عل الرغم من إنني لم أكن يوما من مؤيدي شفيق ، إلا إنني أحترم بشدة ، وأؤيد كذلك ، حقه في الترشح كرئيس للجمهورية في الإنتخابات الرئاسية القادمة أمام السيسي ..!
وقد أزعجني كثيرا خبرا مفاده ؛ القبض على ثلاثة من مؤيدي القريق شفيق ، ومنتسبي حزبه ؛ " الحركة الوطنية " ، وفي وقت الفجر..!
وهذا التوجه الجديد ــ القديم ، من قبل النظام ، يعد كاشفا في واقع الأمر لحقيقتين قاسيتين ومؤلمتين ، و تعبران دوما ، وفي ذات الوقت ، عن حقيقة وطبيعة ذلك النظام ــ و الذي يزعم انه يحكمنا ويعبر عنا في الداخل والخارج ــ أولهما أنه ينظر إلى كل من يظن أو حتى يشك ــ مجرد شك ..! ــ انه قد يشكل تهديدا على بقاءه ، أو بالأحرى بقاء السيسي في الحكم ، على أنه لايقل خطورة عن الإخوان المسلمين ــ بل ولا مانع هنا من اتهامه بإنتماءه للإخوان ليسهل الخلاص منه في وقت لاحق ..! ــ ومن ثم وجوب خضوعه وعقابه بما يعاقب به الإخوان عادة إذا ما تم القبض على أي منهم ..!
وثانيهما ، وهذا هو الأخطر في حقيقة الأمر ، إننا لا نحكم في حقيقة الأمر من قبل نظام وطنى ــ حتى ولو كان فاسد وفاشي واستبدادي ؛ وكما كان الحال مع نظام مبارك مثلا ..! ــ ولكننا نحكم من قبل نظام إستعماري بكل معنى الكلمة ، بل وأشد وطأة وقسوة ووحشية وخسة وضعة من أية نظام استعماري أخر على مدار التاريخ المصري بأسره ..!
والمشكلة هنا إننا لم نعد نجد أمامنا الآن أمثال عمر مكرم ، ومحمد كريم ، وأحمد عرابي ..!
وهذا يكشف لنا في حقيقة الأمر ، ومن ناحية أخرى ، ليس قوة وبأس النظام ، بل ضعف وتشتت وحتى تقوقع وانعزال فصائل المعارضة عن بعضها البعض . والأسوأ من ذلك تعالى بعد فصائلها على البعض الأخر . ما يعني اننا وصلنا إلى أسوأ ما قد وصلت إليه المعارضة السورية ذاتها ، وبما سمح بعودة بشار مرة أخرى إلى الواجهة ..!
أيها الأخوة والزملاء ؛ ليس ما يجرى بمصر ، بمعزل عما يجرى بسوريا ، وهذا يؤشر إلى أن الحالة السورية ليست معزولة عن الحالة المصرية ..!
التعليقات (0)