يقال أن الكرة الأرضية يتكون ثلثيها من الماء والثلث الآخر المتبقى منها من اليابسة ، وكذلك جسم الإنسان نفسه ـ وياللعجب ، و سبحان الله ـ يتكون ثلثيه من الماء والثلث الآخر المتبقى من وزنه يتكون من المواد الصلبة ، أو اليابسة .
إذن تشكل البحار والمحيطات2/3حجم الكرة الأرضية ، أما المياه العزبة من الأنهار والبحيرات العزبة فإنها بدورها تشكل فقط 4و. من تلك النسبة .
وفى هذا العصرالتكنولجى المتقدم والمتطور ليس من الفهوم ، أو المقبول حضاريا أن تشكل 2/3 المياه حجم كوكب الأرض ويقال أن العالم مقبل على عصر الفقر المائى ، فما جدوى التقدم العلمى إذن والتكنولوجيا المتقدمة والمتطورة فى هذا العصر إذا لم تساعد فى حل مشكلة أو معضلة ما يسمى بالفقر المائى ، وأخشى ما أخشاه أن تكون تلك القصة مفتعلة ، مثلها فى ذلك مثل ما يسمى بصناعة الجوع ، تختلقها القوى العظمى من أجل السيطرة على مختلف دول ومناطق العالم ، وحتى بما تشمل تلك المناطق من قوى أو دول متحالفة ، و دول آخرى مارقة بطبيعة الحال...؟!
وما جدوى البحث عن تواجد أو وجود أية أشكال من الحياة فى الفضاء الخارجى ,فى أى من الكواكب الآخرى أو كواكب مجموعتنا الشمسية ، بينما نحن لم نستغل بعد ما لدينا من إمكانات كامنة ولا تزال مجهولة او "متطمورة" فى كرتنا الأرضية أفضل إستخدام أو الاستخدام أو الاستغلال الأمثل...؟!
وماذا لو وجدنا أشكال آخرى من الحياة على هذا الكوكب أو ذاك ، ووجدنا مياه مالحة مثلا ؟ فهل نسير الرحلات بعدئذ إلى هذا الكوكب أو ذاك الذى وجدنا عليه تلك المياه ... ؟... ليس من العقل ولا المنطق فى شىء أن نقوم بتلك الرحلات بطبيعة الحال ، وإنما الأفضل والأنسب هو أن نوجه العقول والجهود أولا نحو تحلية ما لدينا نحن من مياه مالحه فى بحارنا ومحيطاتنا وبطرق إقتصادية رخيصة وغير مكلفة و آمنة و صديقة للبيئة .
وفقط بعد أن تكون المياه العزبة متوفرة ومتوافرة لكل كائن حى على كوكبنا الأرض ، وأيضا من السهولة بمكان الحصول عليها من قبل كل من هو فى حاجة إليها ، و فى أى وقت ، فإنه يمكن بعد ذلك فقط أن نفكر مطمأنين ، وبضمير إنسانى مستريح ، فى غزو الفضاء .
وبكلمات آخرى يجب أن تعطى الأولوية هنا لإكتشاف كوكب الأرض ذاته ومابه من إمكانات وإمكانيات كامنة لم تكتشف بعد ، أو لم تستغل الإستغلال الأمثل بعد .
ولذلك فإننى ، وبكال تواضع ، أدعو وكالة القضاء الامريكية "ناسا " ، وكذلك وكالة الفضاء الأوربية ، وكذا اليابانية والصينية والهندية ، وغيرهم ، أن يركزوا جهودهم وعقولهم وأموالهم ، وكافة إمكاناتهم ، على العمل أولا فى توفر وتوفير حل تكنولجى سهل ورخيص وصديق للبيئة فى توفير المياه العزبة على كوكب الأرض لكل من هو فى حاجة إليها من إنسان أوحيوان أونبات ، أو أى كائن آخر حى ، وبعدئذ فقط لهم كل الحق فى تركيز كل جهودهم نحو الفضاء الخارجى ، لأنه لايعقل أن تكون الحياة تفسها مهددة ، بشكل أو بآخر ، على كوكب الأرض بسبب نقص المياه العزبة ، أو بسبب التهديدات الناجمة عن نقص أو تناقص تلك المياه بشكل حاد وخطير فى السنوات القادمة ، وبما يهدد بالفعل الحياة ذاتها على كوكب الأرض ، ثم نقوم نحن ـ والمقصود الدول العظمى والمتقدمة من العالم الأول ـ بتركيز وتوجيه جهودنا وجهدنا نحو شكل أو أشكال أخرى من البحث غير المضمونة أو غير المؤكدة النتائج ، من حيث تواجد أو وجود ، أوعدم وجود، أية أنواع من الحياة على أى من كواكب المجموعة الشمسية أو غيرها، بينما يتوجب علينا ، وكما أسلفنا ، هنا أن نكنشف أولا أشكال الحياة الآخرى الممكنة على كوكبنا الأرض ، وكذا أفضل السبل لاستغلال ما لدينا من إمكانات فى هذا الإتجاه...!
ودعونى أقٌترح ، وبكل تواضع أيضا ، إتجاها للبحوت الممكنة نحو إكتشاف أنجح وأنجع السبل لإستخلاص المياه العزبة من المياه المالحة ، وذلك من خلال مراقبة ومحاكاة كافة الكائتات الحية والحيوانات البحرية فى المياه المالحة ولنرى ونتعلم مثلا كيف تستخلص الأسماك ـ بأنواعها المختلفة ـ المياة العزبة التى تحتاجها للشرب خلال كل دورة حياتها من المياه المالحة ، وكذا النباتات البحرية فى البيئات المالحة ، وذلك على نحو ما تعلمنا من قبل كيفية ملاحظة ومراقبة ودراسة الطيور لصناعة الطائرات و كذا تطويرها ، وكذا دراسة بعض أنواع الحشرات والتى تم الإستفادة منها فى صنع الطائرات العمودية ، وأيضا الإستفادة من الوطواط فى صناعة أو إكتشاف الرادار.
خلاصة القول إنه ينبغى علينا إكتشاف ، او إعادة إكتشاف ،عالمنا أو كوكبنا ، كوكب الأرض ، قبل التفكير فى غزو الفضاء ، وذلك على الأقل حتى يكون أنطلاقنا من أرض صلبة ..
مجدى الحداد
كاتب
التعليقات (0)