يا مهندسي العراق انتفضوا .. فقد بلغ السيل الزبى وبلغت اهانتكم مبلغا لم يعد من الحكمة السكوت عليها ، ولا من المصلحة العامة او الخاصة ان نترك الجهلة والمزيفون يعرقلون دوران عجلة الحضارة العراقية ثم يرمون التهمة عليكم وينسلون .
في كل يوم نرى وجوها لمسؤولين في مؤسسات الدولة او في مجالس المحافظات تخرج في الاعلام العراقي لتحمّل كل مساويء الخدمات ومشاكل اعادة الاعمار التي فشلت فيها الحكومة المركزية او الحكومات المحلية على عاتق شركات المقاولات العراقية بما فيها من مهندسين يعملون في تلك الشركات ثم انتقلت هذه الاتهامات لتصبح على السن المواطن العراقي البسيط ضد المهندس العراقي !
وهذا مطلب وغاية ذلك المسؤول ان يحول انظار الراي العام العراقي عن الفساد الموجود في دائرته او مؤسسته او وزارته ليوجهه باي اتجاه ممكن ولم يجد جهة اضعف من المهندس العراقي الذي لايجد اليوم من يدافع عن حقوقه المسلوبة فلا نقابة منتخبة وقوية تتحدث باسمه ولا كتلة سياسية تتبنى موقفه ولا حتى راي عام يحفظ هيبته المنزوعة ! فالمهندس العراقي بريء من هذه التهم براءة الذئب من دم يعقوب .. كما سنثبت ذلك في هذه الحملة ان شاء الله .
بل حتى اولئك السياسيين الذين انتخبناهم بدمائنا وبدماء اهلنا في ظروف خاصة لم يتورع البعض منهم من توجيه الاتهامات الباطلة للمهندس العراقي بشكل مباشر او غير مباشر بعد عجزه من ان يبعد انظار الشارع العراقي عن سرقاته واختلاساته وسوء ادارته وتغاضيه عن الفساد والمفسدين ..! بعض اولئك السياسيين الذين تحولوا الى مقاولين ينهبون ثرواتنا الوطنية في مشاريع وهمية ، وذلك بعد 2005 عندما دخلوا مجلس النواب وتربعوا على كراسيه في فغلة من الزمن وفي غفلة من مثقفي العراق واطبائه ومهندسيه وعلمائه .
ان مهندسي العراق الاكثر كفاءة في المنطقة وبشهادة الكثير من النقابات الهندسية والمهنية واصحاب الشركات في الدول المجاورة وبشهادة قيادت المهندس العراقي العملية الكفوءة للكثير من النهضات العمرانية في دول الجوار ودول المنطقة عموما ، فقد سبق وان اثبت المهندس العراقي جدارته وكفائته في اعادة اعمار العراق بعد عام 1991 والجميع يعلم ان الكثير من المرافق الخدمية المهمة اعيدت للعمل والخدمة في غضون اشهر معدودة و بامكانيات محدودة جدا اذ عوضت كفاءة المهندس العراقي الامكانيات الضعيفة آنذاك واعاد اعمار العراق وشيد حضارة العراق لتكون امتدادا للحضارت العراقية السابقة التي شيدها نفس هذا المهندس الكفوء ، وايضا اثبت جدارته بعد ان هاجر خارج وطنه بسبب الظروف قبل او بعد 2003 ليستوطن بلدان اخرى تقدر موهبته وتحتضنه وتقدم له بعض احتياجاته المفقودة في وطنه الام ! وها هو يقود اليوم الفرق الهندسية المشرفة على بناء اكبر الحضارات في المنطقة فالمهندس العراقي هو الاكثر انتشارا في دولة الامارات العربية على سبيل المثال لا الحصر والاكثر كفاءة سواء في عمليات التصميم واعداد الدراسات او في عمليات الاشراف الموقعي والبناء .. فتجده حاضرا هناك في معظم المكاتب الاستشارية وينافس زملائه من بقية الدول بل ينافس حتى المهندس الغربي هناك ، كما تجده في كبار شركات البناء والاعمار ، وقد قاد ايضا حركة الاعمار والبناء في الكثير من الدول الاخرى نذكر منها الاردن ، قطر ، المغرب ، ليبيا ..الخ .
بل ان المهندس العراقي اثبت جدارته وتفوق في بعض دول اوربا واميركا الشمالية فافضل مهندس معماري في العالم اليوم هو عراقية تعمل في اميركا من خلال مكتبها الخاص وافضل مهندس انشائي في العالم هو عراقي يدرس في جامعات لندن وافضل مهندسي الاتصالات عراقيين موجودين في اميركا ويعملون في ادق المؤسسات كناسا الفضائية وغيرها .
بعد هذه المقدمة البسيطة حول قدرة وكفاءة المهندس العراقي ياتي اليوم جاهل في الهندسة مزورا لشهادته مديرا في احدى مؤسسات الدولة ويقول (( انا لااثق بالمهندس العراقي ! ولا اثق بالشركات الهندسية العراقية ! ولا اثق بشركات المقاولات العراقية !..))
ويظهر آخر يتربع على عرش احد اهم المؤسسات في الدولة والتي تختص بشؤون الخدمات في بغداد ليشكك بقدرة المهندس العراقي وليشترط على المنفذين ان يكونوا وسطاء فقط لشركات اجنبية ! هو ليس مهندسا ومع ذلك يشغل منصبا لا يمكن لغير المهندسين اشغاله ! هو نفذ بشكل مباشر الكثير من المشاريع الوهمية ! ومشاريع اخرى توقفت بعد بدئها بايام لتبقى دون تنفيذ لسنوات ومع ذلك فان تلك الشركة تقبض كل مستحقاتها وتقبض غير مستحقاتها ولا يمسها شيء من القانون او العقوبة ..! ومثل هذه الشركة العشرات ..
فما هي قصة هذه الشركات ؟ وكيف تفوز بالعقود ؟ ولماذا تقبض مستحقاتها وهي متلكأة في التنفيذ ؟ وكيف تقبض بقية المستحقات وان لم تنفذ شيئا ؟
وهل يديرها المهندس العراقي الكفوء والشريف ؟ ام يديرها آخرون ممن طرؤا على الساحة الهندسية كما طرأ البعض على الساحة السياسية ؟!
قبل ايام وفي قناة الحرة اظهروا لنا شارع الرشيد في وسط بغداد وهو محفر ومدمر وحاله لايسر صديق او عدو ؟ ثم يعرضون آراء لمواطنين يقولون ان سبب المشكلة هي الشركة المسؤولة على تنفيذ مشروع تطوير شارع الرشيد الذي خصص له مليارات الدنانير في مرحلتين كانت احداهما اسوء من الاخرى في التاثير على مظاهر الشارع وخدماته ووضعه ! والجميع هناك يشتكي ولسان حاله يقول نحن بخير فيما لو اوقفت امانة بغداد خدماتها لنا في هذا الشارع ؟!!
ومع ذلك فان المليارات صرفت على الشارع فعلا ؟ فاين صرفت تلك الميارات وفي جيوب من ذهبت ؟ ام انها صرفت لمن قام بالهدم والتفليش في الشارع ؟! فمن المسؤول على هذا التخريب ؟ الشركة الوهمية المنفذة ام المسؤول الذي يقف خلفها ؟
ان ما حدث ويحدث في العراق بعد 2005 هو ان بعض السياسيين الذين جلسوا على كراسي البرلمان وكونوا الكتل ومنهم من دخل في تشكيل الحكومة وبعضهم جلس على كراسي الوزارات وهم ليسوا كفئا ولا يحملون النزاهة التي يحتاجها موقعهم المتقدم في المسؤولية تحولوا كما قلنا الى مقاولين وأسسوا شركات مقاولات وهمية باوراق اصولية ، بمعنى انها شركات جديدة ليس لها كفاءة علمية او هندسية وليس لها باع في البناء وليس فيها مهندسون حقيقيون ومع ذلك حضت بدرجات متقدمة وذلك بتواطيء وزارة التخطيط معها (كما سنوضح ذلك في مقالات لاحقة وبالادلة ) لتحضى بعدها باكبر واهم المشاريع في الكثير من مؤسسات الدولة ولتخرب البنى التحتية للبلاد وتزيد معاناة المواطنين ، فمن مشاريع المجاري التي حولت الكثير من مناطق بغداد وبقية المحافظات الى خرائب الى مشاريع الارصفة المضحكة التي نهبت ميزانية جميع المحافظات بدون اي سبب منطقي الى مشاريع وهمية كثيرة اقيمت على الورق وخصصت المليارات لها ثم صرفت تلك المليارات وليس هناك اي مردود خدماتي او عمراني او اسكاني او حضاري لها وهذه المشاريع كثيرة سنعدد الكثير منها في المقالات اللاحقة للحملة ان اراد الله تعالى لنا الاستمرار .
تلك الشركات التي يمتلكها في الخفاء سياسيون متنفذون ويديرها في الظاهر اناس فاشلون كانوا هائمين على وجوههم خارج العراق لسنوات مضت ومهندسون مزورون لشهاداتهم كانوا يشتغلون في كل شيء الا الهندسة ! ففي آخر تصريح لهيئة النزاهة ان هناك اكثر من 10000 موظف حكومي من حاملي الشهادات المزورة في العراق !
ثم ليستولوا على اكبر المشاريع الخاصة فيما يسمى "حملة اعادة اعمار العراق" وينهبوا ميزانية البلاد لعدة سنوات وياخذوا المليارات ويتركوا للمواطنين المعاناة ، ثم بعد ذلك كله وبكل صلافة يرمون المهندسين بتهم التقصير ويشككوا في كفاءاتهم ونزاهتهم ؟! فلو انهم سرقوا وسكتوا لسكتنا ، لكن ان يشوهوا سمعة شيدها لنفسه المهندس العراقي باني الزقورة وبرج بابل والجنائن المعلقة وبغداد المدورة والملوية والجسور وبرج بغداد والسدود والطرق والخ .. فهذا امر لن نسكت عليه وسنطالب جميع المؤسسات العراقية والمنظمات المدنية والدوائر القانونية برد الاعتبار للمهندس الذي يحاول المفسدون تشويه سمعته وسنطلع المنظمات العالمية عمن ينهب ثروات العراق ويهدم بناه التحتية والفوقية .
سنشرح بالتفاصيل ان عملية البناء تبدأ باعداد الدراسات ثم التصميم ثم احالة العمل على شركة مقاولات معتبرة ضمن مقاييس السعر و القدرة الهندسية والمالية ثم مراقبة العمل من قبل الدائرة المستفيدة ثم عملية صرف المستحقات باشراف الرقابة المالية ومن ثم عملية الاستلام وهذه الخطوات يشوبها في جميع مفاصلها الفساد الحكومي لذلك فشلت معظم المشاريع وسنعطي الحلول التي تنظم هذه العملية بما لايدع مجالا للفساد ولنبريء المهندس العراقي الكفوء مما فعله المفسدون والمزورون والمرتشون .
ندعوا الجميع للمشاركة في هذه الحملة بالمؤازرة للحصول على توقيع 10000 مهندس حقيقي وليس مزيف مزور من بين اكثر من مئة الف مهندس خرجتهم الجامعات العراقية ، ونرجو ارسال اية ادلة فساد تساعدنا للدفاع عن حقوق المهندس العراقي في هذه القضية لرد اعتباره وتعويضه ماديا ومعنويا ومحاسبة المفسدين .
عن مجموعة المهندسين الاستشاريين العراقيين
وعن مجموعة من شركات المقاولات العراقية
المهندس الاستشاري احمد الخفاجي
New_iraq2004@yahoo.com
بغداد 2009 .
التعليقات (0)