مواضيع اليوم

حملات دعائية...

ازهار رحيم

2009-02-09 07:05:44

0

د.ازهار رحيم

ـــــــــــــــــــــــ

azharrrehim@yahoo.com

 

 من الجميل ان يشعر الانسان بأهميته، خاصة أن تلازم هذا الشعور مع  فعل   يؤجج  هذا الاحساس  بان رأيه مهم ، وان لولاه  لتوقفت عجلة الحياة  ..  وقد يخفف   الاحساس باهتمام الاخرين  من وطء صفعات   الأزمات  التي   تفاجئه كل يوم  .
 انتخابات المجلس الوطني  على الأبواب  ،وبدأت الحملات الدعائية للكيانات السياسية  التي وصل عدد قوائمها الى 83 قائمة ، تضم  ائتلافات  واحزاب واشخاص .
 يعاني  المواطن من الفوضى وتحيط به تلال من الازمات ،بطالة  وتدني المستوى المعيشي  لبعض شرائح المجتمع ، وتلاعب الكهرباء باعصابه ، وغرقه في دوامة ازمة المحروقات، ومشكلات فقدان الأمن ، و.. و..   مع كل ما سلف بدأ شئ من الانتعاش ينمو في داخله وهو يرقب  بعض  الكيانات السياسية  وهي تدخل بقوة  او بتعثر في اول انتخابات حقيقية  من اجل  استقطاب اصوات الناخبين للتصويت لصالحها  عن طريق الترويج لحملات دعائية بسيطة .. انتشرت في بعض مناطق بغداد لافتات  تشير  الى اسماء  مرشحين   لحث الناخبين على التصويت لهم ، وبدأ مسؤولون  في الحكومة باطلاق تصريحات نارية من اجل مغازلة  مشاعر الناخبين واللعب على الاوتار الحساسة ، لاستقطاب  اكبر عدد   للتصويت لقوائمهم ..البعض حذر من استخدام  مسؤولين في السلطة  لمناصبهم من اجل الترويج لقوائمهم.. احزاب اخرى كانت اكثر عملية  في الترويج لها ، وذلك بتوزيع  مبالغ من المال اتهمت باستلامها من جهات خارجية  لشق طريق لها في الداخل  وبدا توزيعها  في المناطق الفقيرة  ،  200 دولار  للشخص الواحد، مبلغ لا يستهان به ولم يفصح  عن كون المبلغ دفعة واحدة  او اثنتين  مخافة من الحسد!  اما اخرون  فعمدوا الى اغراء  المواطنين بوعود  منحهم  وظائف  واخرون قدموا حصص مواد غذائية  ، وبعضهم  نزل للشارع  بقوة ، وذلك بتوزيع  النفط واسطوانات الغاز باسعار مخفضة  ،مازال اخرون يبحثون  عن صيغ ابداعية جديدة  من اجل تشجيع  الناخبين على التصويت ،  بدأ اخرون  الترويج لأنفسهم عن طريق دور العبادة .
الكل يعمل بجد  من اجل استقطاب  صوت المواطن   لحثه على الأدلاء بصوته ،مع ان نسبة لا يستهان بها مازالت حائرة بين ان تصوت ام لا  حتىكتابة  هذا المقال ،بسبب  الخشية  من حدوث اعمال  تخريب  او عنف في يوم الانتخابات .. اخرون يصفونها بالمزيفة حتى قبل ان تبدأ ، المهم ان يجدوا حجة لرسم صورة مأساوية عن الواقع.. الكل من حقه  العمل على الترويج  لقائمته ولكن في حدود القانون  الانتخابي ،  فهذه المرة الاولى  التي نشهد  فيها انتخابات  بدون ضغوط  نفسية  ولا استخباراتية ، فلن يجرؤ  احد على سحب  المواطن من ياخته او تهديده  في حالة رفض المشاركة في التصويت  وهنا تكمن المتعة  التي سيشعر بها   لان صوته مهم ،وبامكانه ان يسهم بدفع المرشحين للقمة  او بجعلهم يخسرون ، والاجمل من ذلك مراقبة الجميع وهم يتهافتون لأرضاء المواطن  وتقديم وعود  يتعهدون بايفائها،  وقد يصيبه الغرور جراء ذلك  ،لانه سيكون محط اهتمام الجميع بسبب حرمانه   من الشعور  بقيمة وجوده منذ زمن طويل ..
     
 من  المهم  ان يكون لكل  حزب او قائمة شعار خاص  في حملته الانتخابية للتعريف به  وتركيز صورته في اذهان الناخبين  عن  طريق تكرارها  المستمر ..
في احدى الحملات الانتخابية  في المانيا  قام حزب يتزعمه شاب في الثامنة عشر بأستقطاب الآلاف من الشباب في حملته الانتخابية باستخدام شعار غريب  وهو المكنسة    كاشارة لهدف الحزب  الرئيسي،  وهو اقصاء فئة المسؤولين المخضرمين  من السلطة لتحل مكانها حكومة  يقودها الشباب..
في يوم الاقتراع، حمل  مؤيدو هذا الحزب  المكانس  للتعبير عن تأييدهم للحزب  ،ونشطت ابان تلك الفترة  صناعة المكانس ،  ومع كل جهودهم  تلك ..خسروا  الانتخابات  ..
ا تمنى ان لايستخدم  احد هذا الشعار  لانه سيفجر ازمة  مكانس   ،وقد يثير هذا حفيظة  ربات البيوت  فيقاطعن الانتخابات تماشيا مع  من يهددون بمقاطعتها لأسباب مطاطية تطول  او تقصر  حسب مصالحهم الشخصية !!  وبذلك قد نخسر أصوات النساء اللائى يشكلن  نسبة  60% من عدد نفوس العراق، كما تفخر بذلك المنظمات النسائية ..  
 

كاتبة صحفية عراقية




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !