاش سوف يكون قد توقف نتيجة حسم الاختلافات...ومن هنا نقول أن هذه الاختلافات هي الوقود الذي يبقي شعلة الدين متجددة ....كالشمس لا يحترق وقودها مرة واحدة فتموت ويموت معها الكون كله..... ولا تنطفئ فيموت معها الكون كله .....لا بد أن تبقي حية... كما أن القرآن لا بد أن يبقى حيا ....لأنه كتاب الخلود
التعليقات (0)