مواضيع اليوم

حوار مع الدكتور حسن غريب حول القصة القصيرة جدا

الزوج السابق

2010-07-24 18:31:56

0

 بكل صدق هو موضوع لا غنى عنه لأي كاتب مهتم بهذا الفن الجميل.

لديّ أسئلة حول هذا الموضوع أستاذي الفاضل :

1- هل من سمات القصة القصيرة جدًا أن تكون معقدة أو أشبه بالألغاز والأحاجي ؟

للقصة القصيرة جدا معايير ينبغي احترامها ، منها اختزال العالم في كلمات دقيقة ومركزة ، وهنا تأتي صعوبة هذا الجنس الأدبي ، فكلما كانت العبارات ضيقة كلما كانت المعاني عميقة وشاسعة الدلالة، وهي هنا بهذا المعنى تستفيد من البلاغة العربية ، لأن البلاغة في تعريف من تعاريفها هي الإيجاز .

 فليس المهم هو الإطناب ، بل المهم هو أن تؤدي المعنى وتترك أثرا في نفسية القارئ في أقل الكلمات دون مجهود لغوي يذكر .

 إن القصة القصيرة كرحم امرأة ، إنه ضيق لكنه يحمل من التوائم التي لا يمكن تصوره .

 هكذا هي القصة القصيرة جدا التي نتمنى أن نجد لها اسما من خلال هذا المنتدى ، سنخصص مجالا للتسمية في ما يأتي من الأيام .

ولها من المواضيع التي ذكرت مادة خصبة تتغذى عليها ، ولكن لا ينبغي نقل النكتة أو الحكاية بالمعنى الذي نعرفه بل لابد من توظيفها التوظيف الجيد ، ولنا في هذا المجال نماذج متعددة في تراثنا العربي.

2- كاتب القصة القصيرة هل له جمهور معين يكتب لهم ؟

الجميل في القصة القصيرة جدا أنها اكتسحت فضاء الكتابة الأدبية ، حيث لقيت إقبالا منقطع النظير بين القراء لما تحتويه من جماليات ، وهي موضة العصر فمن لم يكتب القصة القصيرة جدا وكأنه لم يكتب شيئا في مجال الأدب ، وهناك من الكتاب من يبالغ في القول حيث يقول :من لم يكتب ومن لم يقرأ القصة القصيرة جدا لا يدخل الجنة ، لاحظ مدى عشق الناس وولعهم بهذا الفن ، ولكن إذا توفرت فيه  الشروط و المعايير المناسبة .

3- أحيانًا نجد أن العناصر المذكورة في دراستك القيّمة لا تتوفر كلها في القصة القصيرة جدا ، سؤالي ما هي أهم العناصر التي إذا توفرت في النص يمكن عندها أن نطلق على هذا النص قصة قصيرة جدا ؟

لقد أجبت عن هذا السؤال و أعيد إن أهم خاصية تميز القصة القصيرة جدا أو الأقصودة ، أعتذر على اسم لأنني أتطفل به على هذا الفن ، قلت إن أهم خاصية هي الاختزال و المفارقات و البعد الدلالي للألفاظ ، فكل لفظة ينتقيها القاص ينبغي أن تكون لها دلالات متعددة لكي تعطي للأقصودة  قراءات متعددة ، وهذا هو سر جمال هذا الفن هو اختلاف القراء حول قصة واحدة فكل قارئ يقرؤها من زاوية معينة .

4- ما هي الأساليب التي تراها مجدية لتطوير القصة القصيرة وبشكل عام بالنسبة للكاتب تحديدًا ؟

سؤال مهم وذكي فلكتابة قصة جيدة لابد من الموهبة في مجال الكتابة القصصية ، وهذه الموهبة تصقل بواسطة المعرفة ، ومع الأسف فالكتابة القصصية في وطننا العربي مازالت في مرحلة التجريب ، قد تسألني إلى متى سنبقى نجرب ، أجيب إن كل جنس أدبي لابد أن يأخذ وقتا طويلا  لتطويره ، لكن أخاف ممن يتطفل على القصة القصيرة جدا ، بل يتطفل على الأدب من باب استسهال  الكتابة ، بحكم توفر شروطها الموضوعية ، لكن الشروط الذاتية غير متوفرة ، وأقصد بالشروط الذاتية ، هذه الموهبة و هذه التقنية في كتابة قصة قصيرة جدا ، فكلما تعلمنا وركزنا في اهتمامنا بهذا الفن الجميل كلما أنتجنا عملا رفيعا .

 إن هذا الجنس الأدبي الجديد نمى وتطور في  أمريكا الجنوبية فكانت أجمل الكتابات هي أدقها و أكثرها اختزالا  و اقتصارا و اقتضابا ، أي كل ما قل ودل .

 و أعطيك مثالا على ذلك فأشهر قصة هي للكاتب الكواتيمالي  أغوستو مونتيروسو وكانت هذه القصة تحت عنوان الدينصور وكانت في ست كلمات ( عندما أفاق كان الدينصور هناك)

وهناك قصة للمبدع همنغواي للبيع : حذاء رضيع لم يلبس قط

5- هل تعتقد أن أفضل مكان للكاتب لنشر كتاباته ومعرفة مستواه الحقيقي هو المنتديات أم الصحف والكتب الورقية أم أن هناك نافذة إعلامية أخرى أكثر فاعلية ؟

لقد كان للفضاء الافتراضي مساحة واسعة للتعبير و البوح ونشر الإبداعات ، لما تؤدي هذه الوسيلة من سرعة في النشر ، وهي أهم وسيلة تناسب الكتابة القصصية لما تحتاجه هذا الجنس الأدبي من سرعة ، لأنه يباغت صاحبه  في لحظة سريعة ودقيقة ، وينبغي أن ينشر بالطريقة التي جاء بها .

 إن العالم الافتراضي فرصة ماتعة للأدباء الشباب للتعبير عما يخالجهم  من إحساس جميل ، لقد أعطت التقنية الفرصة لتبيان المواهب وظهورها ، ففي الميدان يعز فلان ويذل علان .

 ولهذا ظهرت أسماء كانت مقبورة لم تكن لها الفرصة للنشر لأن النشر الورقي يحتاج إلى الواسطة سواء الشخصية أو الحزبية....

6- هل تتفق معي في مقولة أن هناك مجاملات كثيرة نراها بين الكتّاب – كبار صغار هواة....وغيرهم...- مما ينعكس سلبًا على مستوى هذا الفن وتقدمه ؟

أنا شخصيا من الناس الذين لا يجاملون و أكره المجاملة ، لماذا لأنني أثناء دراسة عمل إبداعي أنكر صاحبه ، أعتبر هذا العمل يتيما لا أب له ولا أما ، انطلاقا من رأي رولان بارث الذي يدعو إلى موت الكاتب أو ما سماها بدرجة الصفر في الكتابة ، بمعنى أنني أدرس النصوص الإبداعية في غياب أصحابها وحينها تكون القراءة قراءة علمية وليست قراءة إعجاب أسميها بالقراءة العاشقة البعيدة كل البعد عن النقد الأدبي العلمي.

مودتي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !