فيلم هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
سـراقة بـن مـالــك ... الشخصية الحقيقية
قصة سراقة بن مالك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وردت في كتب التاريخ الإسلامي والعربي على عدة وجوه بوصفها إحدى معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولكن المؤسف أن فيلم ((هجرة الرسول)) المنتج في مصر (1964م) وهو من إنتاج الممثلة المصرية ماجدة وبطولتها ومعها طليقها إيهاب نافع .. تأليف عبد المنعم شميس وكتب السيناريو حسين حلمي المهندس ومخرجه هو إبراهيم عمارة .
جاء هذا الفيلم يحمل مغالطات خطيرة في حادثة سراقة بن مالك من جهة وكذلك في تعريفه لهذه الشخصية وتقديمه لها بل وتقديمه لكل الشخصيات الأخرى المسلمة والمشركة معا . مما جعل من الأمر مسخا وتشويها حقيقيا للتاريخ الإسلامي ..
وما كان أحد ليهتم لولا ما تمثله الأفلام السينمائية من خطورة بالغة على الجاهل والمثقف كليهما . وحيث ظل هذا الفيلم هو الوحيد الذي يعرض من خلال شاشات التلفزيون في مناسبة الهجرة النبوية الكريمة الأمر الذي يزيد الطين بلة بسبب أنه جرى حشوه بمعلومات كثيرة غير صحيحة. ويأتي كل هذا من خلال واقع يعيشه الإنسان العربي والمسلم عامة يسود فيه الجهل بأمور الدين على نحو مزري مما يجعل من هؤلاء هدفا سهلا للاقتناع بكل ما يعرض عليهم من غث أو سمين .
ومن أهم المغالطات والأخطاء التي جاءت في فيلم هجرة الرسول حول سراقة بن مالك أن الكاتب وربما المخرج قد زورا في تاريخ هذا الرجل وحقيقته مرتين .. ثم لحق التزوير بحادثة التقائه برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث جاء السيناريو مخالفا للواقع بشكل كبير ..
وواضح أن أسلوب (الكلفتة واللامبالاة) المعهود قد ألقى بظلاله الكثيفة على مخرج هذا الفيلم فعمد إلى خيال ما كان له أن يعمد إليه وهو يعرض لحقائق لا تحتمل التزوير أو الإهمال وعدم الإكتراث واللامبالاة على أقل تقدير.
لقد صور الفيلم سراقة بن مالك على أنه صعلوك من صعاليك الحرم وبائع سبّابي بسيط يفترش بضاعته من الأصنام الصغيرة على الأرض في سوق مكة قرب البيت الحرام وهذه المغالطة التاريخية الأولى ….
ثم عرض شخصية سراقة وكأنه إنسان ساذج مرتبك من أولئك العوام … وهذه الثانية .
ثم حين جرى إعداد سيناريو التقائه برسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق الهجرة جرى الإيهام وكأنه كان منه على مسافة بعيدة جدا بحيث كان سراقة يرتجف ويرتعد خائفا وهو يصيح بصوت عالي يطلب الأمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بما يعني أن المسافة بينهما كانت بمئات الأمتار على أقل تقدير. وهذه الثالثة.
وعليه أعرض هنا لقصة سراقة بن مالك وفق ما جاءت في كتب التاريخ عل وعسى يساهم ذلك في محو بعض الآثار السلبية التي تركها فيلم (هجرة الرسول) في عقول الملايين من العامة والخاصة على حد سواه والله المستعان وهو الغفور الرحيم والأعمال بالنيات فربما يكون لجهل المخرج السينمائي بالتاريخ دوره وربما تكون لميزانية انتاج الفيلم المحدودة دوره ولكن ذلك لا يعفي من الخطأ بأية حال من الأحوال.
أو قد تكون ذيلا من ذيول ظاهرة التقليل من شأن الأعداء والآخرين التي اعتاد على تقديمها الاعلام المصري في ذلك العهد الذي انتج فيه الفيلم . وحيث كان المذيع أحمد سعيد من راديو صوت العرب يبشر الأمة العربية بدخول تل أبيب خلال ساعتين ورميها في البحر حتى أن بعض أبناء فلسطين في حرب 1967م سارع إلى حزم حقائبه والتجمهر أمام مكاتب السفريات استعدادا للعودة إلى فلسطين بعد دقائق من إعلان بداية الحرب.
ومن المؤسف فعلا أن التقليل من شأن سراقة بن مالك قد كان له أثره في التقليل من بانوراما موقف الرسول صلى الله عليه وسلم الشجاع وصلابته ورباطة جأشه ومن المعجزة نفسها وحصرها في جانب انغراس سيقان الفرس في الرمل ليس إلاّ. في حين ان المعاني والعبر المستقاة كانت أكبر من ذلك بكثير.
إن التقليل من شأن الأعداء على علاته هو سلاح ذو حدين ويجب التعامل مع هذا الأسلوب بعناية وحذر بالغ حتى لا يفقد السلاح قيمته ويرتد نفسيا على صدر مستخدمه. ومما لا شك فيه إن وقع إقتلاع شعرة من شارب الأسد لن يكون بأية حال من الأحوال مثل خلع ريشة من جسد الدجاجة.
من هو سراقة بن مالك؟
سراقة بن مالك هو زعيم بني مدلج وهو أحد الفرسان المعدودين في الحجاز عامة (الإدلاج هو السير ليلا ومواصلته) وهم قوم ينتمون إلى قبيلة كنانة ويقيمون في بادية مكة. .. ولم تظهر مواهب سراقة القتالية بسبب تأخر إسلامه إلى السنة الثامنة الهجرية وبالتالي كان الوقت متاخرا بالنسبة له للإنخراط في الفتوحات الإسلامية.
وحين بدأت قريش بقيادة أبي جهل الاستعدادات لحرب بدر خافت قريش من أن ينتهز بنو بكر خلو مكة من جيشها فيأخذون بثأرهم من قريش . أو ربما تحقق هذه القبيلة طموحاتها في السيطرة على الحرم . فكادوا لأجل ذلك يتراجعون عن المسير إلى بدر . ولكن قيل أن إبليس اللعين المغفل (وهو هنا يخدم الإسلام دون أن يدري) تمثل لهم في هيئة الفارس سراقة بن مالك زعيم بني مدلج . فقال لهم إني أكـفل لكم جانب بني بكر وسأحمي ظهوركم ….. ومن ثم اقتنعت قريش وخرجت لموقعة بدر.
إذن كيف يكون إنسان بهذه الكاريزمية والقوة والنفوذ وصاحب كلمة بوزن الأخشبين (جبلان حول مكة) ذهباً ثم يقدمها فيلم (هجرة الرسول) بهذه الصورة المهزوزة الركيكة ؟
تفاصيل الواقعة:
كانت قريش بعد أن امتثل رسولنا صلى الله عليه وسلم لأمر الله عز وجل له بالخروج من مكة إلى يثرب وبعد عودة مقاتليها خائبين دون أن يدركوا الركب الكريم قد أعلنوا في مكة وما حولها بأنه من يات برسول الله صلى الله عليه وسلم حيا او مقتولا فله مائة ناقة وله مثلها في ابي بكر بن ابي قحافة .
انتشر الخبر بالطبع في كل انحاء مكة وبواديها فكان ان بادر سراقة بن مالك للسعي إلى نيل هذه الجائزة المغرية وهو الفارس المعدود الخبير بطرق الحجاز في ظلام الليل الدامس قبل وضح النهار.
وسراقة بن مالك إلى جانب أنه فارس كان أيضا خبير بتتبع الأثر في الصحراء. وكان هو الذي استعانت به قريش لقص أثر الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر. وقد أوصل سراقة قريشا حتى باب الكهف (كهف ثور) . وقال لهم الأثر ينتهي هنا ، ولكن أبي جهل لم يصدقه بسبب وجود الحمامة الحاضنة لبيضها على مدخله وحيث نسج العنكبوت بيته على مدخل الكهف.
ويحكي سراقة بن مالك قصته التي خرج فيها يطلب قتل الرسول صلى الله عليه وسلم فعاد منه وهو يدافع وينافح عنه ويعمل جاهدا على تفريق الفرسان ممن امسكوا بالطرق يترقبونه او يلحقون بركبه الكريم سعيا للحصول على الثروة التي اوقفتها قريش لفرسان الحجاز في شكل جائزة.
يحكي سراقة فيقول: جاءنا رسول كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دية كل منهما لمن قتله او اسره . فبينما انا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج ، إذ اقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس ، فقال : يا سراقة إني رايت آنفاً أسودة بالساحل أراها محمد وأصحابه. ( أسودة جمع تقليل لسواد وهو الشخص يرى من بعيد أسود ويقال بالسوداني زول).
قال سراقة بن مالك : فعرفت انهم هم ، فقلت له: إنهم ليسوا بهم ، ولكنك رايت فلانا وفلانا انطلقوا باعيننا (يقصد رايناهم ينطلقون) .
يقول سراقة: ثم لبثت في المجلس ساعة ثم قمت فدخلت فامرت جاريتي ان تخرج بفرسي وهو من وراء اكمة (رابية) فتحبسها علي ، وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت فخططت بزجه (الزج : الحديدة في اسفل الرمح) الأرض خضضت عاليه حتى أتيت فرسي فركبتها فعرفتها تقرب بي حتى دنوت منهم فعثرت بي فرسي فخررت عنها ، فقمت فاهويت إلى كنانتي ، فاستخرجت منها الأزلام (الأقداح الأربعة التي كانت في الجاهلية مكتوب عليها : الأمر ، النهي ، أفعل ، لا تفعل) ,,,, فاستقسمت بها أضرّهم أم لا ؟ (بمعنى استحضر النية على اساس يضر بهم ، أو لا يضر؟) فخرج الذي أكره (يعني خرج الذي ينهاني عن الإضرار بهم) .
يقول سراقة: فركبت فرسي وعصيت الأزلام فقرب بي (اقترب بي) حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت . وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت (غاصت في الأرض) يد فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها ، فلما استوت قائمة إذ لأثر يديها عثات (دخان) ساطع في السماء مثل الدخان ، فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره ، فناديتهم بالأمان فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له:
- إن قومك قد جعلوا فيك الدية ،
وأخبرتهم إخبار ما يريد الناس بهم ، وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآني (لم يأخذا مني شيئا) ولم يسألاني إلا أن قال:
- ﴿ أخْـفِ عَـنّـا ﴾ (أَي اسْتُر الخَبَر لمن سأَلك عنَّا).
فسألته أن يكتب لي في كتاب أمان، فأمر عامر بن فهيرة (مولى أبي بكر) فكتب في رقعة من أديم (جِلْدُ) ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد قال إبن عبد البر : روى سفيان بن عيينة عن أبي موسى عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسراقة بن مالك:
- ﴿كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟﴾
ولكن لا يعرف على وجه الدقة إن كان ذلك قد تم خلال المقابلة الأولى في طريق خروجه صلى الله عليه وسلم إلى يثرب . أم أنها جرت في المقابلة الثانية وهو بالجعرانة عند مرجعه من الطائف بعد فتح مكة وقد جاء إليه سراقة يطلب الأمان ويعلن إسلام قومه.
وقد جاء في رواية أخرى عن سراقة بن مالك أنه عثر (وقع) به فرسه أربع مرات وكل ذلك يستقسم بالأزلام فيخرج الذي يكره ولا يضره.
وفي حديث أبي بكر الصديق قوله أن سراقة بن مالك وصل إلى مسافة قدر رمحين أو ثلاثة منهما وطول الرمح العربي في أقصاه هو ثلاثة أمتار مما يعني أن المسافة بينهما وصلت إلى تسعة أمتار. وكل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم رابط الجأش لا يلتفت وراءه . وإنما مشغول عنه بقراءة القرآن الكريم… وفي الرواية المأخوذة عن الصديق رضي الله عنه توافق مع رواية سراقة بن مالك الذي أكد أنه وصل لمسافة كان يسمع فيها تلاوة المصطفى صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم.
والنص المتواتر عن هذه الرواية بعد تبسيطها أعلاه هو ما روي عن قول الصديق رضي الله عنه (مختصرا) :
(فارتحلنا والقوم يطلبوننا ، فلم يدركنا أحدا منهم إلا سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له ، فقلت : يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا ؟ قال: ﴿لا تحزن إن الله معنا﴾ حتى إذا دنا بنا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين أو قال : رمحين أو ثلاثة – قلت: يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا؟ وبكيت ، قال: ﴿لم تبكي؟﴾ قلت: أما والله ما على نفسي أبكي ولكن أبكي عليك . فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ﴿اللهم أكفناه بما شئت﴾ فساخت قوائم فرسه إلى بطنها في أرض صلد ، ووثب عنها وقال : يا محمد قد علمت أن هذا عملك ، فأدع الله أن ينجيني مما أنا فيه ، فو الله لأعمين على من ورائي من الطلب ، وهذه كنانتي فخذ منها سهما فإنك ستمر بإبلي وغنمي بموضع كذا وكذا فخذ منها حاجتك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿لا حاجة لي فيها﴾ ودعا له فأطلق ورجع إلى اصحابه ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى قدمنا المدينة)
ويبدو أن سراقة بن مالك قد أصابته حالة نفسية هي (الرٌّعْبُ) الذي كان الله عز وجل ينصر به حبيبه المصطفى ولأجل ذلك لم يكن قادرا هو نفسه على تحريك أقدامه . وإنما ظل متسمرا على الأرض ــ وظن أنه في مواجهة طالب من كطلاب الدنيا ــ فعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفدي منه نفسه بما يشاء من الإبل والغنم فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
- وهذه كنانتي فخذ منها سهما فإنك ستمر بإبلي وغنمي بموضع كذا وكذا فخذ منها حاجتك .
ولكن الرسول الكريم هدأ من روع سراقة بن مالك وأفهمه أنه لا حاجة له في إبله ولا أغنامه .
وبعد أن سكن روع سراقة بن مالك وهدأ وزال عنه الرعب احتفظ لنفسه بكتاب الأمان . وعاد أدراجه وكان في طريق عودته يعيد الفرسان ومن صحبهم من قصاصي الأثر (طلبا للركب الكريم طمعا في الجائزة المرصودة) ويضللهم عن الطريق الصحيح يقول لهم: إني أحبس هذه الطريق فلم يمروا من هنا فأذهبوا وأبحثوا عنهم في طريق آخر.
وبعد أن أطمأن سراقة بن مالك وفق تقديراته بوصول ركب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يثرب عاد أدراجه إلى قومه في بني مدلج . وقد انقلب حاله على النقيض فأصبح ينافح ويدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحكي لقومه والناس حوله عن ما شاهده من معجزات.
وشاع أمره وحديثه حتى وصل إلى أسماع زعماء قريش وأبي جهل فخافوا أن يكون لحديث سراقة سبب في إسلام المزيد من أهل مكة . فأرسل أبو جهل من يخاطب بني مدلج بأبيات شعر يحذرهم فيها من الاستماع لسراقة ومتابعته على ما فيه من تهديد مبطن لكافة بني مدلج قائلا:
عليكم به ألا يفرق جمعكم فيصبح شتى بعد عز وسؤدد
فقال سراقة بن مالك من نظمه أبياتا يرد بها على أبي جهل:
أبا حكم – والله – لو كنت لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه
بني مدلج إني أخاف سفيهكم سراقة مستغوٍ لنصر محمد
علمت ولم تشكك بأن محمدا رسول وبرهان فمن ذا يقاومه
عليك فكف القوم عنه فإنني أرى أمره يوما ستبدو معالمه
بأمر تود الناس فيه بأسرهم بأن جميع الناس طرا مسالمه
إســلام سراقة بن مالك:
تأخر إسلام سراقة بن مالك حتى سنة ثمان من الهجرة أي بعد فتح مكة ثم غزوة حنين وبعد عودة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منطقة الجعرانة من الطائف.
وذكر أنه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع وفد من قومه وهو يحمل كتاب الأمان الذي كتبه له في طريق الخروج إلى يثرب ووقف على الباب يستأذن فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقدمه على رأس قومه رحب به فأخرج سراقة كتاب الأمان فعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: يوم وفــاء وبــر أدْنُــهُ.
فدنا منه سراقة وأسلم .. ويبدو أنه صلى الله عليه وسلم قال له في ذلك اللقاء : ﴿كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟﴾
وحيث لم يرد في كتاب الأمان ذكر لسواري كسرى وإنما اختصر الكتاب حسب طلب سراقة بن مالك على الأمان أو بما معناه تحالف غير محدد المدة حسب النص. وحيث رسول الله صلى الله عليه وسلم معروف عنه قصد السبيل ولآجل ذلك جاء نص كتاب الأمان وفق ما طلب سراقة دون زيادة ولا نقصان.
قيل فلما أتي عمر الفاروق بسواري كسرى ومنطقته (حزام من الجواهر يشد به وسطه) وتاجه دعا سراقة بن مالك فألبسه إياه وكان سراقة رجلا أزب (كثير الشعر طويله) كثير شعر الساعدين فقال له الفاروق رضي الله عنه:
- أرفع يديك .
ثم قال:
- الله أكبر ، والحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز الذي كان يقول أنا رب الناس ، وألبسهما سراقة بن مالك بن جعشم أعرابي من بني مدلج.
ورفع بها عمر صوته ، ثم أركب سراقة فرسا طاف به المدينة المنورة إحتفاءاً والناس حوله . وسراقة يرفع صوته مرددا بعض قول الفاروق : (الله أكبر ، والحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز ، وألبسهما سراقة بن مالك بن جعشم أعرابيا من بني مدلج ).
التعليقات (0)