حوار مع صديقي الملحد …؟
على اثر نشري لمقال حول ألفة يوسف على موقع إيلاف :
رد علي الابن المدلل "لإيلاف" قائلا :
سؤال :
هل اخذت راي السيدة التي ذكرتها بنشر الرسائل بينك وبينها؟؟؟؟؟؟ ان كنت لم تاخذ رايها او تقوم بنشرها دون موافقتها فما تقوم به عملا غير اخلاقيا
و كان جوابي كالتالي :
لا أعرف لماذا تتحدث عن الأخلاق ..
و الأخلاق شيء معنوي غير قابل للتجربة و الإثبات كما الروح
و العقل و أنت العلماني الملحد ؟؟ نسيت أن آخذ رأيك في إهدائك قصة المجون في مدونتي :http://www.elaphblog.com/islamonegod ؟؟؟؟ دمت في رعاية شيطانك ؟ على فكرة لماذا تغضب و تحتج لما توصف بالشيطان
و الشيطان ذات غير مرئية و بلغتك وهم ؟
فكان رده كالتالي :
واضح من خلال تعليقك سطحية تفكيرك.. انا سالتك سؤال ولم تجب عليه وتهربت بهذه الكلمات المضحكة الاخلاق التي توضع على اساس علمي واجتماعي ونفسي افضل من الاخلاق التي وضعتها بعض الاديان، ما هي الاخلاق في امتلاك انسان لانسان كعبد وبيعه في سوق النخاسة؟؟؟؟
و كان جوبي كالتالي :
أيها العلماني الملحد : الإسلام وجد ظاهرة اجتماعية معينة … مسيئة للكرامة البشرية فحاربها بطريقته الخاصة وهي التشجيع على "فك الرقاب" من العبودية لغير الله .. قال تعالى : و ما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة صدق الله العظيم ، و ليخرس كل الشياطين .. أنت تحتج بنتاج و مكتسبات الدراويش أمثالك ، و أنت تعلم أن كل هؤلاء الدراويش الذين تتخذهم حجة على الإسلام سيقذفون معك في جهنم و بئس المهاد .؟ بل إن قانون الله الأزلي الذي يسير به كونه
و مخلوقاته يقضي بتعذيبهم في هذه الحياة الدنيا قبل عذاب الآخرة ..؟
و تأمل حياة دراويشك بالعراق و أنت تعرف الجواب؟ .
فكان رده علي كالتالي :
لا يمكن ان يكون قانون الله بهذا الشكل الذي يظلم فيه الناس ويميز بينهم ويجعل احدهم متسلط على الاخر يبيع به ويشتريه ويقتله متى شاء، اذا كان عقلك يقول لك هذا فعقلي المتحرر لا يقبل هذا وقل عني ما شئت شيطان او غير شيطان، فقط اذكرك ان الساكت عن الحق شيطان اخرس .. لم تقل لنا هل اخذت راي الكاتبة التونسية بنشر الرسائل ام لا؟؟؟؟
فجاء ردي كالتالي :
صدقني بدأت أحس أني أتحدث إلى مجنون ؟ من قال إن قانون الله "الذي يظلم فيه الناس و يميز بينهم و يجعل أحدهم متسلط على الآخر يبيع به
و يشتريه و يقتله متى شاء" ؟؟؟
قلت لك أن الوحي عندما نزل على النبي محمد صلى الله عليه و سلم وجد ظواهر إجتماعية معينة و منها ظاهرة العبودية منتشرة آنذاك في مختلف أصقاع العالم فقام بمعالجتها بطريقة التشجيع على عتق الرقاب
و النصوص القرآنية كثيرة جدا .. التي تشجع الذي يملك عبدا على عتقه مقابل الفوز برضوان الله .. فنحن كلنا عبيدا لله و لا يمكن ان يفرق الله بين عباده إلا بالتقوى أي بمدى استجابتهم لتعاليمه .. دلني على آية واحدة في القرآن تشجع على الإستعباد ..؟؟؟ أنت مشكلتك تحتج ببعض ما أورده رواة الحديث و السيرة و الدراويش القدامى
و المحدثين و أنت تعلم أن دين الله هو حجة علينا جميعا بما فينا الأنبياء … فالأنبياء عليهم السلام ليس من حقهم التشريع لأنهم في نهاية الأمر هم بشر و لهم نوازعهم التي يمكن أن توقعهم في الخطأ .. بل إن القرآن لام ذات مرة النبي صلى الله عليه و سلم قائلا : يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك ؟ أرجو أن تكف عن الاحتجاج بواقع المسلمين قديما و حديثا و حاججني بما ورد في الوحي الذي هو القرآن و لا شيء غير القرآن . مع الشكر على غباءك .
و كان رده كالتالي :
جيد انك تعترف ان ظاهرة العبودية كانت موجودة قبل الاسلام واستمرت مع الاسلام .. انا من اطالبك باية واحدة تلغي او تحرم الرق والعبودية .. لماذا ترك القرآن هذه الظاهرة كما هي؟؟؟ لا تخرج عن هذه السطور وارجو ان تجيب باحترام فالغاية النقاش الهادئ وليس التكلم بطريقة فتل العضلات.
لقد أصبح النهري يستعمل لغة مؤدبة وهو كما هو واضح صار يبحث عن أدلة تزيح عن بصيرته الغموض الذي يكتنف بعض المبادئ الإسلامية فكان جوابي كالتالي مؤدبا معه على غير العادة :
عندما يربط الله عز وجل بين دخول الجنة و" فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة …" فإنه بذلك يكون قد منع المسلمين عمليا من استعباد الخلق بعد نزول الوحي .. ؟ يقول الله عز وجل : و ما أدراك ما العقبة - العقبة في دخول الجنة - فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة ..كقوله في الخمر و الميسر : قل فيهما إثم كبير و منافع للناس و إثمهما أكبر من نفعهما . فالظاهر .. لم يحرم الإسلام الخمر.. لكن العاقل يعرف أن الشيء الذي يجلب الإثم للمسلم هو شيء محرم لا محالة و هذا ما يستنتجه العاقل حتما و الإسلام جاء للعقلاء و ليس لمن : "يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة "كما يفعل فقهاء السوء الذين تحتج بهم . دمت في رعاية الله.
فرد قائلا :
لم تاتني بالاية التي طلبتها .. بالمناسبة فك رقبة ليس الطريق الوحيد فهناك ايضا اطعام في يوم … ولو خيرت بين الاثنين ساختار الثاني لانه اسهل .. دمت لعقلك
و كان توضيحي له كالتالي :
يا سيدي الوحي نزل للناس ليعطيهم معايير السلوك القويم و ليس ليحلل أو يحرم .. فالحلال قد يصبح حراما و الحرام قد يصبح حلالا … المهم النية الخفية بين الله و عبده " و ما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى "..
فشارب الخمر أو آكل لحم الخنزير قد يصبح عمله حلالا في حالة الإضطرار : "فمن اضطر غير باغ و لا عاد فلا إثم عليه" . و آكل الكسكسي أو المقرونة قد يصبح عمله محرما إذا أسرف في الأكل ، فليس المشكل : فهل منع الإسلام الإستعباد أم لا … و لكن ما دام البشر يخطؤون في حقوق بعضهم على بعض فقد أعطى القرآن معيار " فك رقاب الخلق لنيل رضوان الله " و بذلك يكون قد عبد الطريق لمنعها " العبودية " قانونا مستنبطا ارتكازا على معيار " فك رقبة " واعتمادا غلى العقلانية الواعية التي ترى " أن الخلق كلهم عبيد الله فلا يجوز أن يستعلي أحد على أحد .
لو توجد آية تمنع الإستعباد منعا قاطعا لكنت أول الشاكين في أن القرآن من عند الله ؟ لماذا ؟ لأن الإستعباد ظاهرة موجودة منذ وجود الإنسان و لا تزال موجودة بأشكال مختلفة … فلو منعها الله منعا باتا لقيدت تصرفات الدولة الإسلامية في حال نشوب حرب بينها و بين الأعداء .. ؟ كيف ؟
افتراضا أن العدو قد أسر مجموعة من الجنود المسلمين واستعملهم كعبيد فيصبح من حقي كدولة و كحكومة مسلمة أن أعامل أسرى ذلك العدو عندي بالمثل .. فتبقى إمكانية أن تتبادل الحكومة المسلمة أسراها بأسرى الحرب الذين امتلكتهم … أما اذا كان هناك نص قطعي في تحريم الأسر و الاستعباد …فإن أيدي الحكومة المسلمة تصبح مقيدة
و لا يمكنها المناورة و بذلك يصبح "النص الذي تبحث عنه" وهو تحريم الأسر و الاستعباد ، عائقا و مكبلا للمناورة التي يمكن أن تستعملها الحكومة المسلمة لتحرير أسراها من استعباد العدو لهم ؟
إن آيات القرآن الكريم هي نور تساعد الإنسان على تبين الحق في أي زمان و أي مكان – انطلاقا من مسلمة أن الإنسان عامة يولد على الفطرة السوية التي خلقه الله عليها -
أما اذا أصبحت قوانين قطعية كالتي يصدرها البشر – في ظرف معين - فإنها لا شك ستصبح عوائق أمام تقدم الحضارة البشرية المتغيرة بطبعها .. و مع ذلك تستطيع الحكومة المسلمة أن تصدر قانونا أو قرارا يمنع العبودية و الاستعباد في أي وقت تراه مناسبا … دون السقوط في معصية الله ؟
التعليقات (0)