مواضيع اليوم

حول إنتحار الضابط الأمريكى

زين العابدين

2013-10-14 12:50:58

0

قد ترامى إلى أسماعنا ، وفجأة ، أمس ،أخبار عن إنتحار ضابط أمريكى بمحبسه فى أحد الأقسام الأمنية ، أو الشرطية ، التابعة إلى مدينة الإسماعيلية ..!

وسوف أكتفى هنا فقط ، وفى هذا المقام ، بالتعليق على ما جاء فى بيان وزارة الداخلية الرسمى ذاته ، وسوف أعرضه ــ أو أهم أجزائه ــ فى نهاية هذا المقال .

وعند سماعى لهذا الخبر لم أذق طعم النوم بسبب علامات الإستفهام ، والإسئلة الكثيرة التى تركها هذا الخبر معلقة من دون الإجابة عليها ، سواءا من الناحية الشكلية ، أو الموضوعية ..؟

فمن الناحية الشكلية ؛ لم لم يعلن عن خبر القبض على هذا الضابط فور توقيفه فى سيناء ، وفى الحزام الواقع ما بين رفح والعريش ، حيث قيل فى بيان الداخلية أنه قد تم القبض عليه فى 27 أغسطس الماضى  ..؟! ومن ثم لم إنتظرنا كثيرا ــ حوالى شهرين ــ وحتى موته ، أو قتله ، أو إغتياله ، أو إنتحاره ــ وأغلب الظن ، بالتنسيق التام مع الجانب ، أو الحليف ، الأمريكى ــ  لنعلن خبر القبض عليه ، وإنتحاره فى محبسه .. ؟!

وهذا أيضا يثير بدوره عددا لا يحصى من علامات الإستفهام ، والأسئلة الأخرى المرتبطة بهذا الأمر ، منها على سبيل المثال ، ماهى مصلحة الحكومة ، أو غيرها من الجهات السيادية التى تأتمر بأمرها ، فى إخفاء الحقيقة ــ أو الحقائق ــ عن الشعب ، وعن وسائل الإعلام الحرة ، والمحترمة ، والمعتبرة ، التى يمتلكها ويثق فيعا الشعب ، ولا تدلى بأى خبر إلا بعد أن تتيقن من انه قد يفتضح أمرها سواءا أمام الرأى ، العام العالمى أو الإقليمى ، أو حتى المحلى ــ والذى غالبا لا تقيم له إعتبارا ، أو وزنا كثيرا ، فى حقيقة الأمر ، لإعتقادها بأنه بشراءئها أقلام بعض الصحفيين المخبرين ، أو المخبرين الصحفيين ، قد تأتى لها السيطرة على الصحافة ، أو الميديا المحلية ، أو على الأقل القطاع الأكثر صراخا وعويلا فى إعلامنا المصرى ــ ويتم إفشاء ما تكتمت عليه إبتداءا ، وبدون رغبة منها فى إطلاع الرأى العام عليه .. ؟!

ثم أين تلك وسائل الإعلام التى صدعت رؤوسنا بخطايا النظام السابق ، والذى سبقه ، والذى سبقه ، من التضييق على حرية الصحافة والصحفيين ، و الإهم من ذلك إعمال مبدأ الشفافية فى كل ما يتعلق ــ على الأقل ــ بالشأن الداخلى ..؟!

وأرى أن أتوقف عند هذا القدر فقط على نواقص الناحية الشكلية المرتبطة بخبر إنتحار الضابط الأمريكى ، وحتى لايمل القارىء ، لنتحدث عن بعض النواحى الموضوعية المرتبطة كذلك بخبر إنتحار هذا الضابط . و منها مثلا ؛ أن الخبر يقول أنه تم القبض على هذا الضابط فى سيناء ، و قد كان بحوزته جهاز كمبيوتر وخرائط لمنشآت هامة ، ولم يذكر الخبر ما هى هذه المنشآت حصرا ، فهل لدواعى أمنية لم يتم ذكرها ولا يراد لأحد معرفتها على الرغم من إحاطة وعلم الضابط المقتول أو المنتحر بها ، وهو أمريكى الجنسية بالمناسبة ، وليس من مصر الشقيقة ، أو الصديقة ..؟!

ويقول بيان الداخلية أن الضابط وهو جيمس هنرى آلن أتى إلى مصر بأوراق سليمة قادما من البحرين ، ومكث بالقاهرة يومين ، وتوجه إلى رفح ، وكان ينوى أن يتوجه منها إلى غزة لمقابلة إسماعيل هنية ، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة ، من أجل السلام مع إسرائيل .. إذن ما حاجته إلى خرائط لمنشآت مصرية هامة ..؟!

ويذكر بيان وزارة الداخلية أنه فى يوم 18 أكتوبر الماضى ، وبناءا على تصريح من السيد المستشار المحامى العام ، قام نائب القنصل الأمريكى بزيارة سالف الذكر بمحبسه وأشاد بحسن ما يلقاه المتهم من معاملة ، و من ثم فهو لم يشتك لوفد بلاده من أى سؤ معاملة يلقاها فى محبسه ، فإذا كان الأمر كذلك فما هو الدافع إذن للإنتحار ..؟!

وحتى إذا ما تم الإنتحار فهل يكون برباط الحذاء ، وحزام من الجلد .. أفلا من الممكن أن ينقطع رباط الحذاء ، أو حتى يحل ، بفعل الثقل النسبى لوزن المنتحر ، ثم هل رباط الحذاء كاف للإلتفاف حول عنقه ، أو عنق أى منتحر إذا فكر فى الإنتحار بتلك الأداة أو الوسيلة ..؟!   

والأخطر من ذلك انه قد صدر بيان من وزارة الخارجية الأمريكية يفيد بأن آلن لم يكن ضابط سابق بالجيش الأمريكى ..؟!

كما لوحظ من قبل العديد من الوسائط الإلكترونية انه لم تصدر صورة شخصية واحدة وواضحة فقط للمنتحر سواء فى أمريكا أو فى مصر ، فهل هو إذن من كوكب آخر ..؟!

إذن دعونا نتحدث قليلا بلغة المنطق ، وهى أن الولايات المتحدة حليفا إستراجيا لمصر ، أو أن مصر حليفا إستراتيجيا للولايات المتحدة ، وهناك ، وهذا هو الأهم ، علاقات حميمية ، و هامة جدا ، وشديدة الخصوصية بين المؤسسة العسكرية فى مصر والولايات المتحدة ــ حوالى مليار دولار مساعدات أمريكية عسكرية فقط لمصر سنويا ، ناهيك عن التدريبات المشتركة ، وتبادل الزيارات بين كبار القادة فى كل من القاهرة وواشنطن ، وأنه قد تم القبض على جيمس آلن ــ ودائما حسب بيان وزارة الداخلية ــ أثناء تمشيط الجيش ، والشرطة ، لمنطقة بسيناء ، و عقب تفجير سيارة مفخخة أمام قسم شرطة الشيخ زويد بشمال سيناء ، وانه تم نقله بطائرة عسكرية إلى مقر الجيش الثانى بالإسماعيلية حيث حققت معه النيابة العسكرية ، وبعدئذ ، وعلى ما يبدو النيابة المدنية ، ثم أودع بالحجز بقسم أول شرطة الإسماعيلية .

إذن فى الفترة ما بين عرض آلن ، أو حتى ترحيله ، بواسطة طائرة عسكرية ، وحتى عرضه على القضاء المدنى كان بوسع الولايات المتحدة أن تتسلمه بنفسها ، أو ترحلة إلى الولايات المتحدة لو أرادت ذلك ، لكنها لم تفعل .. والسؤال هو لماذا ..؟!

إذن إنتحار ــ إذا جاز لنا إستعارة لفظ بيان الداخلية ــ الضابط ، أو الذى ليس بضابط وحسب تعليق الخارجية الأمريكية ، أو المواطن الأمريكى جيمس هنرى آلن يثير من الأسئلة والتساؤلات أكثر مما يجيب عليها ..!

وإليكم بعض من بيان وزارة الداخلية :

" أنه بتاريخ 27 أغسطس الماضى ألقت الأجهزة الأمنية بشمال سيناء القبض على أمريكى الجنسية جيمس هنرى آلن وأخرين ، وذلك خلال عملية التمشيط التى قامت بها الأجهزة الأمنية عقب تفجير سيارة مفخخة أمام قسم شرطة الشيخ زويد بشمال سيناء وبحوزته جهاز كمبيوتر وخرائط لمنشآت هامة ، وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 1074 لسنة 2013 جنايات قسم أول العريش ، وبعرضه على النيابة المختصة قررت حبسه على زمة التهمة المشار إليها ، وبعرضه على المحكمة المختصة قررت حبسه لمدة 30 يوما .

وصباح يوم الأحد الموافق 13 أكتوبر الجارى وأثناء قيام ضابط منوب قسم شرطة أول الإسماعيلية بالمرور على حجز القسم المودع به المتهم المذكور بمفرده تلاحظ له قيام المذكرو بالإنتحار عنة طريق الشنق باب حمام الحجز "

مجدى الحداد       




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات