مواضيع اليوم

حوار الجرح والفرح مع الشاعر عماد السامرائي

إدريس الهبري

2009-02-24 12:40:31

0

 

بطاقة هوية

إدريس الهبري: من هو عماد السامرائي؟
عماد السامرائي: جرح من العراق
إدريس الهبري: عندما يغيب القمر، هل يحضر عماد؟
عماد السامرائي: عندما يغيب القمر .. يتحرك الرجال ... صديقي العزيز الفنان أحمد الضبع عبر عن هذه الفكرة في تصميمه للبنر الخاص بي و للأسف لا اعرف كيف اضيفه لمدونتي
إدريس الهبري: "للربيع أوراق تسقط تأخذها الريح بعيدا .. تبعثرها على الأرصفة و الطرقات .. تدوسها أقدام المارة .. بعناية دون إشفاق .. أيها المارة .. رفقا ً ... أنها ليست أوراقا فحسب .. أنها قلوب قد عرفت الحب يوما ..."...كيف عرف الحب الطريق إلى قلبك؟
عماد السامرائي: لا حاجة للحب ان يبحث عن طريق لقلبي .. اعتقد انه في قلبي منذ البداية ...
إدريس الهبري: حدثنا عن يوميات عماد السامرائي وسط أجواء الحرب المشحونة بالقتل و الدمار بالعراق في سطور
عماد السامرائي: عندما تكون في بلد محتل لا يمكنك الا ان تحس انك محتل من داخلك كروح و جسد .. هذا اول هم يصحو معك و ينام فيك .. نقضي ايامنا بين حزن لهزيمة .. و ألم لخسارة .. و فرح لأنتصار ... احيانا تجتمع الثلاثة في يوم واحد .. وبعد كل هذا تفقد كل الاشياء قيمتها ... الا الامل و التحدي ....

تدوين

إدريس الهبري: أي طريق أخذتك في طريقها إلى التدوين؟
عماد السامرائي: بصراحة .. الفشل في تحقيق الامنيات .. فوجدت تعويضا في المدونة ...
إدريس الهبري: ما معنى التدوين بالنسبة إليك؟
عماد السامرائي: الفضاء الذي يمكنني ان اقول فيه كلمتي و ادرك ان هناك ثمة من يسمعني و ثمة من يصغي لي ...
إدريس الهبري: ما يفوق الاثنين و ثلاثين ألف زائر لمدونتك، ماذا يعني لك ذلك؟
عماد السامرائي: يعني ان عليّ الاهتمام بكلمتي اكثر .. كلما ارتفع الرقم ارتفع معه سقف مسؤوليتي
إدريس الهبري: يوميا تتفاعل مع أكثر من مدون بمدونات مكتوب، كيف تقيم هذا التفاعل؟
عماد السامرائي: التفاعل احد روافد التطوير .. ان نتعامل مع ثقافات عدة و ميول فكرية عدة فذلك يثري طريقة تفكيرنا و يضيف اثارة تدفعنا او تستفزنا للعطاء .. اذا لم ينجح المدون في ايصال فكرة ما .. علينا ان نجهد انفسنا قليلا في البحث عنها اذا اردنا من تفاعلنا ان يكون مفيدا .
إدريس الهبري: لكل إدراج ينشر بمدونتك قراء و معلقون، هل أنت راض على ما يدون من تعليقات؟
عماد السامرائي: انا لا املك ان ارضى أو أغضب .. علي ان أتقبل كل التعليقات ولكن تبقى طريقة التعامل مع كل تعليق هي التي تشكل فرقا ... بالطبع هناك تعليقات مهمة و اخرى اقل أهمية حسب الفكرة التي تحملها ..
مي زين: ولماذا نراك أحيانا لا ترد على تعليقات المدونين في مدونتك....مار أيك بظاهرة المجاملات في الردود عموما
عماد السامرائي: طبيعة الموضوع احيانا تفرض علىّ عدم الرد و على سبيل المثال ادراج (( النجاح بقلم ابنتي شوق )) احسست انه موضوع خاص بيني و بين اصدقائي ولم ارد ان يكون في الاكثر تعليقا .. موضوع (( سفينتنا تغرق )) و (( في العيد اعلن حدادي )) حاولت عدم الرد كي لا ابدو اني احاول استغلال مأساة ما لغرض الدعاية .. واحيانا لا ارد لعدم امتلاكي الوقت .. واحيانا كنت اتجنب الرد كي افسح مجال اكبر للاقلام الاخرى.. خصوصا ان هناك كثير من الاقلام لم تأخذ حقها .. و كنت اود ان يكون مثلا لدى الاخرين دون ان اروج له بالكلام و انما بالفعل .. ولكن ذلك لم ينجح ....
إدريس الهبري: مدونتك يتجاذبها نوعان من الكتابة المقالة و الشعر، أين تجد نفسك أكثر؟
عماد السامرائي: في الشعر طبعا ..
مي زين: هل هناك موضوع تتمنى تدوينه ولم تستطع لأسباب (شخصية.. أمنية )؟..ما عنوانه ؟
عماد السامرائي: ليس موضوعا واحدا .. والاسباب هي مايمكن ان تفسر او ان تستغل بشكل اخر ..... على سبيل المثال (( مليشيا امريكية امريكية في غزة ))

شعر

إدريس الهبري: كيف يركب الشاعر اللغة ويحقق تمايزه في بنية لغوية تشترط التخلص من الجماعي والانتباه إلى الذات وشروطها الإبداعية، والاحتدام بتجربة بالغة العمق للعبور إلى الكينونة المطلقة؟
عماد السامرائي: اتصور ان المعادلة معكوسة لدي ... اياني حاولت التخلص من الذات و سطوتها الى توضيفها في الهم الجماعي وبذلك لا اخسرها و اقمعها وفي نفس الوقت احقق انتماء لمشاعر انبل و اكثر شمولية ... بل ان مشاعري الذاتية احس انها تصبح اكثر جمالا ...
إدريس الهبري: في متسع الشعر يحلم الشاعر دائما بملامسة شيء ما، بمحاورة عالم ما، بماذا يحلم عماد؟
عماد السامرائي: بواسطة كلماتي احلم ان اضع حجرا في بناء مستقبل امتي .. ان الامس زاوية ما في قلب الشباب العربي كي يضع كل منهم حجره في البناء ..
إدريس الهبري: إن الشعر هو الذي يمنح اللغة أبهى صور وجودها. وهذا يعني أن اللغة تحقق وجودها في شكل جوهري في العمل الشعري وليس في كلام الناس العاديين أو أنواع اللغة التي قد تظهر في ضروب متعددة من الكتابة. إن الشعر هو الذي يجعل اللغة ممكنة بوصفها قدرة على اكتناه حقائق الأشياء وهذا يتطلب الشجاعة في التعبير أي المضي باللغة الى حيث تكون معانيها واضحة ذات دلالات حقيقية؛ إلى أي حد يمكن اعتبار هذا الكلام صحيحا؟
عماد السامرائي: اللغة هي احدى ادوات الشعر بل هي الوحيدة حتى الان .. واقصد في ذلك ان المستقبل قد يوجد ادوات اضافية .. و في كل الاحوال ان لغة الناس العامة لا تحقق للغة وجودها .. هذا حقيقي .. وكما يقال ان الشعر ديوان العرب .. وقد ساهم في حفظ اللغة العربية قرون عدة .. حتى أنزل القرآن بلغة العرب .. و اصبح القرأن والشعر هما المصدرين الحافظين للغة العربية .. ولكن لا يمكن ان ننسب قدرتها (( اللغة )) على اكتناه الحقائق للشعر وحده .. ولكن علينا ان نقول انه الاهم لقدرته على البقاء و التداول و الانتشار في كل طبقات المجتمع .
مي زين: الشعر ولد قبل الأوزان ..ولد مع الانسان ..مع حواسه ..مع همومه..مع خوفه..الوزن ليس لغة بل هو أداة لغوية انتهى دورها ..ما رأيك بهذا الكلام .....
عماد السامرائي: لا اتفق مع هذا الرأي .. ولكن القيود قد خفت ... و ان خفت فذلك لا يعني نهاية دورها ... على الاطلاق ولكن يمكن ان يقال ان هناك ادوات شعرية جديدة قد وجدت و هي مؤثرة الى جانب الوزن منها الايقاع .. و منها الصورة الشعرية ..
إدريس الهبري: في القديم قال الشاعر :
إذ الشعر لم يهززك عند سماعه فليس جديراً بأن يقال له شعروقال الجاحظ: "يصنع الشعر البليغ في القلوب صنع الغيث في التربة الكريمة" وفي هذا العصر تقول غادة السمان "الشاعرية لا تكمن في شكل الكلمة وانما في مضمونها ، في الرعشة التي يبعثها المعنى" وهو ما تتفق معها عليه الشاعره الأمريكية إميلي ديكنسون عندما سُئلت عن ماهية الشعر فقالت : "عندما تقرأ نصاً فتصيبك تلك الرعشة ، فاعرف أنك تقرأ شعراً"، هل لك عماد تعريف آخر للشعر؟
عماد السامرائي: اعتقد ان ما سأقوله يصب في نفس النهر ... اذا لم تتحرك مشاعرك عند سماع مقطع شعري او ان يهتز وجدانك ... فذلك لم يكن شعرا .. قد يكون نظما ... وفي الشعر الحديث هذيانا
مي زين: عندما تحلل نصوصك الشعرية هل تراها متأثرة بشاعر ما؟ ...بمن تأثر عماد من الشعراء؟....وما رأيك بقضية تأثر شاعر بشاعر آخر؟
عماد السامرائي: مي اسألتك تتوالد .. كل سؤال فيه ثلاثة اسئلة .. السؤال الاول .. لكل قصيدة اسلوبها الخاص عندما اكتب قصيدة لا افرض عليها اسلوبا معينا .. بل هي تفرض اسلوبها اما بمن تأثرت .. فقد تأثرت بالشعر الجميل ايا كان مصدره .. اما السؤال الثالث .. فانا لا انكر ذلك على احد على ان لا يكون محاولة استنساخ للاعمال ..بل ابداع و اضافة
مي زين: رأيك بمحمود درويش؟
عماد السامرائي: هذا سؤال واحد ..جيد ... الرائع محمود درويش .. عينا مهجر على وطنه ...
مي زين: متى كتبت أولى القصائد ...وهل تذكر منها بضعة أبيات
عماد السامرائي: اول قصيدة كتبتها من ثمانية ابيات في عمر العاشرة و كانت عن فلسطين .. وكانت بسيطة جدا ... لكني لا اذكر منها ابياتا .. ولكن ولكن في ايام صبا كتبت قصيدة في فتاة كانت تلاحقني بنظارتها .. تقول ...
...........................
متى تتكلمين ..
عذبني صمتك
و أضناني الجنين ..
متى تتكلمين
أخذت اعد الدقائق و الثواني
و الايام تمضي و تمر السنين
متى تتكلمين ... الى اخره ....
................................
تصوروا اني اطلب منها ان تتكلم !!!! ... وبالصدفة قرأها احد المثقفين فسألني لأي شاعر هذه القصيدة ..... تلك الحادثة جعلتني افكر في الشعر ...
إدريس الهبري: " لي من العمر حوالي سبعين سنة وقد كرست الشطر الأكبر من حياتي للأدب، وليس في استطاعتي أن أقدم إليكم مع ذلك سوى شكوك." هكذا يقول بورخس وهو يتحدث عن الشعر في محاضرته "لغز الشعر." بورخس الذي لم يكن يعجبه مفهوم الشعر السائد والذي هدر سبعين سنة من حياته ليفهم ما هو الشعر بالضبط. فلم يستطع أن يصل إلى نتيجة يمكن أن يركن إليها مطمئنا. وكان يعتقد أن الشعر ضرب من اللاهوت والميتا فيزيقيا وأن كلمة الشعر مرادفة لكلمة الصانع وبالتالي لا يمكن حصرها تحت أي شكل كان؛ هل لازال الشعر لغزا بالنسبة إليك كما بورخس؟
عماد السامرائي: هناك اشياء ليس علينا ان نفهمها .. ولكن علينا ان نتقبل و جودها و نعرف كيف نتعامل معها ... لم اشغل نفسي بأسئلة فلسفية .. لا اتعاطى الفلسفة و ان كنت احبها قليلا و اقرأها للاطلاع فقط .. الشعر تؤم الحب .. فهل عرفت يوما ان اثنان قد اتفقا على تعريف الحب .. بل قل هل تمكن احدا من ذلك؟؟ ... اعتقد انهما مقترنان بالروح ... و الروح .."من عند ربي " وهنا ربما اقتربت من فكرة اللاهوت عند بورخس ..
مي زين: هل يمكن أن يختفي دور الشاعر والأديب في المجتمع...مع سيطرة مؤسسات الإعلام وسطوة ثقافة الصورة على ثقافة الكلمة....برأيك ما أهمية وحدود هذا الدور وجدواه
عماد السامرائي: لا يمكن ان يختفي .. ولكن لنقل ينزوي .. ربما لفترة ما .. حتى يجد ما يتلائم به و يتأقلم مع اساليب الانتشار الحالية .. لو قدر لي ان اكون اسما معروفا فلدي افكار في هذه النقطة .. وهي في الحقيقة معضلة يعيشها المثقف العربي هو في الاصل مسؤول عن جزء كبير منها ...
مي زين: العمل الشعري عملية معقدة الأبعاد والجوانب ..متعددة الأعماق..هل تعتقد أن المدونين يقيمون العمل الشعري تقييما نقديا أو سطحيا؟ وكونك شاعر عندما تقرأ شعرا لأحد المدونين هل تقوم بنقده نقدا فنيا مجردا أم تراعي الحساسيات وأن المدون ليس محترفا وإنما هاو؟...وبرأيك كيف السبيل للوصول إلى ثقافة النقد للرقي بالذوق الشعري؟
عماد السامرائي: على المدونات لا يمكن ان نمارس هذا المستوى من النقد .. اغلبنا يفتقر لتلك الادوات اللازمة .. اضافة الى ان المدون الشاعر هو في الحقيقة مشروع شاعر .. وهذا المشروع قد يحمل مقومات نجاح كبيرة و ربما قليلة .. و على هذا الاساس يكون التشجيع هو الاهم مع جرعة قليلة من النقد اللطيف ...
مي زين: في الشعر حالة تمرد ... في شعر عماد السامرائي ما هي درجة التمرد على الواقع... وكيف يطلق عماد السامرائي صرخة الحرية شعرا أو نصاً دون أن يتجاوز الخطوط الحمراء ويسحقها؟
عماد السامرائي: ربما لا يشاركك الاخرون في اني ملتزم بتلك الخطوط .. انا ارى نفسي متمردا كبيرا بحدود وضعتها لنفسي او بالاحرى اخترت من التحديدات ما اعتبر وجوده ضرورة .. انا لا اعتقد بالحرية المطلقة .. اعتقد ان الفضاءات واسعة و تكفي الجميع دون الحاجة لتخطي خطوطا حمراء .
مي زين: كيف يحقق عماد السامرائي في شعره التوازن بين الأمل الإنساني واليأس الإنساني كي يحقق القيمة الجمالية لشعره؟
عماد السامرائي: لو تمعنتي في شعري فأنا غير متشائم و لكن احيانا بل في كثير من الاحيان اصف حجم البشاعة و الالم و الخيبة .. الكشف عن وجه القبح .. يجعلنا ندرك قيمة الجمال بشكل كبير فيشكل دافعا للبحث عنه ..

بوليتيكا

إدريس الهبري: ارتبط اسم منطقة الخليج في التاريخ المعاصر و حتى القديم بالحرب، لماذا هذا الارتباط الحميمي؟
عماد السامرائي: تاريخيا فهي منطقة التقاء حضارات و امبراطوريات .. من الطبيعي ان تكون منطقة صراعات خاصة وان قوميات عريقة و قوية تقطن هذه المنطقة .. حاليا الاسباب معروفة للجميع .. وهي خليط تاريخي و مصالح و اطماع عصرية .بحكم ما تمتلكه من مصادر طاقة و موقع استراتيجي وثقل بشري يمثل سوقا يسيل له لعاب الشركات العملاقة لكنها لاتريد ان تنفتح عليه مالم يتخلى عن ثقافته و ينصهر في الــ (لا ) ــثقافة و اللاانتماء .. كي لايشكل خطرا على مصالحهم ...
إدريس الهبري: هل كان بالإمكان تفادي تلك الحروب،و كيف؟
عماد السامرائي: هل تقصد العراق ؟؟ اذا كان ذلك قصدك .. فأعتقد ان حرب ايران لم يكن بالامكان تجنبها .. اما اجتياح الكويت فقد كان خطأ قاتلا برغم كل المبررات الموجودة ... مقالي (( مواسم الحصاد )) يتناول جزء من القضية ..
إدريس الهبري: منطقة الخليج مرادف للثروة النفطية، هل اعتبرت في لحظة ما أن النفط لعنة بسبب تهافت و تكالب القوى الخارجية عليه؟
عماد السامرائي: عموما لم تستفد شعوبنا و لا قضاينا من النفط .. اللعنة تكمن في ولاة أمورنا .. و في سكوتنا .. النفط اداة يمكن ان تكون نعمة و يمكن ان تكون نقمة حسب اجادة استخدامنا لها ..
إدريس الهبري: ما هو بنظرك الثقب الذي تسللت منه أمريكا إلى العراق؟ أو بالأحرى ما هو الخطأ التاريخي الذي ارتكب لتوظفه الولايات المتحدة الأمريكية لفائدة أطماعها؟
عماد السامرائي: الخطأ كان اجتياح الكويت .. والباقي نتائج و ليست اسباب .. نتائج لاخطاء كل دول المنطقة .. و اول من دفع ثمنها هو العراق ... و هو الثور الابيض الذي سيندم الجميع لتقديمه قربانا لامريكا .... ايضا احيلك لمقالتي (( مواسم الحصاد ))
إدريس الهبري: العراق يشهد اليوم حربا طائفية و مذهبية، هل بإمكاننا أن نطل عبرك على حقيقة ما يجري؟
عماد السامرائي: هناك حربا طائفية سياسية و ليست شعبية .. مازال جاري هو شيعي .. وصديقي .. ونسيبي .. و صهري .. و شريكي ... و الحقيقة انها ليست طائفية سياسية حتى ... و انما طائفية عصابات الزمن الرديء التي وصلت الى بغداد ....
مي زين: عماد السامرائي كمثقف عربي كيف يحصن نفسه من هجمات مرض الطائفية الكامن؟
عماد السامرائي : لاني اعبر قتال المحتل هو اساس الفرز .. و ليس شيء اخر ..
إدريس الهبري: إعدام الرئيس العراقي الراحل أو لنقل اغتياله أماط اللثام كثيرا عن حقيقة النعرة الطائفية التي تسكن ذهن و سياسة بعض العصابات السياسية بالعراق اليوم، هل طويت آخر صفحة من صفحات تاريخ النظام العراقي السابق بزعامة الرئيس صدام حسين؟
عماد السامرائي: لا ابدا .... لم يهزمهم و هو حي .. في وقفته الشجاعة .. الحق بهم الضربة القاضية ... لقد هزمهم ميتا ...
مي زين: ما هي برأيك أخطاء صدام القاتلة خلال فترة حكمه؟وما هي برأيك أخطاء الآخرين القاتلة مع صدام؟
عماد السامرائي: لا يخلو أي نظام حكم من الاخطاء ... ويبقى اجتياح الكويت القشة التي قصمت ظهر البعير.... أما أخطاء الآخرين فتكمن في عدم تقدير اهمية الدولة العراقية في التوازن الاقليمي و العالمي ... كما قلت سيدفعوت ثمنا باهضا
إدريس الهبري: الساحة العراقية الآن تعج بمسميات كثيرة تعلن انتمائها لصف المقاومة، و على يد بعض هذه المسميات ترتكب مجازر فظيعة في حق المدنيين العراقيين، كيف يمكن الفصل و التمييز بين المقاومة الشريفة الحقيقية و فرق الموت؟ هل لهذه المقاومة الشريفة توقيع يميز عملياتها؟
عماد السامرائي: على مدى التاريخ و في اي احتلال تنتشر الفوضى .. اللص يدعي انه ينتمي للمقاومة و المجرم .. والحكومة العميلة تحاول الصاق كل عمل سيء بالمقاومة و الاحتلال كذلك .. و اعتقد انكم في المغرب العربي وفي الجزائر عشتم وضعا مماثلا .. المقاومة دائما تستهدف المحتل و اعوانه و لا تستهدف الابرياء ولولا ذلك لما استطاعت ان تجد حاضنا شعبيا لها و ان تعيش و تتنامى كل هذه الفترة ..
مي زين: ما هو دور كل من الدول التالية في العراق برأيك، إيران، السعودية، الأردن، مصر، سوريا، و تركيا؟ :
عماد السامرائي: كلهم سفرجية ( الذين يقومون على خدمة سادتهم عند موائد الطعام )
إدريس الهبري: الوضع الراهن بمنطقة الشرق الأوسط و الخليج وضع قابل للانفجار في أية لحظة، أتعتقد أن هناك ترابط و تعالق بين ما يجري بالعراق و ما يحدث بالشرق الأوسط و الخليج الفارسي؟
عماد السامرائي: لن اعلق على ( الخليج الفارسي ) لانه لم يعد عربيا و لا فارسيا حتى بل انه اصبح امريكيا صرفا .. جوابا على سؤلك ... مخطئ من يظن ان مسألة العراق ذات ابعاد قطرية و اقليمية ... بل انها ذات ابعاد قومية و دولية خطيرة جدا ..
إدريس الهبري: ما محل العراق من الإعراب في ظل التجاذب الحاصل الآن بين إيران و الولايات الأمريكية المتحدة؟
عماد السامرائي: مقبرة لأحلمهما .. مرفوع الرأس عربيا في اخره ان شاء الله
مي زين: هل تعتقد أن أمريكا عالقة في مستنقع العراق..
عماد السامرائي: تقصدين غارقة في مستنقع احتلال العراق
مي زين: أين أخطأت حماس .. وأين أصابت
عماد السامرائي: اخطأت في اشتراكها بعملية سياسية قبل اصلاح منظمة التحرير .. و أصابت بتمسكها ببرنامجها .....
مي زين: هناك فرق كبير بين السياسة كرؤية والسياسة كعمل ....في قصيدتك (زعيم عربي وشعب مطيع ) لو تحقق لك أن تكون زعيما شهراً واحداً ماذا تفعل ؟
عماد السامرائي: سأحدد صلاحيات الرئيس .. و أجعل القضاء هي السلطة الاعلى واعمل على ايجاد برلمان بصلاحيات كاملة ينتخب بطريقة وطنية
مي زين: "لم يفهم العرب على امتداد القرن العشرين حركة التاريخ..فكان أن خسروا جولتهم باجترار الشعارات وتوارثهم المسميات والمثاليات والطوباويات" كتبها الكاتب العراقي سيار الجميل
كيف يعبر عماد السامرائي الشاعر العراقي عن هذا الكلام شعراً
عماد السامرائي:
الواحة تغرق في الصحراء
الصوت يبتعد ...
ما كان لك أن تزرع الأشواق
كأس أخرى مترعة بالدموع
الأغنية الجديدة
لا أحد يصغي
الكل يعبد طريقا لن يسلكه أحد !!
سألت تعيسا ..
ما الذي يحزنك ؟
قال ..
القطارات لم تعد ترجع إلى المحطات
سنبقى هنا مثل شجرة التوت

سين / جيم

إدريس الهبري: بغداد؟
عماد السامرائي: الحب الازلي
إدريس الهبري: الاحتلال؟
عماد السامرائي: خنجر بين الضلوع
إدريس الهبري: الاستقلال؟
عماد السامرائي: حلم تبلله الدماء و الدموع وتزفه الزغاريد
إدريس الهبري: الحرب الطائفية؟
عماد السامرائي: مقبض الخنجر بين الضلوع
إدريس الهبري: المقاومة؟
عماد السامرائي: الامل
إدريس الهبري: صدام حسين؟
عماد السامرائي: الكبرياء العربي
إدريس الهبري: الوطن العربي؟
عماد السامرائي: حلم الطفولة
إدريس الهبري: النفط؟
عماد السامرائي: احد اسباب تخلفنا
إدريس الهبري: الحب؟
عماد السامرائي: اتنفسه
إدريس الهبري: المرأة؟
عماد السامرائي: رفيق درب لم احظ به
إدريس الهبري: السلام العربي-الإسرائيلي؟
عماد السامرائي: الوهم
إدريس الهبري: إيران؟
عماد السامرائي: جار صعب
إدريس الهبري: الإسلام الأصولي؟
عماد السامرائي: يحتاج الى تعديل
إدريس الهبري: الشيعة؟
عماد السامرائي: مسلمون
مي زين: الشعر؟
عماد السامرائي: رفيق العمر
مي زين: السعادة؟
عماد السامرائي: حبيبة الى جانبي
مي زين: الموت؟
عماد السامرائي: محطة بين رحلتين
مي زين: الدين
عماد السامرائي: متاعنا بين الرحلتين
إدريس الهبري: هوغو شافيز؟
عماد السامرائي: ثائرا جديد اتمنى ان لا يكون مغامرا
إدريس الهبري: طالبان؟
عماد السامرائي: حركة مقاومة
إدريس الهبري: حسن نصر الله؟
عماد السامرائي: تمنيت ان يكون عراقيا يوما ما
مي زين: خالد مشعل؟
عماد السامرائي: احترمه كثيرا
إدريس الهبري: القدس، اللاجئون، و أراضي 67؟
عماد السامرائي: القدس , اللاجئون , فلسطين .. ( صلاح الدين )
إدريس الهبري: عرفات؟
عماد السامرائي: مناضل مخدوع
إدريس الهبري: فتح / حماس؟
عماد السامرائي: مساومة / مقاومة
إدريس الهبري: الجامعة العربية؟
عماد السامرائي: لايجوز الذم في الميت
إدريس الهبري: المحافظون الجدد؟
عماد السامرائي: النازيون الجدد ( مع الاعتذار للنازية )
مي زين: حزب الله؟
عماد السامرائي: اتمنى ان يبقى بهوية عربية

إنسانيات
(في سطرين من الشعر )

مي زين: بغداد.... وذاكرة الطفولة
عماد السامرائي:
قولي لعينك ان لا تحزن يا بغداد .
لإن لفك الضلام يوما ..
جعلت اجمل الوان ..
هو السواد ..
الاك يا بغداد ..
الورد ينبت شوكا
والحصاد رماد .. يا بغداد
مي زين: عندما يتحدى الهزيمة في الإنسان ويحتفل بالحياة
عماد السامرائي:
أريد أن أكون
بكل صقيع البرد
ولضى الجراح
باقصى ما يكون من جنون
أريد أن اكون ...
مي زين: ماذا يريد عماد من الحب ...وماذا يريد الحب من عماد
عماد السامرائي:
لم يكف ِ البحر يوما ان يكون بحراً ..
و الا .. لــِــم الغضب اذا ؟؟
لم يكف الحب يوما ان يكون حبا ً..
و الا لم الحزن اذا .؟؟
وهناك في زاوية ما .. رجل يتوق ان يصبح حبا و بحرا ..
في جملة واحدة
مي زين: "لا يحدث للإنسان ما يستحقه..بل ما يشبهه"..ما رأيك؟
عماد السامرائي: لا يحصل الانسان على ما يستحقة بل ما يشبه ..
مي زين: أوجاع حرية التعبير بين الأمس واليوم عند عماد السامرائي...
عماد السامرائي: ليتني بقيت بلا حرية تعبير واحتفظت بوطني !!!!!!
مي زين: هل هناك سؤال تمنيت أن تسأل عنه ولم تسأل
عماد السامرائي: لو لم تشاركي بوضع الاسئلة لحدث ذلك ..

لو

مي زين: لو قدر لعماد أن تحقق له ثلاث أمنيات ، واحدة عامة، واحدة شخصية وأخرى عامة، ماذا تختار؟
عماد السامرائي: الأمنية العامة: التحرير، الأمنية الشخصية: حبيبة، و الأمنية الإنسانية: العدل



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !