مواضيع اليوم

حوار دافئ مع الصحفي الأردني كامل النصيرات

إدريس الهبري

2009-02-24 10:15:10

0

تقديم: بدافع الرغبة دائما في الاقتراب أكثر من التجارب الرائدة ضمن عالم التدوين العربي...وجدتني أروم فتح نافذة للتواصل بيني و بين مدونين استطاعوا التميز و فرض الذات و الانتشار...رمت فتح بوابة أدخل و تدخلون معي عبرها عوالم غير مكتشفة لمدونين مميزين...كانت البداية مع الأديبة و الإعلامية و المدوِّنة الفلسطينية سامية فارسة...و أستمر بعد نجاح التجربة في استضافة مدونين آخرين...ضمن هذا العدد الثاني من سلسلة حوارات أستضيف الكاتب الساخر الأردني كامل النصيرات...هذا الرجل الذي ارتبط اسمه بالكتابة الساخرة...الكتابة المرتبطة باليومي المعيش...حاز العديد من الأمكنة لدى صاحبة الجلالة الورقية و الإلكترونية...و أبرزها جريدة الأنباط الأردنية...أشكره و أشد على يديه لقبوله دعوتي...كما أشكر الزميلة سامية فارس و الزميلين أمجد شلتوني و أبو سلمى (هو أنا) على الشهادات التي قدموها في حق كامل النصيرات...تجدونها في نهاية الحوار...لنكتشف سويا كامل النصيرات...

نص الحوار:
بطاقة هوية

إدريس الهبري: من هو كامل النصيرات؟
كامل النصيرات: بدويٌّ يتقنُ شُرب القهوة السادة..وُلد في مخيّم البقعة فتعلّم منه ( الحركات القرعة الرائعة ) ومن هذه الحركات ( حركة الهياج الوطني )..وهو قرويّ أيضاً ففي قرية ( الكرامة ) عاش و ما زال يعيش ..بنى هناك عشّاً بالايجار ما زال ينجو من الألم مرة تلو الأخرى ليضحك عليه ..وما زال يكسب بعرق قلمه صعلكة أخلاقيّة فيها من الالتزام أكثر مما بها من الفوضى.
إدريس الهبري: ناقص الهزيمات، تعرفت عليه من خلالك، يحكى أنه لا يفارقك أبدا، و يلازمك كظلك، مَن ناقص يا كامل؟
كامل النصيرات: ناقص ؛ إيييه ناقص ..لأول مرّة يسألني أحدٌ عنه ..أتذكرُ يا ناقص عندما قلتُ لك ( والله جايلك الدور وسيسألون عنك ..) وها قد أتى من يسألني عنك ..!! ناقص هو مرآتي التي صنعتها بنفسي ..هو عيوبي و امتيازاتي ..وهو معاركي و حروبي ..هو بالتحديد الرجل الذي أنام عنه وأشرب عنه ولكنه دائماً يكتب عني ولا يتعب ..!!
إدريس الهبري: لك "عدة مخطوطات لم تُنشر بعد بسبب وفرة في المال وكثرة الدعم للإبداع..!!"هل هذا يعني أن الدولة تشجع كثيرا على النشر والإبداع بالأردن؟
كامل النصيرات: لا أستطيع الاجابة القطعية على هذا السؤال ..لأنّ كتابي الأول في يد جهة حكوميّة الآن وعلى ما يبدو هناك أمل في طباعته ودعمهم له..!!

تدوين

إدريس الهبري: كتب عليك في يوم ما أن تجد قلمك اللاذع يرحل بعيدا عميقا على صفحات مكتوب، كيف؟
كامل النصيرات: هكذا بلا مقدمات ..وصلت التكنلوجيا إلى هذا البدوي ..فتعلّم النت قبل أن يتعلّم ( البريستيج ) فكان التدوين صرخة جديدة في وادٍ سيمر الجميع قريباً من خلاله.
إدريس الهبري: الكتابة عندك مرادف لصيق للسخرية، من هنا قدمت نفسك للقارئ ككاتب ساخر، و الكتابة الساخرة في نظر الكاتب الأردني يوسف غيشان "هي سلاح الشعب الضعيف في مواجهة الغاشم، وهي سلاح الطبيعة الفعّال ضد القتامة والفساد والخواء، وهي سيف يعيد الأشياء إلى حجومها الطبيعية ويفقع بالونات الدعاية الفجة ويطهّر الأمكنة من فسادها"، إلى أي حد تتفق مع رأي غيشان؟ أم أن لك تعريف مختلف تماما؟
كامل النصيرات: فليقل يوسف ما يشاء ؛ لأنه يتكلّم عن تجربته مع الوجع والفقر والقهر ..وأنا كذلك ..ولكن لكل منا موقعه وأسلحته في المعركة..يوسف يهاجم بالسيف ؛ لذا فهو يجرح ويقتل..أما أنا فأهاجم بالترس..لذا فأنا أدافع بهجومي لأجد لي مكاناً أو يتعب الطرف الآخر من دفاعي فيعقد معي صفقة للهدوء..لذا..فأنا لا أكسب معارك..بل أتنفّس هدنة خلالها..ومتى سقط الترس من يدي سأسقط وستنهشني السيوف وقد يكون سيف يوسف غيشان من بينها ؛ طبعاً بالخطأ ..لأن يوسف عندما يقاتل لا يعرف أحداً وهو يضرب بالسيف يمنة ويسرة وفوقاً و تحتاً ..!! السخرية يا صديقي هي الكذب على الطفل قبل إعطائه الدواء بقليل ..والمشكلة؛ لنا كم هائل من السنوات نضحك على الشعب كي نعطيه الدواء والدواء لمّا يأتِ بعد..!!
إدريس الهبري: التدوين ظاهرة جديدة بالعالم العربي، برزت إبان مرحلة تعتبر مفصلية بالنسبة للأمة العربية، إلى أي حد يتعاطى المدون العربي مع هذه المرحلة؟ و كيف تتصور دوره المستقبلي في صياغة رؤية مغايرة للوضع الراهن؟
كامل النصيرات: لم يتعاطَ بعد..هو في الأبجد هوز للآن..ولكنه سيتقن الابجدية وسيركِّب جُمَلاً بعد قليل..وسيخرج يحمل راية التعبير الحقيقي عن مكنوناته التي ستحاصر القرار السياسي العربي..قريباً جدا جدا..فانتظرواا العرض القادم..!!
إدريس الهبري: التدوين يقوم أساسا على التفاعل و التواصل بين مجتمع المدونين وغير المدونين، لكن الملاحظ – و هذه مؤاخذة تسجل عليكم – أنك لا تتفاعل بشكل كامل يا كامل مع التعليقات التي يدونها القارئ بمدونتك، لماذا؟
كامل النصيرات: كنت أتفاعل وبشدة في البداية ..ولكن يبدو أن بعض المعلقين يصرّون على صبّ ( ميّة النار ..حامض الكبريتيك ) على كل الأشياء..نظراً لطبيعتهم المخالفة لجمالية التدوين ؛ أو لفهمهم المغلوط للحريّة ..فأتوا ينثرون تشويهاتهم على لوحات التدوين بداعي حرية التعبير..ولأني إمّا أن أرد على الجميع أو أترك الجميع ..قررتُ في المرحلة الحالية الحفاظ على نجاح فكرة التدوين بالتدوين دون ردّ أو تعليق..!!
إدريس الهبري: أعرف أن لك زاوية يومية في جريدة الأنباط اليومية، كما تنشر في مواقع إلكترونية عديدة، ما الفرق في نظرك بين التدوين والصحافة، ألا يمكن القول بأن التدوين جاء ليمنح فرصة الأقلام التي لا تتخندق داخل منظومة حزب أو جماعة ما؟
كامل النصيرات: بالنسبة لي لا فرق ..لأنني على الغالب أكتب في مقالتي ما يشبه التدوين ..فـأنا أكتب مقالة هي أقرب للسيرة اليومية أو الانطباعات الشعبية..
إدريس الهبري: في الآونة الأخيرة، بدأنا نسمع عن تأسيس اتحادات و تجمعات إلكترونية للمدونين، هل حان الوقت فعلا للتفكير في مثل هذه التكتلات؟
كامل النصيرات: حان الوقت ( من زمان ) لكل شيء..بالعكس..تأخرنا كثيراً ..
إدريس الهبري: ما هي الحصيلة في نظرك بعد عام من التدوين؟
كامل النصيرات: قلتُ لك ..أبجد هوز..وهذا رائع ..وجميل ..وأجمل بكثير من ساندويشة كباب بعد جوع يومين متتاليين..!!
إدريس الهبري: على رفوف خزانتك الشخصية العديد من النصوص و المقالات التي كتبتها، ما هو النص الذي لم تكتبه بعد؟
كامل النصيرات: لم أبدأ بالكتابة بعد كي أدّعي بأن هناك نصّاً لم أكتبه بعد..فهناك آلاف النصوص التي لم أكتبها بعد ..ولكن اسمح لي أن أقول لك ..أتمنى أن أكتب نصّاً بحالة نفسية مختلفة ..فما هي الحالة النفسية التي لم أعشها بعد..هي أن أكتب وأنا أشعر أن الأمريكي بانتظار كلماتي لكي يحدد موقفه..!!

بوليتيكا

إدريس الهبري: يشكك كثيرون في أحداث 11 شتنبر و "الحقائق" التي روج لها الأمريكيون مباشرة بعد وقوعها، هل لك قراءة مخالفة للحدث؟
كامل النصيرات: نعم لي قراءة مخالفة تماماً ..ولكن القراءة للأسف مكتوبة بلغة لا أعرفها ..لذا لا أستطيع تحديد موقف منها إلاّ بعد فك طلاسمها ..أي إذا بوش لغاية الآن مش فاهم ..فكيف بدي أفهم أنا ..؟؟
إدريس الهبري: بعد هذه الأحداث فرض على العالم أن يختار إما مع أمريكا أو مع أسامة بن لادن، هل كان في نظرك خيار ثالث؟
كامل النصيرات: بالطبع ..فأنا دائماً مع الخيار الثالث ..فأنا مع ناقص هزيمات بلا تردّد..!!
إدريس الهبري: العراق نال حظا كبيرا من نتائج هذه الأحداث، هل يتحمل صدام حسين وحده الأخطاء التي ارتكبت؟ أم أنه ذهب ضحية أخطاء أخرى؟
كامل النصيرات: صدام حسين ارتكب ثلاثة أخطاء لا تغتفر وأضرّتْ بأمريكا ..أولاً : صار رئيساً للعراق..ثانياً: صدّق نفسه بأنه رئيس عن جَدْ ..فتصرّف كرئيس عن جد..ثالثاً : قبل أن يموت وهو رئيس ..!!
إدريس الهبري: لماذا في نظرك سلم صدام حسين للمالكي و مقتدى الصدر ليلة عيد الأضحى ليعدم صبيحة يوم العيد؟ هل كان بإمكان أمريكا أن تمنع ذلك؟ أم أن حكومة المالكي أرادت أن تؤكد أنها هي من تقرر على الأقل في موت صدام حسين؟
كامل النصيرات: صدام حسين قتله حكّام ( ولاية العراق الأمريكيّة ) ..ووالي العراق هو يتبع النظام الأمريكي و يصوت له..لا فرق بين والي العراق ووالي نيويورك إلاّ أن الأخير قد يصبح رئيساً لأمريكا ذات يوم ..!!وكل ولاية لها نظامها وعلمها الخاص بها..!!
إدريس الهبري: الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في العراق تنبني في جزء منها على الاقتراب من جديد من الدول "المعتدلة" و تبتعد أكثر من الدول "الممانعة"، ألا يمكن أن نقول أن ساعة إيران و شيعة العراق قد حانت، خاصة إذا ما تأملنا جليا تصريحات بوش الأخيرة بشأن المالكي و حكومته التي تعلن بداية طلاق لا رجعة فيه بينهما؟
كامل النصيرات: أخي..العرف الأمريكي ليس عرف ديك..فأمريكا متزوجة ( عرفيّاً ) من كثيرين..ولكنها بذات الوقت متزوجة ( زواج متعة ) من آخرين لحين انتفاء المتعة..وبعدها ( عينك ما تشوف إلاّ النور ..الطايح رايح )..!!
إدريس الهبري: إذا ما عدنا للتاريخ القريب، لا حظنا أن الولايات المتحدة الأمريكية حين تنوي الإقدام على عمل عسكري ما ضد دولة عربية أو إسلامية تلجأ لتحريك مسار السلام الفلسطيني – الإسرائيلي، ماذا تخبئ أمريكا لنا بالمنطقة؟
كامل النصيرات: أمريكا تخبّئ مزيداً من مفاجآت تحريك مسار السلام الفلسطيني –الاسرائيلي.
إدريس الهبري: يندرج اسم الأردن ضمن قائمة الدول "المعتدلة" من وجهة نظر واشنطن، هل فعلا يمكن اعتبار الأردن دولة معتدلة؟
كامل النصيرات: نعم هي كذلك..رغم أنها في الآونة الأخيرة أخذت تعيد النظر في كثير من مواقفها وسيكون لها دور حقيقي في كل ما يدور في المنطقة المحيطة.
إدريس الهبري: هل إيران فعلا أخطر على العرب من إسرائيل؟
كامل النصيرات: لا أحب طريقة التصنيفات هذه..ولغاية الآن لم أحدد موقفاً نهائيا من إيران ..هل هي عدو أم لا..وهل عداؤها دائم أم مؤقت..!! لأن إيران في النهاية جزء من مرآتنا .
إدريس الهبري: في ظل الشرخ الذي أوقعه اغتيال/إعدام صدام حسين بين الشيعة و السنة، ما هو موقفك الآن من حزب الله في لبنان، خاصة و أن الحزب لم يعلن عن موقفه من إعدام صدام حسين؟
كامل النصيرات: هو ذات الموقف..لم يتغير.. فأنا أفهم هذا الحزب بطريقتي..أتفق مع مقاومته ضد اسرائيل فقط وفقط..وبعد ذاك أعرض مواقفه الأخرى على المشرحة.

سين/جيم

إدريس الهبري: جحا؟
كامل النصيرات: رجل ألصقنا به كل قصصنا الغبية والتي حدثت معنا نحن.
إدريس الهبري: أبا نواس؟
كامل النصيرات: شاعر لا تعجبه أخلاقنا الآن
إدريس الهبري: حسن نصر الله؟
كامل النصيرات: يعرف كيف يحكي ..يعرف كيف يضرب..يعرف كيف يسكت..
إدريس الهبري: الدين؟
كامل النصيرات: أي دين..؟؟ هو الذي لا بد منه..وفيه ترتاح
إدريس الهبري: السياسة؟
كامل النصيرات: من أراد أن يتعلم الكذب فليقلها ثلاث مرات في اليوم
إدريس الهبري: الجنس؟
كامل النصيرات: الشيء الرائع الذي بهدلوه وما عاد له هيبة.
إدريس الهبري: ميكيافيلي؟
كامل النصيرات: أصبح تلميذا عند الساسة العرب.
إدريس الهبري: جمال عبد الناصر؟
كامل النصيرات: هو وصدام حسين ..كلما حاولت أن أنفر منهما ؛ اقتربت منهما أكثر
إدريس الهبري: الأمة العربية؟
كامل النصيرات: لبست طاقية الإخفاء من زمان..ولكنها لم تمت
إدريس الهبري: الأمة الإسلامية؟
كامل النصيرات: تائهة تبحث عن الأمة العربية
إدريس الهبري: السخرية؟
كامل النصيرات: الترس الذي أهاجم فيه لكي أبقى
إدريس الهبري: النبط؟
كامل النصيرات: مكاني وسط المعركة
إدريس الهبري: بغداد؟
كامل النصيرات: عاصمة سقطت لكي تنهض ..وابنة جاءت لكي تضيء عتمتي
إدريس الهبري: جيفارا؟
كامل النصيرات: ثائر قتله الأمريكان..وابنة جاءت لكي تحقق في القضية
إدريس الهبري: غوانتانامو؟
كامل النصيرات: سجن صنع أمريكي نتعلم منه عدم الاستسلام لهم
إدريس الهبري: البيت الأبيض؟
كامل النصيرات: خداع بصري ..أبيض من الخارج ؛ أسود من الداخل
إدريس الهبري: شعبان عبد الرحيم؟
كامل النصيرات: مناضل عربي يقول ما يستحي المنظرون العرب أن يقولوه ( دوز دغري ).
إدريس الهبري: الفيديو كليب؟
كامل النصيرات: هو غوانتانامو العربي ..ولكن بأيدينا لا بأيدي الأمريكان
إدريس الهبري: أحمد فؤاد نجم؟
كامل النصيرات: راية شعرية ستبقى مرفوعة لأنه يمسك بها الشيخ إمام
إدريس الهبري: دريد لحام؟
كامل النصيرات: قال ما عنده ولم يمضِ بعد
إدريس الهبري: المَلكيَّة؟
كامل النصيرات: أهون من الذين يطعنون ويمضون بلا عقاب.
إدريس الهبري: الحب؟
كامل النصيرات: أسمع به ولا أراه إلا مع عائلتي الصغيرة.
إدريس الهبري: النفط؟
كامل النصيرات: أراه ولا اشمه
إدريس الهبري: الخبز؟
كامل النصيرات: أراه وأشمه وخبير به ..رفيقي الذي يغيب أحياناً.
إدريس الهبري: الجوع؟
كامل النصيرات: صداقة من طرف واحد ..
إدريس الهبري: كامل النصيرات؟
كامل النصيرات: رجل سلمته بالكامل لـِ ( ناقص هزيمات ).
إدريس الهبري: سؤال لم يُطرح؟
كامل النصيرات: سؤال عن أمنية حققتها ..؟؟ تزوجتُ بمن أحب..!!

شهادات

سامية فارس:
كامل كان أول الصدام ...وأول الردود .....وأول الخلاف .....وأول الحوار .....وأول الصداقة عبر التدوين ......شدني عنوان إدراج له في منتهى السخرية يتناول فيه المؤدية روبي !!!!!! وأعني بالمؤدية كونها لا تمت لعالم الفن والغناء بصله .....هي أقرب لفتيات البورنو!!ويشير ذات المقال إلى الرئيس الراحل ياسر عرفات في سياق لا أتذكره تماما ! لكن ساءني أن يدمج بينه وبين روبي كرمز للانحطاط ....فعلقت بأسلوب هجومي غاضب وأعترف الآن أنني علقت بغضب واضح .....لكن هدوء كامل ..ودبلوماسيته في الرد هدأت من غضبي وبدأنا حوارا حضاريا ساخرا....أفضى إلى صداقة متينة مع الأخ كامل وزوجته الرائعة الأخت زينات الجريري ....كامل كاتب مبدع ......وجمال إبداعه في بساطته ......وعمق سخريته ......يمتلك أدوات السخرية ويوظفها جيدا ...لذلك هو محبوب وله قراؤه .....ولو أن الظروف تسمح لكامل بالسفر والاحتكاك عن قرب بهموم المواطن العربي ! لأصبحت كتاباته بعيده عن الهموم الذاتية لكامل وللشعب الأردني ..عنده أسلوب يؤهله للكتابة الأشمل والأجمل والتحليق في فضاء السخرية العربية .بخاصة ونحن نحتاج بل ونفتقر إلى الكتاب الساخرين ....بقي أن أقول أن كامل شاعر شعره جميل .......ولا ينقصه سوى الاستقرار المادي حتى يخرج من كسرة الرغيف وهموم الغور وفقرائه !! إلى همومنا العربية ......تحيه لكامل وقد تعودت زيارة مدونته يوميا .....لأخذ وجبة إفطار شعبيه بمعيته في الأغوار ....وفي وسط عمان ...غالبا ما ادفع ثمنها من سخريتي ......وأحيانا امضي وقد افقدني الحزن متعة الإفطار.
أمجد شلتوني:
يعرف الجميع كامل باعتباره كاتبا ومدونا لكنه عندي تجاوز ذلك بنجاح إلى ما يمكن وصفه بالريادة في نقد التدوين و لا زلت احتفظ بمسوداتي بمدونة له عنوانها
الكتابة اليوميّة و تعليقات القرّاء
يقول فيها كامل
(الكاتب من المستحيل أن يكون بنفس المستوى طوال الأسبوع..وأن الكاتب اليومي الناجح هو الذي ينجح في مقالتين أو ثلاث من سبع مقالات..!! ولكن ..ذلك لا يعني إطلاقاً أن تكون بقيّة المقالات لا مسئولة..وأن يُشلفقها الكاتب شلفقة عَ السريع ..بالرغم من أنني شلفقتُ لحد الآن أكثر من عشر مقالات ..وللأسف..وجدتُ تصفيقاً حاراً ..ووجدتُ من يبوسني بين عيوني ..وهناك مَنْ ( قَصّ ) المقالة واحتفظ بها ..!!)إهـ.
وحتى هنا فقد نجح كامل كما هي عادته في المزاوجة بين لغتين وثقافتين ورؤيتين مختلفتين لنص واحد وجعل من بلدته الصغيرة(الكرامة) كبيرة بحجم مدوني مجتمع مكتوب , جهد يستحق معه أن يقال:
أتته الريادة منقادة إليه تجرر أذيالها
كيف لا وهو من اختار لنفسه كنية أبي بغداد!
أبو سلمى:
صعب جدا أن يولد من رحم قلمك نص جاهز للطبع كل يوم...و صعب أن تكتب كل يوم و تجد من ينتظر أمام كشك الجرائد نزول العدد الجديد لجريدتك كي يطالع عمودك اليومي...و صعب أكثر أن تحافظ على نفس الإيقاع الرائع في كتاباتك كي تحافظ على العدد الهائل من قراءك الأوفياء...من الصعب جدا أن تكون كاتبا أو شاعرا أو فنانا ساخرا...السخرية لا يمكن أن تأتى لأي شاء...لكن كل هذا الصعب و الصعب و الصعب لا يعني شيئا لكامل النصيرات...كامل النصيرات الذي لا يمكنك أن لا تقرأ له إذا ما ابتليت بشر سخريته الساخرة منك ومني و منه...ليس بإمكانك أن تكتم ضحكاتك و قهقهاتك أو تكبح جماحهما أمام مشاهد ساخرة يصورها كامل بعدسته البارعة في التقاط أنفاس المعيش اليومي بكل تفاصيله...غير أن كل تلك الضحكات و القهقهات تأخذك بسحر لا ينتهي إلى حقيقة واحدة لا ريب فيها...السخرية من نفسك أولا و أخيرا...و سر قدرته الخارقة في ذلك...ناقص الهزيمات...هذه الشخصية العجيبة التي بقدرما تعلن تناقضها و تضادها مع كامل النصيرات بقدرما تتماهى مع شخصيته و تلتصق بها و تشكل المرآة العاكسة لكينونة كامل وتجلياتها الممكنة و غير الممكنة...ناقص الهزيمات...هو المواطن العربي القادم من أحياء الكدح و الفقر التواق دوما للعدالة الاجتماعية و الكرامة و الحرية...هو ذا كامل النصيرات...
شاهد وصل محطة القطار متأخرا قليلا...لكن الجميل أن قطارنا يتوقف ليقله معنا
حاج سليمان:
سلام الله عليك أخي إدريس الهبري وعلى ضيفك الكريم كامل نصيرات، في الحقيقة في لحظة من العمر أستحي أني لم أقدم شهادتي في حق أخي كامل ثم تأتيني، لحظة ثانية أقول يا حاج من تكون حتى تقدم شهادتك في شخص من عيار كامل أخي عمر أتأسف حقاً أني قد إعتقدت أنك سيطول معك تحضير الحوار مع الفاضل كامل لكني تفاجأت، اليوم وانت ترصع به صفحاتك المشرقة ومعذرة أخي لا تفهمها تقصير أو عدم جدية بل هي غفلة أخدتني في غمرة الأيام وكنت متردد حقاً في ما أكتبه أخي الفاضل القلم الرائع ليس تملقاً ولا إطراءاً زائفاً السيد كامل نصيرات من أولئك الأحبة الذين كانت لي معهم حكاية بسيطة في التدوين وهي الغيرة الحميدة أو الحسد الحميد نعم أقولها صراحة في بداياتي في عالم التدوين لم أكن أعرفه من قبل بحكم بعدي عن المشرق وعدم إلمامي بجريدتهأجد كتاباته جد رائعة وجد معبرة بقدر السخرية التي فيها بقدر الألم الذي تحمله , فصرت كل يوم تقريباً أعلق على كتاباته ولكنه لا يراني أبداً ولا يبادلني أي جواب مباشر ولم أكن أعرف حينها أن الأخ كامل من الناس الذين لا يمارسون التدوين من أجل الفرجة بل هي حقيقة يترجمها على الواقع وهي زاوية لآرائه وليشارك العالم كله همومه وهموم الأمة في الأصل، وبقيت على تلك الحال من الشد والشد علني أظفر بتعليق منه في مدونتي حتى فعل ثم إستخزيت الشيطان، وقلت لنفسي يا حاج تعلم , تعلم كيف يكتب الكبار ولا تبقى في هذا المستوى من الهواية، وحقاً تعلمت الكثير من كتباته الجميلة ومنذ ذلك الحين لم أعد أزعجه بتعليقات المتكررة إلا ما كان للتحية في الحقيقة ما يمكن قوله في الأستاذ كامل هو ما قاله عن نفسه في الحوار الشيق فتحية لك أستاذنا الكريم ويمكنني أن أضيف ملاحظة وهي أسلوب الكتابة ربما لم ينتبه الكثير لهذهأسلوب الكتابة الذي يسلكه الأستاذ فيه من العالمية الكثير بحيث أني في الجزائر عندما أقرأ مقالة للأستاذ وهو في الأردن الحبيب أعتقده يكتب عن أحوال الجزائر أو عن مدينة من مدن الجزائر حقاً وهذا الأسلوب وهذا الإلهام جعلني في كثير من الأحيان أسير كتاباته وتحاليله القيمة من غير شك هذا ما يمكنني قوله في تجربتي القليلة والقصيرة مع الأستاذ وقلمه الصادق .تحية تبجيل وإحترام للأستاذ كامل نصيرات وتحية إجلال لأخي الكريم إدريس الهبري ومرة أخرى أطلب منك عذري لعدم تقديم شهادتي في حينها فهذه هي الأسباب حفظكم الله من كل سوء وزادكم من فضله وزادنا تآلفاً وأخوة وصدقوني عندما أكملت الكتابة تذكرت المسافة التي تفصل الأخ إدريس بالأخ كامل فهل هي نعمة التدوين أم نقمة الحكام ؟



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !