حوار مع الكاتب احمد الشريف - إبراهيم فرغلى
احمد الشريف البحث عن " مسك الليل
لفن القصة القصيرة عشاق كتابة أو قراءة , والكاتب أحمد الشريف واحد من هؤلاء , المولعين بالقصة القصيرة , وهو معبر عن ببراعة فى مجموعته القصصية الأولى " مسك الليل " والذي صدرت أخيرا عن دار ميريت للنشر . ولعل هذا مالفت انتباه بعض النقاد , رغم أن " الموضة السائدة " الآن هى كتابة الرواية ونقدها من جانب النقاد حكايات الجدة المليئة , بالسحر والجان , والوفاء العذر , والحب والمال , والنساء تتسلل بصوت إلى وعى الراوي , وتبح , جزءا منه ,يخلق الأساطير , التى , تفيض بين سطور القصص , أمام العلاقات مع الطبيعة , فيها العنصر الثانى فى قصص هذه المجموعة كما شأن الكتابة عن القرية أو الريف خاصة أن أحمد الشريف عاش طفولته وصباه فى الفيوم الذي يصفها و, بأنها واحة لا جغرافيا , خاصة وأنها تضم باقى ثلاث حضارات أو أكثر بين الرومانية وأفريقيا وإسلامية ,كما أنها تجمع بين المناخ الصحراوي والمناخ الريفي عبر البحيرات وعندما انتقل أحمد الشرف للدراسة فى الإسكندرية أول التسعينيات وتفاعل مع الجو الثقافي السكندري " جماعة الاربعائيون , عبد العظيم ناجى – مهاب نصر – ناصر فرغلى عوض الله كرار – وعلاء خالد , بدأ فى كتابة هذه المجموعة التى أحس انه وضع يده على أشياء خاصة بعد الكثير من التجارب فى الكتابة ومناقشات مع أصدقاءه مثل حسنى حسن , كنت أرغب فى كتابة قصة لم أقراءها من قبل وعندما انتهيت لم استطيع ان انشرها فى سلاسل الدولة لسبب تتعلق بتحفظها على مشاهد الايروتيكا , لناشر شجاع مثل دار ميريت ومعها مصمم أغلفها صانع لسلسلة الإبداع بصمات فنية خاصة هو أحمد اللباد ,
الايروتيكا هى العنصر الثاني فى هذه المجموعة وهى كما يوصفها الشريف ليست الجنس المحض , وإنما حساسية الشعور وإنسانيته بالشكل الذي يمكنه من وصف شجرة بشكل لا يخلوا من حسية ايروتكيا , الكاتب الكبير د يوسف إدريس له مقولة أن الجنس هو الواجهة الآخر للحياة وأنا أفضل كلمة ايروتيكا .
هناك أحساس عام , بامتداد بعض نمازج القصص أو الأماكن فى قصص أخري بنفس المجموعة وهو ما يبرره الشريف قائلا " القصص كتبت بدفعة واحدة وهذا ما جعل البعض يقول إنها تصلح كرواية وحتى التقنية واللغة مستواها فى مجمل القصص متقارب " يبدو أحمد الشريف عبر قصص المجموعة غير مهتم بالتجريب سعيا للحداثة , يتحول مع الوقت إلى دوجما , هناك كتاب كبار من الرواد مازالت أعمالهم تعيش لأنهم كتبوا لحظتهم بصدق وتقنية عالية , المهم أن تفتح صدرك للحياة وتعبر عما تعنيه بصدق
- المناخ العام الآن يحتفي بالرواية وبعض النقاد يردد مقولة أن الرواية ديوان العرب الآن . ألم يجعلك هذا متردد فى نشر المجموعة ؟
- مثل هذه المقولات تجعل البعض يكتب الرواية لا لشيء إلا تماشيا مع السوق فى حين أن قصة قصيرة جيدة تساوي رواية جيدة , وهناك كتاب قامتهم كبيرة أوفيا للقصة مثل محمد المخزنجى أو محمود البدوي وحافظ رجب وغيرهم .
وأنا أفضل أن أعبر عن نفسي , بصدق وحرية كاملة فى التعبير عما أطرحة والمشكلة انه حتى بعض كتاب القصة الجيدين يتجهون للرواية وعلاقة الشخص بالماضي أو الراهن والمستقبل لم تعد لها مقاييس ..اي لا توجد مقاييس لكاتب قديم أو جديد فالفن بصفة عامة هو الذي ينبض بالحياة ويعبر عن الإنسان عبر تقنية خاصة ولذلك مازلنا نقرا لعمنا نجيب محفوظ ولعبد الحكيم قاسم ومحمود البدوي وإبراهيم أصلان ويحيي الطاهر عبد الله وحافظ رجب وسعيد الكفراوي .
احمد الشريف من مواليد 1970 حصل على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية من جامعة الإسكندرية التى حققت اهتمامه بالجانب الإجتماعى فى حياة البشر ومساراتها الغامضة وجعل الناس وحكايتهم وأساطيرهم حاضرة بقوة فى وعيه وعبر قصص مجموعته المبشرة " مسك الليل
ابراهيم فرغلى
التعليقات (0)