مواضيع اليوم

حوار وكالة آكا نيوز مع ممدوح الشيخ

ممدوح الشيخ

2010-03-16 14:30:56

0

 

الكاتب المصري ممدوح الشيخ:
شيركو بيكةس يتميز بقدرة مذهلة... والأدب الكردي ما زال غائبا عن الساحة

14/02/2010 17:01

        كركوك 13 شباط /فبراير 2010 (آكانيوز)
   - يرى الكاتب المصري ممدوح الشيخ أن الشاعر شيركو بيكةس يتميز برقة وقدرة مذهلة على التجريد وبناء قصيدة لا يصعب تلقيها على أي قارئ، مشيرا الى ان الأدب الكردي مازال غائباَ عن السياسة، كما أن معرفة معظم المثقفين بالأدب الكردي "قليلة جداَ" مقارنة بمعرفاتهم بآداب غربية وغيرها.
عن شجون الأدب والثقافة العربية والكردية أجرى مراسل وكالة وكردستان للأنباء (آكانيوز) المقابلة الآتية مع الكاتب والباحث المصري ممدوح الشيخ:
لكل مسار بداية كما يقولون، فهل يمكن أن يحدثنا ممدوح الشيخ عن بداياته؟.
بداية اهتمامي بالثقافة كانت في وقت مبكر نسبيا بالقراءة لأنني نشأت في أسرة كانت تحرص على وجود جريدة "الأهرام" المصرية يوميا في المنزل رغم أننا لم نكن أسرة ميسورة آنذاك، ورغم أن والدي محدود التعليم، وكان للكتاب مكان في حياة أسرتنا البسيطة مع صعوبة توفره في المدينة الصغيرة التي نعيش فيها شمال القاهرة بحوالي 60 كيلومترا.
ويضيف: وفي المرحلة الابتدائية بدأت رغبتي في التعبير عن نفسي تظهر للمرة الأولى في سن العاشرة عبر "الإذاعة المدرسية" التي كسرت عندي مبكرا جدا حاجز مهابة التواصل مع جمهور من المستمعين.
وتابع قائلا: أما في المرحلة الإعدادية (12 – 15 سنة) فبدأت لأول مرة "أرتجل" الخطب في الإذاعة المدرسية، ولم يكن أمرا مألوفا على الإطلاق، وقد شجعني عليه تربوي ترك في نفسي أثرا كبيرا هو الأستاذ سيد عيسى- والد الإعلامي المصري المعروف إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور المصرية وكان ناظر المدرسة الإعدادية التي درست بها.
ومضى الشيخ قائلا: وفي نهاية المرحلة الإعدادية بدأت كتابة الشعر بالعامية المصرية، ومع الشعر ارتبطت لأول مرة بمجموعة من المثقفين اجتمعت حول معلم آخر هو الشاعر أحمد مرسال الذي أتاح لي ولهذه المجموعة التي كان من بين منتسبيها الإعلامي إبراهيم عيسى وكان آنذاك طالبا بكلية الإعلام والصحافي الشاعر صبحي بحيري ويعمل حاليا بجريدة الاتحاد الإماراتية والشاعر الغنائي سامح القدوسي، والشاعر المترجم أيمن شرف وغيرهم.
وزاد: ومع الشعر بدأت تطرح قضايا ثقافية وسياسية دفعتني للقراءة المنظمة، وكان هناك نوع من السجال الإسلامي الناصري دفعني للقراءة في التجربة الناصرية لكن العلامة الفارقة جاءت مع كتاب "هموم داعية" للشيخ الراحل محمد الغزالي، وترافق مع هذا أن كنت منزعجا من حالة "التأليه" التي كان يتعامل بها الإعلام العربي مع صدام حسين فبدأت في البحث عن خطاب أكثر موضوعية بشأن نظام صدام، وقادتني هذه المحطة إلى مجلة المختار الإسلامي التي فتعرفت من خلال أحد كتابها المهمين (الدكتور فهمي الشناوي) للمرة الأولى على المشكلة الكردية، وبسبب "تحقيق صحافي" على صفحات "المختار الإسلامي" قررت تأليف أول كتبي وأنا في الثانوية (18 سنة) وقد نشر بالفعل لكن بعد سنوات من تأليفه، فلم يكن أول ما نشرت.
فماذا عن مرحلة النضج وتجاوز البدايات؟.
- مرحلة النضج وتجاوز البدايات مليئة بالمفارقات، فقد قررت – ومبكرا أيضا – إنشاء دار نشر ولم يكن لدي سوى الرغبة، فبدأت في السعي للحلم حتى التقيت بالشاعر الكاتب المصري المتميز الدكتور مهندس وائل عبد الغفار عزيز، وكان والده، عميدا لإحدى كليات جامعة الأزهر ونائبا بالبرلمان المصري وقرر إنشاء دار نشر هي "دار الحقيقة للإعلام الدولي" التي عملت بها لسنوات وعرفت من خلالها صناعة الكتاب للمرة الأولى من الداخل.
وأضاف: وخلال عملي بها تعرفت على ناشر مصري وخلال نقاش بيننا طرحت فكرة كتابي الثاني "أشهر الأحلام في التاريخ"، وهو كان جزءا من سياق عام في صناعة النشر آنذاك يحتفي بشكل استثنائي بكل ما هو شهير أو غريب. ورغم أنه ليس أفضل ما كتبت إلا أنه كان كتابا "محظوظا"، فهو – مثلا – الوحيد بين مؤلفاتي التي تجاوزت حتى الآن الثلاثين عملا الذي تكفلت مواقع إنترنت عديدة بإتاحته مجانا للقراء في صيغة بي دي إف.
فما أهم المحطات التي تلت ذلك وبخاصة في المجالات غير الإبداعية؟.
- من أهم المحطات التي تلت ذلك الاهتمام بالصراع الثقافي الديني العلماني في العربي وتوقفت معه في كتابي: "الإسلاميون والعلمانيون: من الحوار إلى الحرب". لكن المحطة الأهم كانت تجربة المشاركة في تحرير "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية" للدكتور عبد الوهاب المسيري التي ساهم عملي فيها في بلورة عدة قضايا، فضلا عن إعادة ترتيب أولويات الاهتمام تقديما وتأخيرا.
ماذا قدمت الحداثة الشعرية للشعر العربي؟.
- "الحداثة العربية" اسم أكبر بكثير من مسماه، فما حدث تاريخيا كان عملية انتقام من الشعر العربي أخذت شكل التحديث، وفي الحقيقة، هناك – رغم هذا – حصاد إيجابي كبير لهذه الموجة التي قد يكون من الأوفق أن نسميها "التجربة الشعرية الجديدة". ومن المؤكد أن الشاعرة العراقية الكبيرة نازك الملائكة تأتي على رأس رموزها المهمة، وبخاصة فيما يتصل بالتغيير في بنية القصيدة.
وبين الشعر والرواية والمسرح والنقد، الى أي منهم تميل؟
- أحب الشعر لكنه عصي مراوغ، وبيني وبين الرواية ألفة تتصاعد ومودة تزداد عمقا لكن الكتابات السياسية والدراسات الفكرية طغت عليها. أما المسرح فقد ظلمته جدا وعندي أكثر من مشروع مسرحي مؤجل لأنني ما زلت أبحث عن دكان لبيع "الوقت"!!.
ما الجديد في أعمالك الأدبية؟.
- صدر لي مؤخرا رواية جديدة عنوانها "الممر" وهي نصف وثائقية تدور أحداثها في أجواء الحرب الأهلية الرواندية، وانتهيت من كتابة رواية للأطفال لم تنشر بعد، وفي المجال البحثي لدي عدة مشروعات قيد الإنجاز بينها كتاب عن المفكر المؤرخ المصري المعروف المستشار طارق البشري.
بما أنك قارئ جيد للأدب الكردي وزرت وكردستان قبل 3 سنوات تقريباَ، ما الذي لاحظته في زيارتك؟ ومن تقرأ الآن من نتاج أدباء الكرد؟.
- ما لاحظته في زيارتي لكردستان أن الأدب الكردي ما زال غائبا عن الساحة الثقافية العربية وأن التجربة غنية وكبيرة لكنها حبيسة مواريث التاريخ وحسابات السياسة، ويكفي أن تعرف أن العرب – وضمن ذلك معظم المثقفين – معرفتهم بالأدب الكردي قليلة جدا مقارنة بمعرفتهم بآداب غربية وغير غربية، وهو جرس إنذار مهم.
وتابع: الآن أقرأ الشاعر الكردي الكبير شيركو بيكةس وقد التقيته في كردستان وفي القاهرة وهو شاعر يتميز برقة آسرة وقدره مذهلة على التجريد وبناء قصيدة لا يصعب تلقيها على أي قارئ، أما استخدامه للمفارقة فينم عن قدرة كبيرة على صياغة معانٍ كبيرة في نص شعري صغير، وهو يجيد وضع المفارقة كالتاج على قمة هذا العمل الكبير قيمةً، مهما كان حجمه صغيرا.
هل من كلمة أخيرة؟.
- نعم وهي كلمة عتاب، فخلال زيارتي لكردستان في نوفمبر 2007 لحضور الاحتفال بذكرى المؤرخ الكردي الكبير محمد علي عوني، كان هناك مشروع مطروح لتأسيس آلية ثقافية عربية كردية تعمل بشكل مؤسسي لبناء الجسور وإتاحة فرص التعارف والتعاون بين المثقفين، لكن الفكرة بقيت مجرد فكرة!.
ويردف بالقول: من ناحية أخرى لي تجربة شخصية أرى أن دلالاتها مقلقة، فرغم أنني – كما أشرت – كنت دائما مناصرا لحق الشعب العراقي في الحرية ورغم تقديري الشديد لأهمية التواصل مع المتلقي العراقي إلا أن التجربة أثبتت لي – حتى الآن – أن التواصل الثقافي لا يمثل أهمية عند النخبة السياسية في أربيل وأيضا في بغداد.
وتابع قائلا: وأنا مثلا رغم احترافي الكتابة السياسية منذ أكثر من عشرين عاما عبر دوريات مرموقة في العالم العربي وخارجه لم أستطع الإطلال على القارئ العراقي لا في دورية بغدادية ولا وكردستانية، والمفارقة أن مدير تحرير جريدة "الصباح" الراحل الأستاذ فليح مجذاب بادر بتوجيه الدعوة لشخصي المتواضع لكتابة مقال دوري للجريدة ليكون نافذة تواصل، إلا أنه بعد وصول رسالته بقليل اختطف!.
ومضى يقول: وهذه التجربة في الحقيقة أشعرتني بأن هناك "حواجز زجاجية" في الإعلام العراقي الجديد وأن "الحسابات" وليس "المعايير" هي ما يحكم القسم الأكبر من هذا الإعلام، وهذا خطير على الحاضر والمستقبل، وخطره يمتد إلى العلاقة مع الجوار والعالم.
وردت للشاعر ممدوح الشيخ مواليد (1967) ترجمة في الطبعة الأولى من: "معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين".(مؤسسة البابطين – الكويت).
كما وردت له ترجمة في الطبعة الأولى من: "معجم أدباء مصر" (الهيئة العامة لقصور الثقافة – مصر).
ووردت له ترجمة في الطبعة الأولى من: "الموسوعة الكبرى للشعراء العرب المعاصرين: 1956 – 2006" – إعداد وتقديم: فاطمة بوهراكة – المغرب – 2009 – برعاية الشيخة أسماء بنت صقر القاسمي.
(آكانيوز) س ز 14/2/2010

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !