في لقاء عماد الدين أديب مع مذيع أخر قال ما مفاده ؛ " و أيه يعنى لما يتغير الدستور ويبقى الرئيس ــ يقصد السيسي ــ و يظل في منصبه مدى الحياة ، طب ما في الصين تم تعديل الدستور ، لكي يبقى الرئيس الصين الحالي شي جي بينغ رئيسا للصين مدى الحياة ..!"
وبعدئذ استمر اللقاء مع اضطراد وتصاعد وتيرة المزايدات بين المذيعين ، أو بين أديب وتلميذه ، وذلك في فاصل تعريضي واضح لا تخطئه أذن ولا عين ..!
ولكن ما يهم هنا أن نوضحه ، وذلك في إطار المقارنة التي استحضرها هنا وبشكل مجرد وغاية في التجريد ، مع إغفاله أشياء أخرى هامة سواء تعلقت بالاقتصاد أو السياسة ، أو بالوضع الجيوبلوتيكي للصين أو بعملة الصين وهو اليوان الصيني مثلا ــ والذي يعادل حوالي 3و6 يوان للدولار الأمريكي الواحد ــ مقارنة بالجنيه المصري ــ والذي يعادل الآن حوالي 6و17 للدولار الأمريكي الواحد ..! ــ أو مستوى دخل المواطن الصين وشتى الرعاية الاجتماعية التي تقدمها له الدولة ــ وخاصة فيما يتعلق بالتعليم أو الصحة مثلا ، أو أراضي الصين وكذا جزرها ، والتي لم تتنازل عنها على مدى تاريخها الحديث بأسرة ، وذلك منذ ماو تسي تونج حتى الرئيس الحالي للصين شي جي بينغ. وهذا هو الثابت في حقيقة الأمر في السياسة الصينية مع تغير وتنوع كافة النظم الحاكمة التي جائت في أعقاب ماو تسي تونج ..!
ولكن وفقط لدواعي الاختصار ــ وكذا التجريد ..! ــ دعونا فقط نركز على شيء واحد هنا ، وهو المقارنة مع الرئيس الصيني الحالي ؛ فالرئيس الصيني شي جي بينغلم يتنازل عن جزيرتين صينيتين إستراتيجيتين هامتين عندما جاء للحكم مثلا ، وحافظ على تراث ــ وكذا راكم عليه ــ ممن سبقه من رؤساء صينيين ، فحافظ على جزيرتي هونج كونج ومكاو والتين كانتا مستعمرتين من قبل ، ومن قبل كل من بريطانيا والبرتغال . بل أنه ما فتئ حتى ينادي كذلك بضم تايوان ــ و التي كانت تسمى سابقا بالصين الوطنية ــ إلى الوطن الأم ، أو الصين الكبرى ، أما السيسي فأول ما شعر بتمكنه من رقاب المصريين ومن كل مفاصل الدولة ــ وبمعاونة الصهيونية العالمية والولايات المتحدة الأمريكية ــ فتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير الإستراتجيتين للسعودية على أن تبقى حمايتهما ، أو السيطرة عليهما عسكريا من قبل إسرائيل ــ وكما صرح بذلك واحدا من أهم سدنة النظام ، وكذا كل نظام عسكري توالى على اغتصاب مصر ، وهو مكرم محمد أحمد ، نقيب الصحفيين الأسبق ..! ــ وفوق ذلك تنازل عن 1000 كم2 أخرى في جنوب سيناء لمحمد بن سلمان من أجل ما يسمى بمشروع نيو يوم ، والذي لن يعود بأية فوائد تذكر لا على مصر ولا عل المصريين ، بل سيأتي بكوارث أخرى تتعلق بصفقة القرن والتي ، قد تعرض مصر ، وفي نهاية المطاف إلى فقدان استقلالها السياسي ــ وخاصة إذا أضفنا إلى ذلك الاتفاقية العسكرية ، والمسماة باتفاقية CISMOA، والتي تنتقص حقيقة من السيادة المصرية أو حتى تقضى على الاستقلال السياسي ذاته للبلاد ، والتي وقعها سرا مع الولايات المتحدة ، وأفشتها الأخيرة من خلال شتى وسائل الإعلام العالمية ..!
مجدي الحداد
التعليقات (0)