مواضيع اليوم

حوار معي

حسين رجب

2009-09-06 02:01:06

0

حوار مع الأديب الروائي نبيل دادوة
حاوره : مالك .أ


1. عشر سنوات من الغياب عن الساحة الأدبية وان كان قد انقدها النص الجميل شطحات شيخ المقام .... ما تعليقكم؟

 الساحة الإعلامية سوق لإبراز ما عند الكاتب من بضاعة والغياب عن السوق قد يكون أول ما يكون بسبب غياب البضاعة أو نقصها عدم تلاؤمها مع الزمان والمكان وذوق الناس ... كما قد يكون الغياب بسبب السوق نفسها ومستوى ما يعرض فيها .....
كما يمكن أن يكون لأسباب خارجة عن البضاعة والسوق معا أسباب شخصية ...
أقول لك الحق إن سبب غيابي مجتمعة فيه هذه العناصر الثلاثة ... فقد بداء الظرف الاجتماعي يزحف على بضاعتي فأكسدها أو كاد ... ولم تشجعني حالة السوق الأدبية بمستواها الذي أخذ في التدني بسبب الانفتاح غير المشروط للجرائد، ونقص القراء دفع بالجرائد إلى نشر كل شيء ...كذلك الوضعية المزرية التي وصل إليها الكتاب بسبب انعدام القراءة وزحف البزناسية والطرابنديست المثقلين بالكتاب الشبه شبه مدرسي ...
في هذه المساحة من الوقت عشر سنوات كانت بالنسبة لي مثل صلح الحديبية سمحت لي بإعادة ترتيب بيتي الأدبي فكتبت روايتين ومسرحية ذهنية وبعض النصوص الأخرى كما رتبت مجموعتي القصصية الأولى في الخيال العلمي ... وطبعت على حسابي نصي الروائي شطحات شيخ المقام ...

 


2. يغلب على المثقف التقوقع حول أعماله بعيدا عن المعترك السياسي والاجتماعي ... فإذا التفت إلى هاتين أصبح كأنه غير مثقف .... أليس كذلك؟

 يبدو انك تريد أن تعرف ما كنت افعل خلال العشر سنوات الماضية من غير ترتيب البيت الأدبي ... حسننا لم استطع أن أكون مناضلا سياسيا، رغم أني حاولت لا تختلف الساحة السياسية عن الساحة الأدبية أو الثقافية بصفة عامة في كلتا الساحتين بزناسية وطرابندست لا يوجد تقاليد أو أسس ولا توجد حتى النية في التأسيس لتقليد ما..
كنت متفرجا عن قرب، هذا وضعي، وكنت أفكر في صمت في الوضعين السياسي والثقافي وكنت اخرج دوما بقناعة أن علينا أن نبني النخب التي تقود الأمة أن نبرز الطليعة التي تصنع للأمة حلمها وتذكرها بأمجادها وخيباتها تلك الطليعة التي تصحح دوما المسار وتقف في وجه التحولات الكبرى ولا تترك الأمة تتخبط أو تحيد أو تنام عن طلب الرقي ولو لحظة واحدة ...
و كما ترى أعود للأدب، الذي لم أفارقه، لعلي أساهم في صنع حلم جميل لهذه الأمة..
3. منذ قرابة العقدين كنتم تبشرون بزمن الخيال العلمي اليوم وقد أدرك الأدب ما كنت تبشرون به صرتم صامتين... ألا ترى في ذلك مفارقة؟

 الدعوة التي خضتها مع صديقي الأستاذ فيصل الأحمر وأدباء آخرين كانت أساسا لتكسير الجمود في الأدب الجزائري الذي كان في مرحلة تحول خطيرة صاحبت المجريات السياسية التي كانت تمر بها البلاد فكنا نحاول بكل قوة أن نفك الحصار على الأدب الجزائري الذي وجد في وضع لا يحسد عليه ... إذ لم يتخلص الكثير من الشباب من هيمنة الكلاسيكيات القديمة التي لم تعد تعبر عن وجدان الأمة وساقتم الأحداث والرغبات والتطلعات... إلى الاختناق الذي جلبه دعاة الأدب الإسلامي في موجة لأسلمة كل شيء، وموجة الغربة الثقافية التي عاشتها الأمة الجزائرية....
كنا نوجه أنظارنا إلى النجوم ونبشر بحلم وراء الآفاق ونقول بسعة الدنيا التي ضاقت علينا يومئذ.... رغم أننا كنا عصبة قليلة ... ولكن الكلمة الصادقة تصل ..
لم نصير صامتين ... كتباتنا اليوم تصدر ناضجة مكتملة النمو، مطبوعة بخصوصية ثقافتنا بكل أبعادها...
إن كان الأدب اليوم قد تحرر وبرزت فيه تيارات جمالية وشكلية وفكرية جديدة فهذا يسعدني وسأبقى افتح الأفاق أكثر وأدعو لشيء جديد.. فمن توقف مات ...

4. شيخ المقام أو "شطحات شيخ المقام" نص في مفترق الأجناس الأدبية .. هل سئمت من كتابة قصص أو رويات كلاسيكية أم انك تبشر بشئ ما ؟

 ابشر دوما بشيء ما.. كما قلت لك من توقف مات ويجب علينا أن نخمش سرة الأفق ... شطحات شيخ المقام نسيج نصي خيوطه ملونة بألف لون كنت اجمعها من كل حدب وصوب على مختلف المستويات الزمنية والمكانية والوجدانية ، فمن الناحية المكانية صنعت المكان من طبيعة بناء القرى الجزائرية وطبيعة السكان في الريف الجيجلي الجبلي حيث يقطن معظم السكان خارج المدينة وهم مختلفون تماما عن سكان المدينة حتى في اللهجة التي يتكلمونها، أما نقطة التلاقي فهي السوق الأسبوعي الذي تلتقي فيه حضارات متقاربة مكانيا وزمنيا ولكنها بعيدة وجدانيا فكان بطلي وهو شيخ زاهد متصوف يقطن الجبل وينزل كما ينزل السكان إلى السوق وما يلبث أن يأخذ مكان ليعبر عن ردود فعله عن الواقع ...لم اختر لنصي زمنا معينا ولكني أخذت عناصر أو ظواهر تدل عليه كالحضرة والشطح والسوق خارج النص أما داخل النصوص التي كانت تأتي على لسان الشيخ فهو زمن وجداني متعلق باللحظة...
والحقيقة أن النصوص كتبت في زمن المحنة التي عاشتها الجزائر بين العام 1993 و1999 وكان الواقع أقوى من النص في سريالية فاقت التصور...
كل ما استطيع أن ألخص به كلامي هو أن نص" شطحات شيخ المقام" لا يهمني في أي خانة من الأدب صُنف، بقدر ما انه كتبني ولم اكتبه بكل ما لهذه الكلمة من معنى ...


5. على ما تعكف حليا وأدبيا ؟
وكأنك تعلم أن الإنسان يمكن أن يعكف على أمرين في آن واحد ....
"الحسين الجزائري" قصة القصة لشاب جزائري رواية....
عائشة حبيبة محمد (ص) رواية عن محمد الإنسان أرقى درجات النبوة..... رواية
اكتب كذلك بعض السيناريوهات وبعض النصوص المسرحية ....

6. هل يعود الأدب في زمن العولمة إلى المدن الصغيرة ؟
في زمن العولمة ليست هناك مدن صغيرة هناك ذكريات عن مدن كانت صغيرة ... وستدفعنا العولمة حتما إلى النوسطالجية لأنها أفرغت المدينة والقرية والبيت من كل خصوصية ورقة ورائحة جعلتنا ننزوي وراء حيطان افتراضية ولكنا قاسية جدا ... تحجب ضوء الشمس وخيرها ولا مفر من الأدب والحنين ...

7. هل من إضافة
 أشكرك وأتمنى أن يتواصل الأدباء...
الجزائر العاصمة في 5/04/2008

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !