مواضيع اليوم

حمى الإنتخابات في المغرب

عبدالله بولحيارا

2009-10-06 07:28:16

0


هاتف شقيقي الأكبر في محنة حقيقية,في الحقيقة أنا أشفق على هذا الهاتف الصبور, لا يكاد ينهي اتصالاً ليأتي اتصال آخر, إنها حمى الانتخابات اتصالات هنا وهناك وبحث مضن عن أصوات انتخابية تختار هذا أو ذاك, المرشحون في حرب حقيقية لضمان مقعد في الجماعات المحلية الحضرية والقروية.

 

الساعة الثامنة صباحاً يستيقظ أخي ويأخذ حماماً ساخناً وفي لحظة الفطور الهاتف يرن, من عادته أنه يكره استقبال مكالمة أي أحد في ساعة استيقاظه, جرى باتجاه غرفته وأخذ الهاتف وأجاب : ألو السلام عليكم , ليجيبه أحدهم ينتمي لحزب ومرشح في الجماعة القروية يريد منه إقناع النسوة والرجال وبعض الأصدقاء ممن يربط معهم شقيقي علاقات الدم والصداقة والعمل أيضاً بمنحه أصواتهم. نعم نعم هذا واجب يا سي الحاج سأحاول إقناعهن باختيارك مرة أخرى ربما أنت الرجل الأصلح لمنحه الثقة. والحقيقة أن شقيقي يتملق هذا الشخص لأنه يعرف جيداً مرتبته الدونية في الأخلاق والأمانة وكل شيء وأن النسوة ولو بلغ فيهن الجهل حد الجنون فإنهن لن يمنحن صوتهن لمغفل مثله, فما بالكم بالرجال.
أين بالضبط ؟ آه مقهى أوروبا سآتي حوالي الساعة الحادية عشرة. إن كان هذا الوقت يلائمك. حسناً حسناً سآتي حالاً ما دام أنه أنت يا سي الحاج فوقتي كله لك… شكراً شكراً.
- لا يكاد ينهي اتصاله ويضع الهاتف حتى رن مجدداً… أجاب: ألو السلام عليكم, أهلاً أهلاً كيف حالك يا سي براهيم؟ كيف فعلتها اليوم؟ اتصلت بي ربما هناك خطأ في توجيه المكالمة من طرف شركة الهاتف. نعم نعم تقع أخطاء عادة ههههه(يضحك) … تحتاجني؟ أتمنى أن لا يكون الأمر متعلقاُ بشيء لا أستطيع فعله. حسناً… حسناً ربما يمكنك أن تكون الأوفر حظاً في حزبك الذي منحت له الثقة في الانتخابات الأخيرة لو أنك من الثلاثة الأوائل. ماذا؟ أنت فقط في اللائحة؟ وما هو ترتيبك؟ 24؟ يا للعار. شاب طموح مثلك ويضعونك في المرتبة الرابعة والعشرين.أين أنت الآن ؟ آه حسناً يا سي إبراهيم وقتي اليوم ضيق, سألقاك في المكان الذي تتواجد به الآن حوالي الساعة الحادية عشرة. انقطع الاتصال.
- يا للأسف شاب مثله يدخل إلى هذا العالم. يطلب أصواتاً لغيره من المغفلين واللصوص الذين دسوا أنفسهم في أول اللائحة.
- اتصال آخر وهذه المرة من الجار الحاج أحمد, التاجر المعروف عند عامة سكان المدينة "يقضي الأغراض وراجل مزيان و ولادو الله يعمرها سلعة الأدب والاحترام والتربية وحسن الخلق" لكن أن يتصل ويطلب الأصوات الانتخابية من شاب بدأ للتو حياته المليئة بالأشواك والكريدي. ألو السلام عليكم, من معي رجاءً؟ آه سيدي الحاج كيف حالك؟ بحثت عني البارحة؟ آه لم أكن هنا كنت مسافراً ووصلت للتو من سفري في السادسة صباحاً. نعم "الله يودي يا سيدي الحاج" نعم عندي صوتي وسأمنحه لكم يا سيدي الحاج. نعم. آه تريد أصوات العائلة كلها؟ نعم سأقنعهم بالذهاب للتصويت عليك يا سيدي الحاج… تريد كم صوتاً لدي في العائلة؟ ربما سأحاول عدها بأصابعي لأنها كثيرة ههههه(ضاحكاً) واحد إثنان ثلاثة أربعة … عندي أربعة عشر صوتا يا سيدي الحاج… بالطبع يا سيدي الحاج لن يصوتوا لأحد… أقصد سيصوتون لكم فقط يا سيدي الحاج. في أمان الله "سلم ليا على الدراري".
- لا حول ولا قوة إلا بالله الحاج أحمد "مشا فيها" ههههههه.
- رن الهاتف مجدداً… ألو السلام عليكم؟… أهلاً بك… من معي بالتحديد أعرف الكثير من الأشخاص اسمهم حافظ. لا أتذكر … هل لك أن تحدد لي رجاءً ههههه(ضاحكاً). آه أنت الأخ الأصغر لــ-علي بن مبارك. كيف حال أخيك منذ مدة وأنا لم أره هل من خطب؟ آه هكذا إذن؟… حسناً…نعم "كاين شي مانقديو؟" آه أنت أيضاً أقصد تريد أن أساعدك؟ حسناً ليس هناك من مشكلة سأساعدك.ماذا؟ الآن؟ لا أستطيع أنا الآن أحضر لاجتماع عمل ربما في الساعة الثالثة بعد الزوال هذا هو الوقت الملائم لي إذا لم يكن لديك من مانع؟. حسناً في الثالثة في مقهى المدينة الجديدة. ولا تنس القهوة على حسابك هههه(ضاحكاً) لم أتذوق طعم القهوة على حسابك فكيف سيكون طعمها يا ترى؟ هههه(ضاحكاً).
- السي حافظ يريد الأصوات ههههه(ضاحكاً) يا له من صباح؟ كم أمقت السياسة؟
- ذهب أخي عند كل واحد منهم وفي كل مرة يحاول أن يعطي انطباعاً جيداً بحال العمل السياسي في الوطن وطريقة مساهمته في بناء الوطن. لكنه يصطدم برغبة كل طرف في استمالته والضغط على حاملي الأصوات بالتصويت لصالحه.بأي طريقة فهناك من وعده بهبة للجمعية الشابة والفقيرة وهناك من وعده بأشياء أخرى لكن أخي دائماً يرفض أية مساعدة ويعتبرها جزاء منح الأصوات لطرف معين على حساب طرف آخر ربما يكون الأصلح.
انتهى اليوم وستنتهي الأيام ولن نفعل شيئاً مادام الحجاج(بالإسم) والشيوخ وأصحاب الجلابيب البيضاء والطرابيش الحمراء يضعون صورهم في المراتب الأولى واسمائهم بخط كبير ويضعون الشباب في المراتب المتأخرة. ما دام أن كل واحد من هؤلاء الذين ليس لهم وزن في هذا المجتمع ولا يستطيعون التأثير عليه بأي طريقة يسعون إلى كسب ود أشخاص لهم وزنهم في المجتمع من أجل الضغط على الساكنة باختيارهم, فالذين يعملون في العمل الجمعوي ولا يهتمون بالسياسة هم المفضلون لدى هؤلاء من أجل كسب ودهم لأنهم يعرفون أشد المعرفة أنهم لن يأخذوا رضى الناس بطريقة مباشرة للتصويت عليهم لذلك يسعون إلى حيل أخرى تتمثل في استمالة شخص واحد ربما عضو أو رئيس جمعية معينة إلى غير ذلك.
- كل هذا من أجل الأصوات الانتخابية أصوات الشعب الذي لم يعد يثق في أحد ولا يهمه في هذا الوطن أي شيء مادام أن كل شيء سيكون على ما يرام بطريقة الكبار. أما الصغار مثلنا فلا أحد يبالي بهم وحتى لو انخفضت نسبة التصويت إلى 5 بالمائة فإن نفس الاشخاص هم من سيتقلدون المناصب وأننا لو صوتنا كلنا فلن نغير في هذا الوطن شيئاً مادام محكوماً على من يريد الديمقراطية بالإعدام والثقة في من يدمر هذا الوطن. للأسف هذه حالنا حال هذا الوطن المسكين الذي لم يعد أحد يعرف إلى أي هاوية وإلى أي منحدر سوف يسقط.
- أذكر السادة المرشحين وطالبي الأصوات أن الأربعة عشر صوتاً لن تصوت على أحد لأنها لا تثق في أحد وستبقى هكذا حتى يتغير هذا الوطن ولو بالمقلوب. وإن البطائق الانتخابية التي يحضرها لنا (المقدم) ويوصينا فيها بالتصويت لأحدهم وتجديد الثقة فيه. هي إهانة كبرى بالنسبة إلينا كشعب.
- أيها القراء الكرام الأسماء هنا هي خيالية وأي تشابه فهو بمحض الصدفة.

عبد الله بولحيارا ( ـــــتيزنيتـــــــ)
deelyara@yahoo.fr




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !