نال الزمن من أشيائى القديمة .. كتبى دفاتر , ذكرياتى , رسائل أصدقائي هذه الأشياء الحميمة التى تشدنى الى الزمن الأجمل , الشيء الوحيد الذى لم ينل منه الزمن هو دبلة خطوبتى , لا زالت ببريقها ولمعانها وشبابها الذى تؤثر فيه الأيام والسنوات الطوال . كنت أهم بمغادرة منزلى اليوم مدفوعا بنداء خفى لحى الأنفوشى بالاسكندرية لأقرأ صحائفى فى مقهى بهذا المكان الذى لا يزال ينشر عبق تاريخ المدينة , أخذت أرتب أشيائى المبعثرة , وصلت يدى الى علبة احتفظ فيها بدبلة الخطوبة , فتحتها , أمعنت النظر الى دبلتى , رغم احتفاظها بجمالها بدت كاسفة حزينة , رمقتنى بنظرة عتاب , قالت -لقد أهملتنى ونسيتنى - , رددت فى اعتذار - ما نستيك يوما من الأيام - ردت قائلة لمذا اذن تتركنى حبيسة هذه العلبة ؟ قلت -تحملى يا عزيزتى فأنت تعرفين الظروف أجابت أية ظروف تلك التى تجعلك تخاصمنى ولا تضعنى فى اصبعك الذى اشتقت الى ملامسته ؟ أجبت - ان القوم الآن يعتبروننى أرتكب الحرام ان وضعتك فى اصبعى قالت ما الذى حدث لمجتمعكم لقد كنت وأصدقاءك وجميع الشباب المصريين المسلمين يضعوننا فى أصا بعهم كرمز لارتباطهم بزوجاتهم ألم تكونوا تعلمون بحرمتنا ؟ أجبت - لقد تغير الزمن يا عزيزتى , أصبحت المحرمات كثيرة انتشرت للدين طقوس وشكليات وأحكام لا علاقة لها بجوهر رسالته الداعية للحق والخير والعدل , انتشر الظلم والقبح فى حياتنا بشكل لم يكن موجودا قبل انتشار ثقافة التحريم , لا تحزنى يا دبلتى العزيزة ,سأضعك فى اصبعى وسأصحبك فى رحلة خيالية خارج المكان والزمان لعلى واياك نقضى بعض اللحظات الحالمة نسبح فى ردهات ماض كان أكثر كرامة و نقاء وجمالا
التعليقات (0)