علي جبار عطية
الأربعاء 30-11-2011
اعتدت على ترتيب القنوات الفضائية حسب طول مدة المشاهدة للقناة ففي بدء علاقتنا (العاطفية) بالثورة الفضائية وانفتاحنا على العالم احتلت قنوات الاطفال الصدارة ثم القنوات الاخبارية والحوارية ثم قنوات الافلام والدراما والقنوات الهادفة او الدينية!
ومع تقدم العمر وطول حرب الارهاب والاحباط من التغيير ومشاهدة المشهد الاخير من مسرحية عرس الدم العراقي الهادفة قمت بقلب هرم القنوات فصارت القنوات الهادفة في المقدمة والقنوات الاخبارية في ذيل القائمة لفقداني الشهية وهبوط وزني نحو عشر كيلوغرامات بسبب مشاهد الكوارث والجرائم الملونة! لكن التغيير الذي لم نكن نتوقعه نحن المثاليين هو ان الشعوب العربية رفضت بعد عقود طويلة ان تبقى في دور الكومبارس وتصدرت المشهد وصارت هي البطل بما يسمى بالربيع العربي الذي اطاح بأنظمة شمولية هرمة لم نكن نحلم ان نرى واحداً منها يتهاوى وهذا استدعى تغييراً في تكتيك ترتيب القنوات فصرت اضع في المقدمة القناة الرسمية للدولة التي تحصل فيها اضطرابات .. هكذا فعلت مع تونس ثم مصر ثم ليبيا ثم اليمن ثم البحرين ثم سوريا!
وكانت متابعتي لهذه القنوات تحمل معها الخيبة ومجموعة مشتركات وذلك لأن التلفزيون الرسمي يظهر الامور مستقرة وان مجموعة من المشاغبين خرجوا واستطاعت قوى الامن الوطني من السيطرة على الموقف !
وهذا يذكرني بالحنديرة التي يضعها الحوذي على عيني الحصان لينظر الطريق امامه فقط!
ومن المؤسف انه ولا تلفزيون عربي من هذه التلفزيونات صارح شعبه بما يحدث اولاً بأول وكانوا يتبنون وجهة النظر الرسمية وهي مسألة ليست في صالح القناة الحكومية ان تغيب عن الواقع او تغيب نفسها عنه لاسباب ايديولوجية او مصلحية وتتبنى خطاب الحاكم !اتابع هذه الايام القناة الرسمية السورية فارى خطابها لا يختلف عن قناة العراق الفضائية سنة 2002 من حيث المنهجية والخطاب المؤدلج والانشغال بالرد على قناة الجزيرة وقناة العربية من دون ان تقدم رسالة واضحة تقنع المتلقي بما يحدث مما يدل على صحة المثل العراقي الذي يقول (الخلف مامات)!.
التعليقات (0)