مواضيع اليوم

حوار مع نزار النهري

نزار النهري

2011-09-03 09:01:49

0

من انت؟


انا عراقي، عربي القومية، عشت فترة كبيرة من حياتي في العراق، لا ديني الاتجاه، انساني، اؤمن برجاحة العقل البشري على اي شيء في الوجود، الى جانب التجربة العملية.

لماذا تهاجم العرب والدين الاسلامي على الخصوص، ولو كنت بالفعل لادينيا، لماذا لم نجد منك هجوما على الدين المسيحي او اليهودي؟


باعتباري عربي، أأسف كثيرا جدا لما وصل له العرب من تخلف عن بقية الامم الاخرى، وكل انسان يحب قومه، لا يعجبه هذا، ويحاول بما اوتي من امكانيات ان يغير من الامر ما استطاع اليه سبيلا .. من خلال خبرتي في الحياة، وجدت ان افضل طريقة لحل المشاكل، هي الوقوف عليها، فمن لا يعرف اين هي مشاكله، لا يستطيع حلها.
هناك الكثير من المشاكل التي لا يعتبرها البعض مشاكل، لهذا تجاوزوها واعتبروها لا شيء .. وحاولوا الانطلاق من امور آخرى اقل اهمية منها .. ويتساءلون دوما، لماذا لا نتطور رغم اننا حللنا جميع مشاكلنا؟ ولكنهم لم يسألوا انفسهم، هل وقفنا بالفعل على جميع مشاكلنا؟
واحدة من اهم مشاكل العرب، هي مشكلة التدين، هم لا يرون هذه المشكلة لانهم فيها، اما انا فاراها مشكلة كبيرة جدا. وباعتباري لا دينيا، فمن حقي ان ادافع او ادعو الى ـ اللاتدين ـ وهذا حق لا يستطيع ان يسلبه مني احد، فمثلما يدافع كل الدينيين بمختلف مشاربهم عن معتقداتهم ويروجون لها بكافة الوسائل، من حقي انا ايضا ان اروج لفكري اللاديني باي وسيلة ومن هذه الوسائل التدوين. مثلما هناك اناس يملأون المواقع الالكترونية ويدعون ليل نهار الى تطبيق الاسلام والادعاء بان جميع مشاكلنا هي بابتعادنا عن الدين الاسلامي، ولم ينتقدهم احد، لماذا ينتقدني الناس عندما اقول رأيي بان مشاكلنا هي بسبب التدين وليس العكس؟
انا لاديني، وهذا يعني انني لا اؤمن باي دين، ومن هذا الدينين المسيحي واليهودي، وانا اعتبر اليهودية هي الاساس بوجود مايسمى بالاديان السماوية، واليهودية لم تكن الا عبارة عن اساطير قديمة اخذت من الحضارات القديمة وخصوصا حضارة وادي الرافدين، واستخدمت للسيطرة على الاقوام العبرية، ولم تؤكد لنا المصادر التاريخية ايا من قصص التلموذ، كقصة يوسف وموسى مثلا، فلا اعلم لماذا لم يدون الفراعنة حادثة انشقاق البحر وابتلاعه لجنود فرعون رغم انه حدث عظيم؟ هذه الامور اصبحت مع مرور الوقت مسلمات وحقائق، آمن بها الناس ليومنا هذا، ومازالوا مصرين على انها حقيقة. يقول آينشتاين: "إن كلمة الله بالنسبة لي ليست سوى تعبير ونتاج للضعف البشري، والكتاب المقدس عبارة عن مجموعة خرافات جديرة بالاحترام ولكنها بدائية تتسم بأنها طفولية للغاية"، رايي لا يختلف كثيرا عن رأي استاذي ومثلي الاعلى البرت آينشتاين، فالامر بالفعل كذلك ..
المسيح ليس الا شخص واعظ، عاش في فترة من فترات التاريخ، دعا الى الفضيلة، وحوكم واعدم على الصليب لانه خرج عن الملة، وهذا ما جعل افكاره ومعتقداته تنتشر بين الناس بعد موته، وعظمت كثيرا بعد ان تبناها الرومان، وانتشر هكذا الدين المسيحي .. رأيي في الاديان واحد، ولكني اؤكد على الدين الاسلامي، لانه، الدين الرئيس للعرب، مركز اهتمامي. فلا اجد فائدة ترجى من نقد بقية الاديان، ولكن هذا لا يعني انني مؤمن بها.

لماذا تسب الدين الاسلامي؟


انا لا اسب الدين الاسلامي. انا انتقده وهذا من حقي، فنبي الاسلام نفسه كان يناقش غير المؤمنين به. لماذا يحرمنا المسلمون من هذا الحق؟ ومن هم ليكونوا افضل من نبيهم، الذي دعاهم الى المجادلة بالتي هي احسن؟
انا اتحدى كل من يتهمني بسب الدين الاسلامي ان ياتيني بالدليل. العكس هو الصحيح فانا اتعرض للسب على مدونتي بواسطة التعليقات باسماء مستعارة وغيرها وكذلك اتعرض الى السب المباشر وغير المباشر من قبل بعض المدونين وغيرهم سواء بكتابة المواضيع او بكتابة التعليقات على مواضيع اخرى.

لماذا تتدخل بالعقيدة الاسلامية، لماذا لا تكتفي بطرح وجهات نظرك بعيدا عن التعرض للدين الاسلامي والمساس بعقائد المسلمين؟


سؤال جيد، ولكن قبل ان اجيب عليه احاول ان اعرض بعض اراء المناقشين لاتجاهي اللاديني.
يتهمني البعض بانني اتبنى هذا الفكر كمقلد لغيري وانني سطحي الفكر، اما البعض الآخر فيسألني: لماذا خرجت من الدين الاسلامي، مالذي لم يعجبك بالاسلام؟
هذان النقدان، هما السبب الاول لانتقادي العقيدة الاسلامية من الداخل، فلا يمكن ان ادافع عن نفسي ما لم اظهر عيوب الدين. وهذا من حقي. فانا اطرح ما اراه غير صحيح، وليثبت لي من يريد، خطأ اعتقادي، ولكن عليه ان يحترمني وان لا ينفعل ويتعصب، ويسبني فانا لم اسب او اشتم وانا لم اقل الا وجهة نظر.
اما السبب الثاني لانتقادي للدين والعقيدة الاسلامية، هو تعرض جميع افكاري الى النقد المباشر من المسلمين، وبعضهم يتهمني بالترويج الى الرذيلة، وليس لي الا ان اتعرض للعقيدة الاسلامية، واظهر بعض الامور المسلم بها على انها رذائل ولكن الاسلام اقرها ومنها على سبيل المثال، مسألة العبيد، وقتل الاسرى، وغيرها الكثير.

السبب الثالث يعود الى حبي ودفاعي عن العلمانية والتي اتمنى ان تسود العالم كله، وهذه العلمانية لم تتعارض مع المسيحية ولا مع اليهودية ولا مع الهندوسية وغيرها الكثير، الا انها تتعارض مع الدين الاسلامي، لان الدين الاسلامي يحوي على فقرات، تحتقر ادمية الانسان وتدعو الى القضاء عليه، وتتعارض بشكل صارخ مع حقوق الانسان التي يقرها العالم اجمع، هذه الفقرات هي التي تقف عارضا لاندماج المسلمين بالعلمانية ونجاحها في كل مكان الا في الدول الاسلامية.
غير اني اتعجب لهذا النقد من المسلمين، فكما يقولون، حلال عليهم، حرام علينا، فهل حلال عليهم ان يسبوا معتقداتنا وافكارنا وعلى اعلى المستويات في ديانتهم بآيات قرآنية كاملة تستهزئ وتسخر وتحتقر من لا يؤمن بالله واليوم الآخر ولا تكتفي بهذا فقط، بل يتطور الامر الى قطع الرؤوس. الا ينظرون الى انفسهم، ام انهم يرون القذاة في اعيننا ولا يرون الجذوع في اعينهم؟

لماذا تدعو الى الرذيلة؟


هذه الدعاية يرددها المتشددون الدينيون دائما، وهم لا يعنوني انا بالضبط، بل انهم يدّعون بان التطور والعلمانية والعولمة، هي دعوات للاباحية والتطور. يحدث هذا لانهم يقيسون الرذيلة والفضيلة بمقاييسهم الدينية. هذه المقاييس التي جمدت مع الزمن. علما ان الاديان لا تدعوا الى الفضيلة بصورة مطقة، لنأخذ على سبيل المثال، الزنى. يعتبر المسلمون ان ممارسة الزنى خارج المؤسسة الدينية حرام، ولكن دينهم اباح المتعة وهي ممارسة الزنى مع المرأة مقابل اجر ووقت معينان، وكذلك اجاز الزنى مع الامة (المملوكة) بطرق عدة كالتسري والتحرش بها في الشارع وغيرها. كما ان ملك الناس للناس، ليس من الفضيلة بشيء، ومع هذا يريدون ان يكونون قدوة لنا في الفضيلة.
الرذيلة بالنسبة لي، هي العمل الذي يبتذل الانسان فيه نفسه. كأن يستخدم جسده للحصول على المال مثلا. و يجب ان نفهم الرذيلة ونحاربها بطرق عقلانية صرفة وليس بالاجبار وقطع الرؤوس، فليس من حق انسان قطع رقبة انسان آخر مهما كان السبب. من يفعل هذا الفعل فهو محتقر للانسانية. لم ادع في اي موضوع من مواضيعي الى الرذيلة، واصحاب هذه الاتهامات اناس يقولون اتهاماتهم هذه بدون ان يقدموا الدليل، وغرضهم من ذلك هو تشويه السمعة وصرف الناس عن القراءة.

لماذا تتعرض للهجوم والنقد اكثر من باقي المدونين؟


يأتي النقد في الغالب من المخالفين، وهذا امر طبيعي، وكلما كانت وجهات نظر المتحدث قريبة من الاجواء العامة (وسطية) كلما قل النقد باتجاهه، والعكس صحيح، وباعتباري مدون للرأي الآخر المعارض، فسيكون من الطبيعي ان اتعرض لكل هذا النقد من الجميع، المسلمين المتشددين والمسلمين المعتدلين والمتدينيين وغيرهم الكثير. وانا اسعد كثيرا بالذين يبحثون عن النقد الموضوعي، ولكن ما يحزنني هو وجود من لا يريد ان ينقاقش بل يريد ان يقصي ان يسب ان ينتقم .... وهكذا

ماهو هدفك من التدوين؟


لي هدفان رئيسيان من التدوين الاول شخصي والثاني عام، فاما الشخصي فهو لتنمية مهاراتي في الكتابة والتعبير من جهة ولتنمية مهاراتي الذهنية والفكرية من خلال النقاش والتواصل الاجتماعي من جهة ثانية.
اما الهدف العام، فانا احول افكاري الخاصة الى كلمات، لكي يستفيد منها من يستفيد بطريقة او بأخرى.

لماذا نرى الدين حاضرا في معظم تدويناتك؟


في الوقت الذي نجد فيه من يعتبر الدين شيئا اساسيا في الحياة وبدون الدين، يعتبر الانسان ضائعا تائها يغوص في بحر من الظلمات، ارى انا عكس ذلك تماما. فالاديان هي سبب تأخرنا بما حملته وتحمله لنا من عواقب تؤدي بنا في النهاية الى ركن العقل جانبا والسير خلف قدر مجهول لا نعلم ما هو. تقول الكاتبة الامريكية فرانسز رايت "ايماننا الديني يغتصب اماكن الشعور وتصورات الحكم لدينا. لم نعد ننظر الى الاحداث ثم عواقبها ثم نستنج القاعدة، بل نحن نصنع القاعدة صحيح خطأ ثم ندفع الحدث لينسجم معها". وهذا ما اؤمن به تماما. فبدل ان نستنتج القاعدة من تساؤلاتنا من شكوكنا من بحثنا من دراستنا، نسير خلف قاعدة ثابتة وضعها لنا اسلافنا، يجب ان نقر بانها صحيحة بدون اي نقاش، ويجب ان نرتب كل شيء عليها.
هذه هي جناية الاديان على البشر من وجهة نظري. ولقد انتبهت المجتمعات التي سبقتنا في التطور لهذه المشكلة، فبنت علومها على مفاهيم عقلية وعملية حياتية بعيدا عن الميتافيزيقيا والتدين. فالمسألة لي هي مسألة فكر والدفاع عنه، حرية الفكر يجب ان تكون مكفولة للجميع.

الله الطبيعة الوجود .. ماذا تعني لك هذه الاشياء وكيف تتعامل معها؟

الناس ثلاثة اصناف، مؤمن بوجود الله، ناكر لوجود الله (ملحد)، غير مؤمن (لا مؤمن ولاملحد)
المؤمن هو الانسان المتيقن تماما من وجود الله وهذا الانسان لا يقبل ان يناقشك في مسألة وجود الله، او انه يناقشك ليريد ان يقنعك بفكرته فقط.
الملحد فهو شخص لا يؤمن بوجود الله ولا يقبل فكرة وجوده ابدا.
اما اللامؤمن فهو شخص لا يؤمن بوجود الله ولا يؤمن بعدم وجود الله مع انه يميل الى عدم وجوده، ومسألة وجود الله من عدمه لا تعنينا تماما فلو وجد او لم يوجد لنترك التفكير بهذا ولنلتفت لمشاكلنا فهي ليس قليلة، انا انتمي الى هذا النوع.
عند مناقشة هذه الاشياء مع مؤمنين بوجود الله نرى العجب العجاب، ويغيب النقاش عن اي منطقية .. ففي الوقت الذي يستغرب المؤمنون فيه بان تكون الطبيعة قد صنعت نفسها، ويعتبرون ان هذا شيء غير منطقي ومستحيل الحدوث، يقرون هم بشعور او بدونه بان الله قد خلق نفسه، انه تناقض فضيع يجعلنا ندور في دوامة لا خروج منها.
لنترك الجدل العقيم في هذا ولنلتفت الى مشاكلنا ونحاول حلها ومن يدري فقد نكتشف في يوما من الايام وجود الله وقد لا نكتشفه ابدا.

ماهي قصة العربان؟ ولماذا يتردد اسمهم كثيرا في تدويناتك؟


لقد وصف القرآن اهل البادية البدو (الاعراب)، بانهم اشد كفرا ونفاقا ..
هناك كثير من العرب ينافقون "عيني عينك"، وعلى سبيل المثال، هناك من الخليجيين من يعيب على العراق وجود قوات امريكية على ارضه ويدعو الى الجهاد لطردها، وفي الوقت نفسه، تصول الطائرات الامريكية في سمائهم وباتفاقيات مذلة ومهينة ولا يحركون ساكنا وهناك مثلا من المصريين من يعيب على المسؤولين العراقيين مصافحة مسؤولين اسرائيليين، وفي الوقت نفسه، يتعاملون هم مع الاسرائيليين وعلى اعلى المستويات من سفارات وتبادل تجاري بل وصل الامر الى اكثر من ذلك بتشديد الحصار على الفلسطينيين وتجويعهم من اجل ارضاء اسرائيل، كل هؤلاء اسميهم عربان .. العربان هم المنافقون والدجالون من العرب.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !