حوثي في صنعاء....ومنافق في صعده
لـ/أحمد أحمد الرازحي
قيل:إن بن الأمير الصنعاني خرج على بعض المسائل الفقهية في مذهب الإمام
الهادي ,فأتهمه عوام مقلدي مذهب الهادي بالنصب وعانا من المضايقات
ولم تتعدى اجتهاداته الفقهية عتبة بيته فجمع رحله وهاٍجر إلى مكة لعله
يجد متنفساً وبيئة مناسبة تحمي ما يعتقد وتتبنى ما توصل إليه من اجتهادات
ولم يكن يعرف ما يخبئ له القدر في مكة فبينما هو مصلي خلف الإمام وسجد
الإمام سجدة السجدة عند وصولة عند آية السجدة فسجد الجميع ما عدى
الصنعاني لكون هذه السجدة زائدة عن حركات الصلاة المفروضة وتبطل الصلاة
في فقه أبن الأمير وهو مجتهد ومذهبة يحرم التقليد فلما أكمل الإمام
الصلاة نظر إلى الصنعاني نظرة غضب قائلاً وسجدة الملائكة أجمعين إلا
إبليس فأطلق الصنعاني مقولة تترجم معاناته وغربته داخل هذا المجتمع الذي
لا يعرف إلا ثقافة الأحكام السيئة قائلا(ناصبي في صنعاء وإبليس في مكة)
حملني إلى ذكر هذا نفس الحالة والغربة التي يعاني منها كثير من المتحررين
والمبدعين الذين أحجمتهم الأحكام الملقاة على أكتافهم نتيجة لموضوعيتهم
وحياديتهم وللأفكار والرؤى التي رضعوها ونشاء عليها وتوصلوا من خلالها
على رؤى ونظريات وأفكار وتعاملات تخص أطرهم ومنظوماتهم الفكرية.
ثقافة الأحكام ثقافة مترسخة في العقلية العربية وخصوصاً العقلية اليمنية
منذ القدم ’والتي بدورها تستمد هذه الثقافة من عقلية الاستبدادٍ التي لا
تؤمن بالآخر وإن تقمصت بأقمصة مختلفة فأنا من هنا أريد أن الفت النظر إلى
مواطن صعده الواقع بين المطرقة والسندان حوثي في صنعاء ومنافق في صعدة
هذا الحكم الذي الصق به أقرب ما يكون إلى ذلكم الحكم الذي القي على إبن
الأمير وإن كان في الحقيقة أشد حكما وأعم لأن هذا الحكم كان حكم على
شخص-حكم شخصي- يخص إبن الأمير فقط أما حكم حوثي ... منافق فإنه اكثر
عمومية وأقل خصوصية يشمل الأبرياء من لا ناقة ولا جمل ولا خيل ولا شمس
ولا شعار لهم والحكم ليس حكم لفظي فقط بل حكم يحمل معنى ومرتبط بتنفيذ
منبثق من أسباب هذا الحكم
عندما تسود هذه الثقافة فمن الصعب التعايش في هذا المجتمع الذي وضع من
ضمن اهم اولوياتة التنكيل بأبنائه والتشريد بهم كيف يمكن الخلاص وما زال
الإنسان الذي ما وجد الوجود الا لوجوده مهمشاً وصفراً ولا قيمة له في
أدبياتهم لكن من هنا إن لم يخونني ظني وأملي في صنعاء بأنها قد أستفادت
من الحروب السته وإن عدم التحري في إتخاذ القرار وإسقاط الأحكام لا يزيد
الحرب والحياة إلا أكثر هيجاناً وتعاسة وأن سجونها تصنع قنابل موقوته
إنتقامية تحرق الاخضر واليابس فا الانسب ان تؤدي رسالتها التأديبية
التربوية التهذيبية الأخلاقية بدلاً من الإستفزاز وصناعة الإرهابي
والحوثي فالكل يحب وطنه ولايمكن ان يبيعة بثمن مهما كان إنتمائة وولاءة
المذهبي فالوطن أغلى من كل الشعارات والإنتماءات .. هذا إن كنتم تدعون
الحرص والمزايدة بهذا الوطن وإدعاء المسئولية والحرص على خيراته
وممتلكاته فالوطن ليس تلك الجدارن والأرصفة والشوراع والفلل والمحافظات
... بل الوطن الإنسان الذي يمشي عليه آمنا وخائفاً شابعاً وجائعا فقيراً
وغنيا الفاسد والصالح الجندي والحوثي
أما رسالتي لصعدة فعلى صعدة أن لا تعيد سيناريو ما أدعت انها خرجت من
أجله فعندما قرأت الحوار التي أجرته صحيفة المستقلة اليمنية العدد580
بتاريخ 1-12-2007 مع عبدالملك الحوثي فقد كان لي وقفه مع سؤال الصحفي
المحاور محمد غالب غزوان س: ماهي المطالب التي لكم ؟ جـ : مطالبنا لا
تتجاوز أبداً حقوقنا المشروعة التي هي حرية الفكر والتعبير المبدأ
والعقيدة والمناسبات الدينية ,,,وقلت في نفسي من كان هذا كلام قائدهم فلا
يمكن الخوف منهم لكن للأسف هذه التعليمات لا تطبق إلا من نادريهم فقد كثر
أنصار الحوثي كبارا وصغاراً كما يقول زاملهم ( وعبدالملك ذي قاد الأبطال
ومن جاء يجاهد يا هلا به ) وأغلبهم لا يفهمون ولا يعرفون كيف يتعاملون مع
الآخرين من يطالبوا بحرية الفكر والتعبير والمبدأ والعقيدة .. التي كررها
زعيم الحوثيين والتي هي بالنبسة لهم مطلب ولغيرهم خروج على أمر الواقع
وما فرضته معادلات الحروب السته التي ضحو فيها بالدم كما يقولون
فقد سئمنا اعتذاراتكم المتكررة عندما يخطئ أحد أتباعكم على شخص ما
تبادرون بالاعتذار (ما عليكم هؤلاء ما زالو جهالة ولا تحسبوا أخطائهم
أخطائنا ) نقول ما فائدة تنظيم لا يتعدى إلا العشرة ولا يلتزم به إلا أهل
الحظوة وخاصة الخاصة فالسائد عن الحركات الدينية والتنظيمات والمليشيات
المسلحة تكون منظمة على شكل أفقي وعمودي وهرمي يلتزم به من يتربع على قمة
الهرم ومن يعمل في أدناة فنحن من يقبل أمر الواقع ولا نطالبكم إلا بما
طلبتم لأنفسكم من حرية التعبير ...... كما أن ثقافة ما ينبغي أن يكون
ليست جل ما نطالب به وإن كانت املا أقرب الى اليأس في ظل العشوائية
المستمرة
الأمر أصعب مما يكتب أو يترجم إلى حروف وأبجديات مترابطة وكلمات تلفها
السخط والحلم ولو بسراب يحسبه المواطن حرية ومخرج من نفق مظلم وحروب
قاسية لكن أرى أن أحجا ما يكتب ( عرفتمونا في الحجاز وأنكرتمونا في
الكوفة فماذا عدى مما بدى )
التعليقات (0)