حوادث الحج
بعيداً عن نظرية المؤامرة والاتهامات التي لا دليل محسوس لها ولا بيان رسمي يدعمها يبقى الحج وتنظيمه حديث المسلمين خاصة إذا حدث حادث , حادثة تدافع منى سبقتها حادثة سقوط رافعة الحرم قبل أيام معدودة من بدء نٌسك الحج تنظيم الحج ليس بالأمر الهين أو السهل وهذه حقيقة وليست دفاعاً , تواجد مليون ونصف حاج على أرض محدودة المساحة يؤدون مناسك معينة في وقت واحد يتطلب عملاً منظماً وحدوث حوادث أمرٌ طبيعي لكنه لا يعفي أحداً من المسؤولية !.
سقوط الرافعة قد يكون بسبب خطأ هندسي لكن تدافع الحجاج بمنى يحتمل عدة احتمالات لعل من أهمها قلة وعي الحاج خاصة فيما يتعلق بالالتزام بخطط التفويج كذلك خطط التفويج التي قد تكون سبباً في تزاحم الحجاج وهذه مسؤولية المطوفين وحملات الحج والجهة المشرفة على تلك الخطط كذلك لا يمكن اغفال سوء التنظيم وهذا احتمال قد يكون محل نظر وقد لا يكون لأن لكل عمل سلبية " خطأ " وايجابية " نجاح " ولا يستطيع احد أن يقفز بهذا الاحتمال إلى الخانة الأولى للأسباب والعلة في ذلك عدم وجود وضوح الاعداد المتواجدة لأداء النٌسك فالأعداد التقريبية " النظامية " يقابلها أعداد غير نظامية وبالتالي فإن الحديث عن سوء التنظيم يعد أمرٌ في غاية الصعوبة من الناحية العقلية والواقعية فالتنظيم يأخذ في اعتباره الأعداد النظامية المتوقعة ولا يأخذ في اعتباره الأعداد الغير نظامية ويأخذ في اعتباره تناسق العمل داخل المشاعر وحدوث خطأ أو تقصير من جهة معينة ينتج كارثة وهذا ما حدث بمنى وما يحدث بها في كل موسم باستثناء بعض المواسم التي أعقبت توسعة جسر الجمرات .
تنظيم الحج مسؤولية الدولة ولن تقبل المساومة على ذلك الحق والشرف رغم أنف من ينادي بتدويل الحج وكأنه قضية بحاجة لتدويل لترى ملفاتها أنوار الحل , حادثة تدافع الحجاج بمنى لا تعفي المسؤول من تحمل مسؤولياته ولا تعفي المقصر ولا تعفي من يعمل بالميدان فالجميع يتحمل مسؤولياته أمام الجهات المختصة وما لجنة التحقيق الا جهة مختصة هدفها كشف الأسباب ومحاسبة المقصر الذي قصر بسوء إدارة أو بسوء تقدير للموقف , من ينادي بتدويل الحج لا يٌدرك أن هذه البلاد منذ تأسيسها ترعى الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ومناسك الحج والعمرة رعاية كاملة وتوليها أشد الاهتمام فقيادة البلاد تتواجد بالميدان للمتابعة والإشراف فهي مسؤولية عظيمة لا يٌدركها من يٌغرد خارج السرب , الإدارة السعودية للحج ليست بالفاشلة بل ناجحة ومعايير النجاح ونسبة ممتدة على مدى 85 موسم حج وحدوث حوادث طبيعي جداً حتى وإن كنا لا نتمنى حدوث حادث الا أنه طبيعي ولا يمر مرور الكرام فهناك متابعة وتحقيق لمعرفة الأسباب وتحديد المسؤولية وخطط لتلافي ما حدث في المواسم القادمة .
تدويل الحج عبارة أطلقها من لا شرف له فتنظيم الحج والإشراف عليه مسؤولية وشرف لا يناله الا العظماء والأمناء وحوادث الحج ومنذ 85 موسم ماضية محل نظر اولئك العظماء والأمناء وستظل بعون الله تعالى .
التعليقات (1)
1 - العراق
فارس البغدادي - 2015-10-04 16:12:08
ايران تريد ان تمد مكرها وخبثها الى الديار المقدسه اتحصيل بعض المكاسب الخبيثه من العرب