مواضيع اليوم

حول الشعر كلمة اولى

سعيف علي

2011-11-14 10:53:21

0

 ليست الحداثة الا صدمة و لن تكون الا كذا، فقدر التطور هو الصدام مع الشكل السائد من الثقافة التي تكون عادة ثقافة المؤسسة الرسمية....نحن لم نشارك ابدا في نشوء اي مصطلح من مصطلحات الراهن المعاصر لان تخلف المصطلحات عندنا امر اصبح شبيها بصداع دائم

ان سؤال الحداثة و سؤال الشعر هو سؤال عن الحياة بما هي تراكم التجربة الانسانية و تراكم المعرفة و ليس الشعر خارج ه>ا الاطار و لن يكون لانه مقصد كل الفنون

مااثارني حقا ان السؤال يشبه قولك هل حدثت حرب الخليج ؟ و كقولك هل نحن موجودون .و ليس القصد هنا بيان اعتباط السؤال و لكن بيان ان القول لا يلبث ليعود الى نفسه ليقول ان الشعر ليس واحد و ليس سليل قبيلة و احدة ولمكنه في مضيه و في تشكله لا يكون قانونا لا علامة و لكن تراكما و تواضعا في بوتقة وجوده.

الشعر قانون يتاسس بتاسس القصيدة و بتاسس المفاهيم التي تاويه و تضعه عند نصبها.ليس ثمة شعر بالمعنى المتعارف لكنه موجود و متاصل في تلافيف الحياة و في النفس الدافق الذي تمضي به نفوس الشعراء.

المقصد الاساسي ان الشعر ليس ملكيةلاحد يضع فيه قانونه لان الشعر فعل بعدي لا يتوفر على الخطوط التي تحبسه في كلكالها.هو طائر ان امسكته امسكت معه النار و هو العنقاء لا تمسك و لكنها تقوم من رمادها كائنا فريدا .فينيق لا ينته

الشعر كان قانونا سفسر ضاهرة القصيدة و يحاول فهمها مثل ماهية كل القواني 

وارجو ان يسمح لي الاخوة ان اقتبس بعص مقال الشاعر الدكتور منصف الوهايبي تعميما للفائدة و تجاورا مع المفاهيم

.(...وعليه فإنّ مفهوما كلّيا للشّعر لا يمكن أن يكون تأسيسا للخطاب الشّعريّ ما دام ـ كما سلف الذّكر ـ غير سابق على هذا الخطاب؛ وإنّما هو حكم تأليفيّ بعديّ لا يعدو أن يكون غير ظلّ لبعض القصائد. وشأنه شأن الظلّ يرسم تقاليب الضّوء، ولا يستقر ّ على حال، ولا يلبث البتّة في نفس المكان، وإنّما هو في تحوّل أبدا، بل يَغيض في العتمة كلّما غابت الشّمس وجاء اللّيل. كذلك مفهوم الشّعر يغيض أحيانا كثيرة في عتمة القصائد. وبعبارة أخرى هل مفهوم الشّعر غير صيرورة الشّعر وهو يقول نفسه في ‘تاريخ الشّعر’، وهذا تاريخ مفتوح أبدا ما دام الشّعراء يقولون الشّعر.

ليس ثمّة شعر وإنّما قصائد متنوّعة لا تصدر عن مبدأ أعلى، أو أصل واحد هو ما درجنا على تسميته’ الشّعر’، لسبب قد لا يخفى وهو أنّ الشّعر من حيث هو مفهوم أو فنّ بصيغة المفرد، لاحق على القصيدة. وهو لا شكّ مفهوم رجراج يتضافر في صياغته، مجموع القصائد على أخلاقها، ولكن دون أن يكون بميسوره امتصاص اختلافها أو تباينها. ونحن إنّما نكون في الشّعر لحظة إنشاء القصيدة أو أدائها أو الاستمتاع بها. فإذا كان من الشّائع السّائغ الكلام على هذا الفنّ بصيغة المفرد، فليس ذلك إلاّ في مستوى وحدة مفهوميّة تتنوّع طرائق إجرائها بتنوّع القصائد. وكلّ قصيدة تضع لبنة في هذه الوحدة المفتوحة على قدر ما تضع مفهوم الشّعر، من جديد موضع تساؤل؛ ما دام’ الشّعر’ لا يوجد قبل الكلام الحيّ أو قبل إجراء اللـّغة على طريقة خاصّة، إلاّ إذا سوّغنا القول بشعريّة اللـّغة نفسها أي ما لا يسمع إلاّ فيها أي في صمتها أو طابعها الخاصّ؛ وكأنّ كلاّ منهما: الشّعر واللّغة يتوكّأ على الآخر، أو هما يتبادلان الأدوار باستمرار. بل لعلّهما أشبه بالعلاقة بين اللّغة والفكر، حيث كلّ منهما يستنبت فرعا في الآخر. بل ربّما كان البحث في أصل اللّغة، وهو بحث لا طائل منه، بحثا في أصل الشّعر نفسه أي في ‘اللّغة الأمّ للجنس البشري ّ’. والعربيّة ـ على ما يبدو من تاريخها ـ لغة شاعرة ذات أنظمة إيقاعيّة دقيقة محكمة إذ كانت لغة المقدّس الشّعري في الجاهليّة ثمّ المقدّس الدّيني ( القرآن).يقول ابن قتيبة.

‘ وللعرب الشّعر الذي أقامه الله تعالى لها مقام الكتاب لغيرها وجعله لعلومها مستودعا ولآدابها حافظا ولأنسابها مقيدا ولأخبارها ديوانا لا يرث على الدهر ولا يبيد على مر الزّمان وحرسه بالوزن والقوافي وحسن النظم وجودة التّحبير من التّدليس والتّغيير. فمن أراد أن يحدث فيه شيئا لم يخف له كما يخفى في الكلام المنثور. وقد تجد الشّاعر منهم ربما زال عن سننه شيئا فيقولون له ساندت وأقويت وأكفأت وأوطأت’. وكلاهما عزّز هذا الطّابع الفنّي المثير فيها. وفي ما عدا هذا الطّابع فإنّ ‘ الشّعر’ – إذا استخدمنا عبارة مجازيّة – يبدأ من منتهى القصيدة، ويكون في عقبها أو طرفها. فلا مناص من الإقرار بأنّ القصيدة هي التي تصنع الشّعر حدّا أو مفهوما لا يثبت على حال، وليس الشّعر هو الذي يصنع القصيدة أو بأنّ القصيدة هي التي تستدعي أبدا تعريف الشّعر،هذا الفنّ الذي ‘يُعرَف ولا يعرّف”) 

منصف الوهايبي

ليس الاشتغال بالسؤال دائما مهما اذا كان المقصد الهروب من الاجابة

سعيف علي

 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !