مواضيع اليوم

حوار النظام السوري مع المواطن رامي مخلوف

حسين جلبي

2011-07-04 22:25:35

0

 من حسنات الثورة السورية أو ربما من سيئاتها، هي إكتشافنا مؤخراً أن رامي مخلوف مواطنٌ سوري، أو أن ثمة مواطناً سورياً إسمه رامي مخلوف، له ما لمواطني جمهورية سوريا تيل، قيدٌ مدني ممانع و هوية شخصية مقاومة، لا أكثر و لا أقل.

و فوق ذلك و بحسب السفير السوري في واشنطن و كذلك وزير الإعلام الجديد في جمهورية سوريا تيل، إن ما يصدر عن هذا المواطن ـ و مرة أخرى ـ مثله مثل غيره من المواطنين،
 يعبر عن وجهة نظر شخصية. و فوق الفوق ذلك المذكورة بطابقٍ أو أكثر، أن من حق هذا المواطن و بعد رفع حالة الطوارئ أن يعبر عن وجهة نظره في أي موضوعٍ كان و لمن يشاء، مهما كان هذاا الرأي، بموجب مواطنيته (الآه يا نيالية) العابرة للقارات التي تمكنه حتى من الوصول إلى هدفها في النيويورك تايمز، سواءٌ بإستدعاء مراسلها على عجل إلى عقر مواطنيته أو قصفها حيث هي.
و بما أن الحوار الوطني سينطلق قريباً في سوريا، و بما أن الحوار، أي حوار، يفترض مبدئياً أن يكون مع المواطنين الذين لهم وجهات نظر أخرى، لا تتطابق مع وجهة نظر الحكومة بل قد تفوقها إجتهاداً و تفسيرا، مثل تلك التي يعبر عن بعضها مواطنون يخرجون يومياً و بالمئات على شاشة التلفزيون السوري، أو يتصل بهم، أو يتصلون به، و يذكرون جميعاً و دون إكراه، و بنسبة تتجاوز الماركة الوطنية المسجلة (99,99%) و بلسانٍ واحد لا غبار عليه: (الحمدلله ما في شي)، الأمور بخير و طبيعية و لا وجود للتظاهرات التي تتحدث عنها الفضائيات المغرضة، لذلك فالواجب أن يتم الحوار مع المواطن رامي مخلوف و أمثاله و أمثالهم، مع التأكيد بأن مثل هذا الحوار كان موجوداً على الدوام، عبر وفود ممثلي الشعب المتقاطرين على قصر الشعب، ولم يفسد وده يوماً قضية القصف على المواطنين.
إذا،ً ترشيح السيد المواطن رامي مخلوف لم يأتي من فراغ، فله وجهة نظر إكتشفنا بأنها قد لا تتفق مع وجهة نظر النظام السوري، إلا في الجزئية الصغيرة المتعلقة بالقتال حتى النهاية دفاعاً عن الكرسي، و بإرتباط الإستقرار في إسرائيل بإستمرار أسرة الأسد الثاني في الحكم في جمهورية سوريا تيل، لذلك فمن العدل أن يكون هذا المواطن العصامي أول من سيتحاور معه النظام لوأد الإختلافات، طالما أن المنطق يقول أن الحوار يكون بين مختلفين.
و بما أنه حديث في المنطق، فالأفضل أن يضم الوفد المحاور كمرحلة أولى في عضويته، و هو ما سيكون حتماً، لأن النظام يستشعر أفكار المواطن، كل من أبطالنا الوطنيين و محاربينا القدامى و الجدد على جبهات باب الحارة و غرف صح النوام و شاشات الجزيرة و أخواتها، دريد لحام و مصطفى الخاني و هشام شربتجي و طالب إبراهيم و التكروري و شحادة، فللمذكورين فتاوى و وجهات نظر مقنعة و جريئة، لكنها تحتاج للعرض حتى يستفيد العالم منها في الأحداث الجارية من فيديو البيضا إلى إعتبار المتظاهرين مندسين و خونة و عصابات مسلحة و صراصير يجب رشهم بالمبيدات، على أن يكون هؤلاء ـ ليس الصراصير بل الإعلاميين ـ نواة لحزب بعد صدور قانون الأحزاب العتيد ممثلين للوفود التي قابلت الرئيس، و التي كانت تتغنى مثلهم بالوحدة الوطنية التي يعكرها قلة من المندسين.
(لجنة التحقيق) التي شكلها النظام للحوار الوطني و التي بلغ أعضائها مرحلة ما بعد سن التقاعد، لن تخرج بنتائج أفضل من تلك التي إنتهت إليها لجنة الحوار بالدبابات و الشبيحة و كذلك لجان الحوار المتواصل في فروع المخابرات، على النظام تحضير نفسه لطرح الخطة التالية، أو إخراج كل ما في جعبته دفعةً واحدة، لأن صفحة الحوار الوطني ستقلبها الثورة سريعاً.



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !