مواضيع اليوم

حول تقرير الأمم المتحدة

أشار تقرير للأمم المتحدة مؤخرا إلى تدني نسبة الجريمة في العالم العربي ، وارتفاعها في أوروبا وأمريكا ، ولكن التقرير لم يشر إلى نوع هذه الجرائم هل هي الجريمة المنظمة أو الجريمة العادية التي تأتي فجأة في ظروف معينة ، بمعنى لا تدار من قبل عصابة منظمة موغلة بالقتل .
كما لم يشر التقرير إلى نوع الجريمة التي يتحدث عنها .. فالجرائم متنوعة وكثيرة .. والمقاييس متنوعة وكثيرة .. فما يعد جريمة في مكان لا قد يعد جريمة في مكان آخر ..
فعلى سبيل المثال .. أن يعتدي الشرطي على المواطن .. أو تتغول السلطة لتنفيذية على السلطة التشريعية والقضائية .. وتزيل وتهدم الحد الفاصل بينهما ( ما يسمى بتداخل السلطات ) في بلد ما قد لا يكون جريمة كما في اغلب دول العالم الثالث مع الاعتراض على التسمية .. بينما هذه جريمة في دول العالم الأول مع الاعتراض على التسمية أيضا .
أن يقمع صحفي أو كاتب .. أو تصادر مقالة أو صحيفة .. في بعض الدول تعد جريمة ... وقد لا تكون جريمة في الكثير من دول العالم الأخرى إذ أن هذا يمارس على طول الوقت .. حتى بات الأمر وكأنه طبيعيا ...
أن تحتفظ دولة ما بحق إنتاج طاقة نووية ... وهي لا تزال في البداية هذا جريمة.. أما أن تكون دولة أو دول تتملك قنبلة نووية أو هيدروجينية أو ربما أكثر حيث أن المخفي أعظم دائما .. هذا ليس بجريمة .. وهذا نوع من الاستطراد للموضوع ..
أما بخصوص الجرائم في العالم العربي .. وما زعمه التقرير .. فاعتقد أن التقرير يجانب الحقيقة لأسباب كثيرة منها :
أولا : أن التقرير اعتمد على ما تقدمه الدول ( كسلطة ونظام حاكم وحكومات قائمة ) من دراسات قد لا تمت للواقع بصلة تذكر . ومن المعلوم أن الإحصائيات العربية غالبا ما تحاط بسرية تامة ، وتغلف بعبارات طوطمية تجعل من العسير فهم الواقع ، تحت أسباب ومسميات مختلفة ، كالمحافظة على سمعة البلد ، وعدم نشر الغسيل
، وعدم إثارة البلبلة في المجتمع ، وإذا بليتم فاستتروا .
ثانيا : أن التقرير اعتمد على نوع محدد أو غير محدد من الجريمة ، فلم يوضح ما هي الجريمة التي يقصدها .
ثالثا : أن الحقائق في عالمنا العربي والشرقي عموما غالبا ما تكون بعيدة المنال عن الباحثين عن الحقيقة . بمعنى ان الاستطلاعات الخاصة بتقصي الجريمة لا تحظى بالمصداقية العلمية حيث أن الغالبية العظمى من الناس تتستر على ما تفعل ولا تفصح عن ذلك علنا .
فمثلا تعد جريمة الزنا في عالمنا العربي جريمة يعاقب عليها الفرد شرعا وقانونا وعرفا .. بينما في بلاد أخرى يفصح احدهم عن ذلك بكل صراحة .. بل رأيت في برنامج ( أوبرا ونفري ) الذي تبثه محطة mbc لقاء مع مجموعة من المتبرعين الذين سبق لهم وان مارسوا الجنس والتحرش الجنسي والاغتصاب مع فتيات قاصرات وأطفال دون السن القانونية ، وهم يعترفون بذلك صراحة أمام الملايين من الناس في شتى أنحاء العالم .
رابعا : أن الجريمة
رابعا : لم يتطرق التقرير إلى الجرائم التي يتعرض لها المواطن في العالم العربي مثلا على يد السلطة التنفيذية ،
وما يتبعها من انتهاكات صارخة لكل معاني حقوق الإنسان .
خامسا : لم يتطرق التقرير إلى ما يمارس من جرائم يندى لها جبين الإنسانية في العراق وفلسطين والصومال على يد المحتل وأعوان المحتل والمتآمر والعميل والخائن والمتعاون والمتهاون .
سادسا : نحن في العالم العربي عامة ، وأنا شخصيا فقدت الثقة بكل الأمم المتحدة وتقاريرها ، فهي أداة واهنة ضعيفة بيد قوى ليست بخافية على احد .
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !