1. الغريب أن امريكا والدول الغربية وحلفائها العرب يعرفون أنهم يقولون كلاما لا يصدقونه أنفسهم حول السلام في الشرق الأوسط .كلام لم ينقطع منذ 60 عاما على حساب الشعب الفلسطيني الذي فرض عليه أن يعيش لاجئا في الخيام لثلاتة أجيال . ليس هذا فحسب فأذا شكى أو غضب الفلسطنيون ورمى أطفالهم حجارة أو ألعابا نارية أتهموا بأنهم إرهابيون وعقابهم قتل أطفالهم وهتك أعراضهم ودمار سكناهم ومدارسهم ومستشفياتهم التي أعطيت لهم كحسنة تكرما من الأمم المتحدة. لقد عقد موتمر لأعمار غزة بعد دمارها بالكامل من طرف أسرائيل باسلحة أمريكية وأموال غربية وعربية وهذه الدول التي إجتمع مندوبيها في شرم الشيخ كانت ترى ما يجري في غزة من أعمال الدمار والقتل والتشريد وأسرع رؤساؤها ألى زيارة القدس بعد دمار غزة لتهنئة إسرائيل على المدبحة بدلا من إستنكارها في حينها. الحجة أن حماس لا تعترف بأسرائيل لا تقوم على أسس منطقية . فحماس ليست دولة أنها حركة تحرر كباقي حركات التحرير التي عرفها العالم لها مبادئها وأهدافها . ولماذا تعترف حماس بإسرائيل قبل أن تعلن إسرائيل الاعتراف بدولة فلسطين بحدود 1967 وعاصمتها القدس أليس هذا ما يطالب به العرب والامم المتحدة اليوم؟ . أن إسرائيل ترفض الأعتراف بدولة فلسطين في حدود 1967 وعاصمتها القدس . و رفض إسرائيل الأعتراف بدولة فلسطين يبرر قرارحماس بعدم الاعتراف بأسرائيل . انا لا ألوم أسرائيل على موقفها من حماس ولا ألوم أمريكا والدول الغربية على أستخدام ورقة عدم إعتراف حماس باسرائيل لتبرير صمتها وتجاهلها لحملة أبادة الشعب الفلسطيني على مرأى من العالم . ولكني الوم العرب على هذا الصمت الرهيب والذل المهين . حتى الأستنكار وفضح أعمال أسرائيل أصبحت خطا أحمر وتشجيعا للأرهاب . أني أسمع في الاذاعات الغربية كل يوم بعض التقاريرالتي ترتعش منها الأبدان عن ما حصل في غزة من دمار وقتل للاطفال من مراسلين غربيين احرار. وعندما أحاول أن أسمع وسائل الاعلام العربية اصيب بالدهول . كل محطات التلفزيون العربية خطب وغناء وشعر وتصفيق اشادة بالحكام أو غناء وطرب وأفراح . أين تقارير المراسلين العرب حول ما حصل في غزة وما يحدث يوميا من أرهاب وإبادة في الضفة الغربية التي يجب أن تنشر في جميع أنحاء العالم وتداع صباحا ومساءا في العالم العربي وفي كل نشرة أخبار وتعليق في وسائل الأعلام قبل أخبار العالم , وحتى قبل زيارات الرؤساء وتهليل الجماهيرلهم . وأين البرامج العربية المضادة لمثل هذه الاعمال العدوانية ؟ اين الأفلام العربية عن مدابح أسرائيل في فلسطين منذ سنة 1948 وقبلها من طرف اليهود.لماذا لا زلنا نرى ونسمع ونرى برامج تلفزيونية وأفلاما ليلا ونهارا في أوربا والعالم عن الهولكوست ومذابح النازي لليهود رغم العقاب الذي أنزل بمن قاموا بمثل هذه الاعمال البشعة والتعويض غير المحدود الذي حظي به اليهود. وهذه كلها أنشطة شجعها اليهود . ولمذا لا يقوم العرب بإمكانياتهم غير المحدودة بمثل هذه الحملات ضد أعمال الأبادة للفلسطنيين التي تقوم بها إسرائيل ؟
2. مضت سنوات وسنوات على أعلان المبادرة العربية في وسائل الاعلام وتكرر ذكرها حتى على ألسنة رؤساء الدول الغربية على أمل أن توافق عليها إسرائيل , ولكن لا حياة لمن تنادي , وأجتمع العرب وهددوا بان المبادرة العربية لن تبقى على الطاولة طويلا ولم يهتم أحد في إسرائيل أو الغرب بقرار العرب هذا لانهم يعرفون إنه مجرد كلام لأنهم يعلمون أن العرب ليس لديهم البديل للكلام الذي يقوله الزعماء لتطمين الشعوب العربية التي يأست بدورها من الوصول لأي حل لقضية فلسطين . واليوم أجتمع العرب من جديد وقرروا إعطاء مهلة ستة أشهر لاسرائيل والدول الغربية لبدء مباحثات السلام وفق شروط المبادرة العربية , ولم يهتم أحد لا إسرائيل ولا أمريكا ولا الدول الأوربية بهذا القرار, بل اكثر من هذا أهمل ذكره في وسائل الاعلام الغربية وحتى وسائل الأعلام العربية لم تتناوله بالتعليق . والسبب معروف لأن الوزراء العرب لم يذكروا في قرارهم ماذا ستفعل الدول العربية بعد ستة اشهر إذا أصرت إسرائيل على موقفها ورفضها لكل القرارت الدولية والمبادارت الأمريكية والعربية . هل سيعلن العرب الحرب على إسرائيل ؟( وهذه مستحيلة ) أو أحياء المقاطعة العربية للشركات التي تتعامل مع إسرائيل ؟ أو فتح كل الجبهات العربية أمام مقاومة المتطوعين العرب لمهاجمة إسرائيل داخل حدودها ودعم المقاومة الفلسطنية رسميا من طرف كل الدول العربية ومدها بالسلاح والعتاد والمال , وعلى الدول العربية حماية نفسها مجتمعة من رد فعل إسرائبل . بهذا فقط ستتحرك إسرائيل للتجاوب للدعوات الغربية والعربية وبدء مفاوضات السلام على أسس القرارات الدولية وخريطة الطريق والمبادرات العربية . لقد بح صوتنا وجفت أقلامنا لدعوة الزعماء والحكام العرب للتحرك لرد شرف الأمة العربية المستباح والمحافظة على وجودها المهدد بالزوال . فهل من مستجيب؟
التعليقات (0)