في حوار مع أمين عام
حزب الحمير المتحدين
لا يوجد بيننا أي حمار.. وبخير
نناضل من أجل عدالة حمارية
و إلغاء الطبقية.
الجفاف السياسي جاثم ..
وعنوان المرحلة/ الركيل السياسي
أجرى الحوار و فبركه: محمد بلغازي
لست أدري كيف تعاملت كل الحضارات المتعاقبة على الأرض مع الحمار و ما هي طبيعة الروابط السلوكية لا الوظيفية التي كانت تربط بينه و بين بني الإنسان و إن كنت كباقي المتتبعين للشأن الحماري قد وقفت عند العديد من مظاهر التعايش بين المخلوقين من ذوات الأربع و الإثنين، و بما أنني من فصيلة السائرين استقامة فإنني و تعصبا لانتمائي أجد نفسي أتعامل مع السائر قدما مسبوق الرأس بنفس معايير بني جلدتي مع بعض الاستثناءات التي يفرضها و ضعي كمستعمل قلم ينتج حروفا و كلمات و مضامين غالبا ما تصب في اتجاه احترام الحمار في الوقت الذي تتقيأ فيه بعض الألسنة أو جلها من أفواه السائرين استقامة قدحا و ذما و لعنا وسبا في هذا الحمار الذي لم يسيء يوما لأحد. ..لن أتطرق هنا للعديد من الصفات التي تميز الحمار عن باقي الفصائل المماثلة، كالصبر و الجلد و الطاعة مع بعض الاستثناءات طبعا..و الجمال رغم أن المعايير في هذا الصدد تختلف فيما بين السائر عموديا و الراكض أفقيا، و لن أقف كثيرا أو مطولا عند أنواع و أشكال الحمير التي تملأ الأرض، و سلوكياتها و طبائعها استنادا إلى بيئتها أو انتماءاتها العرقية أو اللونية فيما بين الأسود و الرمادي و الأشقر... ولن أتيه في متاهات و "دوامات مجالات توظيف الحمار من قبل الإنسان في زمن السلم و الحرب.. و حتى لا أسقط في فخ المتلاعبين باسم و صفة الحمار و الذين صبؤوا عن إنسانيتهم مدعين أنهم (بخير) حين "تحمروا" !!! أتوقف عند جانب لم يتجرأ أحد على الإقتراب منه أو ملامسته و ذلك لاعتبارات فكرية و فلسفية و ثقافية..بل و سياسية أيضا..و يتعلق الأمر بالفكر الحماري في كل المجالات التي قد تخطر على بال..و حتى لا يعتبر أي من ذوات الإثنين نفسه معنيا بما سيأتي أعلن من الآن بأن كل تشابه في الأوصاف و الأحداث و الوقائع سيكون فقط بمحض الصدفة...فلا داعي للركيل و التهرنيط البشري و لا جدوى من ركوب ظهر الحمار للدفاع عن النفس إذا ما اقتنع أحد بأنه معني و به و جب الإعلام...
من الأجناس الصحفية المتميزة و الحيوية جدا لكل منبر إعلامي..الحوار أو اللقاء الذي يجريه الصحفي مع شخصية عامة في الفن أو الرياضة أو المجتمع أو السياسة أو كل ما يرتبط بالمجالات الحيوية البشرية في معترك الحياة اليومية...و حتى أكون منسجما مع قناعاتي الراسخة في البحث داخل الفكر الحميري ارتأيت أن أجري سلسلة من الحوارات مع العديد من الحمير الفاعلين في مجالات الفن و الرياضة و المجتمع و السياسة أو لا لأن الكل أدلى بدلوه في المسألة الحميرية منهم من أخطأ و قليل منهم أصاب و لم يتسن للحمار إسماع/تهرنيطه/بكل حرية ووضوح في هذا الزمن المليء بالضجيج و الصراخ و سحب الضباب و حتى أوقف من الآن من يعتبر نفسه (عايق بزاف) فيحاول أن يستأسد أو يستأذب على، أقول بأنني لا أخشى في قول الحق لومة لائم و لا أسعى لتوظيف الحمار متنا للحوارات قصد تمرير خطابات معينة..أو للنيل من أي كان..أو الإساءة إلى أي كان..فالحمار هنا فعلا حمار، وكل على قدر فهمه و طبيعة العلاقة التي تربطه بالحمير..قدحا أو مدحا أو تفهما..ولست مسؤولا عن أي تأويل قد يأتي من متسرع في إصدار الأحكام أو راكب صهوة الجاهزة منها..فالمسألة لا تتعدى حوارا صحفيا مع مجموعة من الحمير كل في مجال انشغاله أو تخصصه و لا داعي مرة أخرى للركل و النهيق البشري على ما ستأتي به حوارات تتمرغ في بحبوحتها هذه الحمير بكل حرية، و أول حوار هنا سيكون سياسيا بامتياز و قد و قع الاختيار على حمار رمادي يفكر...نعم يفكر هذه الأيام في خوض غمار السياسية بكل جرأة فقرر تكوين حزب سياسي يمرر من خلاله و به أفكاره و برامجه و تطلعاته و طموحه..و حتى أبدي مزيدا من الاحترام للخط الحميري اخترت حرفان للدلالة على سؤالي و جوابه.و هما حرف(الشين) للسؤال و حرف(الراء)للجواب..
الشا: بداية هل أنت بخير؟ ! الرا:" شحال زوينة عند كوم هاد بداية.."أسيدي بداية و نهاية أنا ماشي بخير..و كل ما قيل عن هذا الموضوع هو مجرد افتراء و كذب علينا نحن معشر الحمير...ثم من الذي سمح بطبع صورنا على قمصانكم..ألا تحترمون حقوق الملكية..(المرجو أن تكسروا حرف الميم) !! الخلاصة هي أننا لسنا بخير..و لنا مطالب عديدة دفعت بنا إلى التفكير في تكوين حزب سياسي الشا: سنعود إلى الحديث عن الحزب السياسي لاحقا..و أسألك هل التحيمير فلسفة أم ايديولوجية أم نهج و مسار أم هو كل هذه الأشياء مجتمعة؟ الرا:من الصعب جدا تحديد مفهوم دقيق( للتحيمير) و خاصة في الأوساط المثقفة عندكم و عندنا، و أكيد أنه يختلف من فكر لآخر..و إذا كنا نحن معشر الحمير نفتخر بهذه الخاصية..فإنكم أنتم معشر البشر تتعاملون معها باحتقار وازدراء و ذلك إما لجهل في التحليل و فقر في الفهم أو ربما هو نوع من أنواع التعالي علينا لأنكم تنطلقون في تحديد طبيعة مفهوم/التحمير/ من خلفية قدحية قوامها الغباء و الجهل و كل الصفات السلبية التي ترموننا بها.. وهذا شأنكم أنتم..و لا دخل لنا بما يفهمه الآخرون و لا كيف يروننا.. الشا: كيف اهتديتم إلى تشكيل حزب سياسي و ما هي الدوافع الحقيقية و راء هذا القرار؟ الرا: بداية...نحن لم نهتد إلى ذلك..فقد أجبرتنا الضرورة الإصلاحية على الأمر...ثم لا تنسى أننا نحن أيضا كائنات سياسية، بمعنى أننا نفكر..إذن نحن موجودون في الزمان وفي المكان و أننا نتفاعل مع محيطنا المحلي و الإقليمي و الدولي... و أننا أيضا نحمل هم واقعنا المجتمعي و بالتالي و جدنا أنفسنا داخل هذا المعترك قاب قوسين أو أدنى من التهميش فجاء قرار انتفاضتنا ليس ركلا و نهيقا فقط و إنما أيضا من خلال الورقة المذهبية لحزبنا و برنامجه المجتمعي و ستطلعون على التفاصيل خلال المؤتمر التأسيسي للحزب.. الشا: ما هي أهم مبادىء الحزب، و ماهي الأسس التي ترتكزون عليها في بلورة خطاب سياسي؟ الرا: أهم المبادىء التي نناضل من أجلها المساواة.. إذ لا يعقل أن يبقى مجتمعنا طبقيا بهذا الشكل الرهيب.. فنحن نصبو لعدالة اجتماعية لا تفرق بين الحمار الرمادي و الحمار الأشقر والحمار الأسود.. علما بأن العديد من التفاعلات و المعطيات الاقتصادية و الاجتماعية و الانتمائية و التاريخية قد ساهمت في تكريس هذه الهوة فيما بين الحمير الثلاثة..فالأسود يمثل الطبقة الحضيضية من المجتمع و يشكل السواد الأعظم من أمتنا نحن الحمير..ويغلب عليه طابع العمل المستمر لدرجة (الدمير) دون أن يتمتع بكامل حقوقه، أما الرمادي فيمثل الطبقة المتوسطة من المجتمع و يتم(توظيفها) في مهن ووظائف ذات الصلة بالشأن العام و خاصة منها التسوق الأسبوعي و نقل الملاكين لقضاء مصالحهم...أما الطبقة العليا فتتشكل من الحمير الشقراء و هي ما يصطلح على نعتها أو تسميتها في قواميسكم السياسية و المجتمعية بالبورجوازية. الشا: هل لديكم تصور سوسيو اقتصادي في المرحلة المقبلة و ما هي المنطلقات الأساسية لبرنامجكم الاقتصادي؟ الرا: بداية..نحن نعتقد بأن غابتنا بها و فرة في الخيرات إلا أن غياب عدالة اجتماعية شاملة أدى و يؤدي إلى ارتباك في توزيع هذه الخيرات على مواطني الغابة...و بالتالي لا بد من توفر آلية سياسية و قانونية للتصدي للقطط السمان وقطع الطريق على ناهبي وسارقي التبن العام على غرار المال العام عندكم...ثم لابد من وضع استراتيجية و إقرار قرارات تضع المنتج المناسب في مكانه المناسب.. فهذا عصر التخصص فلا يمكن مثلا لسلحفاة أن تنتج العسل و من غير المنطقي و لا المعقول أن نضع فراشة أمام محراث أو نرغم و ندفع بخنزير إلى إنتاج خيوط الحرير، أما الحمار فموقعه معروف منذ بديء الخليقة و لا داعي لأية مزايدات، و احتراما لموقعه و مبادئه و توابته فلن تراه يوما يغني مثلا أو يرسم أن يمثل..أما السياسة فهو أهل لها... الشا: السيد حمار..هل تفضل هذا النعت أم أنك ترغب في البقاء حمارا بدون سيادة؟ الرا: آه..على سؤال.. بداية من الصعب علي أن أكون سيدا و ليس معنى هذا أنني عبد، فالسيد من السيادة..و أفعالها سادة..يسود…سد و بما أنني من الأغلبية الصامتة،الخانعة، الصابرة، الصبورة، فإنني أتمسك بمبدأ(سد فمك) ..حتى لا يدخله الذباب.. الشا: هل معنى هذا أن الاستسلام من قواعد و توابت حزبكم؟..و هل تدينون بالولاء لجهة أو جهات ما و تستسلمون لها؟ الرا: بداية..ليس كل من أغلق فمه فهو مستسلم المهم عليك أن تعرف متى وكيف عليك إغلاق فمك فهذا تاكتيك يصب في اتجاه بلورة استراتيجية للتغير..و لانرى أن الصراخ والضجيج قد يفيدان في شيء..وعندنا مثل يقول: إذا كان الكلام من تبن فإن السكوت من برسيم.. الشا: بما أننا نتحدت عن الكلام و السكوت.. الرا: مقاطعا: مهلا..مهلا..بداية..(سمح ليا كثرت من هذه البداية)...لم أجب بعد عن السؤال..فالاستسلام ليس من قواعد حزبنا..وإلا لكنا انقرضنا منذ ما قبل سيدنا نوح...أما سؤالك عن الولاء..فأنا أسميه سندا..فنحن نستند على مبادئنا و همنا الجماعي و التفاف القواعد و الحوافر حولنا، مؤمنين بتصوراتنا الإصلاحية و التي لا يمكن أن ترفضها صناديق الاقتراع. أما إذا كان قصدك الولاء الإيديولوجي أو التمويلي لجهة أو جهات معينة فهذا خطأ..و تعلم يا أخي..(عفوا لست أخاك) أن زمن الإيديولوجي قد ولى فحزبنا ليس اشتراكيا رغم أننا نلتهم الورود في طريقنا دون تمييز بين هذه و تلك.. ثم ألا ترى بأن الجفاف السياسي قد أدى بكل ورود الغابة على الذبول!!؟.. كما أن حزبنا ليس ليبراليا خاصة و أن زملاءنا البغال يفكرون في تكوين حزبهم/الليبغالي/ من هنا يمكن القول بأن خطنا السياسي يسير في اتجاه لملمة شتات كل الحمير التائهة المتمردة الرافضة المعارضة في العالم و إسماع صوتها صداحا.. و لا حاجة لنا بمكبرات الصوت..فنحن قادرون على الجهر... الشا: أعود إلى بداية سؤالي...بما أننا نتحدث عن الكلام و السكوت هل تفكرون في إصدار جريدة أو مجلة أو حتي فتح قناة تلفزيونية أرضية أو فضائية...؟ الرا: بداية.. هذا سؤال وجيه وتتجلي وجاهته في طبيعة المجال الذي يتضمنه.. وهو الإعلام والإعلام الحزبي في سياقنا هذا... نعم لنا تصورنا حول الموضوع... ولا أخفيك بأننا عاجزون عن الاتفاق في هذا الاتجاه... خاصة وأن المجال له مختصوه والعارفون به وحتي لا نرتكب نفس أخطاء بعض أحزابكم في هذا المجال ارتأينا اللجوء إلي مؤسسة مختصة بشؤون الصحافة والإعلام والتواصل قصد إعداد تصور شامل لإصدار صحيفة يومية بالألوان الطبيعية وقد يديرها ويرأس تحريرها الأستاذ / قردون/ وطبعا سنخصص له راتبا محترما هو والزملاء الذين سيأتي بهم, وسنواصل نحن اهتمامنا بالشؤون السياسية والحزبية عملا بمبدأ الحمار المناسب في المكان المناسب والقرد المناسب في الجريدة المناسبة... ولا نخجل ونحن نعترف بأننا مجرد حمير سياسية لا داعي للاستحواذ علي الصحيفة واعتبارها من ممتلكات الحزب... فهي أولا وأخيرا من القارىء و إليه...أما عن القناة التلفزيونية فالموضوع سابق لأوانه..لأن أولوية الأولويات هو إصلاح قنوات الواد الحار الموجودة ومد قنوات جديدة. الشا: سؤال أخير لو سمحت لماذا أنت حمار (ماشي بخير)؟ الرا: (لأنكم ماخليتوناش نخدموا كي بغبنا..) وتتحدثون عن التناوب و عن إفساح المجال لفعاليات أخرى في الوقت الذي تتمسك فيه العديد من الكائنات السياسية و الحزبية و الثقافية و الفنية عندكم بمواقعها لاصقة فوق كراسيها حتى مل من رؤيتها العنكبوت فكف عن لف خيوطه حولها... نحن الحمير..لسنا بخير ومن يدعي أنه(حمار
و بخير) فهو كاذب منافق و أفاق..ثم إذا أراد أحدكم
أنتم البشر أن يكون حمارا فالأمر ليس بالسهولة التي تتصورونها.
ماشي غير أجي و كون حمار |
التعليقات (0)