1ــ تعرف الساحة الثقافية في المغرب ممارسات مختلة، حولت المشهد إلى شتات لا يقدم خدمات للمبدعين المغاربة وكتاباتهم. الشيء الذي عمق الأعطاب ، وأضاف أخرى .
كيف تنظر للمشهد الثقافي في المغرب . ؟
لا يخفى على المتتبع للمشهد الثقافي المغربي وجود حراك ثقافي يستحق الثناء، غير أن هذا الحراك نفسه تشوبه مثبطات جمة منها الفوضى العارمة التي أصبحت تطبع الإنتاج الثقافي من الناحية الكيفية، حيث تعددت صنوف الكتبة وأشباه المبدعين، الذين يسخرون أولا من أنفسهم عندما يحشرون ما يسودونه ضمن حقل معرفي معين، وفي الضفة الثانية مبدعون وكتاب حقيقيون لا أحد يسمع لتأوهاتهم، فلا دعم ولا عناية، يسبحون لوحدهم من دون معين سوى أنهم ابتلوا بالكتابة التي تحقق وجودهم، ويجدون فيها ملاذهم.
إن المشهد الثقافي المغربي يحتاج إلى أياد بيضاء تحمل هما ثقافيا وسلطة تزيل عنه كل ما يعلقه من براثن الترهل والتملق والانبطاح، فالثقافة لا تتطور بكم ما يكتب، بل بكيفه، لذلك وجب دعم هذا الكيف القليل.
2ـ ماهي أشكال النقد الجديرة بخلق فعالية متبادلة ؟
إن النقد الجدير بالاهتمام يلزمه إبداع جدير به، لذلك فالنقد يكبر بالإبداع الأصيل، ولعلنا نسجل حراكا إبداعيا اليوم في المغرب، وأخص بالذكر: الشعر الحر وقصيدة النثر والقصة القصيرة، فبعض الأقلام التي تبدع في هذه المجالات تفرض نفسها على القلم النقدي بمختلف تمفصلاته، أقصد النقد الذي يقوم على التحليل والتفسير والتقويم وليس شيئا آخر، النقد الذي يكون صاحبه متمكنا من أدوات اشتغاله، ولعل هذا النمط هو الجدير بخلق مناظرات ثقافية نحن في أمس الحاجة إليها، لأن أي حراك ثقافي إذا لم يقابل بالتمحيص فسوف يصبح وبالا، فلا أمة عبر التاريخ تطورت من دون عقل نقدي فعال خادم للعلم والثقافة بكل تجلياتها.
المنعطف الثقافي العدد 284، 16/17 ماي 2010
التعليقات (0)