حوار عقيم...ومكرر....ومزعج....

.....صديقي العزيز ...هل نجحت ثورة 25 يناير؟
.....نجحت في أهداف وفشلت في أخرى
.....وضح لي الأمر فأنه قد اختلط على
.....نجحت في إزاحة رؤوس النظام وفشلت في تغيير النظام نفسه
.....لماذا؟
.....لأسباب كثيرة منها عدم تطبيق القانون عندما تثبت الجريمة أو إمهال أو تغييب المجرم وتجهيله
.....فهمت عدم تطبيق القانون ولكن ماذا تقصد من إمهال أو تغييب المجرم و تجهيله؟
.....إمهال المجرم يعني إعطاءه الفرصة ليوفق أوضاعه أو يعدل أو يحرق مستندات إدانته...وتغييب المجرم يعني إعطاءه الفرصة ليفلت من الاعتقال أو الحبس وتجهيله يعني إسناد الجريمة إلى مجهول ...ألا ترى في كثير من الأحكام جملة (قيدت الجريمة ضد مجهول)؟؟؟
.....هل معني ذلك أن الثورة لم تنجح بفعل فاعل؟
.....ليس تماما ولكنها فشلت لأن من قام بها لم يحكم وترك الحكم للذين ثار عليهم
.....هل حقا أن الثوار سلموا الحكم لرجال ومؤيدي مبارك؟
.....لا ...لم يقصدوا ذلك ولكن الذي يحكم الآن هم رجال تربوا في زمن مبارك وتقدموا في العمر وظهرت لهم كروش في البطن وتصلبات في الشرايين وجلطات في المخ ومن سلم منهم اعتاد على طريقة النفاق ومد اليد والمحسوبية والانتهازية وحب السلطة والفساد المالي والجمود الإداري والروتين وال...
.....مهلا يا صديقي لقد شوهت الصورة بشكل رهيب!!!
.....للأسف هذه صورة مصر الحقيقية الآن...
....ولكنك يا صديقي أشدت قبل ذلك بالثورة وكنت من مؤيديها الكبار!!
.....نعم وما زلت أؤيد الثورة ولكني أريد لها النجاح الكامل
.....أكمل أيها الصديق
.....أنت تعرف أن النظام السابق قد وضع حدا مدروسا للصراع بين طوائف المجتمع بحيث لا ينفجر الصراع ولا يتوافق أطرافه
.....لم أفهم ما تقصد!!
.....يعني أن الحكومة أرادت أن ينقسم المجتمع إلى مستفيدين ومتضررين مثل الموظفين الكبار والصغار لكي تؤجج الحقد بينهم ومثل جامعي الضرائب والرسوم والغرامات والذي يدفعونها لتنشأ الضغينة بينهم وأشعلت صراعا تحت السيطرة بين المسيحيين والمسلمين لكي لا يتحدوا ضد الحكومة وسيطرت على درجة الصراع لكي لا تحترق الدولة بالفتنة الصريحة ...يعني زرعت حقدا وصراعا يفرق المجتمع ويمزقه لكن دون أن يكبر ليهدد الحكومة والدولة
.....يا رجل!!! إنك تصف الحكومة كشيطان يوسوس وليس له إلا الغواية والإفساد!!
.....أنا لم أقل ذلك ولكن سؤالك قد وجه لإجابة لأننا نبحث في أسباب فشل الثورة وليس في نواحي نجاحها
.....ولكني أعيد السؤال ...كيف يؤدي تعطيل القانون إلى فشل الثورة؟
.....حين يرى المسئول أن الجزاء بسيط ويمكن ألا يتعدى إقصاءه عن المنصب فإن جهده يتركز على جمع المال وتثبيت الجاه وإنشاء فرق للدفاع عنه إذا سقط والصرف على القضية إذا طاله القضاء وكذلك يفعل المجرم فإنه يقترف جريمته ثم ينسبها إلى ضعيف أو إلى مجهول كما سبق وقلت لك
......كأنك تقصد يفرق الدم بين القبائل ؟
.....وهل رأيت أو سمعت عن اعتقال مجرم أو بلطجي كما يسمونه الآن؟... إن هذا البلطجي الخفي يفعل كل شيء ...القتل والاعتداء والسرقة ويستخدم كل أنواع السلاح ولا يقبض عليه ولا يعرف اسمه ولا من دفع له ولا من أين حصل على السلاح والمال ولا من يغطيه من الحكومة ولا...
.....إنتظر من فضلك هل تقول أن الحكومة تغطي على البلطجي وتحميه؟
.....لا يهم أن أقول ذلك ولكن أتساءل هل الداخلية لا تعلم من هو البلطجي الخفي؟ إذا فأين المخابرات والمخبرين والبحث الجنائي والمباحث العامة وأجهزة الأمن التي زاد عددها عن عدد جيش مصر وأين الذين كانوا يعدون التقارير عن واعظ هاجم مسئولا في مسجد في أقاصي أطراف الدولة وأين.....
.....حاسب من فضلك لقد أصابني الغثيان ...قد أستكمل الحديث معك بعد أن أفكر في أقوالك المزعجة
.....إلى اللقاء
.....إن شاء الله