مواضيع اليوم

حول موضوع إيجاد ممثل شرعي للشعب الكردي في سوريا

حسين جلبي

2011-07-03 09:19:18

0

 في الحقيقة كنت متردداً في المشاركة في النقاش حول موضوع تأسيس هيئة كردية واحدة أو مصدر ما لقرار كردي موحد و ذلك لسببين:

الأول: هو تشاؤمي من إمكانية إنشاء مثل هذه الهيئة الجامعة على المدى القريب نظراً للظروف القائمة على الأرض، فالوعي الكردي السوري يمكن أن يتطور في كل الشؤون إلا في شأن العيوب التي هي عليه حالة حراكنا، و إذا كان من مستوى معين من الإدراك لذلك، فهو يبقى في أحسن الأحوال مجرد تنظير بعضه دون المستوى و الآخر طوباوي يبقى في الحالين حبيس الأوراق.

الثاني. هو إني ضد مصادرة الرأي الآخر، و ضد مصادرة حق الناس في الإختلاف و وجود آراء متعددة في القضية الواحدة حتى إذا كانت مصيرية، مع العلم إن التشرذم القائم حالياً لا ينتمي إلى هذه الحالة الصحية المقصودة.

و لكن يبقى من حق المرء و من واجبه أن يطرح وجهة نظره، حتى لو كان مؤمناً أن وجهة النظر هذه قد تبقى في الإطار النظري و قد لا يلتفت إليها أحد، فمن حق المرء أن يحلم و أن يطمح لتحقيق هذا الحلم أو لرؤيته يتحقق، على الأقل في مسألة ترشيق الأحزاب القائمة، خاصةً بعد إن إستنفذ معظمها الغرض الذي قام لأجله، فالأهداف التي وضعتها لنفسها منذ خمسين عاماً قد تجاوزها الزمن، و لم تعد تنسجم ـ على الأقل ـ مع حقيقة الثورة السورية و مع الواقع الجديد الذي خلقته، إذ كيف لا زالت  هذه الأحزاب تطالب على الورق بنفس تلك الحقوق التي تقادمت زمنياً، في حين أن الواقع يتيح لها المطالبة بأكثر من ذلك، و هو ما تفعله حقاً، و هي إذ تفعل ذلك، فإنها تخرج على برامجها التي كانت تلبسها رداء القدسية.

و ضمن هذا الإطار فقط، أجد أن العمل ينبغي أن يتم على صعيدين متكاملين:

الأول: تصفية الأرث القائم، ليس بمعاول الهدم بل بطريقة علمية مدروسة، و ذلك للإستفادة  مما يمكن الإستفادة منه في هذا الأرث، و الشطب على ما عدا ذلك و طرحه جانباَ، و هنا و كما لا يُخفى هناك عدد مهول من الأحزاب و الهيئات و الجمعيات المختلفة و المتفاوت عديدها و مستواها، و هي تضم مجموعة كبيرة من المثقفين و الساسة المستعدين للتفاعل مع الشأن العام فيما لو أتيحت لهم الفرصة لذلك.

الثاني: أن تقوم هذه الأحزاب و الهيئات القائمة بحل نفسها و يعتبر أعضائها أنفسهم و مهما كانت درجاتهم، إضافة إلى المستقلين من خارج الأحزاب، يعتبر الجميع أنفسهم بمثابة برلمان أو بوضعية مؤتمر في حالة إنعقاد دائم، بعد إيجاد آلية لجمعهم، على أن ينتخب هذا المؤتمر أو البرلمان لنفسه هيئة تمثيلية لإدارة أعماله، على أن يكون للشباب نصيبٌ كبيرٌ فيها، و على أن تمتد هذه الإدارة إلى التفاعل مع حدث الساعة ألا و هو الثورة السورية، من خلال دعمها و الوقوف خلفها، و في مطلق الأحوال ينبغي أن تكون هناك هيئة موازية لهذه القائمة على الأرض في خارج سوريا تتكامل معها و تتعاون، لا بل تتخذ المواقف الجريئة التي لا تستطيع الهيئة الداخلية البت فيها.

تبقى هذه الهيئة قائمة إلى أن تنتصر الثورة السورية، و يمنع الخروج على هذا الإجماع قبل أن تتوضح الصورة، و عند ذلك يمكن الفرز في هذه الهيئة على أساس التقارب الفكري بين أعضائها، و الإنتقال على أساسه إلى مرحلة تشكيل الكيانات السياسية.

إذا كان كل ذلك صعباً، يمكن إعتبار هذا الأطار الجامع، برلماناً كان أم مؤتمراً، إطاراً مؤقتاً يمكن حله أو إعتباره لاغياً بمجرد إنتصار الثورة، و يمكن للجميع حينها العودة إلى قواعدهم سالمين، و يكفيهم من المغانم هذه التجربة الوحدوية التي خاضوها في مرحلة مفصلية، و قد خدموا بها هدفاً نبيلاً، عساها تؤثر في وعيهم و في عملهم في قادم الأيام، و تشفع لهم بعد هذه الرحلة الطويلة من الإنتكاسات.

هل هو حلم؟ ربما، لكن روايته تجلب بعض الراحة.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !