قمت بهذا الحوار مع الأستاذة / راندا الحمامصى
وهى بهائية مصرية ولها دراسات متنوعة فى علوم متفرقة من دراسات للأديان والعقائد المختلفة.
وقد كان حواري معها عن طريق البريد الإلكتروني وكان حوارا قائما على الاحترام المتبادل وعلى عدم الاستهانة أو الاستخفاف بأي معتقد مهما كان شذوذه وغرابته بغية أن نصل في النهاية للحقيقة التي سأذكرها في نهاية هذا الحوار ومبدئيا سأقوم بسرد الحوار كما هو مع تعليق مختصر على أن يكون تعليقي النهائي في نهاية الحوار حتى نتيح لكل من يرغب في معرفة ما دار بهذا الحوار في عدم إصدار أحكام مسبقة قد تؤثر على القارئ وهذا ما يتعارض مع الغرض الرئيسي من هذا الحوار وهو الوصول بالعقل والمنطق لحقيقة هذا الاعتقاد كما ترويه لنا
حيث قمت في البداية بسؤالها عن ماهية اعتقادها بالبهائية؟
وهل يوجد حاجة للبهائية بعد الإسلام؟
وهل لم تجد في الإسلام كل ما يرد لها عن استفساراتها حول الحياة والموت والبعث والحساب؟
فكان الحوار كما يلي:
أولا ـ تفسيرك لبعض آيات القرآن الكريم أخذتُ عليه: مصادرتك لرأى كبار العلماء والمفسرين منذ ما يزيد عن ألف عام وحتى الآن إتفق جميع هؤلاء العلماء على هذه الثوابت الأساسية من كون الإسلام هو آخر الرسالات السماوية ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء
نعم يا أخى الفاضل-هل تحب أن يكون مرجعنا كتاب الله أم كلام بشر مثلك-" قال تعالى: اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا"-الله سيحاسبك على ما صدر منك "الشيخ فلان هوّ اللى قال لى كذا وكذا!!!!!!!!. وليس بسبب عقلية آخرى غيرك-أم ستقول لله عز وجل
أنا لم أقول أن الشيخ فلان قال .... ولكنى أقول أنك أتيت بتفسيرات مختلفة كلية عما جاء به كل من سبقك من 1400 سنة وسؤالى واضحا :
لماذا أقتنع بتفسيرك أنت ولا أقتنع بتفسيرهم ؟
وبالرغم من ذلك قلت لك دعينا من تفسيراتهم ونتناقش فى تفسيرك أنت فيجب أن تعلمى جيدا أننى يجب ان اقتنع بالعقل والمنطق لكل ما يطرح عليه من أفكار وأطروحات جديدة وأنت لم تقدمى ما يقنع من تفسير لهذه الآيات والأحاديث الشريفة التى تؤكد ختمية الرسالة وأنه لا نبى بعد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
أنت ترى ما يصدر من هؤلاء الفقهاء هذا الزمام-وقد قال عليه السلام: فقهاء أمتى أشر فقهاء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود". وأنت ترى وتسمع ما نعيشه اليوم من مهازل الفتاوى اليومية والخارجه عن أى عقل ودين-ماذا تحب أن يكون مرجعنا؟؟؟ أتحب أن اُحدثك بكلام المشايخ؟ سوف يكون مرجعى معك ونترك كتاب الله تعالى أم بالأحاديث أو بكتاب الله تعالى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أرجو الرد علىّ فى هذا كى نتواصل فى الحوار-وأرجو أن لا تقول لى وأنت انسان مثقف ومتعلم فلان قال والشيخ قال-ياريت تذكر لى آيات إلهية من كتابنا المحكم العظيم"القرآن الكريم" أعتقد أن الكلمة الإلهية هى المرجع الصادق الحاسم القويم-مش كده؟
أرجو منكِ الالتزام بالموضوعية فى الحوار فأنا سبق وأن قلت لكى أننى لم أستعين بتفسيرات أى من المفسرين ولكنى ذكرت لكى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التى تؤكد ختمية الرسالة وفى كل الأحوال أنا لن أمل من تكرار هذا السؤال حتى تجيبى عليه أقررتى إيمانك بالقرآن والسنة ثم أنكرتى الآيات التى تتعارض مع فكرك وإعتقادك لذلك أسألك بآيه فى سورة البقرة "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض" أرجو الإجابة
قد أجبتك على هذه الآية الكريمة فى ردى السابق وذلك حينما ذكرت لك أننى متفقه معك بأن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو خاتم الأنبياء والمرسلين إلى يوم الدين-وكان هذا فى ردى السابق فأرجو الرجوع إليه والتمعن فيه. بخصوص هذه الآية
أنتِ لم تجيبي عليها كما أشرتِ فهل تؤمنين بكل ما جاء بالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة وليس بجزء منهم؟ إن كان الجواب نعم فلماذا أنكرتي الآيات والأحاديث التى تشير بوضوح وجلاء وبدون أى إجتهاد من مفسرين أو فقهاء إلى أن الإسلام هو آخر الرسالات السماوية وأن محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين وقد جاء فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لعلى بن أبى طالب كرم الله وجهه أنت منى كهارون من موسى غير أنه لا نبى بعدى
أيوجد وضوح أكثر من ذلك؟
وبكل أسف لم ترد وأنا أعقب على عدم الرد لخوفها من وجود تعارض بين ماتعتقد به وبين ما أعتقد به وهو خلاف جوهرى لم تستطع مواجهتي به وهو ما يسمى بالتقية
تحدثت معك فى يوم الدين-القيامة-الساهرة-الرادفه.....ألخ وقلت لحضرتك المعنى الذى نؤمن به كما حدثنا عنه حضرة بهاءالله-وهذا ليس انكار القيامة أو يوم الدين ولكن يا عزيزى هو المفهوم الفارق بيننا.
قرأت ما أرسلتيه عن إعتقادك عن القيامة والروح وتفسيراتك لبعض الظواهر التى هى من وجهه نظرك غامضة فى الكتب السماوية السابقة ودعينا قبل أن نسترسل فى النقاش حول هذه التفسيرات أن نتفق على المبدأ أولا الذى نتناقش على أساسه هل النقاش سيتم على إعتبار أن هذه الأفكار هى من عند الله؟
أى بمعنى أوضح هل البهائية هى ديانة سماوية؟
وأنا فى الحقيقة لا أستطيع النقاش على هذه الفرضية إذ يجب عليكى أن تقدمى مايثبت ذلك لأننى غير مؤمن بأنه يوجد رسالة سماوية بعد القرآن وإذا رغبتى فيمكن مناقشة هذه التفسيرات على أنها نظريه فلسفية لها كل التقدير والإحترام
ثانيا ـ أنتى إفترضتى فرضا وبنيتى عليه وإسترسلتى فى كلامك وبرهانك على هذا الفرض وهو أن كلام الله فى القرآن متناقض حاشى لله من حيث أنه نص صراحة على ختمية الرسالة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ثم ناقض ذلك عندما أرسل رسولا جديدا على حد قوللك وهو ماتعتقدين به وأنا نقضت لكى هذا الفرض فى أولا إذا مابنى على خطأ فهو خطأ وهذه نظرية علمية معروفة .
-زميلى العزيز نحن نؤمن بالقرآن الكريم كما ذكرت لك من قبل ونؤمن بأحقيته وأنه من العلى القدير وهو مُحكم وليس به تناقض أبدا لأنه من الله تعالى-الخلاف بينى وبينك هو فى مفهوم الكلمة وليس تحريفها أو التصريح بنقضها أو تناقضها والعياذ بالله –فلا تحملنى ما لا ذكرته. . ليس هناك خلاف أو تناقضات بين الأديان لأنها جميعها جاءت من منبع واحد ومصدر وحيد هو الله . ويجب أن نفرق بين ما قاله الله وما قاله الشيوخ البشر فقد كانت أراء كهنة اليهود هى سبب اعراض اليهود عن حضرة المسيح وكانت أراء كهنة المسيحيين سبب اعراض المسيحيين عن حضرة محمد وكذلك تكون أراء شيوخ الاسلام سببا فى اعراض المسلمين عن حضرة بهاء الله وقد أوضح القران هذه الحقيقة فى أكثر من موضع بسم الله الرحمن الرحيم كلما جاءهم ذكر من الرحمن محدث كانوا عنه معرضين . الشعراء 5 ولهذا يجب ان نتناول كلمات الله فى حوارنا بدلا من كلام البشر الذين شوهوا العقائد فى كل كور وكانوا مصدر الاعراض عن النور الالهى فى كل عصر ومصر .
أنا لن أمّل أن أعيد وأكرر أننى لم أستشهد برأى أى من العلماء والشيوخ فى حديثى معكى فأرجو عدم إضاعة الوقت والمجهود فى كلام مكرر وأرجو ألا تقارنى بين مايقوم به المسلمون من إنكارهم للبهائية أو أى ديانة أخرى غير الديانات السماوية المعروفة (اليهودية والنصرانية) ومايقوم به اليهود والنصارى من إنكارهم للإسلام وذلك لأن الإسلام قدم نفسه بدون أدنى شك أو ريب بأنه الدين الخاتم والقرآن هو كلام الله على عكس البهائية التى لم تستطيع أن تثبت أنها ديانة سماوية كما أشرت فى الفقرة السابقة حيث فى حال لإثباتك ذلك سيكون قد تبدل وتغير كلام الله وحاشى لله
أما وقد ذكرت ما حاجة البشرية لدين جديد ؟ فنقول لك أن الله قال أنه أرسل التوراة فيها هدى ونور وقال وأورثنا الكتاب على الذى أحسن وتفصيلا لكل شئ بسم الله الرحمن الرحيم ( … أنزل الكتــــــب الذي جاء به موسى نوراً وهدي للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيراً وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا ءاباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون ….) الأنعام 91 بسم الله الرحمن الرحيم ( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) الأعراف159 بسم الله الرحمن الرحيم ( قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ) . آل عمران 93 بسم الله الرحمن الرحيم ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة أولـئك يؤمنون به . ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ) . هود ( 17 ) بسم الله الرحمن الرحيم ( ولقد آتينا موسى الهدي وأورثنا بني إسرائيل الكتاب ) . غافر 53 بعد كل هذه الآيات المقدسة التى وردت بشأن التوراة فقد قال اليهود لحضرة محمد إذا كان هذا هو وصف التوراة فما حاجتنا لرسول جديد وكتاب جديد مثل ما سألت أنت تماما ما حاجة البشرية إلى دين جديد وأنا أربط بين سؤالك وبين سؤال اليهود لأن التاريخ يعيد نفسه وكل الإعتراضات كانت أساليبها واحدة من المعترضين لأنهم بالضرورة لم يقرأوا تاريخ المراحل التاريخية للعمران البشرى . ونقول لك أن تطور العمران البشرى يخضع لقوانين التطور الاجتماعى التى خلقها الله وفى كل مرحلة من مراحل التطور يحدث نمو فى العقل البشرى فيحقق طفرة متقدمة فى مراحل الحضارة الانسانية فتظهر بالضرورة اشكاليات جديدة تحتاج رسالة جديدة من الله تحقق التوافق والتكيف بين الانسان ومرحلة التطور الجديدة وليس معقولا أن يترك الله الأمر للبشر فالفتاوى التى نسمعها اليوم من نخب العلماء فى الدين الإسلامى أبشع مما روجه المستشرقين للنيل من الدين الإسلامى الحنيف ولا شك ان الله انزل رسالاته فى كل عصر كاملة وخاتمة وكلمة خاتمة هنا نسبية بمعنى أنها تخص عصر كل رسول وليست أبدية فقد ظن كل أتباع دين أن أمطار الرحمة الالهية توقفت عندهم ولهذا رفضوا الجديد.
بخصوص ماذكرتى فى الفقرة السابقة فيبدو أنكِ تكررى ماذكرتيه فى كل الفقرات عن رأى الشيوخ والعلماء من تفسيرات وإنكار اليهود والنصارى للإسلام فيمكن الرجوع لما ذكرته سابقا وأزيدك فيما قلتى عن النسبية فى التفسير فهذا أيضا إجتهاد منكى له كل التقدير ولكن كما تعلمين أن الفارق الرئيسى والجوهرى بين الإسلام والديانات السماوية الأخرى هو أن الإسلام جاء لجميع البشر وجميع الأمم فى جميع الأزمان وحتى قيام الساعة فى حين أن اليهودية والنصرانية فقط لبنى إسرائيل بدليل وجود ديانات أخرى فى نفس التوقيت فى أنحاء أخرى من العالم وعلى سبيل المثال ظل العرب على الحنيفية ديانة سيدنا إبراهيم وحتى مجيء الإسلام. إذا لا مجال للمقارنة من كون كل دين يعتقد أنه لا حاجه لدين بعده فهذا ينطبق فقط على الإسلام ليس من باب أن الإسلام الأفضل ولكن من باب أن الإسلام كما قلت سابقامن حيث العموم والشمول لجميع البشر على مر الأزمان . أعتقد أننى أوضحت ردى على موضوع النسبية حيث لا مجال للحديث عن التطور البشرى والإجتماعى وأن الله ترك العالم لفتاوى الشيوخ ولكن الحقيقة أن القرآن لا ينضب وإذا أردتى فى موضع آخر أزيدك من إعجاز القرآن وأن العلم الحديث برغم التطور الرهيب لم ولن يستطيع مواكبة وملاحقة ماجاء فى القرآن لأنه بكل بساطة كلام الله الخالق الذى له علم السماوات والأرض . العلم غير المحدود بزمان أو مكان والذى لا تنطبق عليه قياسات الإنسان البدائية رغم تطورها من وجهة نظرنا .
وسؤالى لكى ثانية ما هى نظرتك وقولك الواضح بدون تعقيدات أو غموض فى بهاء الله؟
ماذا تقصد بسؤالك هذا-أرجو التوضيح لأنى لم أفهم مقصدكم كى أرد على حضرتك؟.
للأسف سؤالي واضح لأنكِ قلتِ من قبل أنه تجسد للإله وفى مواضع أخرى أنه رسول وفى مواضع أخرى هو المسيح. لذللك طلبت التوضيح فأرجو الرد عن إعتقادك فيه ومعلومات مختصره عنه؟
بكل أسف لم ترد وتعليقى أيضا على عدم ردها هو نفس السبب السابق وهو التقية لأنها تعلم جيدا أن مجرد ذكر ماتعتقده حول من يسمى بهاء الله هو متناقض تماما مع ماتقول وتدعى فآثرت المراوغة وإدعائها بعدم فهمها للسؤال
ثالثا ـ نأتى لنقطة خلاف كبيرة جدا وهى إنكارك لقيام الساعة وقولك بأن القيامة حدث دنيوى ولا بعث أو ميعاد وبالتالى لا حساب ولا عقاب وكأنك تقولين لكل العصاة تمادوا فى غيكم وتمتعوا بالملذات فى الدنيا فلا بعث ولا ثواب ولا عقاب وكأنك أنكرتى على الله عز وجل صفة العدل حيث منح بعض من عباده النعم والأموال والبنين والسلطان ومنع عن البعض هذه النعم ويستوى الجميع فى أنهم جميعا يموتون وقد تنعم من تنعم وشقى من شقى
زميلي الفاضل لا أنكر الساعة والقيامة كما ذكرت لحضرتك من قبل الرجاء الرجوع إلى رسالتى السابقة ورجاء قراءتها بتمعن كباحث للحقيقة وليس كمعترض أو مهاجم-كى تصل بعقلك إلى الحقيقة.
أنا في غاية الأسف والحزن عن ماوصلكى من إحساس نحوى بأننى مهاجم ! لأننى بكل بساطة لست كذلك وفى كل مناسبة أذكر لكى تقديرى وإحترامى لكى ولإجتهادك فى الدراسة العظيمة التى تقومين بها . فلكى كل الإعتزاز والتقدير. ولكن هناك فارق كبير بين كونى معترض ومهاجم فليس من المعقول فى حوارنا هذا أن أوافقك الرأى فى كل ماتقولينه ولا أعترض ولا أختلف معكى فالإختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية هذا هو مبدأ وقاعدة أي حوار عقلاني بدون أي استخفاف أو استهانة برأي كل طرف
وأزيدك إن الإيمان بالساعة أو بالقيامة هو معلوم من الدين بالضرورة ومن انكر القيامة فقد خالف معلوما من الدين بالضرورة.
إن هذه القيامة التى ستأتى حتما فى مستقبل الإسلام وبعد الرسول مباشرة قد بدأت عملياتها بالفعل على الأرض مع القرن التاسع عشر ممثلة فى الإنقلاب المادى المفاجئ الذى زحف بغتة على الأرض فبدلها غير الأرض فلو استيقظ احد الأموات الذين رحلوا فى الماضى السحيق ووجد نفسه فى وسط احدى المدن الكبرى لظن يقينا ان هذ هو اليوم الآخر وأن هذه ليست هى الأرض التى كان يعيش عليها، وممثلة فى انهيار كل الديانات السماوية السابقة بسبب تفرق اتباعها شيعا وفرقا، وممثلة فى عودة "ابن مريم" الذى سيجمع الأمم فى أمة واحدة والذى وحده القادر على سحق ما تبقى على الأرض من الوان الشرك والإلحاد وتحويل الأرض الى جنة الأبهى، وابن مريم هو "حضرة بهاءالله". إن بحث مظاهر القيامة بكل أبعادها من الآيات الكبرى الى أشراطها الى الصراط الى الميزان الى الحساب الى الجنة الى النار الى اثبات ان "بهاء الله" هو حقا الموعود وهو "النبأ العظيم" وهو " المنادى" و "الداعى" او "عودة ابن مريم" او "النافخ فى الصور" او "قاتل الخنزير وكاسر الصليب وهازم الدجال" وكيف ان الغالبية العظمى من هذه الأمور قد وقعت بالفعل، فكلها أمور لا يكفى لها هذا الإطار المحدود بل هى فى حاجة الى بحث دؤوب وحوارات مطولة وراقية وحضارية، والبهائيون دائما يفتحون صدورهم وهم مستعدون لإهداء الكلمة الإلهية لكل إنسان متى وجدت الآذان الصاغية ومتى كانت الحوارات بعيدة عن السباب والغوغائية والغطرسة التى لا مبرر لها ولا طائل منها. ومن حيث المبدأ فإن "حضرة بهاء الله" يقول "قل ان دليله نفسه ثم ظهوره" بمعنى ان التوجه اليه مباشرة حرى بأن يكشف للإنسان المقبل الى الله الكثير من اللبس وبإمكان جنابكم أن تتصفحوا قبسا من الوحى البهائى إن مظاهر القيامة قد بدأت وقائعها منذ القرن التاسع عشر ولكن وقائعها مستمرة ولم تنته بعد لأن يوم القيامة-زمنيا-ليس من ايام الأرض، فإذا كانت اغلب الوقائع قد وقعت بالفعل فإن مزيدا من هذه الوقائع على وشك الحدوث على الأرض أيضا، فنحن اليوم فى قلب القيامة
لا أجد ما أقوله لكِ على هذه التفسيرات وهذه الإجتهادات الشخصية منكى لتفسيرك القيامة والظواهر التى تحدث الآن بأننا نعيش فى يوم القيامة وأنتى بذلك تقومين بنسف كل ماسبق وأن ذكرتيه بإيمانك بالقرآن وبالسنة النبوية بل وأيضا بجميع الديانات السماوية التى تتفق بحتميه القيامة كحدث نهائى فى هذا الكون مما يمهد لمرحلة البعث والحساب بل وتماديتى فى تفسيرك بأننا نعيش فعلا فى يوم القيامة من أحداث متلاحقة وتغيرات فى موازين القوى وكثرة الحروب وماشابه
وأنا أجيبك ببساطة كل ما ذكرتِ ما هو إلا وهم تقصدين به أن تجدي المساحة المناسبة لكل إنسان أن يخطىء ويرتكب مايحلو له من أفعال لأنه لايوجد قيامة أو حساب ولكن كما تقول النظرية القانونية البينة على من إدعى وأنا آسف على كلمة إدعى التى قد تصطدم بإعتقادك وإيمانك ولكنه نص النظرية القانونية لذلك أطلب منكى أن تأتى بالأدلة والبراهين التى تثبت ذلك مع تحفظى الكامل على كل ماجاء فى تفسيرك السابق إلى أن تأتى بالدليل على صحة ماتقولين
وبكل أسف لم ترد
ولى تعقيب أيضا على عدم الرد حيث أنها وجدت نفسها فى مأزق حقيقى حينما تخلت لأول مرة عن التقية وصرحت عن طريق الخطأ بما تعتقد لذلك فهى آثرت عدم التمادى فى هذا الخطأ
رابعا ـ ذكرتى فيما ذكرتى قولك بأن حضرة بهاء الله هو التفسير لكل أحداث القيامة ومجموعة عبارات مبهمة لم أستطيع فهمها . فهل تستطيعى توضيح ذلك؟
هو نفسه سؤالكم السابق فى القيامة واجبتكم عليه
بكل أسف أننى أعلم أنه سؤال مكررولكنك لم تردى عليه لذلك أعدت السؤال لأهميته فى إستكمال مابدانا من فروض يقوم عله الحوار فأرجو الرد
أما بالنسبة للمفهوم البهائى عن القيامة – الجنة – النار بادىء ذى بدء هناك فرق بين انكار الأشياء و بين رؤيتها بمفهوم مختلف, ان الدين البهائى لاينكر القيامة و الجنة و النار بل يطرح مفهوماً اخر لتلك البيانات الإلهية .
أولاً القيامة: ورد كثير من البيانات فى جميع الكتب المقدسة ادلة على لقاء الله و ربط بين هذا اللقاء و يوم القيامة , وذكر بعض المفسرين ان المقصود من اللقاء هو تجلى الله ورؤية ذاته يوم القيامة :
1- فان كان المقصود بهذا التجلى التجلى العام اى رؤية الله متجلياً على جميع الممكنات و المخلوقات فإن هذا التجلى واقعٌ بالفعل , فالله تعالى متجلى على كل الأشياء "سبحانك يا من ملأت الوجود ادلة " فما من شىء فى الوجود إلا وهو خاضع لتجلى الله و قدرته و عظمته ويحكى عنه و عن عظمته " ( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ ( 44سورة الإسراء فإن كان المقصود من لقاء الله هذه التحليلات لكان جميع الناس مشرفين بلقاء الله ولا يكون هناك داع لتخصيص اللقاء يوم القيامة.
2- و ان كان المقصود من التجلى هو التجلى الخاص كما عبر جمعٌ من الصوفية بمعنى يتجلى الله بذاته و كينونته , فهذا المقام لا يصدق لأن هذه الرتبة مخفية فى غيب الذات ولم ولن يفز بها أحد فالسبيل مسدود و الطلب مردود.
أختي العزيزة ردا على تعقيبك على الآيه القرآنية السابق فهى واضحة جدا لأنها تتحدث عن خلق الله من بشر وجن وملائكة وحجر وشجر وجبال وأنهار (كل شيء) يسبح بحمده أى يعترف بقدرته وعظمته وأنه الخالق بحق ولا يضاهيه أو يجاريه أحد فى تفرده وعظمته وليس هناك أى إشارة فيها ليوم القيامة أو التجلي كما ذكرتِ
و نزل بالحق من لدى الله على بهاء الله قوله: "...قل إن الله كان مقدسًا عن المجئ والنزول وهو الفرد الصمد الذى أحاط علمه كل من فى السموات والأرض ولن يأتى بذاته ولن يرى بكينونته ولن يُعرف بانيته..." و نزل بالحق من لدى الله على بهاء الله في لوح السلطان قوله تعالى: "... نَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَمْ يَزَلْ كَانَ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ مِنْ شَيْءٍ وَلا يَزَالُ يَكُونُ بِمِثْلِ ما قَدْ كَانَ، تَعَالى الرَّحْمنُ مِنْ أَنْ يَرْتَقِيَ إِلَى إِدْراكِ كُنْهِهِ أَفْئِدَةُ أَهْلِ العِرْفَانِ أَوْ يَصْعَدَ إِلَى مَعْرِفَةِ ذَاتِهِ إِدْراكُ مَنْ فِي الأَكْوانِ، هُوَ المُقَدَّسُ عَنْ عِرْفَانِ دُونِهِ وَالمُنَزَّهُ عَنْ إِدْراكِ ما سِواهُ إِنَّهُ كَانَ فِي أَزَلِ الآزالِ عَنِ العَالَمِينَ غَنِيَّاً..." - و لو المقصود من التجلى تجلى الله بأسمائه و صفاته لأن الأشياء لاتعرف بذاتها بل تعرف بصفاتها، فهذا مسَلَّم به فى عالم الخلق و هذا المقام مختص بانبياء الله و رسله و اوليائه حيث انه لا يوجد فى عوالم الوجود من هو أعظم و أقدس و أشرف منهم , وهم محال جميع الصفات و الأسماء, وهم المرايا المستوية التى تحكى عن الله تماماً بلا حلول او تجسيد كتجلى الشمس فى المرآه دون ان تهبط بذاتها و تحل داخل المرآة. و كل ما هو راجع إليهم فى الحقيقة فهو راجع إلى الله ولا يمكن معرفة الله و الوصول إليه إلا بمعرفتهم. قال تعالى فى مستهل كتاب الأقدس " بسمه الحاكم على ما كان و ما يكون إن اول ما كتب الله على العباد عرفان مشرق وحيه و مطلع امره الذى كان مقام نفسه فى عالم الأمر و الخلق. من فاز به فاز بكل الخير و من منع إنه من اهل الضلال و لو يأتى بكل الأعمال " الأقدس آية 1 إذاً من لقاء هذه النفوس أى الرسل يحصل لقاء الله و من علمهم يظهر علم الله , فلا يجب التفريق بين الله و رسله و بهذا فكل نفس صارت فى أى ظهور و فازت بهذه الأنوار و الشموس المشرقة أى آمنت بالرسالة فهى فازت بلقاء الله , فإذا صار اللقاء كانت القيامة التى هى قيام الله برسله و رسالاته, اى بمظهره الكلي فى مقام الأسماء و الصفات و ليس فى مقام الذات المنزه عن الإدراك و اللقاء ,هذا هو معنى القيامة المذكورة و المسطورة التى وعد جميع الناس بها وبشروا بذلك اليوم .
ثانياً الجنة والنار , الثواب و العقاب: إن المفهوم البهائى عن الإنسان انه حقيقة روحية وليس جسداً فقط و عن طريق الروح و بواستطها يدرك الإنسان الحقائق الإيمانية و معرفة الله و لم يؤمن الإنسان بالله بواسطة حواسة المادية الخمس بل بملكاته الروحيه من تفكر و تعقل , اذ ان الروح هى القوة الفاعلة فى الإنسان و هى المسئولة و المحركة لأفعاله. فمثلاً لو قتل انسان ما انسان آخر بالسيف مثلاً فمن الذى سيحاسب السيف ؟ ام الإنسان الفاعل ,أذاً فى الرتبة الإنسانية الروح هى المسؤلة عن جميع ما يصدر من الإنسان من افعال و الجسد هو بمثابة الألة التى تنفذ مشيئة الروح و حياة الإنسان تبدأ عندما ترتبط الروح القادمة من العوالم الإلهية الغيبية مع الجنين فى عالم الرحم لحظة تكوينة. يتكون الإنسان من روح قادمة من عالم الروح و جسد ترابى مركب من عناصر مختلفة , حياة الروح الإنسانى تحدث فى هذا العالم لفترة وجيزة حسب العمر المقدر للإنسان ثم تعود الروح الى عالمها "إنا لله و إنا إليه راجعون" و تستمر الى الأبد فى العوالم الألهيه و يعود الجسد الى عالم التراب القادم منه , كل يعود الى وطنة و اصلة. بعد صعود الروح و رجوعها الى الله يبدأ الحساب الإلهى على ما ارتكبت و فعلت فى عالمها الأرضى السابق. ولكن كيف يكون ثوابها و عقابها ؟ عندما يخاطب الله الإنسان و هو فى عالم الأرض وهو أدنى من عالم الروح فلا يمكن ان يدرك الإنسان وهو فى الرتبة الأقل الرتبة الأرقى, كما ان الجنين فى بطن أمة لا يدرك عالم الموجودات رغم أنة موجود . أن الخطاب الإلهى يأتى على قدر استعداد و قابلية البشر المتلقى ,لذا يأخذ الخطاب الإلهى بالأمثلة للترغيب و الترهيب . وفى اعتقادنا نحن كبهائيين أن الإنسانية وصلت الى مرحلة البلوغ و الأدراك العقلى و الروحى لذا الخطاب فى الدين البهائى يخاطب الإنسان من المنظور الروحى الذى هو حقيقة الإنسان , اذاً يوجد ثواب روحى و عقاب روحى للقوى الفاعلة فى الإنسان و التى هى حقيقته بعض من النصوص الإلهية المنزلة من قلم الوحى الإلهى على بهاء الله فى لوح القيامة: "... قال اين الجنة و النار قل الأولى لقائى و الاخرة نفسك ياإيها المشرك المرتاب ..." "... الحمد لله الذى جعل الموت باباً للقائة و سبباً لوصاله وعلة لحيوه عباده و به أظهر اسرار كتابه و ما كان مخزوناً فى علمه انه لا إله إلا هو ... " "و أما ما سئلت عن الروح وبقائه بعد صعوده فاعلم انه يصعد حين ارتقائه الى ان يحضر بين يدى الله فى هيكل لا تغيره القرون والاعصار ولا حوادث العالم وما يظهر فيه ويكون باقياًبدوام ملكوت الله وسلطانه وجبروته واقتداره, ومنه تظهر اثار الله وصفاته وعناية الله والطافه " " طوبى لروح خرج عن البدن مقدساً عن شبهات الامم انه يتحرك فى هواء ربه ويدخل الجنة العليا وتطوفه طلعات الفردوس الاعلى ويعاشر انبياء الله واوليائه ويتكلم معهم ويقص عليهم ما ورد عليه فى سبيل الله رب العالمين "
لا أملك ردا على ما ذكرتِ فهو كما يبدو فاصل مما جاء فى كتابكم المقدس وكما أسلفت لاأستطيع تناول ماجاء فيه حتى نتفق على الفرضيه التى نتناول به هذا الكتاب فإما تثبتى أنه كلام الله أو نتناول ماجاء فيه على أنه نظريه فلسفية لها كل التقدير والإحترام وفى حالة ردك على أنه كلام الله عليكى بالبينة وفى حالة ردك على أنه نظرية فلسفية فيجب دراستها ومناقشتها ولذلك أطلب على هذا الأساس منكى الرد حتى يتسنى لنا النظر فيما ذكرتى ولى أيضا على ماذكرتى تعليقا عريضا إن إستعراضك لما جاء بكتابكم المسمى بالأقدس هو دليل وبرهان على أن هذا الكتاب من تأليف شخص قرأ الكتب السماوية وقرأ عن الديانات المختلفة وقام بجمع ماجاء بها ليضع كلام الله جنبا إلى جنب مع كلام الأوثان والفلاسفة والمفكرين .
زميلي العزيز أرسل لك كتاب الحياة بعد الموت-ومنه تستطيع تبيان مفهوم الثواب والعقاب والجنة والنار وغيرها من المفاهيم البهائية. كذلك أرسل لحضرتك كتاب دين الله واحد-النظرة البهائية لمجتمع عالمى موحّد-وهذا الكتاب يوجد بالأسواق العربية والمصرية ويوجد فى معرض الكتاب وبالمكتبات الكبيرة.
قرأت ما أرسلتِ لي من كتب، وتعليقي عليها أنها بها نظريات فلسفية يمكننا مناقشتها لأنها تحتوى على الكثير من التضارب وبعيدة تماما عن المنطق والعقل من كونها كلام الله ويوجد بعضها يتفق مع نظرة الإسلام والبعض الآخر يختلف معه وهذا هو الحال فى أى نظرية فلسفية
وأخيرا أُجمل تعليقى فيما يلى :
ـــ يبدو من أول وهلة من رد الأخت أنها تهدف لخلق مساحة من التقارب وعدم التضارب بين الإسلام كدين عظيم كامل شامل غير منقوص وبين النظرية الفلسفية المسماة بالبهائية
ـــ الفكر البهائي هو عبارة عن إقتباس من جميع الديانات السماوية والغير سماوية وذلك للوصول لمساحة تفاهم مع الجميع مما يجعل كل من يقرأ فى البهائية يعتقد أنها تؤمن بما يؤمن به القارىءوالحقيقة هى بعيدة كل البعد عن كونها ديانة أو إعتقاد ولكننا يمكن تسميته مذهب فلسفى يدعو لإستيعاب جميع الديانات وهو ما يجعل كلام الله جنبا إلى جنب مع الأوثان أمثال بوذا وهندوس وسيخ وما شابه من ملل ونحل
ـــ يتضح بما لايدع مجالا لأى شك أنها تنتهج نهجا غير مقبول من حيث الإلتواء وعدم الوضوح وتجنب كل سؤال يصطدم بمعتقدات الآخر وهو مايسمى بالتقية
ـــ هذا الاعتقاد كما سبق وأشرنا عجز عن إيجاد ما يميزه عن باقى الأديان أو ما يدعو متبعيه لليقين بأنهم على نهج رسول مرسل ولكنه كما سبق وأشرنا نتاج جميع الأديان السابقة
ـــ هذه النظرية أخذت كل ما يأخذ على الديانات السابقة سواءا كانت سماوية أو غير ذلك وبدلت فى هذه المآخذ حتى تجعل المتلقى يعتقد بأنها جاءت بالحل لجميع المشكلات وعلى سبيل المثال
حتى تتقارب مع الإسلام أنكرت على المسيحية إتخاذهم المسيح إله ودعت إلى مادعى به الإسلام من أن الله واحد في حين أنها تناقض ذلك بجعل هذا المسمى ببهاء الله هو فى منزلة متشابهة مع إعتقاد المسيحين حول عيسى عليه السلام
وحتى تتقارب مع المسيحية حرمت تعدد الزوجات وهكذا إتخذت إتجاها محايدا مع الجميع حتى لا تصطدم بأى من أتباع هذه الديانات مما قد يسهل الأمر بالنسبة لهم فى الدعوة لهذا الإعتقاد
وخلاصة ما سبق
واللهِ الذي لا إله إلا هو إنهم على ضلال وهم فى قرارة أنفسهم يعلمون ذلك ولكنه حب الدنيا التى يظنون أنهم مخلدون فيها ويفعلون مثل النعامة التى تدفن رأسها فى الرمال
وأدعو الله الكريم رب العرش العظيم أن يهدى كل ضال وأن ينير طريق كل إنسان حتى يهتدى للدين الحق
فمن إبتغى غير الإسلام دينا فلن يقبل منه
كتبه: محمد الشهابي
http://www.ahewar.org/m.asp?i=2195&fAdd
التعليقات (0)