حول المصالحة واقع وتحديات وأثرها على الاسرى
طوباس – من حكم الخراز – نظم تحالف السلام الفلسطيني ونادي الأسير الفلسطيني بالتعاون مع بلدية طوباس ندوة سياسية حول المصالحة الفلسطينية وأثرها على الأسرى في محافظة طوباس.
وقد حضر الندوة محافظ محافظة طوباس والأغوار الشمالية مروان طوباسي ورؤساء البلديات والمجالس القروية في المحافظة ومدراء المؤسسات الرسمية والأمنية والمدنية والشعبية في المحافظة وممثلين عن فصائل العمل الوطني وأمين سر إقليم طوباس وممثلين عن إتحاد البلديات والحكم المحلي ومدير جامعة القدس المفتوحة وممثلين عن عائلات وعشائر محافظة طوباس وحشد كبير من المواطنين والمهتمين.
وقد شارك في الندوة التي أدارها جمال ابو عرة كل من د. صائب عريقات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ود. واصل أبو يوسف أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية ورمزي رباح أمين سر المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وقدري أبو واصل عضو لجنة متابعة الأسرى وجمعية أصدقاء المعتقل.
وقد رحبت ممثلة تحالف السلام الفلسطيني فاتن عبود بالحضور والمشاركين، معربة عن سعادتها بالإهتمام الكبير الذي لقاءه موضوع الندوة، بإعتبار المصالحة وقضية الأسرى محطة هامة ومصيرية لها ما قبلها وما بعدها من أثر على أفق السلام في المنطقة.
وقد أرجع عضو المكتب السياسي للديمقراطية رمزي رباح موضوع إنهاء حالة الإنقسام وتحقيق المصالحة إلى ما تشهدة الدول العربية من ربيع التحرير والثورات المطالبة بالحرية وإلى الحراك الشعبي الشبابي الفلسطيني المطالب بإنهاء ملف الإنقسام بإعتباره مقدمة لإنهاء الإحتلال.
وقد طالب رباح إلى إنهاء حالة الإنقسام العمودي التي ضربت المؤسسات الوطنية الفلسطينية والتي قال أنها مستجدة على الساحة الفلسطينية، حيث ما زال هناك حكومة في غزة وأخرى بالضفة.
وقد علق رباح على الغضب الصهيوني تجاه إتفاق المصالحة وعمليات التهديد والوعيد وصولاً للإجراء المعروف حسب تعبيره، وهو قطع أموال دافع الضرائب الفلسطيني نتيجة إتفاق باريس المجحف، محذراً من دخول الإحتلال على الطريق مرة أخرى ومحاولة منع إجراء الإنتخابات، وقد طالب رباح إلى إعادة الإعتبار لوثيقة الأسرى والذي قال انها تشكل برنامجاً سياسياً وتحدد العلاقة بين المفاوضات والمقاومة، من أجل حماية المشروع الوطني وتحشيد الدعم الدولي للضغط على إسرائيل.
وطالب رباح إلى ضرورة التوجه إلى الإنتخابات حسب نظام التمثيل النسبي الكامل حتى لا نقع مرة أخرى في حفرة نتائج الإنتخابات ثنائية النظام والتي تمهد لثنائية التمثيل والإنقسام.
من جانبه قال د. واصل أبو يوسف أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية إن ترحيب أبناء الشعب الفلسطيني بالإتفاق يدل على مدى الرغبة الشعبية الجامعة لإنهاء حالة الإنقسام والتي ترجمت نفسها في الحراك الشبابي الضاغط لضرورة تحقيق المصالحة الوطنية، وطالب بضرورة تجاوز العراقيل الإسرائيلية أمام تنفيذ إتفاق المصالحة الوطنية من خلال الإتفاق على آلية عمل وبرنامج جامع، قائلاً أن الجميع ورغم تحفظاته على الورقة المصرية وقع في النهاية على الورقة المصرية، مرجعاً التعجيل في إنهاء ملف الإنقسام إلى الثورات العربية والحراك الشبابي.
وقد قال أبو يوسف إن المتغيرات الإقليمية والعربية التي راهن الجميع انها ستصب في مصلحة فصيل بعينه دون الآخر، صبت في مصلحة الكل والقضية الوطنية للشعب الفلسطيني.
وقد قال أبو يوسف، إن أمام الحكومة المقبلة التي يتم حالياً التوافق بشأنها ملفات أساسية ومهمات محددة، هي التحضير للإنتخابات وإعادة إعمار القطاع وتوحيد المؤسسات المنقسمة، بإلإضافة إلى تفعيل المنظمة وآلية إنطواء الجميع في كنفها، وجدد طلبه بضرورة الإلتزام بمبدأ التمثيل النسبي الكامل للإنتخابات حتى لا نقع في شرك الإنقسام مرة أخرى كما قال.
من جانبه حيا قدري أبو واصل عضو لجنة متابعة الأسرى شهداء شعبنا الذين سقطوا في مجدل شمس ومارون الراس أثناء فعاليات إحياء النكبة الفلسطينية، وقال إن وثيقة الأسرى هي وثيقة الوفاق الوطني وكان على الفصائل الوطنية ان تبحث عن بدائل وتكتيكات تمكن من إستثمار وثيقة الأسرى، وتحدث عن الإنعكاسات السلبية ما قبل الإتفاق،وقال إن إي خطوات نضالية ضد العدو لم تؤتي ثمارها في ظل الإنقسام وكانت غالباً ما يكون مصيرها الفشل، مضيفاً أن الإحتلال إستطاع أن ينتهز مرحلة الإنقسام لتطبيق إجراءات وفرض قوانين جديدة أضعفت الأسرى وزادت من معاناتهم.
وقد تطرق أبو واصل إلى قضية الأسرى المرضى قائلاً ان 22 منهم يعاني من السرطان و100 حالة مريضة بالسكري وهناك 25 حالة فشل كلوي و12 حالة مرضية تقيم بشكل دائم في سجن الرملة ثلثهم مصابون بالشلل النصفي، ناهيك عن الحالات المصابة بأمراض تتعلق بالبصر والأمور الاخرى.
وقد قال أبو واصل إن الإنقسام شتت المرجعية الوطنية مما جعل الجهات الدولية تتذرع بالإنقسام لعدم وضوح المرجعيات، مما أضعف نتائج المؤتمرات الدولية التي نفذت في المغرب العربي وأوروبا لدعم قضية الأسرى.
وقد بدأ د. صائب عريقات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حديثه بالتحية للأسير احمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية ومروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، كما حيا الأجهزة الأمنية القائمة على أسس مهنية عالية ولكافة شهدائها.
وقد قال عريقات المصالحة هي طريقنا إلى الدولة والحرية والشرعية ولطرق أبواب العالم، وأن أي إتفاق سلام لن يطبق إلا بعد إنهاء حالة الإنقسام وإنجاز المصالحة بصورة كاملة، وبعيدناً عن المزايدات التي لا طائل منها ولا التنازلات التي لا كرامة فيها، فنحن طلاب سلام، ولكن سلامنا لن يكون بأي ثمن، لأنه يرتكز على حقوق شعبنا الوطنية الفلسطينية.
وقد تطرق عريقات إلى أوضاع الأسرى في السجون وخاصة الحالات المرضية، مضيفاً أن الأسير الفلسطيني واحد ولا إنتقاص في حقوق الأسرى، ونحن نعمل على تفعيل قضيتهم ومن المفترض أن يتم إطلاق سراح كافة الأسرى في السجون في حال توقيع الإتفاق النهائي مع الإحتلال، وقال عريقات إننا نطالب أمريكيا للضغط على الإحتلال بضرورة إطلاق سراح حوالي 300 أسير كل ثلاثة شهور تمهيداً لأي عملية تسوية مستقبلية ، إلا أنه قال أن لا يوجد شريك حقيقي في الجانب الإسرائيلي للسلام ونتنياهو يعمد إلى إتخاذ خطوات وإجراءات أحادية في محاولة لفرض حقائق وأجندات لن تجد طريقها للتطبيق.
وقد قال عريقات ان الشعب الفلسطيني هو شعب واحد قوامه 11 مليون فلسطيني لا يفرقه موقعه الجغرافي وجنسيته الورقية، وهذا الشعب لن يجوع ولن يركع، وقد شرح عريقات الفرق بين الإعتراف بالدولة بإعتباره قرار سيادي أحادي ،وعضوية هذه الدولة ضمن حدود عام 67 في مجلس الامن، وأضاف عريقات أن لدينا دعم دولي قوامه 160 دولة قبل ان نقدم مشرعنا بالحصول على العضوية لمجلس الامن، ونحاول ان نتجاوز الفيتو الامريكي لجعل هذا الإعتراف حقيقة واقعة.
وقد شرح عريقات الأثر الكبير الذي سيتركه نتاج التخطيط والتكتيك الفلسطيني الذي أدت إليه القيادة الحكيمة الواقعية والمنطقية للرئيس أبو مازن، والتي أوصلتنا إلى أوسع دعم دولي ووضعت إسرائيل في الزاوية.
وقد تناول عريقات موضوع الحكومة المقبلة التي ستشكل من شخصيات مستقلة ذات مهمات محددة وواضحة طارحاً الفرق بين التكتيك والإستراتيجية، وقال ان المصالحة هي مصلحة عليا تقود إلى الدولة.
وقد تطرق عريقات إلى الثورات العربية قائلاً إن ما يجري حالياً في العالم العربي أهم مما حدث منذ ألف عام، كما تحدث عن قضية اللاجئين معتبراً العودة حق فردي يرافقه دائماً التعويض، قائلاً انه لا تنازل عن حق العودة، وان الافراد في النهاية عبارة عن جماعات، والعودة حق لا يسقط بالتقادم وهو شأن كل فلسطيني من خمسة ملايين لاجئ لهم الحق في العودة والتعويض إلى ديارهم التي شردوا منها، معبراً عن إلتزام القيادة الفلسطينية بحل الدولتين على حدود 67 بما فيها القدس عاصمة، قائلاً أن هناك فرق بين وظيفة الفصيل ووظيفة الحكومة، ولا أحد يطلب من حماس او غيرها الإعتراف بإسرائيل، وأن المفاوضات هي مسؤولية منظمة التحرير بإعتبارها إطار جامع وتمثل كافة ابناء شعبنا في الوطن والشتات.
وقد إستعرض عريقات المواقف التي تعرضت لها القيادة الفلسطينية في مواجهة الضغط الامريكي وخاصة بعد فوز حماس بالإنتخابات وإتفاق مكة والضغوطات لعدم المشاركة في مؤتمر دمشق وفي موضوع جولتستون وتوقيع الوثيقة المصرية والعودة للمفاوضات.
وفي نهاية النشاط أجاب المتحدثون على أهم إستفسارات وتساولات المواطنين والحضور.
وكان عقاب دراغمة رئيس بلدية طوباس وأعضاء المجلس البلدي وحشد من ممثلي الفصائل والعائلات، قد إستقبلوا في مكتب رئيس البلدية كل من صائب عريقات ود. واصل أبو يوسف ورمزي رباح وقدري أبو واصل، حيث رحب بالضيوف، معرباً عن أمله ان تشكل المصالحة الوطنية أرضية فاعلة لدعم القضية الوطنية لشعبنا وتمهد لإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
من جانبه قال محمود صوافطة مدير نادي الاسير الفلسطيني، إن تنفيذ هذه الفعالية بالشراكة مع تحالف السلام الفلسطيني وبالتعاون مع البلدية يأتي في سياق دعم جهود المصالحة وحقوق الأسرى وتعزيز فرص السلام في المنطقة.
التعليقات (0)