مواضيع اليوم

حوار أسبوعية الموقف مع زوجة المناضل السجين"أسد الرديّف" عدنان الحاجي

adnane hajji

2009-01-10 08:24:17

0

تونس في 08 جانفي 2009

 

إنا لله وإنا إليه راجعون

 

إنتقل اليوم الخميس الى رحمة الله تعالى السجين السياسي السابق السيد محسن ميهوب بعد غيبوبة دامت قرابة 23 يوما بالمستشفى الجهوي ببنزرت في سن يناهز  53  عام بعد تعرضه إلى جلطة دماغية يوم 16 ديسمبر 2008 .

وقد قضى داخل السجون التونسية ما يقارب 11 سنة ذاق فيها شتى أنواع التعذيب عند الايقاف التعسفي و مرورا بالظروف السجنية القاسية داخل السجون التونسية حيث أصيب مرتين بالغيبوبة ألاولى في أقبية الداخلية والأخرى بسجن المهدية نسأل الله أن يرزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان وأن يتقبله الله في جنان الفردوس وأن يحفظ الله بقية المساجين السياسيين المسرحين مما خفي من تبعات التنكيل في مخافر الأمن ومن أهوال السجون التي مروا بها.

 

 فرع بنزرت

الهيئة المديرة

 


 

حوار مع زوجة المناضل المعتقل عدنان الحاجي

 

زرنا الأخت "جمعة الحاجي" زوجة المناضل المعتقل عدنان الحاجي فوجدناها امرأة تختزل بذاتها خصائص مدينة "الرديف" و أهلها : مزيج من الصلابة و العطاء السخي ، معجونة من الألم الدفين و الأمل المشع ، خليط من الشموخ و التواضع . آلام أهلها أعلى من آلام جسدها.

استقبلتنا بحفاوة و أجابت عن أسئلتنا فكان هم أهالي الحوض المنجمي أسبق عندها من همها الشخصي .

 

الموقف : كيف كان تفاعلكم مع الأحكام الصادرة على عدنان و رفاقه ؟

 

جمعة الحاجي : لا أعتبر ما حدث محاكمة لأني يومها تصورت نفسي في ثكنة فأعداد أعوان البوليس بمختلف أشكالهم فاقت أهالي المساجين و زادت عن عدد المحامين و النشطاء الحاضرين . فنحن كنا إزاء مسرحية سمجة لم يسمح خلالها للمحامين بالترافع و منع المعتقلون من التعبير و رفعت جلسة المحاكمة بشكل اعتباطي . و قد طلب منا إخلاء قاعة المحكمة في حدود الثالثة ظهرا و تم تعنيفنا لإجبارنا على المغادرة و لكننا صمدنا و تمسكنا بحقنا و ظللنا مرابطين و مع تدخل رئيس الرابطة أبقى علينا داخل المحكمة إلى حدود العاشرة ليلا حيث رفعت الجلسة و خرجنا ثم اتصل بنا المحامون و أبلغونا بالأحكام الصادرة التي أصابتنا بالذهول و الدهشة خاصة و أن المحاكمة لم تقع في نظرنا فضلا عن الإخلالات التي رافقتها . لقد خيل إلينا أن الأحكام كانت جاهزة تنتظر الإعلان عنها فقط.

 

الموقف : ما هي آخر الأخبار عن الأوضاع الصحية للسيد عدنان الحاجي و عن المعاملة التي يلقاها في معتقله ؟

 

جمعة الحاجي : الجميع يعلم حقيقة ظروف المساجين في تونس و بالخصوص مساجين الرأي ، و زوجي تعرض إلى سوء المعاملة و محاولة التعنيف حيث أجبروه على نزع ملابسه في البرد القارس لسجن القصرين و هم يعلمون جيدا حالته الصحية الحرجة و أنه يعيش بكلية وحيدة و لكن معنوياته مرتفعة جدا لإيمانه العميق بالقضية التي سجن من أجلها. أما الأهم في حالة البشير العبيدي الذي تعرض إلى التهاب رئوي حاد يهدد صحته بشكل جدي و مما يزيد الأمر تعقيدا حرمانه من الأدوية اللازمة التي توفرها أسرته . و الأخ البشير العبيدي مهدد اليوم فعليا و يحتاج على الأقل إلى تغيير سجنه و تمكينه من العلاج و الأدوية اللازمة و قد سبق له أن أصدر نداءات في الغرض و لكن السلطة لا تزال تصم أذانها إزاء هذه المأساة . و ها أنا أكرر النداء لجميع الضمائر الحية لإنقاذ البشير العبيدي .

 

الموقف : و كيف كانت رد فعل الأهالي في الحوض المنجمي على الأحكام الصادرة ؟

 

جمعة الحاجي  :" يوم الجمعة أي بعد يوم واحد من صدور الأحكام خرج أهالي الرديف كلهم يهتفون بأسماء المعتقلين و يعبرون عن رفضهم للأحكام كل بطريقته الخاصة و من بين الشعارات المرفوعة ذات الدلالة العميقة : "كان عدنان مشى ثمة ألف عدنان آخر". أما السلطة فكان ردها بإقتحام المنازل و إعتقال الشبان الذين شاركوا في الإحتجاج على صدور الأحكام الجائرة .

 

الموقف : أحزاب المعارضة المستقلة و الفعاليات المدنية نشطت في مساندة أهالي الحوض المنجمي ، كيف تنظرين إلى هذه المساندة و ماذا تنتظرين من هذه القوى ؟

 

جمعة الحاجي : نحن نرحب بكل صوت مساند مهما كان شكل المساندة و مهما كان مصدرها و مهما كانت درجتها و نحن بصدق نعتبر هذه المساندة التي لمسناها فعليا مشرفة و بهذه المساندة نحن نكون أقوى و أقدر على الصمود و الإستقرار . كما نرجو أن تكون جهود هذه القوى مثمرة و تنجح في إطلاق سراح كافة المعتقلين و إعادة الإعتبار إليهم و رفع المظالم المسلطة على أهلنا .

 

الموقف : لاقت زيارة قوى سياسية و مدنية فرنسية لأهالي المنطقة هجوما شرسا من السلطة ووسائل الإعلام الناطقة بصوتها ، كيف تقيمون هذا النوع من المساندة ؟

 

جمعة الحاجي : نحن يشرفنا كل من يمد لنا يد المساعدة في هذه الأيام العصيبة و كل صوت إنساني حر نستقبله بالترحاب من أجل إطلاق المعتقلين ووضع حد لمعاناتهم و رفع المظلمة عن أهلنا و لا نعير إهتماما لما تقوله دعاية ملموسة لم تعترف بوجودنا طوال أيام المنحة و إكتشفتنا اليوم .

 

الموقف : لاحظنا كثافة المساهمة النسائية في الحركة الإحتجاجية ، كيف تفسرين هذه الظاهرة و ما الدور الذي تضطلع به المرأة في هذه الفترة الحرجة ؟

 

جمعة الحاجي : إن قضيتنا بثت وعيا حادا و عميقا في الجميع سواء المرأة المتعلمة أو غيرها فما حدث بسببه انتفاضة الشغل الكريم تعرفه المرأة و تكتوي بناره على مر الأيام . أما الآن فإن المرأة تشعر بالعجز عن الحركة و التعبير نتيجة العدد المهول لقوات البوليس الذي يكاد يفوق عدد الأهالي و هذه القوات مكلفة بقمع كل تحرك . إضافة إلى ذلك فإن المرأة الأخت و الأم و الزوجة لا تخشى من الضرب و الإعتقال فحسب بل تخشى مما وراء الإعتقال من هتك للأعراض و الأهالي في المنطقة يخشون هذا الأمر خشية بالغة . و لكن في كل مجلس و في كل بيت فإن مدار الحديث و الحوار هو الوضع الراهن و قضية المعتقلين . و المرأة في الحقيقة لم تقم سوى بدورها الطبيعي لا أكثر و لا أقل .

 

الموقف : خلال الإنتفاضة و بعدها راجت دعاية رسمية تفيد بحل جميع المشاكل التي كانت أصلا للإحتجاج ، ما مدى صحة هذا الأمر ؟

 

جمعة الحاجي : ( إبتسمت طويلا قبل الإجابة) أنا كمواطنة لا أرى شيئا مما ادعته الجهات الرسمية . و أضرب لك مثلا عن تواصل نفس الأوضاع أنه هناك عددا من الشبان الذين هاجروا سرا إلى أوروبا مسجلون إلى حد الآن على أساس أنهم يعملون في قطاع الحظائر أو المناولة في حين أن البعض يتقاض أجورهم على تفاهتها و يحولها لحسابه الخاص هؤلاء الذين يمارسون مثل هذه الممارسات هم جزء هام من مأساة الرديف و شقاء أهلها و تعفن أوضاعها فالفساد و الرشوة مستمران . و يكفيك أن تتجول في مدينة الرديف الصغيرة لترى عشرات العاطلين في الشوارع و المقاهي . و حتى التشغيل الوقتي ذي الأجر المضحك يحتاج إلى رشوة للحصول عليه . خلاصة القول في الرد على الإنجازات المفترضة أنه لا شيء تحقق يحل مشاكل المنطقة .  

 

الموقف : كيف تفاعلتم مع خبر رفع التجميد عن السيد عدنان الحاجي ؟

 

جمعة الحاجي : أعتقد بصدق أن عدنان لم يرتكب جرما ليتم تجميده و لم يفعل شيئا ليرفع عنه التجميد و لكن هذا القرار مناسب و صائب و يسند قضية عدنان الحاجي و قضية معتقلي الحوض المنجمي جميعا .

 

الموقف : هل من نداء توجهينه للقيادة النقابية ؟

 

جمعة الحاجي : أشكر القيادة النقابية على وقفتها و أناشدها مواصلة هذه المساندة و دعمها حتى نهاية هذه المظلمة و أعتبر مواقفها و تحركاتها ضمن المسار الصائب و تمثل سندا قويا للمعتقلين و قضيتهم قد تدفع السلطة في نهاية المطاف إلى مراجعة مواقفها . ثم إني أثمن تحركات جميع النقابيين من مختلف القطاعات و المستويات .

 

الموقف : و هل من كلمة توجهينها إلى سلطة الحكم ؟

 

جمعة الحاجي : أطلب منهم العودة إلى رشدهم و أقول لهم أن هؤلاء المعتقلين لم يرتكبوا أي جرم حتى ينالوا هذا العقاب القاسي . و أقول لهم أن المعتقلين في حاجة إلى حريتهم و أن عائلاهم و زوجاتهم و أبنائهم في أشد الحاجة إليهم . أناشدهم أن يوقفوا هذا التشرد الذي أصابنا بعد إعتقال أزواجنا . أقول لهم : " راجعوا موقفكم من المنطقة و أهلها الآن و ليس غدا".

 

الموقف : هل من نداء إلى قوى المعارضة و المجتمع المدني ؟

 

جمعة الحاجي : لا تتوقفوا عن جهودكم المشرفة حتى ترفع عنا المظلمة و لا تستهينوا بأي عمل فكل كلمة و كل حركة تسندنا و تقوي عزائمنا و تساعدنا على الصمود .

 

الموقف : كيف تفاعل أفراد أسرة عدنان الحاجي مع الحكم الصادر ضده ؟

 

جمعة الحاجي : عنان له بنت وحيدة تألمت و تأزمت في البداية و لكنها الآن في وضع أفضل و قد أشعرها تضامن الأحزاب و المنظمات بأن أباها ليس معزولا و أن قضيته عادلة و مشرفة . أما أنا فأبذل ما في وسعي كأم للتخفيف عليها و أنسي نفسي و معاناتي في غالب الأحيان.

 

الموقف : أخت جمعة نشكرك على صبرك علينا و رحابة صدرك و حفاوتك و نرجو أن نزورك و عدنان في رحاب بيته و بين أفراد أسرته و جميع رفاقه المعتقلين الأحرار .

 

جمعة الحاجي : مرحبا بكم و أملي أن يكون لقاؤنا المقبل بحضور عدنان و رفاقه .

 

أجرى الحوار : عبد الجبار الرقيقي

 

المصدر : جريدة الموقف




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !