مواضيع اليوم

حول

زين العابدين

2013-11-07 00:06:57

0

                   حول " الجين " الثقافى الوراثى للشعوب

والحديث ينصب هنا على الجين ، أو العامل الوراثى ، الثقافى ، وليس الموروث الثقافى ، فشتان بين المعيين ، أوالفكرتين .

فلا شك أن ثقافة كل شعب من الشعوب هى بمثابة جزء أصيل من التكوين ــ وكذا المكون ــ الثقافى الوراثى " أو الجينى " ــ وحتى نكون أكثر تحديدا ــ التراكمى لهذا الشعب أو ذاك . والتراكم هنا هو تراكم كمى تكرارى غالبا ، ورأسى بطبيعة الحال كما فى حالتنا العربية ، أو الشرق أوسطية على الوجه الخصوص .

وهذا "الجين " الثقافى ، قد يكون له دور أساسى ، ورئيسى ، فى تحديد مدى قابلية ، أو عدم قابلية ، هذا الشعب أو ذاك لفكرة التغيير ، وما يمكن أن يرتبط بها من مفاهيم ، أو حتى معايير ، اخرى لازمة وملازمة لها ، كالعدالة الإجتماعية مثلا ، وبعض القيم المجردة الأخرى ، مثل مبدأ تكافؤ الفرص ، و مبدأ المساواة بين المواطنين أمام القانون ، ومن ثم القضاء بطبيعة الحال .. ودعك الآن من الديموقراطية والتعددية والتى يبدو انها صارت فى مصر ، وعامنا العربى ، من القيم " الطوباوية " و المرتبطة فقط بالمدينة الفاضلة ، والتى ليس لها وجود على أرض الواقع فى حقيقة الأمر ..!

لكن المشكلة هنا تتعلق بنواميس الكون ، وقوانين الخالق ، الله سبحانه وتعال ، والتى هى فى القرآن الكريم الدفع ، أو التدافع ، وفى عالم السياسة التغيير . وإن لم يحدث هذا الدفع ، أو التغيير ، فى أى دولة ، أو قطر ، فإن هذا ليس مؤشرا فقط للتخلف ولكن أيضا ، وهذا هو الأخطر ، للجمود ومن ثم الإندثار .

فحتى فى قوانين التاريخ الطبيعى لدارون نجده يقول أن العضو الذى لا يستعمل يضمر ، أى يفنى . ولا شك أن الإستعمال يعنى هنا ــ ولا زلنا نتكلم حتى بنمطق دارون ــ التكيف مع الوضع السائد ، أو البيئة ، أو الطبيعة .

ففى بيئة العالم الغربى مثلا نجد الرقى والتقدم ، ومراعاة حقوق حتى الحيوان لأنهم فهموا قوانين ونواميس الكون الحقيقة وعملوا بموجبها ، أو فلنقل تكيفوا فى ضوئها ، فحدثت لديهم طفرات وطفرات فى كل ميدان من ميادين العلم والمعرفة و الأداب والفنون و حتى الرياضة ، ومن ثم فقد تسيدوا ــ لا تزيلو كما هو حالنا نحن الآن مثلا ..! ــ العالم الآن ، ومن ثم فقد كانت المحصلة هى تسيد الحضارة الغربية سائر الحضارت الأخرى فى هذا الكون ، حتى ولو إعتراها بعض العيوب أو التشوهات ، أو القول ببزوغ حضارات أخرى منافسة ، لأن السؤال الوجودى والوجوبى ، فى آن ، هنا هو؛ وما هو دورنا ، أو درجة مشاركتنا ، أو مساهمتنا فى الحضارة الكونية ، أو حتى ماذا فعلناه نحن لا لكى ننافس ، أو حتى نشارك ، ولكن فقط لكى نحتفظ لنا بمكان فى عالم اليوم ، حتى ولو كان ذلك على هامش دائرة المتنافسين ..!

مجدى الحداد




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات