مواضيع اليوم

حملة مصرية على "فيس بوك": فلسطين عدونا .. فلنعاملها كما نعامل إسرائيل

محمد غنيم

2010-01-21 14:47:51

0

لحظة أن وقعت عيناي على الخبر الذي نشرته وكالة قدس برس الإخبارية ذات المصداقية العالية، وعنوانه (حملة مصرية على "فيس بوك": فلسطين عدونا .. فلنعاملها كما نعامل إسرائيل)، استرجعت اللحظات الصعبة التي مررت بها كصحفي عندما أرتبك وتخونني ثقتي بنفسي في أن أنشر هذا الخبر أو ذاك أو لا أقوم بنشره دفاعاً عن العروبة وخوفاً من أن يكون هذا الخبر أو ذاك عبارة عن معلومات مدسوسة ومسموعة تتسلل في محيطنا العربي لكي نشعر بالضعف والانشقاق.

لكنني وبعد التمعن للحظات، قررت نشر هذا الخبر على مدونتي التي عدت لها مجدداً، وأعرف أن الشعب المصري ليس بهذه الدرجة التي يسمح بها في أن يكون عدواً لفلسطين أو للعرب، فهؤلاء الذين قاموا بالحملة ضد فلسطين باعتبارها عدواً لمصر، فئة قليلة من الشباب ولا أحد يدري لماذا بالضبط فعلوا ذلك.

عندما أخبرت زميلي في العمل عن هذا الخبر رد علي بالقول: ليت هؤلاء الشبان المصريين تعاملوا كما تعاملت السياسة المصرية الرسمية مع "إسرائيل"، فالغاز شبه مجاني لهم بينما تغرق غزة في البرد والعتمة، عدا عن الأمن المصري الحليف للعدو الصهيوني.

ابتسمت، وخرجت أشعل سيجارة متذكراً كيف أن والدي تنازل عن بيت وسيع وكبير لعائلة مصرية استوطنت في رفح جنوب غزة، وكيف كانت العلاقة بين العائلتان، الطعام والسهر والفرح والحزن مشترك، كعائلة واحدة، ولا فرق بين مصري أو فلسطيني، وتذكرت الآلاف من المصريين الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل فلسطين، وتذكرت وتذكرت وتذكرت، ثم حزنت على هذا الخبر الذي أعتقد بأنه سيزيد من خشية العرب على تصرفات غريبة باتت تظهر من "مصر"، وهي التي نسميها دائماً عاصمة العرب الأولى.

برأيي ليست المسألة فيما قد نعتقده كعرب فيما بيننا، ولكن أي نظرة سينظرها الآخرون ونحن نفعل بأنفسنا مثل هذه الأفعال، فلسطين المحتلة الأسيرة عدوة لأكبر عاصمة عربية؟!.

قررت نشر الخبر كما هو وتالياً نصه:
أطلقت مجموعة مصرية، على موقع "فيس بوك" الاجتماعي الشهير، حملة كبيرة لاعتبار فلسطين "عدوة لمصر"، وتدعو إلى معاملتها كما تعامل السلطات المصرية الجانب الإسرائيلي في مختلف القضايا.

وتقول الحملة الإلكترونية، والتي جاءت تحت عنوان "فلسطين عدونا .. فلنعاملها كما نعامل إسرائيل": "بعد الإطلاع على بيانات حكومتنا الرشيد وقراءة مقالات رؤساء تحرير الصحف القومية عن شرور فلسطين وخطورتها على الأمن القومي المصري. وبعد الجريمة النكراء على الحدود من قبل أشرار فلسطين ضد جنودنا البواسل الشجعان ثبت أن نظامنا المصري على حق. فلسطين عدو وليست حليف أو صديق. آن الأوان لأن نعامل فلسطين كما نعامل أعداؤنا الصهاينة".


وأضافت الحملة، التي أطلقتها شخص يدعى الدكتور عادل وانضم إليها أكثر من ألف شخص حتى الآن خلال يومين فقط من إطلاقها: "فلنهدي لهم (الفلسطينيون) الغاز مجاناً أو بدراهم معدودة كما نفعل مع الصهاينة، ولننقل لهم الأسمنت وحديد التسليح بأسعار مخفضة كما نفعل مع الصهاينة، ولنحترمهم ونوقرهم حتى لو شتمونا أو قتلوا بعض جنودنا على الحدود بطريق الخطأ أو الصواب، كما نفعل مع الصهاينة، وليدخلوا أرضنا بلا جوازات سفر كما نفعل مع الصهاينة، ولنستورد منهم ونصدر لهم كما نفعل مع الصهاينة، ولنستقبل وزرائهم ومسؤوليهم بحفاوة واحتفالات رسمية كما نفعل مع الصهاينة".

وختمت الحملة التي أطلقت على "فيس بوك" بالقول: "نعم يا شعب فلسطين .. آن الأوان أن تذوق نار عداوتنا بعد برد محبتنا"، على حد تعبيره.

يشار بهذا الصدد إلى أن إدارة "فيس بوك" أوقفت مؤخراً مجموعة "حملة مصريون ضد نكبة الجدار الفولاذى"، مشيرة إلى أنها "تنتهك شروط الاستخدام الخاصة بها، لا يُسمح بأى مجموعات مغرضة، أو مهددة، أو مهينة".

وأضافت الرسالة، التي وصلت إلى أعضاء المجموعة من إدارة الموقع: "إننا نعمد إلى إزالة أى جروبات تتعرّض لأفراد أو مجموعات، أو تعلن عن منتج أو خدمة ما، وقد يؤدى سوء الاستخدام المستمر لميزات فيس بوك إلى تعطيل حسابك".




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات