1- الأستاذ فارس مشعل تمو : ما أثر اغتيال عميد شهداء الكورد (مشعل تمو )
في سورية عليكم , على الصعيد الشخصي والعائلي ؟
بصراحة لايمكنني وصف الاثر لانني لن اتمكن من التعبير عن اثر غياب مشعل
من حياتنا سواء على الصعيد الشخصي اوالعائلي، فهو عميد عائلتنا الكبيرة ،
رمزنا وقدوتنا باي نشاط ثقافي اواجتماعي او سياسي، تعلمنا منه احترام
الاختلاف، وانا شخصيا كنت احيانا كثيرة ادخل بنقاشات معه مطولا لنصل
بالنهاية الى مبدا لكل رايه ونحترم كل الاراء، هذه التربية الديمقراطية
في الوعي الاجتماعي التي تلقيتها على يدي معلمي ورمزي ومثلي الاعلى
ووالدي مشعل تمو، لانه لم يتعامل معنا يوما كابناء بالمفهوم العائلي اي
علينا الالتزام بما يقوله بدون نقاش، لا ابدا بل كان يتعامل معنا ككيان
مستقل لنا راينا وتوجهنا وقرارنا ويحترم وعينا وان كنا على خطا، لانه كان
يركز على ان نتعلم من اخطائنا وتجاربنا، ويحثنا دائما على القراءة
والاطلاع على تجارب الغير، واحيانا لم نحتاج الى حتى النقاش لنعرف اننا
على خطا بل مجرد ان ننظر الى عينيه نعرف ان كنا على خطا ام لا، هذه
النظرة التي يعرفها كل شباب العائلة كبارها وصغارها، يرمقنا بتلك النظرة
والتي تقول بانك مخطا ثم يتبعها بابتسامة وضحكته المعهودة ليقول لاتنظرو
الى الخلف بل تابعوا الطريق وتعلمو من اخطائكم، هذا هو رمزنا فكيف يكون
اثر غيابه عنا وباي كلمات نعبر عن هذا الاثر.
2- ماهو تأثير استشهاد مشعل تمو على تيار المستقبل الكوردي ؟
بدون شك غيابه ادخل التيار في دوامة صراعات وهنا لابد لي من التذكير
بموضوع مهم وهو اساس بناء التيار فقد حرص مشعل بان يجعل من تجربته
النضالية بين صفوف الحركة السياسية الكوردية طيلة عقدين من الممارسة
الحزبية بين صفوف حزب اتحاد الشعب الكوردي، وتجربته في لجان احياء
المجتمع المدني في سوريا مشروعا سياسيا متكاملا لاحداث تغييرا جذريا في
الوعي السياسي الكوردي المنظم لدى الشباب، لذا قدم تجربته للشباب في نظام
داخلي مؤسساتي وبرنامج سياسي ثقافي فكري مميز تحت اسم تيار المستقبل
الكوردي في سوريا واستخدم سعة وعيه المعرفي ورجاحة عقله وكاريزميته
السياسية وتجربته التنظيمية لحماية هذا المشروع بحيث لم يترك ثغرة في
النظام الداخلي تسمح باحداث انشقاقات او تحويل التيار الى زعامات، وقد
كنت من احد الذين اسهبوا في مناقشة النظام الداخلي في المؤتمر التاسيسي
لانني كنت ولا زلت اعارض الهيكلية الحزبية البيروقراطية والمغلقة الافق،
وهذا النظام المؤسساتي جعله يعاني كثيرا في بداية التاسيس حيث كان يصطدم
بعقول حزبية تنتسب الى التيار دون استيعاب نظامه الداخلي وهي تفتقر الى
الوعي المؤسساتي وتحاول تحويله الى حزب ويمكن ملاحظة ذلك بالعودة الى
ارشيف التيار وحالات الانتساب والترك بعد اصطدامهم بالنظام المؤسساتي
وعدم قدرتهم على تحقيقي غاياتهم، كما ان نظام التيار يسمح لاي شخص ضمن
صفوف التيار ان يتميز ضمن اختصاصه الاعلامي او الفكري او الثقافي او
السياسي دون اي عوائق، وباعتباره يتمتع بثقافة ووعي مميز تميز هو من
موقعه كناطق رسمي للتيار على الرغم من حملات التشويه التي تطال التيار
بان مشعل هو رئيس التيار لانه كان يرفض مبدا الرئاسات الحزبية والامانة
العامة والسكرتير لكن الوعي السياسي في المجتمع لم يتجاوز مرحلة المفهوم
الحزبي الضيق، علما انه لم يكن يحتاج الى زعامة اجتماعية ولا سياسية ولا
ثقافية بل كل غايته من تاسيس التيار هو مشروع يلخص فيه تجربته السياسية
ويقدمه للشباب واكتفى بان يكون الحامل والحامي لهذا لمشروع، وما يعانيه
التيار اليوم هو ذات العقلية الحزبية التي لاتتمتع باي وعي معرفي او
ثقافي وهي غير مطلعة على النظام الداخلي للتيار على الرغم من وجودها ضمن
صفوفه منذ تاسيسه واليوم هي تستغل فرصة غياب الكاريزما الحاملة للمشروع
لتحويله الى حزيب صغير في تجاوز صارخ ومفضوح للنظام الداخلي لكننا بصمود
وصبر شباب التيار سنتجاوز هذه المحنة.
3- من الأساليب القمعية التي يمارسها النظام السوري لإيقاف الحراك الثوري
في الشارع السوري القيام باغتيال القادة والاسماء البارزة التي لها دور
فعلي في الحراك الثوري , برأيكم ماهو سبب اغتيال مشعل تمو والقادة
الآخرين وقافلة الشهداء مستمرة ؟
شرحت في السؤال السابق التغيير النوعي للوعي التنظيمي المؤسساتي في العمل
السياسي الذي احدثه مشعل وعمل على انجاحه في مشروع تيار المستقبل، كذلك
الامر بالنسبة للمشروع السياسي الذي قدمه كخلاصة تجربته السياسية
والفكرية يطرح فيه رؤيته لحل قضيتنا القومية العادلة ضمن اطار الوطن
السوري دون تقديم اي تنازلات قومية او وطنية، وقد عبر في اكثر من منبر
بانه يدافع عن انتمائه القومي كما يدافع عن انتمائه الوطني وانه يسعى الى
سوريا المستقبل كوطن ديمقراطي تشاركي اي كان يرفض اي حوار حول الحقوق
القومية للشعب الكوردي لانه كان يعتبرها حق متكامل لايمكن التفاوض عليه
او تجزئته بل يكون الحوار بعد احقاق الحقوق على بناء الوطن بصيغة تشاركية
بين مختلف المكونات السورية، وكونه لم يكتفي بالنظرية فقط بل كان عمليا
جدا على ارض الواقع ومخلصا في طرحه ورؤيته السياسية اكسبه المصداقية بين
شريحة واسعة من النخبة الشبابية كورديا وسوريا وهذا كان بحد ذاته تهديد
حقيقي لما هو قائم من سياسات او مشاريع سياسية قومية كورديا وعربيا لان
انجذاب النخبة الشبابية بكافة مكوناتها السورية الى طرح مشعل ورؤيته
السياسية حول سوريا الجديدة يفقد تلك المشاريع المعمرة والقائمة على فكرة
العداء والاستعداء القومي قيمتها وجمهورها ويهدد وجودها في المستقبل
السوري كما يهدد وجود النظام الديكتاتوري القائم هو ايضا على العداء
والاستعداء القومي، لان مشعل كان يسعى قولا وفعلا الى وحدة وطنية حقيقية
قائمة على الاحترام المتبادل للمتمايز قوميا وهذا هدد ما عمل عليه النظام
لخمس عقود ليحافظ على وجوده المقاوم والممانع القومي وكان سيؤدي الى حسم
الثورة لصالح الشعب، لذا باعتقادي هناك الكثير من الاجندات التي تداخلت
وتلاقت للخلاص من منارة للحرية الحقيقية ورمزا للوحدة الوطنية مثل مشعل
تمو،واولها صاحب القرار بالتصفية وهو راس النظام بشار الاسد.
4- من خلال قرائتنا لبعض ماكتبتم اتهمتم جماعات كوردية بمساندتها للنظام
وقيامها بقتل النشطاء والقادة ووصفتهم " الشبيحة الأكراد " إلى من تنسبون
هذه الجماعة , وماهي المكاسب التي يطمحون إليها ؟
هو ليس اتهام بقدر ماهو نقد للمصلحة السياسية بالمفهوم الحزبي لا القومي
التي انتهجها الاخوة في حزب الاتحاد الديمقراطي الجناح السياسي في سوريا
لحزب العمال الكوردستاني، ونقد السلوك الحزبي لرفاقهم على ارض الواقع في
مواجهة الثوار الكورد في المناطق الكوردية المطالبين بالحرية، وهذه حقيقة
مثبتة ومصورة (في عفرين) ولايمكن التهرب منها او المراوغة حولها، علما
اننا نحترم التوجه السياسي للاخوة في الاتحاد الديمقراطي، ونحترم خيارهم
الاستراتيجي في الثورة السورية على ان لايصل الامر الى حد الصراع الكوردي
كوردي بين الاخوة في الشارع الكوردي، وقد نكون على خطا بشان ممارسات
الحزب في الشارع الكوردي لهذا لابد لنا من ان نذكر السلبيات الميدانية في
سلوكهم الحزبي او التي تنسب لرفاقهم بكل شفافية وصراحة لانها تمنح النظام
مجالا واسعا لاستخدامها في اثارة الفتنة في الشارع الكوردي، فالاجهزة
الامنية قادرة على اخراج مجرمين محترفين من الكورد المحكومين باحكام
جنائية من السجون ودفعهم الى الشارع بحجة انتمائهم الى الحزب المذكور
لارتكاب جرائم القتل والسلب والتشبيح لصالح الاجهزة الامنية واثارة فتنة
كوردية كوردية، لذا على الاخوة في حزب الاتحاد الديمقراطية الحذر وتدارك
حدود الفتنة، وتوضيح الموقف السياسي من النظام الديكتاتوري ومن ثورة
الحرية السورية.
5- الأستاذ تمو كتبتم أن المجلس الوطني الكوردي لايمثلني والمجلس الوطني
السوري لايمثلني , برهان غليون وأحمد سليمان لايمثلونني واسقاط المجلسين
أصبحت ضرورة حتمية ! . ألا ترى أن هذين المجلسين يمثلون غالبية الشعب
السوري ؟
صديقي هناك فرق بين ان نقول يمثلون غالبية الشعب وبين ان يمثلو غالبية
الاحزاب السياسية اي تمثيل نسبي، كلنا يعلم بان المجلسين تم تشكيلهم
بالتوافق بين شخصيات معارضة واحزاب سياسية، اذا فالقول بانهم يمثلون
الشعب لاينطبق عليهم، لان التمثيل السياسي الحقيقي للشعب ياتي عن طريق
صناديق الاقتراع لا عن طريق لافتة ترفع هنا ولافتة ترفع هناك ومكتوب
عليها فلان وعلان يمثلني، ولاعن طريق المصالح السياسية والحزبية المتوافق
عليها بين اشخاص تمكنو من الساحة السياسية بشتى وسائل المراوغة والالتفاف
السياسي والتسلق على الثورة وشكلوا كتلة سياسية، ولازلت ارى بان وجود
المجلسين كهيكلية سياسية تمثيلية لاتشريعية ضرورة مرحلية كحامل سياسي
لمطالب الثورة، لا للتحدث باسم الشعب ونيل صفة التمثيل الشعبي، ولا لسلب
الثوار والشباب ثورتهم بشكل لا يخدم الثورة لان النظام الديكتاتوري لازال
قائما، لذا فان ترميم، واعادة هيكلة المجلسين من حيث التكوين ومن حيث
اليات اتخاذ القرار اصبح ضرورة حتمية لحماية الثورة، كما انني اعبر عن
وجهة نظري الشخصية بكل شفافية بهذا الخصوص لانني في هذه المرحلة لا انتمي
الى السياسة بل انتمي الى الثورة، وهذا الانتماء اعلن عنه عميد الشهداء
مشعل تمو بعلو صوته وثبته بدمه الطاهر، لذا فانا انتمي الى دماء الشهداء
والى ثوار الحرية الحقيقين، لا الذين اقتنصو التسمية وتسابقوا الى كراسي
المجالس والمؤتمرات، هؤلاء الثوار هم من يمثلني فقط حتى نيل الحرية
واسقاط الديكتاتور بشار الاسد ونظامه، وقتها يمكننا الحديث عن التمثيل
السياسي.
6- كما ذكرتم ماجرى في اسطنبول "عروض مسرحية " بالرغم إنه بانعقاد مؤتمر
أصدقاء سورية في اسطنبول طرأت تحولات هامة على الساحة دولياً وداخلياً
منها اعتراف 84 دولة بالمجلس الوطني السوري , وضح لنا وجهة نظرك ؟
بالتاكيد هي عروض سياسية مسرحية وهزلية جدا مقارنة بحجم التضحيات التي
يقدمها ابناء الشعب السوري بمختلف مكوناتهم للحصول على الحرية واسترداد
الكرامة، اذا نظرنا الى اسطورية الثورة التي سطرها ابناء الشعب بمختلف
فئاتهم العمرية واجناسهم اطفالا وشبابا وشيابا، رجالا ونساء، ونظرنا الى
الطرف الاخر من االلوحة التي يفترض بان تكون للتمثيل السياسي الذي يرتقي
الى حجم تضحيات الشعب وحجم صمودهم واصرارهم على الحرية نرى الهزلية
والمسرحية والانحطاط السياسي بكل معنى الكلمة، وللوضوح اكثر فلعبة
الشوفينين العرب المقصودة في اسطنبول بتهميش الشعب الكوردي تارة والغاء
وجودهم او تحجيم دورهم السياسي في الوقت الذي يفترض فيه الحفاظ على وحدة
الشعب السوري التي وصل اليها الشباب السوري بوعيهم الثوري يظهر لنا حجم
مهزلة التمثيل السياسي العربي في المعارضة السورية الكلاسيكية، وفي الطرف
الاخر عندما يخرج علينا الكلاسيكين الكورد بعقولهم التي تلائم مرحلة
الثمانينات والتسعينات ولا ترتبط باي صلة بالثورة ولا بالحرية السورية
التي يريدها الشعب الكوردي كاي مكون اخر من مكونات الشعب السوري، ويحضرون
مؤتمرات وينسحبون دون اي اثر حقيقي ليس الا جهل سياسي مفضوح وعلني
ولايلائم تضحيات شعب كالشعب الكوردي عاشق للحرية ولاتخلو صفحات التاريخ
باي مرحلة من مراحل النضال من نضالات هذا الشعب العريق وتضحيات قادته
العظام، لذا فالهزلية مزدوجة من الجانبين مع الاسف الشديد، ولايرتقي
الجانبين بان يقال عنهم بانهم يمثلون شعب اسطوري مناضل ومكافح كالشعب
السوري عامة والشعب الكوردي خاصة.
اما عن الاعتراف الدولي بهذه المعارضة فهو فرصة اخرى من المجتمع الدولي
لتتمكن هذه المعارضة من ان تتحول الى معارضة حقيقية وقد جاء الاعتراف بعد
ملل المجتمع الدولي من هزلية المعارضة، وبعد اكثر من فرصة لتشكيل جبهة
سياسية سورية تلائم حجم الثورة وتكون على قدر المسؤولية التاريخية لتكون
الحامل السياسي لمطالب الثورة.
7- ماهو سبب استبعادكم من تيار المسقبل الكوردي ؟
من الناحية السياسية فان تيار المستقبل هو فكر سياسي، وهو حالة عامة اكبر
من يتم اختزاله بالحالة التنظيمية الراهنة، ولا اعتقد بان هناك من يستطيع
استبعاد اي ناشط عن فكر تيار المستقبل، اما من الناحية التنظيمية ليس
هناك مادة قانونية في النظام الداخلي تسمي لفظ الاستبعاد فقط هناك
التجميد والفصل، وكلا الاجرائين من اختصاص مجلس الادارة بموجب الفقرة
الثانية من المادة الثامنة عشرة من النظام الداخلي، وقد صدر ذلك التصريح
المذكور من مكتب العلاقات مايثبت جهل من اصدره بالنظام الداخلي، وعدم
شرعيته تنظيميا لان دور مكتب العلاقات يقتصر على التمثيل السياسي كما هو
منصوص في الفقرة الخامسة من المادة الثانية عشرة من النظام الداخلي
((خامسا : – مكتب العلاقات العامة : يتألف من مسئول المكتب المنتخب من
وحدة المتابعة والتنسيق , وعضوين أو أكثر من مجلس الإدارة , ويجتمع دوريا
مرة كل شهر .
يقوم بدراسة وتطوير علاقات التيار مع الأحزاب والمنظمات والوحدات
والشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية العاملة في الشأن العام
والمعنية بهموم ومعاناة المجتمع السوري .
دراسة آليات التشارك مع الفعاليات السورية كافة في تفعيل النشاط السياسي
الميداني وبما يخدم توجه التيار وخطه السياسي العملي.
تقديم تقرير دوري إلى وحدة المتابعة والتنسيق وأيضا إلى مجلس الإدارة عن
ما تم تنفيذه من أعمال ونشاطات والمقترحات أو القرارات التي يعمل المكتب
على تنفيذها))
وقد صدر ذلك التصريح بشكل منفرد من شخص معين، اي انني لازلت عضو ناشط بين
صفوف التيار وكنت حريصا على عدم التصريح باي شيء الى حين انتهاء التحقيق
في الموضوع من قبل لجنة تحقيق شكلها مكتب التنظيم لكي لايحدث ارتباك
وردات فعل سريعة خاصة وان التيار يعاني من هجمة شرسة ومشبوهة الدوافع
لتدميره وتخريب وحدته السياسية والاساءة اليه من قبل البعض بالاكثار من
البيانات الخلبية المتسارعة والتي تفصل وتعين وتلغي حسب الاهواء الشخصية
لتشويه صورته امام الراي العام الكوردي والسوري عامة.
8- مؤخراً لاحظنا شلل في حركة تيار المستقبل حيث استقالت الآنسة هرفين
أوسي وحصلت إرباكات بخصوص مكاتب التيار في أوربا وممثليها, إلى أين يتوجه
تيار المستقبل ؟
صديقي اعتقد بانني وضحت جزء من ما يحدث في تيار المستقبل من الناحية
التنظيمية وهي حالة طبيعية فان من الطبيعي جدا بان من سعى الى تصفية مشعل
تمو الحامل الفكري والسياسي للتيار بان يسعى الى تفتيت مدرسته ونتاج
تجربته النضالية سياسيا وفكريا وتنظيما، ولا اقول عنها شلل بل حالة
طبيعية وصمود حقيقي لاعضاء التيار بوجه هذه المخططات، اما عن فصل مكاتب
اوروبة فهو ايضا غير شرعي ومخالف للنظام الداخلي وايضا شبيه بحالة
استبعادي الخلبية وكلها تصرفات فردية وكل الاعضاء ننتظر انعقاد اجتماع
مجلس الادارة للبت بهذه التصرفات الفردية والمخالفة للنظام الداخلي بشكل
فاضح ومقصود في اصدار القرارات.
اما من الناحية الميدانية فالتيار لايعاني اي شلل بل لازال اعضاء واصدقاء
ونشطاء التيار ضمن الحراك الثوري ويبذلون اقصى جهودهم للحفاظ على الثورة
في الشارع الكوردي، وكل ما هنالك حالة تنظيمية نادرة جدا نمر بها ولم
تشهدها الحركة السياسية الكوردية منذ تاريخ تاسيسها على الرغم من انتقادي
للبيروقراطية الحزبية لكن مع الاسف الان نشهد في التيار حالة نادرة من
التفرد والبيروقراطية التنظيمية البعيدة عن نهج التيار فكريا وسياسيا
وتنظيميا، ولابد لي من التذكير بان اغلب اعضاء التيار مهددين الان
بالاعتقال والتصفية في حال وضع حد لهذه الحالة النادرة تنظيميا، لذا فهم
مستبعدين بشكل غير معلن.
9- ماهو دوركم في الحراك الثوري في سورية خصوصا في المناطق الكوردية ؟
انا انتمي الى الثورة السورية منذ اول ايام التحضيرات لانطلاقتها عندما
بدا النشطاء على الفيسبوك للتحضير ليوم الغضب السوري وتلاقى النشطاء
السوريين وقتها من خلال نشاطهم في الثورتين التونسية والمصرية واطلاعهم
على تفاصيل التحضير لهما، ولحد الان انا ابذل الجهد وفق مايتاح لي من
امكانات في محاولة تقريب الثوار من بعضهم البعض والحفاظ على الثورة
واستمراريتها بغض النظر عن التسميات الحزبية او التنسيقية، لانني انطلق
من مبدا ثابت وهو الثورة اولا، لان نيل الحرية سيتيح لنا فضاءا واسعا
للعمل السياسي وفق ما نؤمن به من افكار وايديولوجيات دون التبعية الحصرية
التي تفرضها علينا طبيعة التربية السياسية في ظل الدولة الديكتاتورية.
10- ما الذي تستشفيه من المواقف العربية تجاه القضية الكوردية في
المرحلة الراهنة ؟
المواقف السياسية للمعارضة العربية تبايت وتضاربت في الكثير من المواقع
السياسية، والاغلبية منهم يحاولون بشتى الطرق الالتفافية عدم الاعتراف
بشكل او باخر بالقضية الكوردية او حتى الاعتراف بالوجود الكوردي تاريخيا
وبانتمائهم للوطن السوري في الجزء الغربي من كوردستان الملحق بسوريا
الحديثة، لكن هم امام استحقاق الحرية لعموم الشعب السوري، وادعائهم
بتمثيل المطالبة بها للشعب السوري يضعهم امام الالتزام باستحقاقات حل
القضية القومية الكوردية ومسالة الانتماء الوطني، فالحرية لاتاتي منقوصة
او مجزاة ، ولايمكنهم طلب الحرية للعرب السوريين دون الكورد السوريين اذا
هم ملزمين بتغير مواقفهم والتفافاتهم السياسية التي اعتادوا عليها لتضليل
نظرتهم الاحادية الرافضة للوجود التاريخي للشعب الكوردي وشراكتهم في
الوطن السوري.
11- دوليا برأيكم هل هنالك تحرك لحل القضية الكوردية في سورية ؟
التحركات الدولية بشان الثورة السورية واضحة وصريحة وهي مقترنة بحل
القضية الكوردية وحماية حقوق كافة المكونات السورية
12- شخصيا ماهي نظرتك للأوضاع السورية في المرحلة الراهنة والمستقبل ؟
الشعب السوري بكافة مكوناته حسم امره واختار الحرية مهما كانت التضحيات
التي يقدمها يوميا دون اي تردد، كما حسم امره بشان المستقبل الافضل
لسوريا ديمقراطية تعددية تشاركية لكل السوريين، على الرغم من ما يعتري
المشهد السياسي من غموض بشان المستقبل السوري بسبب تسلق بعض
الايديولوجيات على الثورة ورغبتها بالاستيلاء على المستقبل السوري، لكن
الثورة لم تحسم بعد وطول عمرها ساعد الشعب السوري من معرفة جميع المدعين
والمتسلقين والازدواجيين، لذا اعتقد بان الثورة لن تنتهي بالخلاص من نظام
الاسد الديكتاتوري بل سنواجه ثورة اخرى وهي ثورة التطهير لما هو قائم من
عقلية سياسية كلاسيكية، وثورة تثبيت حقوق كافة المكونات السورية
فالطريق الى الحرية السورية طويل وشاق والاغلى من حيث التضحيات، والشعب
السوري يستحق هذه الحرية.
أجرى الحوار مراسل Rojava.de News
20-04-2012
http://www.birati.de/index.php?option=com_content&view=article&id=7875:2012-04-20-23-08-39&catid=47:2012-03-04-18-59-54
التعليقات (0)