حملة تضامن

تحتار الام الصومالية في اختيار الابن الذي تعطيه القليل من الطعام ليموت الاخر وتحتار ام عربية في اختيار الطبق الذي تقدمه لابنها فيأكل نصفه ويرمي نصفه الاخر...
وتربط الجدة الصومالية حبلا حول بطنها كي لا تشعر بالجوع, وحتى تمنح أحفادها وأولادها القليل من الطعام الذي يتوفر لها.في حين يربط المئات من الاشخاص الذين يواجهون التخمة والبدانة معدتهم في حبل اكثر رقي متبعين اسلوبا قسريا للتخسيس وتخفيض الوزن..
جائعو الصومال لا يملكون الانترنت ولا يشاركون الثورات العربية صفحاتها على الفايس بوك او يتبعونها على التويتر ..جائعو الصومال لا يملكون ثمن الرغيف الذي يرمى على مائدة عربية اخرى..
ربما لان لا صفحة لديهم على الفايسبوك لا حملات تضامن تنظم من اجلهم ولا دعوة من المثقفين اوحتى الكادحين للتضامن معهم ولو بجرعة ماء..
وللعلم ان الصومال هي دولة عربية مثلها مثل سوريا تماما او ليبيا او مصر واولاد الصومال هم عرب صغار يموتون جوعا من دون ان يعبروا عن رايهم او يدافعوا عن حريتهم ,هم حتى لا يقون على الوقوف للدفاع عن قوتهم.
اطفال الصومال لا يأبهون بتصريح الرئيس السوري او الرئيس التركي ...
امهات الصومال يريدون ما نرميه نحن في سلات مهملاتنا في شهر رمضان , يطمحون لكسرة خبز نتركها على طاولة الافطار في مطعم ..قد يعيشون اذا ارسلنا لهم القليل القليل من ما بقي لدينا من وجبة اليوم..
اطفال الصومال العرب , نساء الصومال العرب, رجاء الصومال العرب يريدون كسرة خبز وجرعة ماء وقطرة حليب ..يريدون اسخف ما لدينا ومع ذلك نحن نلتهي بكل شيء الا هم..
في زمن تنافس الحملات التضامنية بين الشعوب العربية والانظمة العربية اعلن تضامني
مع جائعي الصومال اطفالها وشيوخها وشبابها ..وكل من يموت جوعا في هذا العالم المتخم بالطعام والشراب والسياسة..
عذرا من الرفاق المتضامنين مع القضايا العربية والثورات العربية والشعوب العربية وعذرا من الاصدقاء المتضامنين مع الانظمة العربية والقيادات العربية والدبابات العربية .
عذرا من من يريد ان يحرر القدس فيتضامن معها ويعمل ضدها ..ومن يريد ان يقلب الانظمة فيثور معها اوضدها , وعذرا من من يستنكر القتل ويغض النظر على المجاعة ,يتضامن مع شعوب وينسى شعوب ..يموت من كثرة الطعام فهو لذة الحياة ويموت غيرة من قلة الطعام فهو وسيلة للحياة...
لو كانت الصومال تنعم بحكومة مستقرة موحدة ومسؤولة بدلا من ان تعصف بها عقود من الحروب الاهلية لما كانت هناك مجاعة فيها فالدولة منقسمة لعشرة اجزاء تديرها مجموعات متنافسة ادى جفافها ..
هي الحروب الاهلية ,هي المجموعات المتنافسة ,هو الجفاف هي المجاعة وهم عشرات الالف من الجائعي يقتلون من دون ان ترمش اعيننا..اعيننا نحن, نحن الانظمة التي تلتهي عن شعوبها ولا تأبه لجوعها..
عذرا من الشعوب العربية المتخبطة في صراعاتها والمتضامنة مع وعلى ثوراتها ..عذرا من الاصدقاء في سوريا وليبيا ومصر وتونس ولبنان المقسم بحسب تضامن شعبه ..عذرا من شهداء الثورات ومن الشهداء الموالين للانظمة لست معكم جميعا ..لا يهمني امركم ولا امر انظمتكم ... اتضامن بكل خلايا جسدي وروحي مع الصومال مع حيرة ام صومالية وحبل معدة جدة صومالية