رئيس جامعة عدن في حوار خاص مع مجلة "أسواق" - ماليزيا
النهضة التعليمية الماليزية متميزة .. ونسعى لاستنساخها
كوالالمبور – أنس سلمان
تشهد العلاقات اليمنية الماليزية مزيداً من التطور والنجاح في جميع القطاعات وخاصة قطاعي التعليم والصناعة، فالاقبال المتزايد من الطلبة اليمنيين للدراسة في الجامعات الماليزية المختلفة في جميع التخصصات فتح المجال أمام العديد من الجامعات اليمنية لابتعاث طلبتها لإكمال تعليمهم العالي في جامعات ماليزيا، وكذلك زيادة الفرصة أمام توقيع اتفاقيات تعاون في المجالات العلمية بين الجامعات الماليزية ونظيراتها من الجامعات اليمنية.
وتشهد الجامعات اليمنية حالياً ثورة علمية سريعة تزامنت مع الاستقرار الأمني الذي تشهده الجمهورية اليمنية بعد فترة من الاضطرابات التي جابت ساحات اليمن المختلفة كما أفاد الدكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس جامعة عدن اليمنية، والذي زار ماليزيا منتصف الشهر الماضي لتوقيع العديد من مذكرات التفاهم والتعاون العلمي بين جامعة عدن وعدد من الجامعات الماليزية العمرموقة.
"أسواق" التقت الدكتور عبدالعزيز بن حبتور وأجرت معه الحوار التالي: • • بداية نرحب بكم في ماليزيا، ونسألكم عن أسباب زيارتكم لماليزيا؟ من الأسباب التي دعتنا للقدوم إلى ماليزيا هي تلبية لدعوة وجهت إلينا من جامعة العلوم الإسلامية الماليزية، وأيضاً امتداد لعدد من المراسلات بين جامعة عدن والعديد من الجامعات الماليزية، إضافة لوجود علاقات قديمة بين جامعة عدن وعدد من الجامعات في ماليزيا، لهذا استغلينا هذه الزيارة لنواكب عن كثب خبرات العديد من المؤسسات التعليمية في ماليزيا لما تتميز به من موقع مهم على الصعيد العلمي، حيث أن ماليزيا قطعت مسافة كبيرة في مجال تطوير العلوم والمعرفة، وقد أعجبنا كثيراً بالمشاريع العلمية المتنوعة في عدد من الجامعات الماليزية كالجانب الاكاديمي والتدريسي ومجالات البحث العلمي.
وما شد انتباهنا بأن لكل جامعة رؤية وهدف خاص بها يميزها عن نظيراتها من الجامعات الماليزية، فكل جامعة زرتها هنا وجدتها متخصصة في مجال معين وتتعمق به بامتياز، وهذا يعطي للتعليم العالي قوة اضافية وامتيازاً على الصعيد المحلي والعالمي.
• •إضافة لجامعة العلوم الإسلامية، ما هي الجامعات التي قمتم بزيارتها؟ في الواقع كان تركيزنا منصب أولاً على جامعة العلوم الإسلامية، فقمنا بتوقيع العديد من مذكرات التفاهم والتعاون العلمي مع هذه الجامعة والتي ترمي إلى تطوير العلاقات الأكاديمية والعلمية بينا وبينهم في شتى المجالات من تبادل للخبراء وارسال طلبة ومدرسين لإكمال تعليمهم العالي هنا، وقمنا أيضاً بزيارة جامعة التكنولوجيا في ولاية "ملاكا"، وهي جامعة حديثة في عمرها قوية في تخصصاتها العلمية وخاصة في الهندسة والعلوم.
كما زرنا جامعة كوالالمبور بالعاصمة، حيث الدرجة العالية التي وصلت إليها الجامعة نتيجة استلهامها لتجربة العديد من الشعوب كالتجربة الألمانية في الجانب التطبيقي، حيث وقعنا معهم اتفاقية سابقة ونعمل على تفعيل وتطوير هذه الاتفاقية.
• • ما الهدف من هذه زيارة هذه الجامعات؟ نهدف من هذه الزيارات ليس فقط توقيع الاتفاقيات، بل العمل على بعث جيل جديد من الشباب اليمني لماليزيا لإكمال تعليمهم العالي ونقل التجربة الماليزية وحداثتها إلى اليمن وخصوصاً جامعة عدن، فنحن متفائلون بالمستقبل وبقدرة الطلاب اليمنيين على اكتساب المعرفة والخبرة الماليزية ونقلها وتطبيقها في اليمن في الوقت الفترة القادمة.
• • ما طبيعة الاتفاقيات التي وقعت بينكم وبين الجامعات الماليزية؟ شملت الاتفاقيات مجالات عديدة، أولها تبادل الأساتذة وبالذات عملية التأهيل فنحن نبعث معيدين ليتاهلوا في الجامعات الماليزية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، وأيضاً تبادل المطبوعات العلمية والأبحاث، إضافة لزيارات خاصة للإشراف المشترك على بعض التخصصات الإنسانية والعلمية.
• • كيف ستستفيد جامعة عدن من هذه الاتفاقيات؟ بالتأكيد جامعة عدن ستستفيد كثيراً، وما سنحققه هو زيادة الخبرة، ودليل ذلك وجود عدد من الجامعات الماليزية الجديدة، لكنها استفادات من تجارب وخبرات جامعات عالمية عمرها عشرات السنين، أيضاً سنستفيد من النظام التعليمي الأكاديمي المعمول به في المؤسسات الماليزية، إضافة لعملية تأهيل الكادر التعليمي بجامعة عدن والذين سيكملون تعليمهم هنا ويعودون بخبرة واسعة للعمل على النهوض أكثر بجامعة عدن.
• • خلال زيارتكم لبعض الجامعات هنا، كيف لمستم قطاع التعليم في ماليزيا بشكل عام؟ دائما نقول أن التعليم يعكس قطاع مهم يعكس ويتأثر بالحياة العامة على مستوى البلد، فدخل الفرد في ماليزيا يرتفع بشل ملحوظ، وماليزيا أيضاً بدأت تتحول بشكل سريع لبلد صناعي سياحي.
فالتعليم في ماليزيا يرتكز على أنظمة قوية ومتينة وليست أنظمة مستنسخة، حيث تكيف هذا النظام مع متطلبات الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، حيث عكس احتياجات الناس لذلك استلهم آخر معطيات العلوم والتكنولوجيا من أجل أن يتناغم مع مستوى معيشة السكان واحتياجاتهم.
• ما هي معوقات قطاع التعليم في اليمن؟
التعليم في اليمن يواجه تحديات عديدة لكن أيضاً عندنا طموح، ويتجلى ذلك بخطط علمية لمواجهة هذه التحديات، حيث أطلق في اليمن خطة سنوية تحت شعار "التعليم للجميع"، حيث يقدم نظام تعليمي مساعد في العديد المؤسسات التعليمية اليمنية بحيث يساعد على انقاذ قطاع التعليم في اليمن، ولوصول التعليم لجميع أجزاء اليمن، حيث سينتهي العمل بهذه الخطة مع نهاية عام 2015.
___________________________________
جامعة عدن في سطور تأسست الجامعة في عام 1970، وتضم 19 كلية و14 مركز علمي ومنتشرة في أكثر من خمس محافظات يمنية، وتحتوي على أكثر من 30 ألف طالب وطالبة من اليمن ومعظم الدول العربية، إضافة لطلبة من دول غير عربية مُسجلون ببرامج دراسة اللغة العربية، وأكثر من 1500 أستاذاً ومحاضراً.
جامعة عدن من أقدم الجامعات اليمينة بعد جامعة صنعاء، ومركزها مدينة عدن العاصمة الاقتصادية للجمهورية اليمنية.
التعليقات (0)