حوار بين أصولي وبين قرآني ؟
قال : الم يكن الرسول يتحدث ويشرح ويوضح؟
قلت : طبعأ كان يتكلم وكلامه حق وصدق وعدل وكان يشرح للناس ويوضح لهم آيات الله تعالى شرحأ يتواءم وروح العصر ويتفق مع عامل الزمان والمكان
قال: هل تعنى أن تلك الشروح والتوضيحات لا تصلح لزماننا؟
قلت : القرآن لا يعلم تأويله النهائى إلا الله رب العالمين وينهل منه أهل العلم والمعرفة فى كل مكان وزمان وهو—القرآن—شامخ لا ينقص ولا يتزحزح ولا يتغير لانه كلام الله وروح منه ونعمته على رسوله وعلى البشرية كلها
قال: ولكن الإمام البخارى جمعه فى كتاب ليكون نبراسأ للناس وتفسيرأ للقرآن الكريم
قلت : أنت تعلم أن البخارى ليس هو وحده من دون الأحاديث ولكن يوجد غير صحيح البخارى الكثير مثل صحيح مسلم والترمذى وابن ماجه وغيرهم وأنت قد تعلم ان البخارى ولد بعد وفاة النبى بقرنين من الزمان فأى ذاكرة تلك التى تذكر أقوال الرسول بنصها وفصها دون أن يدخل عليها التحريف وتعبث بها الأهواء
قال: ألا تؤمن بصحيح البخارى؟
قلت كلمة (تؤمن) كلمة كبيرة جدأ وقد حدد الله تعالى لى ما يجب أن أؤمن به من أعماق قلبى وهو الله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر ولكننى أريد ان أسألك سؤالأ أليس من حقى أن أسالك ؟ أم انك وحدك القاضى وأنا المتهم الذى يجب ان يدافع عن نفسه؟
قال تفضل اسأل
قلت: علمأ بأن البخارى وغيره من جامعى الأحاديث قد ولدوا بعد وفاة رسول الله(ص) بقرنين من الزمان فمن الذى كلفهم بتدوين تلك الأحاديث؟ هل أنزل الله لهم وحيأ بهذا التكليف ؟ ام هل ترك النبى وصية لهم بالإسم تكلفهم بذلك ؟ إذا كان فى صحيح البخارى نفسه ( لا تكتبوا عنى شيئأ غير القرآن ومن كتب شيئأ فليمحه) وإذا كان عمر بين الخطاب رضى الله عنه قد منع كبار الصحابة ومنهم أبو هريرة من الرواية على رسول الله فمن الذى كلف هؤلاء الذين كتبوا الصحاح بالتدوين عن النبى ولماذا أسموها بالصحاح إذا كان كل ما فيها صحيحأ وكيف يكون صحيحأ وهى ستة آلاف حديثأ منتقاة من ستمائة ألف ؟
وهل يكفى عمر الإنسان لمعرفة الصحيح من غيره وأين هو الوقت المتبقى لتلاوة القرآن وفهمه وتدبره والدعوة إليه والعمل به ؟ أم اننا سينطبق علينا قول الله تعالى ( وقال الرسول يارب إن قومى اتخذوا هذا القرآنم مهجورأ)؟
قال؛ أنت تسأل وتجيب على نفسك !!ألم تعلم أن الرسول كان لا ينطق عن الهوى؟
قلت طبعأ كان لا ينطق عن الهوى فيما يخص الرسالة القرآنية وبلاغها للناس أما غير ذلك فهو إنسان وقد عاتبه ربه فى تصرفات بشرية كثيرة لا علاقة لها بالوحى وأنت تحفظها جيدأ ولو كانت وحيأ لما عوتب فيها أى أن كلامه وتصرفاته العادية بعيدأ عن تبليغ رسالة ربه هى تصرفات بشرية وهى تتسم بالموضوعية والحكمة طبعأ ولكنها ليست وحيأ من الله تعالى كما وضحنا0
سألنى فى تعجب : كيف تقول أن الإسلام هو القرآن فقط وترفض الأحاديث النبوية ؟
قلت له : القرآن كامل :
( اليوم أكملت لكم دينكم)
والقرآن كاف :
( أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ) .
( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرأ وعلانية يرجون تجارة لن تبور )
قال : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)
( ونزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)
قلت : أرجو أن تقرأ الآية الأولى من أولها حتى نفهم عن أى شىء تتحدث لأن نصها الكامل هو
(ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )الحشر 7
فالآية لا تتحدث عن أحاديث نبوية ولا أحاديث قدسية ولكن تتحدث عن الغنائم التى يغنمها الجيش المسلم من جيش آخر يعتدى على المسلمين لأن البدء بالعدوان لم ولن يكون شريعة إسلامية0
أما عن الآية الكريمة الثانية التى تلوتها فإليك الآتى
(ونزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)
إختلف المجتهدون أشد الإختلاف فى تفسير معنى كلمة( لتبين ) فذهب بعضهم إلى القول بأن معناها بيان الرسول للقرآن بأسلوب أكثرفهمأ ويسرا وبذلك
فقد إعتبروا أن جميع الأحاديث الموجودة فى صحيح البخارى ومسلم (الشيخان) هما ذلك التفسير والبيان والتوضيح لآى الذكر الحكيم ( القرآن الكريم) وذهب البعض الآخر إلى تفسير كلمة ( لتبين ) أن معناها لتريهم من القرآن ما يفسر بعضه بعضأ ولا يحتاج لمفسر له بسبب يسره وسهولة فهمه وأن هذا البيان معناه أن الرسول الخاتم سوف يؤكد لأهل الإنجيل والتوراة أن ما أنزل إليهم من ربهم كان حقا وصدقا وعدلأ مثلما أن القرآن حق وصدق وعدل بدليل ان القرآن جاء مصدقا لما بين يديه من كتب سماويه وأمر كل مسلم أن يؤمن بالكتب السماوية السابقة والرسل والانبياء السابقين نفس إيمانه بخاتمهم (عليهم جميعأ السلام) دون أن نفرق بين أحد منهم0
وأود أن أطرح سؤالأ للفريق الأول الذى يعتبر أن كلمة (لتبين) معناها لتشرح وتوضح وتفهم وهذا السؤال هو
لو كان معناها هكذا ألا يعتبر ذلك أمرأ وتكليفا من الله لرسوله الخاتم(ص) أن يفسر القرآن ويوضحه ويفهمه للناس ؟
الجواب نعم
وبناءا عليه كان الرسول سيسارع بتفسير القرآن فى كتاب محفوظ ومكتوب بنفس الطريقة والأهمية التى كتب وحفظ بها القرآن أليس كذلك ؟
وكان لا بد أن نرث هذا التفسير لأنه أعظم تفسير للقرآن فى الوجود فهو –عندئذ—تفسير خاتم الأنبياء والمرسلين الذى يأتيه وحى السماء ولا يمكن أن ينطق عن الهوى
وكان لا بد أن يكون هذا التفسير مسلسلأ من أول سورة الفاتحة مرورأ بسورة البقرة ثم آل عمران ثم النساء وهكذا حتى سورة الناس أو يتم التفسير حسب ترتيب نزول السور الكريمة على رسول الله (ص) ومما لا شك فيه ان هذا التفسير سيكون كاملأ شاملأ ولن يخرج البتة عن نطاق الآيات الكريمة التى يفسرها الرسول فمثلا كان النبى سيبدا بسورة الفاتحة من البسملة ثم الحمد لله رب العالمين ثم الرحمن الرحيم ثم مالك يوم الدين وهكذا حتى النهاية ثم يبدأ النبى بعد ذلك بتفسير سورة البقرة من ألم ثم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين وهكذا حتى نهاية السورة الكريمة ثم يطبق الرسول نفس القاعدة ونفس المنهج لتفسير باقى سور القرآن العظيم
وهنا سيكون بين أيدينا تفسير للقرأن قام به أعظم وأشرف خلق الله وهو الرسول الخاتم الذى لا ينطق عن الهوى , فأين إذأ هذا الكتاب ؟ الذى لو كان موجودأ لحل لنا ملايين المشاكل التى نشأت من الرواة والأحاديث وجمع الأحاديث بعد إنتقال النبى لمولاه سبحانه بقرابة قرنين من الزمان مما أتاح الفرصة للقيل والقال وأعطى أعداء الدين الفرصة الكاملة ليضيفوا للدين ما ليس فيه تحت مسمى الحديث النبوى الذى تثبت كل البحوث وتؤكد أن به من الأحاديث ما هو موضوع للكيد للإسلام وما هو إسرائلى وضعه اليهود ضد مصالح الإسلام والمسلمين كما ثبت وجود أحاديث ضعيفة وأحاديث لا ثقة فيمن رواها مما تسبب فى وجود علم الجرح والتعديل
لو كانت كلمة ( لتبين ) معناها لتفسر وتوضح لسارع خاتم الأنبياء والرسل يالتنفيذ لأنه أمر مالك الملك ولكان هذا الكتاب بين أيدينا بنفس قدسية وحرمة القرآن لأن الله هو الذى كان سيفسره للنبى بأسلوب مبسط عن طريق الوحى وياليت هذا التفسير بيننا وكان سيوفر علينا عناء الإختلاف والخلاف الذى قد يصل أحيانأ إلى إتهام البعض للبعض الآخر بالكفر والخروج عن الدين والعياذ بالله تعالى
ولكن من رحمة العلى القدير أن القرآن سهل الفهم :
( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) :
وفيه كل شىء يهم دين الفرد وخلقه وسلوكياته مع الله ومع الآخرين
( ما فرطنا فى الكتاب من شىء)
ثم إنه فعلأ يفسر بعضه بعضأ :
( ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا)
ثم أنه مفصل :
( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم عليم )
وهو محصن ضد الوضع والتلفيق :
( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)
وبالنسبة للفريق الأول هل الأحاديث الموجودة فى الصحاح هى تفسير حقيقى ومرتب لآيات القرآن الكريم بما يحقق المعنى الذى ذهبتم إليه عن كلمة( لتبين ) وإذا راجعنا الصحاح هل نجد تفسيرا للقرآن العظيم كتبه الرسول ووثقه ونقله عنه الصادقون الأتقياء من الصحابة الذين حملوا لواء الدعوة إلى الله بالحسنى بعد وفاة الرسول الخاتم؟
إذا ما هذا التاريخ الذى يقول أن البخارى ولد بعد وفاة النبى (ص) بقرابة قرنين من الزمان ثم تعلم وتتلمذ وكبر على أيدى المعلمين وبعد ذلك بدأ بجمع الأحاديث بدقة شديدة لدرجة أنه رفض أن يأخذ بحديث رواه له رجل غرر بدابته وأوهمها بأن فى حجره طعام لها فلما جاءته لم يكن فى حجره طعام لها فأبى البخارى أن يأخذ عنه الحديث وأعتبره كذابأ
يعنى منتهى الدقة والبحث عن الثقات
عظيم جدأ
ولكن ذلك بعد قرنين من وفاة الرسول الخاتم فهل تبقى الأمور كما هى وهل لم تؤثر المائتا عاما التى سبقت البخارى فى الرواية والرواة علمأ بأن كل من عاصروا النبى بل وأبناؤهم كانوا قد توفوا وفارقوا الدنيا يعنى هذه الروايات جاءت من أحفادهم وأحفاد أحفادهم فى عصور يشهد التاريخ أنها كانت مليئة بالفتن والحروب والتنافس الدنيوى وإهمال الدين والتعامل مع اليوم الآخر بلا مبالاة
كنت أتمنى من قلبى أن كلمة ( لتبين) معناها لتفسر وتوضح وتفهم وعندئذ كنت سأمتلك كتابأ عظيما لتفسير كلام الله تعالى بيد رسوله الكريم فأين هذا الكتاب الرائع الذى كان سيحسم كل الخلافات وينهى كل المجادلات والمشاحنات ؟
هدانا الله على صراطه المستقيم وجنبنا الفتن وجعل لنا فى رسوله العظيم أسوة حسنة لأننا ليس لنا غير الله معين وأعظم قدوة للإنسان نحو عبادة الله ونحو الخلق الكريم والسلوك القويم هو رسول الله الخاتم وإخوانه من الأنبياء والمرسلين عليهم جميعأ ازكى الصلاة واتم التسليم
قال : إذا رفضت الأحاديث فأنت كافر !!
قلت :كيف أكون كافرا وأنا أؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ولا أفرق بين أحد من رسل الله كما علمنى ربى فى قرآنه
ثم أين الآية القرآنية التى تأمرنى بإتباع مصدر آخر غير القرآن ؟
قال : ألم يكن الرسول يتكلم وينصح ويشرح ويبين للناس؟
قلت : هذا سؤال مكرر ولكن اقول طبعأ كان يتكلم ويشرح ويبين وينصح ولكن ذلك ليس هو القرآن ولا يوجد مصدر آخر للدين ينافس كتاب الله تعالى ثم ألا تعلم أن الأحاديث تم تدوينها فى العصر العباسى الثانى حيث ولد البخارى عام 196هجرية وتوفى 256هجرية ثم إننى أعرف أن الرسول الخاتم لم يترك وصية بتدوين أحاديثه ولم تنزل عليه (ص) آية تأمره بتدوين أحاديثه لكى تمثل المصدر الثانى للتشريع
قال : بعد 14 قرنأ من الزمان تأتى لكى تقول ذلك وأين أنت من العلماء والسلف الصالح والمفكرين على مر التاريخ ؟ لماذا لم يقل أحد منهم ذلك ؟
قلت : ومن أدراك أن أحدأ لم يقل ذلك لقد كان رسول الله قرآنأ يمشى على الأرض فهل تتخيل أن الناس كانوا يروون الأحاديث على حياة النبى ويقولون رواه فلان وأخرجه علان 00فى تارخنا القريب قال الكثير من علماء الإسلام والمفكرون أن القرآن كاف ولا يحتاج لأى مكمل واستشهدوا بقوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ( وأتممت عليكم نعمتى)
ألا تعلم يا صديقى أن الكافرين حاولوا مرارأ وتكرارأ زحزحة الرسول عن القرآن لأنه لم يعجبهم لما فيه من عدل ومساواة بين الناس وعظمة تشريع وسمو لفظ فقالوا للرسول مرة
(إءت يقرآن غير هذا أو بدله )
فقال له مولاه :
( قل ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى إن أتبع إلا ما يوحى إلى )
ثم حاولوا معه (ص) كثيرأ لكى يترك القرآن ويؤلف لهم كتابأ آخر يتفق مع أهوائهم يقول تعالى :
( وإن يكاد الذين كفروا ليفتنوك عن الذى أوحينا إليك لتفترى علينا غيره وإذأ لاتخذوك خليلأ ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئأ قليلأ إذأ لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا وكيلأ إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرأ )
قلت :أخى فى الإنسانية وصاحب الفكر المخالف لفكرى والرأى المناهض لرأيى أنت تدعونى لأهمل كلام ربى وأتبع كلاماً غيره وأن أترك المنهل الصافى والمنهج الحق لأتبع أحاديث ما أنزل الله بها من سلطان , أحاديث يعترف كل المسلمين أن بها الموضوع والضعيف والمردود والراوى الغير ثقة والسند الضعيف والإسرائيليات وأن البخارى نفسه نقاها فأخرج للمسلمين ستة آلاف حديثأ من مجموع ما يزيد على عشرات الألوف فحذف منها المشكوك فيه والإسرائيلى والضعيف من وجهة نظره هو وهو بشر يصيب ويخطىء وقد جمع الأحاديث من تلقاء نفسه دون توكيل من الله تعالى ولا من رسوله (ص)0
إن ألفرق بينى وبينك شاسع , لا لأننى أفضل منك فهذا شىء يعلمه الله وحده , ولكن لأننى أحترمك وأنت لا تحترمنى , أتعرف لماذا وكيف ؟
أنا أحترمك لأننى أفترض أن لك عقلاً وفكراً ومنهجاً
أحترمك لأنك من خلق الله تعالى ولقد كرم الله الإنسان بالعقل والفكر والتدبر
وأنت لا تحترمنى لأنك تريد أن تسلبنى عقلى وفكرى ومنهجى ومنطقى
أنا أدعوك لعبادة الله وحده واتباع منهجه الصافى الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , وأنت تدعونى لإهما ل منهج الله تعالى وإضاعة عمرى فى عنعنات وكتب صفراء لا طائل من ورائها وما أنزل الله بها من سلطان ولا رسوله (ص )
ألمسألة ليست مباراة فى كرة القدم المهم فيها من سيسجل أهدافاً أكثر
لا إنها دين الله الذى خلقنا من أجل إقامته على أكمل صورة
قال : كيف تصلى إذأ ؟ ألم تتعلم الصلاة من الأحاديث ؟ أم تراك لا تصلى ؟
قلت :
رسول الله الخاتم (ص ) لم يكن أول من أقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان وحج البيت وإنما سبقه إلى ذلك جميع الأنبياء والمرسلين (ص)
أصحاب الرسالات السابقة للإسلام
( ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك )
(إن هذا لفى الصحف الأولى صحف غبراهيم وموسى)
ولقد أمر الله تعالى رسوله الخاتم أن يتبع ملة أبيه إبراهيم :
( وإذ أوحينا إليك أن إتبع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين )
( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبى والذين آمنوا )
( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه )
وأنت تعلم قبلى أن ملة إبراهيم عليه السلام كانت تتكون من الصلاة والصيام والحج والزكاة , وجميع المثل العليا والقيم العظيمة الموجودة فى القرآن
يقول تعالى :
( إن هذا لفى الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى )
أنت تسأل عن كيفية إقامة الصلاة وعدد ركعاتها وماذا نقول فى كل حركة من حركات الصلاة , أقول لك بفضل الله عز وجل :
إننا نصلى مثلك تماماً دون أى إختلاف يذكر , نصلى كما صلى رسول الله (ص) فقد علمه جبريل عليه السلم كيفية الصلاة الحقيقية تفريقاً لها عن المكاء الذى كان يفعله المشركون ويسمونه صلاة
( وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصدية )
أى أن الصلاة كانت موجودة قبل بعثة الرسول الخاتم ولكنها كانت محرفة ومشوهة – قلنا أن جبريل عليه السلام علم الرسول كيف يصلى ثم علمها الرسول لصحابته الأجلاء ثم نقلوها إلينا جيلأ بعد جيل وكابرأ عن كابر 0
أما الزكاة فمن الممكن أن تختلف قيمتها ومقدارها من عصر إلى عصر ومن مكان إلى مكان حسب الحالة المادية للمجتمع وحسب حاجات المجتمع وظروف طبقاته المختلفة
قال : لماذا تصلى كما كان النبى يصلى ثم تعرض عن الأحاديث ؟
قلت : الإجابة يسيرة جدا فمنذ البداية قلت لك أن الإسلام هو القرآن وحده وأن القرآن يكفى ولا يحتاج لما يكمله لأنه تام :
( ما فرطنا فى الكتاب من شىء )
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام ديناً )
( أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم )
(واتل ما اوحى إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا )
والملتحد هو الملجأ أى أن الرسول نفسه ليس له ملجأ غير القرآن لكى يفهم
منه دين الله الحق
ليس معنى أننى أصلى نفس صلاة الرسول (ص) لأنه القدوة الحسنة لنا جميعاً ليس معنى ذلك أن تجبرنى أنت على اعتناق أحاديث ما أنزل الله بها من سلطان ولا رسوله , أحاديث تم تدوينها بعد وفاة الرسول بأكثر من قرنين من الزمان وللأسف فقد دونت فى عصور الدولة العباسية صاحبة الملك العضوض والصولجان وتؤكد كل الأبحاث المخلصة أنها –ألأحاديث—دونت لأغراض سياسية بحتة ومنافع دنيوية , وكيف تفسر لى أيها الأخ الكريم لماذا لم تذكر أقل إشارة فى القرآن عن وجود شطر ثانى للدين إسمه الأحاديث أم ترى أن الله تعالى يتركنا نتخبط بين القيل والقال والرأى والرأى المخالف ؟؟ لا يا صديقى فتعالى الله علوأ كبيرأ عن ذلك فهو لا يرضى لعباده الضلال ولا الضياع فقد أنزل على رسوله الخاتم قرآنأ غير ذى عوج لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه 0
قال : وهل كل شىء يوجد فى القرآن كما تدعى ؟
قلت : القرآن كتاب هداية وليس كتابأ فى العلوم البحتة ذات الأسلوب المتغير بتغير النظرية العلمية والقرآن العظيم لم يتعرض فى محكم آياته للمسائل التى كانت موجودة أصلاً
فى المجتمع بلا تحريف مثل الزواج فالرسول (ص) تزوج من أم المؤمنين السيدة الكريمة /خديجة قبل أن يبعث رسولاً وقبل ميلاد البخارى بثلاثة قرون من
الزمان تقريباً فكيف تزوجها ؟ طبعاً تزوجها (ص) زواجاً شرعيأ على شرع ملة أبيه إبراهيم , القرآن به ما يهم الإنسان دينيأ وأخلاقيأ وإجتماعيأ منذ مولده وحتى لحظة وفاته
لا أريد ان اشعر انك من هؤلاء الذين يسعون معاجزين فى آيات الله تعالى
حتى يثبتوا نقص القرآن وحاجته لما يكمله
ما رأيك أنت فى قول الله تعالى للسيدة / مريم :
( يا مريم اقنتى لربك واسجدى واركعى مع الراكعين )
ألم تكن مريم تصلى ؟ كيف كانت تصلى ؟ ما عدد ركعات صلاتها ؟
ومن علمها الصلاة ؟
(رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتى ربنا وتقبل دعاء )
ألم يكن رسول الله إبراهيم يصلى ؟ كيف كان يصلى ؟ وما هى عدد ركعات
الصلاة ؟وماذا كان يقول فى كل ركعة ؟
هل تعلموا ذلك كله من صحيح البخارى ؟؟ !!!!!!
ما رأيك فى قول الحق سبحانه عن الاقوام السابقين :
( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً )
الصلاة بكل ما فيها فرض قديم قدم الزمان من أول آدم وإلى قيام الساعة
وقس ذلك على جميع الأنبياء والمرسلين (ص)
وتذكر قول الله تعالى :
(ما فرطنا فى الكتاب من شىء )
(ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شىء وهدىً ورحمةً وبشرى للمسلمين )
( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور )
قال وهل نهانا الله تعالى عن إتباع أحاديث الرسول فى آية واضحة؟
قلت بداية القرآن كله واضح وسهل القهم وميسر للتدبر والتلاوة والعمل به ولا توجد آية قرآنية تنهانا عن إتباع الأحاديث لانه لا حديث غير القرآن من الأساس
( فبأى حديث بعد الله وآياته يؤمنون)
ولكن الله نهى نبيه الخاتم (ص) أن يتقول عليه كلامأ ثم ينسبه لله تعالى
( ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين)
وحاشا للرسول الكريم أن يتقول على مولاه
ولقد قلت لك سابقا كيف حاول الكفار مع الرسول ان يأتيهم بقرآن آخر
( وقالوا إئت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى إن أتبع إلا ما يوحى إلى)
والآن وإذا كنت تقبل النصائح عليك بقراءة القرآن الكريم بهدوء شديد حتى
تفهم الآيات الكريمة وتجتهد ما استطعت إلى ذلك سبيلاً وتتدبر معانيها
(والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعمياناً )
(أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )
(سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق )
ألا تشعر أننى مسلم غيور جداً على القرآن الكريم ؟
غيور جداً على رسول الله وخائف من إلحاق وإلصاق كلام له (ص) لم يقله
ولم يدرى عنه شيئاً لأنه كتب بعد وفاته بأكثر من قرنين من الزمان !!!
الرسول الذى يأت يوم القيامة شاهدا على أمته قائلاً لمولاه :
( يا رب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا )
الرسول الذى يأتى به الله يوم القيامة مع إخوانه من الرسل ويسألهم مالك الملك :
(يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالو لا علم لنا )
يا أخى انا أدافع عن القرآن وعن رسول الإسلام ضد التزييف والتحريف
قال : ولكن القرآن لم يذكر الناسخ والمنسوخ و قتل المرتد أو رجم الزانى المحصن أو جلد شارب الخمر كذلك موضوع شفاعة الرسول يوم القيامة وعذاب القبر وتفاصيل الإسراء والمعراج وتفاصيل الصلوات الخمسة وهذه شرائع أخذناها من الحديث 0
قلت : الحمد لله فلا يمكن للرسول الخاتم أن يأتى بتشريع لم ينزل فى القرآن الكريم لأنه (ص) أول من يتبع كتاب ربه ولا يمكن أن يضيف إليه حدأ ليس فيه ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين ) ويتضح لك أن قتل المرتد ورجم الزانى حدود لا توجد فى القرآن وقد اخترعها السلاطين فى العصر العباسى المظلم للتخلص من خصومهم وللقضاء على أعدائهم تحت غطاء من الدين وسوف أحاول توضيح هذا الاستفسار الاخير على عجالة كما يلى:
أولأ ألنسخ بداية نناقش موضوع النسخ فى القرآن العظيم والذى يعنى أن هناك آيات ألغت آيات أخرى مع الإبقاء على النص يقرأ فقط للتعبد بل وأن هناك أحاديث ألغت العمل ببعض الآيات القرآنية وهذا الموضوع قد أضر المسلمين أشد الضرر فيكفى أن نعلم أن آية السيف قد ألغت –فى رأي المؤمنين بالنسخ–العمل بعشرات الآيات التى تدعو للمحبة والسلام واحترام فكر وعقيدة الآخرين وأمثلة الناسخ والمنسوخ كثيرة ومتعددة منها قتل المرتد عن الدين بحديث يقول من بدل دينه فاقتلوه رغم قول الله تعالى (( إن الذين آمنو ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرأ لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلأ )) لم ينزل الله تعالى لهم حكمأ بالقتل او الذبح أو حتى الجلد وقال تعالى (( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ))- وقال تعالى ((من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون فى سبيل الله ولا يخافون لومة لائم )) لم يشرع المولى عز وجل قتل المرتد ولا رجم الزانى ولا جلد شارب الخمر ولا إحتقار أصحاب الدين الآخر ولا النظر نحوهم نظرة دونية لكن الذى شرع ذلك هى عصور الدولة العباسية التى فرضت القهر والتخلف ومحاكم التفتيش والحسبة وإذلال الآخر والاستهزاء بدينه وعقيدته وفكره ويعلم الله تعالى أن القرآن هو كتاب الحب والسلام والعدالة والمحبة وأنه ينبذ القهر والقسر والقسوة إنه نور الله فى الأرض ورحمته للعالمين أنزله على قلب رسوله محمد خاتم الأنبياء والمرسلين (ص) والأمثلة فى الناسخ والمنسوخ بالمئات ومن أراد الاستزادة فليقرأ فقد ألفت –بضم الألف- فيه مئات الكتب ورسالات دكتوراه لكى يؤكدوا ا للعالم أن هناك آيات ألغت آيات وأحاديث ألغت آيات ولكى يؤكدوا للعالم بكتبهم أن ألإسلام دين لا يقبل الآخر ولا يحترم عقيدته ويعامله كذمى رغم أن الإسلام يدعو للعدل والمساواة والمحية والسماحة وينبذ العنف والقهر والقتل الهمجى العشوائى وسوف أناقش الآيات الكريمة التى تتحدث عن النسخ ومعناه فى كتاب الله تعالى مشتقات الفعل (نسخ) ذكرت فى القرآن الكريم أربعة مرات كلها تؤكد أن النسخ هو الكتابة والإثبات وليس الحذف كما يدعى أدعياء النسخ فى القرآن نوردها فيما يلى
1----قوله تعالى فى سورة البقرة ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم ان الله على كل شىء قدير) البقرة 106
لو كانت كلمة (ننسخ ) بمعنى نمحو لكان هناك تكرار للمعنى إذ أن المولى سبحانه أتبعها بقوله (أو ننسها ) والأخيرة كفيلة بتوضيح المعنى المقصود ولكن واقع الآية الكريمة يؤكد أنها إما تكتب وتوثق أو ينسيها الله تعالى لرسوله الكريم قبل خروجها من قلبه للعالمين.
2----قوله تعالى فى سورة الحج ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفى شقاق بعيد وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم ) ألحج 52—54
لو كانت كلمة (ينسخ ) فى الآية السابقة بمعنى يمحو فكيف يصبح ما ألقاه الشيطان الرجيم فتنة للذين فى قلوبهم مرض ؟ لو أن ما ألقاه الشيطان تم محوه وإلغاؤه فكيف وأين ومتى يفتتن به ألذين فى قلوبهم مرض ؟إن الآية بالطبع وكما هو واضح لكل صاحب عقل تؤكد عكس ما يصوره الفهم السائد للنسخ0
3----ً قوله سبحانه قى سورة الجاثية ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) ألجاثية 29
أعتقد وواضح لكل ذى لب ناضج أن الله تعالى يستنسخ أى يثبت ويكتب أعمال العباد أم ترى أن الله تعالى كان يمحو ويلغى أعمال العباد قل بربك على أى شىء يحاسب الله العباد إذا كان يمحو أعمالهم على أساس الفهم السائد لمعنى النسخ ؟؟؟ واضح تماما أن النسخ هنا بعنى الإثبات والكتابة وليس الحذف 0
4---- قوله تعالى فى سورة الاعراف ( ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الالواح وفى نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون ) الأعراف 154
ألآية شديدة الوضوح والمعنى مفهوم وهى ان التوراة مكتوبة وليست ملغية أو محذوفة بمفهوم أدعياء النسخ فى كتاب الله تعالى.
ثانيأ شارب الخمر وشارب الخمر ليس له عقوبة فى كتاب الله تعالى وسوف أذكر جميع ما أنزله الله تعالى فى كتابه العزيز عن الخمر:000
((ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما )) أين العقوبة ؟؟
((إنما الخمر والميسر والأزلام والأنصاب رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ))
أين العقوبة؟؟
((إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون )) أين العقوبة ؟؟
لو أراد الله تعالى تقرير عقوبة محددة لشارب الخمر لأنزلها فى كتابه العزيز الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ويظل شرب الخمر سلوكأ شخصيأ عقابه عند الله يوم العرض عليه أما فى دنيانا فلا عقوبة لها إلا إذا أخلت بالحياة وألحقت الضرر بالآخرين فهنا تكون العقوبة على الجريمة الأخرى وليس على شرب الخمر
ولا شك أن شارب الخمر سيكون له شأن آخر أمام الله تعالى لو مات بغير توبة ولكن الذى نقصده هنا هو أن الله تعالى لم يشرع عقوبة معينة لشارب الخمر فى كتابه العزيز
ثالثا لا رجم فى القرآن وعقوبة الزنا فى القرآن تكاد تكون عقوبة ترهيبية وتخويفية بدليل أن حدها القرآنى مائة جلدة بشروط أهمها أن يتم الإمساك بالفاعلين أثناء الفعل وأن يشهد عليهما أربعة ذوو تاريخ ناصع البياض لا تشوبه شائبة ولا شبهة فى حياتهم الماضية على الإطلاق وهو أمر مستحيل وهذه هى حكمة المولى سبحانه لكى يعطى الفاعلين فرصة كبيرة للتوبة والعودة إلى خالقهما سبحانه وهى رحمة الله التى لم يفطن إليها المتمسكون بعقوبة الرجم , هذه العقوبة الشنيعة كان الكفار على مر التاريخ يهددون الأنبياء والمرسلين والمصلحين بها وكانت سيفأ مسلطأ فى وجه الدعاة إلى الحق فى كل زمان واقرؤا الآيات الكريمة مثل :
((لإن لم تنتهى لأرجمنك واهجرنى مليأ))
(( وإنى عذت بربى وربكم أن ترجمون وإن لم تؤمنوا لى فاعتزلون ))
رابعأ لا حد للمرتد فى القرآن يقول الله تعالى عن المرتدين عن دينهم
(( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون فى سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ))
لا توجد فى الآية أوامر بقتلهم والجهاد هنا بالكلمة والبحث القرآنى والبحث العلمى الذى يبهر أعداء الدين ثم إقرأ قول الله تعالى :00
((إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرأ لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلأ ))
أين هى الأوامر التى تدعو لقتلهم بل على العكس فإن الإنصراف عنهم وتركهم أحياء هى فرصة ربانية حقيقبة لهؤلاء الأشقياء ليتوبوا ويعودوا إلى رشدهم مرة اخرى قبل أن يموتوا , إن قتل المرتد يحرمه من فرصة العودة لكنف الرحمن سبحانه وتعالى وما معنى قوله تعالى
((فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ))
إنها إرادة الإنسان ومشيئته التى سيحاسب عليها أمام خالقه سبحانه يوم العرض عليه فكيف نسلب منه هذه الإرادة ؟وهل هذا من حقنا كبشر وعبيد لله رب العالمين ؟
يقول تعالى (( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرأ فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ذلك بانهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدى القوم الكافرين أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون لا جرم أنهم فى الآخرة هم الخاسرون ))
وهكذا نجد تأجيل عقاب الذى يكفر بعد الإيمان إلى يوم القيامة وليس لاحد أن يقتله بحد الردة كما يزعمون0 إن المفكر المسلم الجاد الغيور على دين الله سبحانه يصحح ألافكار العقيمة المتبلدة ويعود بنا دائمأ إلى القرآن ألكريم الذى لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه – ذلك الكتاب الذى نتحدى بإعجازه الجن والإنس وأحسب بعض من يقرأ المقال من أنصار النسخ يقول الآن فى نفسه (هذه كلمة حق يراد بها باطل ) ألم أقل منذ قليل أن الكثيرين ممن ينتمون للإسلام بالوراثة يجعلون من أنفسهم أوصياء على الناس وقيمين على أفكارهم ومعتفداتهم ويظنون ---ظلمأ—أنهم المتحدثون الرسميون بإسم السماء ومن خالفهم الرأى كفروه فإذا أفلسوا من تكفيره قتلوه وما أكثر السيارات المفخخة فى هذا الزمان فهل نسميه زمان القهر الدينى والقهر الفكرى والقهر العقائدى ؟؟ إننى أتساءل فى ذهول كيف حلت القنبلة محل التسامح ؟؟ وكيف انتصر المدفع الرشاش على الدعوة بالحسنى والجدال الشريف النقى فى الدعوة الطاهرة إلى الله تعالى ؟؟ ألم نعلم جميعأ أن الله هو الذى يهدى من يشاء ويضل من يشاء فلماذا نجبر الآخرين على ديننا وأفكارنا ومعتقداتنا ؟؟ هل نرضى أن يسمى ديننا دين القهر والقسوة والسيف ؟؟ إن الله الذى خلقنا بقدرته من العدم ترك أمر الدين والتدين إختياريأ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وقال لرسوله الخاتم
(( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ))
وقال (( وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ))
خامسأ لا عذاب قبر فى القرآن
يقول تعالى (( ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ))
ألمجرمون هم أحق الناس بعذاب القبر---لو كان حقيقة دينية--- يمر عليهم ألوف السنين فى قبورهم وبرزخهم لا يحسون بشىء ولا يشعرون بأحد ولو كان هناك عذاب فى القبور أو البرزخ لأقسموا عند بعثهم أنهم لبثوا ملايين السنين وكلنا يعرف أن لحظات العذاب تمر كأنها دهور فكيف أقسموا أنهم ما لبثوا فى قبورهم غير ساعة ؟؟
ويقول تعالى
(( وقالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ))
أنظر هنا إلى عنصر المفاجأة لو كان هؤلاء يعذبون فى قبورهم أو برزخهم ما سمعت منهم هذا التعليق الدال على المفاجأة وكفاهم لو كانوا يعذبون حقأ أن تقع عيونهم على منظر الثعبان الأقرع الذى يصبحهم ويمسيهم ليل نهار 0
إن قوم نوح أغرقوا فأدخلوا نارأ (( مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارأ )) لأنهم لما قتلهم الله بالطوفان لم يشعروا بمرور الأزمنة واستيقظوا فجأة على دخول النار الذى أتاهم بسرعة مذهلة لم يكونوا يتوقعونها 00فأين هو عذاب القبر ؟؟ أم أن عذاب القبر تم تخصيصه للمساكين الذين يصلون ويصومون ويسبحون ؟؟ إذا كان المجرمون كما وضح القرآن العظيم ليس لهم عذاب قبر فلمن خصص هذا العذاب المهين ؟؟
ومبلغ علمى أن جهنم موعد الكافرين بعد البعث ولا توجد فى القبور التى لا تحوى سوى الجثث الميتة والمحللة بفعل الزمان والكيمياء 0
ولأن الفرعون هو أكفر خلق الله الذين سبقوا نزول القرآن على الإطلاق فقد توعده المولى جل وعلا بعذاب نفسى مهول له ولمن أيده وساند كفره وهو أن يرى موقعه فى جهنم بصورة يومية متكررة فى الصباح والمساء يقول عنهم الله تعالى عن فرعون وملئه:
(( النار يعرضون عليها غدوأ وعشيأ ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب )) ولأن القرآن الكريم نزل منذ 1400سنة فلم يكتب فيه يالتفصيل عن الطغاة اللاحقين الذين حكى عنهم التاريخ وعاصرنا بعضهم من أمثال هتلر وموسولينى وستالين ومليزوفيتش وعيدى أمين وصدام حسين وغيرهم كثيرون من المجرمين الذين خانوا أديانهم وشعوبهم وأوطانهم وقتلوا الأبرياء فتكأ وهتكأ وتعذيبأ وتنكيلأ ودفنأ فى مقابر جماعية وهم أحياء يستغيثون---- فقد كفروا وفجروا وفعلوا بالبشرية أكثر مما فعله الفرعون الملعون فهم ألعن منه وينتظرهم نفس مصير الفرعون وملئه إن شاءلله تعالى 0
إن القرآن الكريم هو النور الذى انزله الله تعالى على رسوله الخاتم , وتركه لنا الرسول ميراثاً عظيماً هائلاً لكى يضىء به العقول والقلوب ويملؤ الدنيا
بمعانى الحب والعدل والسلام والمساواة وأحترام معتقدات الآخرين وعدم فرض آرائنا وأحلامنا على الله تعالى وعلى الناس
هيا معاً إلى كتاب الله نتمسك به ديناً وشريعة ومنهاجاً
القرآنيون قد وصلوا الى نصف الحقيقة لما توصلوا الى أن القرآن هو المصدر الوحيد للتشريع ... لكنهم يتعاملون مع القرآن كنص بشري جامد يمكن دراسته بالوسائل اللغوية و النحوية البشرية المعهودة و هذا يبعدهم عن ادراك روح الشريعة المنزلة من لدن العزيز الحكيم الذي يرقبنا و يتابع كل حركاتنا و سكناتنا ... لو عرفوا هذه الحقيقة لتلبسوا سيرة الرسول الكريم الذي كان كلما تنزل عليه أمر الاهي مثلا بالدعوة الى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة في المرحلة المكية سارع الى الاستجابة الى أمر الله ... حتى توصل الى بناء المسلم الحق و من ثم بناء دولة و حضارة اسلامية لا نزال نعيش على تراثها لا غير ؟
--------
يؤسفني العودة لمدونة الأخت فاطمة الزهراء لأؤكد أن الفكر الإخواني الوثني الذي يؤله البشر و يعطيهم مشروعية التشريع و التعيير و التقييم و مكذبا لأزلية شريعة الله الواحدة منذ خلق السماء و الأرض .... ؟ هو الذي لا يزال يقف عقبة أمام أي تحرر لمجتمعاتنا الاسلامية ؟ فكل الأنبياء عليهم السلام قد انطلقوا في تحرير شعوبهم في أزمانهم انطلاقا من الدعوة لتوحيد الله و وحدة الرسالة التي كلفوا بالتذكير بها لا غير ... و ليس تعليم البشر أو مشاركة الله في تقييم سلوك عباده بل كانوا مذكرين بسنن الله في الكون و الانسان و الحياة...وهداية البشر للسير على سنن الذين من قبلهم ... و بالتالي مطلقا لم يدعوا أتباعهم لسنة هم مبتدعوها كما يزعم الاخوان المسلمون على اختلاف شيعهم و تياراتهم المظلمة بل دعوا لسنة الله التي لن تجد لها تغييرا و لن تجد لها تحويلا ؟ و ليس صدفة أن يتأخر نصر الله على الشعوب العربية التي يهيمن عليها الفكر الاخواني سنيا كان أم شيعيا ... لأن هؤلاء مثلوا و يمثلون عبر مختلف أحقاب التاريخ البشري منذ نوح عليه السلام أكبر داعم للظلم و الشرك و الكفر و الباطل تحت مبررات " شرعية و دينية" ؟ و لن تتحرر شعوبنا في العصر الحديث الا بعد التحرر من فكر الاخوان المجرمين ؟
------------
: لتبين لهم ؟
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون) ونحن نقول إن ما قاد إلى هذا كله هو التبيان والبيان. فالأمر بالتبيين الوارد في آية النحل أمرٌ بالإظهار والإبانة وعدم الكتمان. وهذا أوضح من أن ينكره أحد بدلالة قوله تعالى: ـ {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ..} البقرة 159. ـ {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ..} آل عمران 187. ـ {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنْ الْكِتَابِ} المائدة 15. ـ {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ} البقرة 187. للمزيد يرجى الرجوع للصفحة المشار إليها في كتاب الدكتور شحرور على هذا الرابط http://www.shahrour.org/bookListPages.php?cid=226&pid=222&page=126&bid=4&imagetopurl=drasat4.jpg
التعليقات (0)