محمود المصلح
2009 / 2 / 14
شكلت عملية التطور المذهل المتسارع في تكنولوجيا المعلومات تحديا لا مثيل له امام المشتغلين والمهتمين بالتربية والتعليم على صعيد وخصوصا على صعيد الطلاب والمعلمين، فضلا عن معدي المناهج والسطات المشرفة والمهتمة بالشأن التربوي عموما . بحيث أصبحت عملية الحصول على المعلومة والتفاعل معها املر يسيرا ومتاحا للجميع ، ولعله أصاب التربية والتعليم في مجتمعاتنا العربية عموما في خاصرتها الأضعف .
ان ظهور مفهوم ( التعلم الألكتروني ) بكل ميزاته ، يعد حلا ناجعا ، وبديلا فريدا للعديد من الانماط التربوية التقليدية ( بغض النظر عن رأينا بها وبما افرزته على مر العصور وخصوصا في مجتمعاتنا العربية ) . يمتاز ( التعلم الالكتروني ) بما يتيحه من أمكانيات الحصول على المعلومات بالفعالية والديمومة والمتعة والتواصل وتوفيرا للوقت والجهد والمال ، كما ان المعلومات تكون اكثر حداثة وموضوعية الى جانب تعدد المصادر التي يمكن الحصول منها على المعلومة ، مما يتيح فرصة للمقارنة ، وهذا ما يؤدي الى سعة المعرفة والخيال ، ويطور ملكات كثيرة ، في مجتمع افتراضي ممتع ضمن خيارت وامكانيات تتيح للفرد ان يتحرك براحة وحرية اكبر ، وهذا سيقضي على نظام القاعة المغلقة التي تخضع لسلطة المعلم وجبروته( احيانا ).
ولعل في هذه العملية التعليمية التعلمية ، ما يخلق من الطالب كائنا مفكرا محللا مركبا ناقدا بناء مقارنا مناقشا ، ليكون : فعالا في محيطه ومجتمعه ، مبدعا ، منتجا ، قادرا على الاختيار ، وتحديد خيارته ، ممتلكا لمهارات عدة ، مختلفا عن اقرانه بما يتميز به من فردية تصب في خانه بناء الشخصية المستقلة ، القادرة على الاعتماد على النفس ، الواثقة المتطلعة للأمام ، النتعاونة مع غيرها المتواصله عبر طرق الاتصال المتعددة .
وسيلعب جهاز الحاسوب في هذه العملية الدور الابرز بأمكانياته فائقة الخيال والقدرة ، فالى جانب قدرته على ان يكون مكتبة الكتروني ضخمة جدا جدا ، تضم وسائط متعددة من صوت وصورة وكلمة الى التجارب والأمثلة المصورة من محاكاة للواقع عبر الصور المتحركة ( السينما ) اوالصور المتحركة ( الكرتون ) وكل ذلك بالصوت والصورة والكلمة المسموعة والمقروءة بالالوان .. سيكون طابعة وآلة كاتبة وجهاز تشغيل الاقراص المختلفة النوع والسعة ، كما سيكون جهاز استقبال البث الاذاعي والتفزيوني والفاكس على حد سواء ، ولن ننسى امكانية الراعة لأن يكون جهازبل مركز العاب فائق الجودة والقدرة .
من هنا بدأ عالمنا العربي ولو متأخرا يدرك اهمية ما يسمى ( حوسبة التعليم ) بغية الارتقاء بالمادة الورقية المطبوعة الصامتة الجامدة بين دفتي الكتاب ، لتكون مادة تفاعلية فعالة تتيح الفرصة للمتلقي ان يتفاعل معها بصورة اكبر واكثر فعالية ضمن خيارت متعددة من الصوت والصورة والكلمة المطبوعة . لتنقل الكتاب نقلة نوعية ترتقي باسلوب التلقي (التعلم ) وتطور اساليب المعلم ضمن هذا النهج الجديد ، والذي من المؤكد سيضفي جانبا اكثر ايجابية على العملية التعليمية التعلمية ، وتخرجها من اطارها التقليدي ، النتظري ، الى جوانب زآفاق اكثر فعالية .. تتسم بالتطبيق والتجريب .. تخضع المعلومات لمحكات كثيرة .. من المقارنة والاختبار والمختبر ، والمناقشة وتبادل المعلومات مع الآخرين ، ليس الزملاء فحسب بل العالم أجمع .
العالم يتقدم ، وتقنيات التعليم تتقدم بسرعة اكبر ، والانترنت اصبح يعد عصب التعليم ، ترى ما هي نسبة استخدام الانترنت في عالمنا العربي وخصوصا الدول الغنية منه ( وطبعا في جوانب التعلم والتعليم ) مقارنة ببعض الدول الامحيطة بنا في العالم ... من الموكد اننا لا زلنا في بداية الطريق ، ولكن ان تبدأ متأخرا خير ا من ان لا تبدا ابدا ...
ولا زالت سفينة الحياة تمضي .
التعليقات (0)