حملة : كرامة الشعب التونسي أولا ... .!؟

 حملة : كرامة الشعب التونسي أولا ... .!؟

( أما اليتيم فلا تقهر و أما السائل فلا تنهر )

بقلم : محمد بن سالم بن عمر

Mohamedsalembenamor21@yahoo.fr

عضو اتحاد الكتاب التونسيين

يفترض أن كل مكونات الشعب التونسي هي مكونات عربية إسلامية تؤمن بيوم الحساب ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا  يره     و من يعمل مثقال ذرة شرا يره ) و ( كل نفس بما كسبت رهينة ) و ( ما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله )... .!؟

 لكل هذا لماذا لا تعمل الحكومة المؤقتة بالتعاون مع كل الأحزاب و المنظمات و الجمعيات المدنية... على توفير الحد الأدنى من مقومات العيش الكريم للشعب التونسي مفجر ثورة 14 جانفي .!؟

لماذا لا يتكاتف الجميع من أجل النهوض الاقتصادي و الاجتماعي بالوطن الحبيب تونس لإنجاح الثورة إن كانوا صادقين ؟

لماذا لا تذهب الإعتمادات المالية التي وفرتها الحكومة الانتقالية للحملة الانتخابية و للأحزاب و للمنظمات .. و ما استرجع من مال منهوب .. و ما قدمته بعض الدول و المنظمات من دعم مادي لإنجاح الثورة .. لماذا لا تذهب كل هذه الإعتمادات المالية  لفائدة توفير مواطن الشغل للمعطلين  و توفير منح قارة للفقراء و المساكين و العاملين في خدمة الوطن ... .!؟

يبدي المواطن التونسي اليوم احتقارا واضحا لكل العاملين في الحقل السياسي لمبالغتهم في الشقشقة اللفظية دون إظهار أي طحين مفيد يمكن أن يساهم في تحقيق كرامته و حفظ حقوقه على أرض الواقع .. لأنه يفتقد لأي دليل على حسن نوايا هؤلاء المتناطحين، سوى التنازع على تقاسم كعكة مضرجة بدماء الشهداء و مغموسة بعرق و دماء المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان و الطلاب الذين حرموا من التمتع ببهجة الحياة التي امتن الله بها على جميع خلقه ..( و إني لأذكر بأسف شديد أني قابلت معتمدا بعد الثورة أشكوه حالي فرد علي قائلا: أن كنت أنت قد تزوجت و لك أطفال .. فأنا قد عينت منذ 16 يوما فقط    و لا أزال عازبا لم أعرف طريقا لبهجة الحياة رغم تقدمي في السن ..) .!؟( بدون تعليـــــــــــــــــــــــــــــــــــق.!؟).

يقول الله تعالى:( (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:105])

و يقول عز وجل  :(  مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18)

فلا وجود لدولة مدنية ذات وصاية دينية من قبل رجال الدين المعممين  بل هناك دولة مدنية ذات وصاية ربانية ... !؟