حوار حول الربيع العربي

بعد ما سمي بالربيع العربي حاورني صديق وقال لي العرب نفضوا الغبار على رؤوسهم  وصاحوا بكلمات جريئة وشعارات ساخطة قال لي العرب دشنوا ثورة بدات بثورة الياسمين مرورا بثورة الفل ثم ثورة القات ثم ستليها ثورات .....

قلت له عن اي ثورة تتحدث ثم استرسلت في الكلام معه فوقفت على جملة قراتها في كتاب للروائي العربي عبدالرحمان منيف عنوانه الديمقراطية اولا الديمقراطية اخيرا بان البلدان العربية ستعرف ثورات لكنها ستكون ثورات عمياء وهدا ما يحصل اليوم في العالم العربي 

قال لي والحيرة بادية على محياه الا ترى ان التونسيون اطاحوا ببنعلي وان مصر ...

نعم اعرف كل هدا لكن هل مفهوم الثورة يعني لك في قاموسك اللغوي هو الاطاحة برئيس الدولة واستبداله باخر انه مفهوم خاطئ ونظرة سطحية نحن العرب لا نحتاج الى الاطاحة برئيس دولة لان الاستبداد والفساد هو ثقافة يشترك فيها الحاكم والمحكوم والثورة التي نحتاجها اليوم نحن العرب هي ثورة ثقافية فكرية شاملة هي تغيير نمط التفكير البدائي الدي طبع الانسان العربي الدي هو بدوره ينتج التخلف والبؤس يقاطعني 

انت تدافع عن الديكتاتورية تدافع عن الاستبداد انت انسان ضد الثورة ....

نعم انا انسان ضد اللنظام وما حصل في العالم العربي هو تشويه للمواطن العربي الدي صور وكانه حيوان لا يعرف حتى كيف يدافع عن حقه الا بالتخريب والنهب في حين المواطن العربي اكبر من هده الترهات انه انسان حضاري متمدن لكن يا صديقي شروط انتاج الثورة لم تتبلور بعد والعالم العاربي سيدخل النفق المسدود لسنوات قادمة وستنشب حروب طائفية وستتحول الثورة الى حروب اهلية سيروح ضحيتها الابرياء في سيستفيد من يحرك اللعبة من الخارج لان هده الالعوبة انفضحت والكل يشكك في زمن الربيع العربي 

فعلا الربيع العربي يمر بفترة الشك وهي فترة لابد منها ثم ستليها مرحلة بناء المؤسسات الديمقراطية 

وهل مصر قامت ببناء مؤسسات ديمقراطية والشعب لازال لم يتفق حتى على دستور موحد يكون على الاقل فترة انتقالية يقاطعني 

انها مرحلة البناء يا هادا ..

لا يا صاحبي انها مرحلة هدم الدولة وبناء الفوضى والرعب 

لم يقتنع صاحبي وراح يتمتم في صمت ترك اسئلة الثورة معلقة